أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محمود عباس - مسرحية القمة العربية والإسلامية وخطاب الجولاني الفارغ














المزيد.....

مسرحية القمة العربية والإسلامية وخطاب الجولاني الفارغ


محمود عباس

الحوار المتمدن-العدد: 8468 - 2025 / 9 / 17 - 04:01
المحور: القضية الفلسطينية
    


1-
ما أبشع نفاق قادة الدول العربية والإسلامية، وما أفظع صمتهم المخزي، سنتان وشعب غزة يُذبح جوعًا وحصارًا، وأطفاله يُساقون دروعًا بشرية بيد حماس، فيما إيران توظّفهم وقودًا لمشاريعها الإقليمية، والتي كانت وراء مجزرة 7 أكتوبر، المؤدية إلى ما يحدث لشعب غزة، ولم يجرؤ أي من القادة على إدانة هذه الجريمة المزدوجة، بشكل مناسب، لم يتحركوا رغم المجازر والاغتيالات التي طالت قيادات حماس في طهران وغزة ولبنان ودمشق، واكتفوا بخطابات جوفاء وخدع دبلوماسية رخيصة.
لكن ما إن قصفت إسرائيل بناية متواضعة في أحد أحياء الدوحة الشعبية عاصمة قطر، حتى هبّوا إلى قمة عاجلة، وراحوا يتبارون في إطلاق تصريحات نارية وتهديدات جوفاء، وكأن المطلوب هو إدانة إسرائيل وحدها، والحقيقة أن الإدانة يجب أن تكون ثلاثية، لإسرائيل التي تواصل سياسة الحصار والقتل، ولحماس التي تضحّي بشعبها وتزج به في أتون الموت، ولإيران التي تتاجر بدماء الفلسطينيين في صراعاتها العبثية، وتركيا التي تهدم احتمالات الهدنة، وجودهم في القمة، وخطاباتهم الصارخة المليئة بالزيف والتحريض الخبيث، لا تذكّر إلا بالمثل القائل، "يقتلون القتيل ويمشون في جنازته" يتباكون على الضحية بألسنة ملطخة بدمها.
إن صمت القادة العرب والمسلمين عن حماس وإيران جريمة لا تقل فداحة عن عجزهم أو امتناعهم عن السعي لوقف الحرب وفرض هدنة مع إسرائيل، بل هو تواطؤ سافر يجعلهم شركاء في ذبح غزة، ويكشف أن القضية الفلسطينية لم تعد سوى ورقة في أسواق المزايدات، بينما الشعب وحده يدفع ثمن النفاق والخذلان.
وكما قال البائد معمر القذافي يومًا، "الدور جاي عليكم كلكم" وتستحقونها.
2-
كلمة أحمد الشرع في قمة الدوحة، التي روجت لها خديجة بن قنة بأمر من إدارة قناة الجزيرة، لم تكن أكثر من حبكةٍ إعلامية رقيقة، عدة جمل منمَّقة فارغة المضمون، ومع ذلك، فإنّ ما لم يُقلْ هو أثقل مما قيل؛ ثمة أسباب توضّح لماذا اقتصرت الكلمة على هذا القدر الضئيل، ولا يُعذر فيها، لا بالضغط الزمني ولا بشحّ الوقت. فالحدث الذي جمع رؤساءً وقادةً، والقصف الذي طاول بناية في حي شعبي، والقضية الفلسطينية نفسها، كلها تستدفئون نحو بيانٍ يخرج عن جلبة الشعارات الشكلية.
لكن ما ظهر لدى المتابع أنّ مسار الخطاب قد كُتب أو اجتزئ بموافقة أو على الأقل بتوافق مصلحي مع قوى كبرى، كي لا يزعج حسابات أوسع تُطبخ خلف الكواليس، مهمة دبلوماسية لقطر تُنجز، ومناورات لتطبيع علاقاتٍ إقليمية تُقرَّر بهدوء، وتصفْق لها على طاولات لا تُعرض كاميرات التلفزة عليها، أما الشرع فحُدِّدت خطوطه الحمراء بدقة، لا تجاوزات تثير أمورًا قد تُفتح بها أبواب التدقيق في ماضيه وفي ماضي وزرائه، ولا صياغات تُحرّك الحماس الشعبي السني على نحو يهدّد توازناتٍ إقليمية دقيقة.
الاختصار لم يكن مجرّد عجز أو انضباط زمني؛ بل هو تكتيك سياسي، فالخشية كانت من أن تجرّ كلمة أطول، أو أكثر جرأة، إلى فضح منهجية أيديولوجية متطرفة ترتكز على تجنّب الاعتراف بالآخر وتمييزه، وتحوّل الخطاب من مطلب إنساني إلى دعوة أيديولوجية تستغل معاناة الناس، وتقصر من عمره الزمني في السلطة، لذا طُوِّق الخطاب بصياغات عامة ومصقولة، كي لا تكشف ما في الصدور من مواقف تُجرّم الحوار وتُبرر العنف.
الخلاصة قاسية، ما عُرض للناس كان مسرحيةٍ دبلوماسية تُغطي على حساباتٍ أعمق، وكلمةٌ بهذه المساحة الفارغة، في مساحة هذا الخطر الإنساني، تُقرأ اليوم بوصفها علامةً لا على العجز فحسب، بل على توافقٍ سياسي يصطنع التضامن إعلاميًّا بينما يحتفظ بالصفقات الاستراتيجية خلف الستار.

د. محمود عباس
الولايات المتحدة الأمريكية
16/9/2025م



#محمود_عباس (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجولاني وسط الحوار المرئي، الحقائق تُكشف
- الكتلة الوطنية لماذا تتنكرون للفيدرالية وتعيدون إنتاج خوف ال ...
- قمة قادة العرب في قطر لحظة إعلان نهاية حماس
- لو أصاب القناص ترامب هل كانت أمريكا ستغزو العالم بالذكاء وال ...
- يُمنح الإرهابيون المنابر ويُحرم الكورد من مقعدهم في هيئة الأ ...
- تراجع شعبية إسرائيل وصعود المأزق الفلسطيني
- منطق القوة لا يرحم الكورد بين عجز المجلس الوطني وهيمنة الإدا ...
- منطق القوة لا يرحم الكورد بين عجز المجلس الوطني وهيمنة الإدا ...
- منطق القوة لا يرحم الكورد بين عجز المجلس الوطني وهيمنة الإدا ...
- هل تعطّلت مخرجات مؤتمر قامشلو؟ 2/2
- هل تعطّلت مخرجات مؤتمر قامشلو؟ 1/2
- الحكومة السورية الانتقالية بين خطاب الوحدة وممارسة التجزئة
- كوردستان وقادم الشرق الأوسط تحولات كبرى وصراع على المستقبل
- قسد بوابة خلاص سوريا من الاستبداد والإرهاب
- برلمان الجولاني شرعنة للتقسيم تحت قناع الديمقراطية
- لو أصاب القناص ترامب هل كانت أمريكا ستغزو العالم بالذكاء وال ...
- الجولاني بين وهم الأبدية وحتمية السقوط
- مؤتمر الرقة ورسائل الصراع غير المعلن بين أمريكا وتركيا
- هل صار الاستجداء هوية كردية؟
- لو أصاب القناص ترامب هل كانت أمريكا ستغزو العالم بالذكاء وال ...


المزيد.....




- رد فعل فنزويلا المحتمل على هجوم عسكري أمريكي.. خبير يوضح لـC ...
- لماذا يعتقد الألمان أن خبزهم هو الأفضل في العالم؟
- مصر.. أقر بتدخين الحشيش وكشف مع من.. مدير CIA الأسبق يشعل ضج ...
- سفن تابعة لخفر السواحل الصيني تعبر جزرا تديرها اليابان وسط ت ...
- تعبئة في فنزويلا ومادورو يتوعد بمواجهة -النهج الاستعماري-
- ائتلاف الإعمار والتنمية.. تحالف عراقي يقوده السوداني
- هذه هي المنتجات التي ترفض إسرائيل السماح بدخولها إلى غزة
- عالم أزهري: نهب تبرعات غزة -انتهازية إخوانية-
- هكابي يتحدث عن -سر- صمود خطة ترامب في غزة
- ضربة لم تكتمل.. تقرير يكشف بقاء -قلب- نووي إيران نابضا


المزيد.....

- الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين والموقف الصريح من الحق التاريخي ... / غازي الصوراني
- بصدد دولة إسرائيل الكبرى / سعيد مضيه
- إسرائيل الكبرى أسطورة توراتية -2 / سعيد مضيه
- إسرائيل الكبرى من جملة الأساطير المتعلقة بإسرائيل / سعيد مضيه
- البحث مستمرفي خضم الصراع في ميدان البحوث الأثرية الفلسطينية / سعيد مضيه
- فلسطين لم تكسب فائض قوة يؤهل للتوسع / سعيد مضيه
- جبرا نيقولا وتوجه اليسار الراديكالي(التروتسكى) فى فلسطين[2]. ... / عبدالرؤوف بطيخ
- جبرا نيقولا وتوجه اليسار الراديكالي(التروتسكى) فى فلسطين[2]. ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ااختلاق تاريخ إسرائيل القديمة / سعيد مضيه
- اختلاق تاريخ إسرائيل القديمة / سعيد مضيه


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محمود عباس - مسرحية القمة العربية والإسلامية وخطاب الجولاني الفارغ