أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - محمود عباس - قامشلو البوابة السياسية لوطنٍ يُعاد بناؤه














المزيد.....

قامشلو البوابة السياسية لوطنٍ يُعاد بناؤه


محمود عباس

الحوار المتمدن-العدد: 8502 - 2025 / 10 / 21 - 22:27
المحور: القضية الكردية
    


أولوية الحوار بين الهيئة الكوردية والحكومة السورية الانتقالية، نحو مسار وطني عقلاني.
من أكبر أخطائنا كحراكٍ كوردي، ومعنا قيادة قوات قسد في هذه المرحلة الحساسة، أننا لم نُحسن قراءة جدلية الحوارات السياسية، ولم نُحدّد بدقة الأطراف التي ينبغي أن يبدأ معها الحوار أولًا.
سمحنا، أو تساهلت قيادة قسد والإدارة الذاتية، بأن تترك للحكومة السورية الانتقالية حرية اختيار الطرف الذي تتحاور معه، فكانت النتيجة أن رجّحت الحكومة الحوار مع قسد لا انطلاقًا من رؤية وطنية، بل لغايات ذاتية تخدم مصالح قوى إقليمية.
وبذلك اختلط علينا مبدأ الأسبقية السياسية والوطنية بعامل القوة العسكرية، فغلب منطق السلاح على منطق الدولة والمصلحة العامة، وضاعت بينهما البوصلة الوطنية التي كان يجب أن تقود المشهد.
لقد تأثّرنا، دون وعي، بإغراء القوة أكثر مما تأثّرنا بضرورات السياسة ومسؤولية التمثيل الوطني، فكانت النتيجة أن اللقاءات الجارية بين قوات قسد والحكومة السورية الانتقالية جرت دون دراسة استراتيجية متكاملة، ودون إدراكٍ كافٍ لموقع سوريا الجديدة كدولةٍ متعددة القوميات والأديان والمذاهب، الأمر الذي جعل مسار الحوار متعثرًا ومرتبك الاتجاه.
كان من الأجدر أن تُقدَّم الهيئة المنبثقة عن مؤتمر قامشلو المنعقد في 26 نيسان 2025 باعتبارها الطرف الأنسب لبدء الحوار على أبعاد مختلفة عن حوارات قسد والحكومة، لأنها تمثّل أوسع طيف من القوى الكوردية، وفي الوقت ذاته تحمل رؤية وطنية جامعة تُخاطب جميع مكوّنات سوريا، وتظل قسد القوة الضامنة للحوارات.
فحوار هذه الهيئة مع الحكومة السورية الانتقالية ليس معنيًا بالقضية الكوردية وحدها، بل هو في جوهره مشروع وطني لإنقاذ سوريا وبناء دولتها الجديدة على أسس العدالة السياسية والاجتماعية.
لذلك، من الضروري أن تُوقف قوات قسد حواراتها المباشرة مع الحكومة مؤقتًا، عند النقطة التي بلغتها بعد اتفاقية 10 آذار، أو ما بلغتها اليوم، وتعويم الهيئة الكوردية لمسار التفاوض الوطني، حتى لا تتشتت الجهود أو تتعدد المرجعيات السياسية.
فـالحوار الوطني لا يدار بالعجلة أو بالمنطق العسكري، بل بتسلسلٍ مدروس يضمن حضور ممثل شرعي وموحّد باسم الشعب الكوردي، بل وجميع مكونات سوريا كوطن، يُفاوض الحكومة الانتقالية من موقع المبدأ لا من موقع الضرورة.
بعد مؤتمر قامشلو وتشكيل الهيئة الكوردية العليا، كان يجب على قيادة قسد أن ترتكز إلى اتفاقية 10 آذار، وأن تعلن هي والإدارة الذاتية، دعمها الكامل للهيئة، لأنها تمثّل الإطار السياسي الأوسع والأكثر شرعية للحوار مع الحكومة.
فالقضية هنا ليست عسكرية فحسب، بل قضية وجود قومي ووطني، تتعلق بتحديد موقع الكورد وسائر المكونات ضمن خريطة سوريا الجديدة.
إنّ معالجة الجانب السياسي أولًا تمنح الشرعية لأيّ اتفاقٍ لاحقٍ عسكري أو إداري، وتضمن أن يكون الاعتراف متبادلًا، لا تنازليًا.
حاولت الحكومة السورية الانتقالية وربما بإملاءات إقليمية، تجاوز الهيئة أو إضعافها، كمخطط لتهميش الحراك الكوردي سياسيًا وإعادة قضيته إلى الهامش التاريخي، كما جرى طوال القرن الماضي.
في المقابل، فإنّ منح الهيئة الكوردية الأولوية، من قبل قوات قسد والإدارة الذاتية، في الحوار مع الحكومة السورية الانتقالية سيحوّل هذا الحوار إلى منصة وطنية جامعة، تُبنى عليها الركائز الدستورية لسوريا المستقبل، ويُترجم ذلك في عقد اجتماعي جديد يعترف بحقوق جميع مكونات البلاد، ويُكرّس الفيدرالية اللامركزية كأساسٍ استراتيجيٍ لبناء دولةٍ متوازنةٍ حديثة.
على قوات قسد أن تُدرك أنّ مسار الاندماج أو الدمج العسكري الذي يجري الحديث عنه لا يزال غامض المعالم، وأنّ المضي فيه دون وضوحٍ سياسي سيترك المنظمات التكفيرية والإرهابية، التي ما تزال تحتل عفرين وكري سبي وسري كانيه، والتي أجرمت في الساحل والسويداء، بينهم مجموعات واسعة من فلول داعش، خارج سلطة الحكومة الانتقالية، تُدار من قوى خارجية لا تريد الخير لسوريا ولا لشعوبها.
وبذلك، فإنّ الاستعجال في الدمج دون حلٍّ سياسي شامل سيُفقد قسد دورها كقوة توازن وطني، ويمنح خصومها فرصة إعادة خلط الأوراق العسكرية.
إنّ قسد اليوم تمثل أحد أعمدة التوازن العسكري والسياسي في سوريا، فهي القوة التي تحدّ من الإرهاب، وتُسهم في حماية المصالح الدولية والإقليمية ضمن سوريا، كما تمسك بميزان القوى داخل الجغرافيا السورية المتشابكة، وإلى حد ما خارجها.
ولذلك فإنّ دورها يجب أن يُدار ضمن رؤية وطنية جامعة، لا كقوة منفصلة ولا كملحق عسكري لأي طرف.
لقد أصبحت غربي كوردستان، بحكم الواقع، من أهمّ المكونات الجيوسياسية في سوريا والمنطقة.
فما كان يُمارس من تعتيمٍ مقصودٍ ضد الشعب الكوردي لعقودٍ طويلة، استنزف طاقة الدولة السورية وأفقدها القدرة على النمو، مثلما فعلت الأنظمة الإقليمية المحتلة لأجزاء كوردستان، لذلك نأمل من الحكومة السورية الانتقالية ألا تعيد تجارب الماضي المؤلم مع الشعب الكوردي وقضيته.
ولولا تلك الذهنية العنصرية التي غيّبت المساواة، لكانت سوريا، ومعها دول الشرق الأوسط الأخرى، في حالٍ أفضل سياسيًا، واقتصاديًا، واجتماعيًا، وثقافيًا.
فربما لو اعترفت تلك الأنظمة منذ البداية بحقوق المكونات الوطنية الأخرى، لما انفجرت الثورات، ولما اندلعت موجات الدمار التي سُمّيت “الربيع العربي”.
إنّ التجربة السورية اليوم أمام فرصة تاريخية نادرة، فإما أن تُبنى على الاعتراف المتبادل والحوار الحقيقي بين جميع القوى الوطنية، وفي مقدمتها الهيئة الكوردية المنبثقة من مؤتمر قامشلو، وإما أن تسقط مجددًا في فخ الإقصاء والتهميش، لتتحول القضية السورية برمّتها إلى مأساةٍ جديدة تُضاف إلى سجل التاريخ المأزوم في الشرق الأوسط.

د. محمود عباس
الولايات المتحدة الأمريكية
21/10/2025م



#محمود_عباس (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حين يُقصى الكورد تموت فكرة سوريا
- أيّ سوريا نريد؟
- الدولة الكوردية من الحلم الثوري إلى الوعي المؤسسي
- الذكاء الاصطناعي سلاح الوعي الكوردي
- الشرق الأوسط في لحظة الحساب الكبرى
- الحكومة السورية الانتقالية تُقصي الكورد وتستدعي الاحتلال
- قسد تفجّر الصراع التركي–الأمريكي على سوريا
- رعب أنقرة من الوعي الكوردي
- بيان التحالف الأمريكي من أجل سوريا الديمقراطية
- إلغاء عيد نوروز تكفير مقنّع وإنكار صريح للقومية الكوردية
- لو أصاب القناص ترامب هل كانت أمريكا ستغزو العالم بالذكاء وال ...
- الشرق الأوسط الجديد بين أوهام سايكس–بيكو وحقائق الكورد المؤج ...
- لو أصاب القناص ترامب هل كانت أمريكا ستغزو العالم بالذكاء وال ...
- من غربي كوردستان إلى البيت الأبيض تجارة ترامب وأوهام أردوغان ...
- فضيحة الألف عام والألفي عام، ترامب يقرأ من كتاب أردوغان
- لو أصاب القناص ترامب هل كانت أمريكا ستغزو العالم بالذكاء وال ...
- من العشيرة إلى الأمة وليس العكس
- الكورد أصل الأرض وأكذوبة الهجرة سلاح البعث والجولاني
- ثلاثة محاور أساسية
- مسرحية القمة العربية والإسلامية وخطاب الجولاني الفارغ


المزيد.....




- الأمم المتحدة تطالب بتعزيز مساعدات الإيواء لغزة قبل الشتاء
- العراق: اعتقال متورطين في اغتيال مرشح للانتخابات البرلمانية ...
- إسرائيل تدعو كندا للتراجع عن نيتها اعتقال نتنياهو
- إسرائيل تدعو كندا للتراجع عن نيتها اعتقال نتنياهو
- اعتقالات واقتحامات وهجمات للمستوطنين بعدة مدن بالضفة
- صحف عالمية: انتهاكات إسرائيل بحق الأسرى والجثث الفلسطينية لا ...
- اعتقالات واقتحامات وهجمات للمستوطنين بعدة مدن في الضفة
- تصريحات ميرتس حول المهاجرين و-صورة المدن الألمانية- في عيون ...
- ”هدفنا العدالة وليس الانتقام”- محاكمة رجل بتهم جرائم حرب في ...
- اختراق طبي مذهل يُغيّر حياة المكفوفين ويُساعدهم على القراءة ...


المزيد.....

- “رحلة الكورد: من جذور التاريخ إلى نضال الحاضر”. / أزاد فتحي خليل
- رحلة الكورد : من جذور التاريخ إلى نضال الحاضر / أزاد خليل
- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - محمود عباس - قامشلو البوابة السياسية لوطنٍ يُعاد بناؤه