أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - ريان علوش - التوأم السيامي والمجدد الحمار أليخاندرو














المزيد.....

التوأم السيامي والمجدد الحمار أليخاندرو


ريان علوش
(Rayan Alloush)


الحوار المتمدن-العدد: 8512 - 2025 / 10 / 31 - 12:39
المحور: كتابات ساخرة
    


سألت المجدد الحمار أليخاندرو:
هل تعتقد بأن الدين يقف عائقاً أمام بناء الدولة ؟
أجابني بعد أن شنهق مطولاً: الدين في جوهره رسالة قيم وعدل ورحمة، لكن حين يستغل سياسياً يتحول إلى عامل انقسام، حيث يصبح الولاء للدين والمذهب وللزعيم الديني أهم من الولاء للوطن وللدولة وللقانون، وهذه الحالة تنتج مجتمعات متصارعة.
قلت: إذن نستطيع القول بأن تقديم الطائفي على الوطني سبباً رئيسياً في تعطيل إقامة الدولة ؟
أجابني: تماماً يا عين عمك، ففي هذه الحالة يتراجع مفهوم المواطنة ويصبح الوطن ساحة صراع على النفوذ، لأن المواطن الذي يرى وطنه من خلال طائفته لا يشعر بأن عليه واجباً تجاه أبناء وطنه المختلفين معه في الدين بأي واجب، بل تراه في حالتكم على سبيل المثال يفرح بموته ويدعو لذلك ويبحث عن كل مايسبب له التعاسة والفناء، وفي هذه الحالة تتفكك اللحمة الإجتماعية ويتحول الوطن ساحة لكسر عظم الآخر.
قلت: أجد بأن بناء الدولة الحديثة بوجود الأديان والمذاهب معضلة حقيقية!
عقب المجدد الحمار أليخاندرو قائلاً: عين عمك، ليس الأمر كذلك ، لكنه يصبح بهذا الشكل عندما يتحول الدين من رسالة أخلاقية إلى شعار سياسي ويصبح عامل تفرقة ، وهذا ما يجعل الناس تنفر منه معتقدين بأن المشكلة في الدين لكن الحقيقة هي باستخدامه وتوظيفه لمصالح سياسية.
سألته ماالمطلوب منا حالياً، لأننا نشعر بعجز تام لا براء منه.
أجابني مشنهقا: بالعكس يجب أن تتخلصوا أولا من هذه الفكرة السلبية التي تجعلكم تعتقدون بأنكم عاجزون عن أي فعل إيجابي.
المطلوب يا عزيزي وباختصار هو إعادة الدين الى مكانه الطبيعي أي مصدراً للقيم لا هوية للولاء السياسي، الدين هو أن تكون مخلصاً بعملك، أن تطالب بالعدالة والرحمة لغيرك قبل أن تطلبها لنفسك، ثم ختم قائلاً: حين يختلط الدين بالسياسة تصبح مؤسسات الدولة رهينة للعصبيات الطائفية حيث يعين المسؤول لا لكفاءته بل لولائه ولانتماءه المذهبي ، ولا يحاكم المواطن بالعدل بل بحسب هويته الطائفية.
إن تفضيل الإنتماء الديني والطائفي على الوطني لا يهدد وحدة المجتمع فقط، بل سينفي وجود الدولة التي ستتحول إلى مستنقعات طائفية تحكمها ميليشيات متصارعة .
سألته: كيف استطاع الغربي تجاوز ما نعاني منه، كيف استطاع أن تصبح فكرة الوطني جامعة والديني شأن شخصي ؟!
أجابني: يوجد فرق في بنية المجتمع في الغرب الدين بالنسبة لا يدخل في بنيته، بل هو يعتبر طارئ رغم محاولة ملوكهم ورجال الدين استغلاله لصالح إستمرار استبدادهم، لذلك كان الإتفاق على عقد اجتماعي ليس بتلك الصعوبة التي نراها لديكم.
أما في الشرق فالدين هوية تحتاج لعملية خطيرة لفصل التوأم السيامي الديني والوطني عن بعضهما.
خرجت غاضباً من الإسطبل ويائسا.
تساءلت: لماذا اولئك المفكرون كالمجدد أليخاندرو وزملائه يحملوننا مالاطاقة لنا به؟!
لماذا يعتقدون بأننا قادرون على التغيير.؟!
لماذا يجلسون في اسطبلاتهم العاجية ويلقون علينا ماالذي يجب علينا عمله ومالا يجب!!
لماذا يعتقدون بأن هذه مسؤوليتنا؟!
ثم لماذا يكتبون؟!
هل يظنون بأننا نقرأ، نحن لا نقرأ ، وإن قرأنا لا نفهم ، والدليل بأن كثيرون ممن قرأ وعقدنا عليه الأمل, لكن وفي أول امتحان له انضم إلى قطيعه الطائفي وبات يهاجم القطعان الأخرى التي يتواجد فيها نظرائه ممن خيبوا أملنا أيضاً.



#ريان_علوش (هاشتاغ)       Rayan_Alloush#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إكسير السعادة
- العصفورية السورية
- القافلة والكلاب
- الطشت الأموي
- كوارث شرقية
- كلاب الراعي الغريب
- طبق الكرامة
- لا تصالح
- من يحرر يقرر
- فول وطعمية
- انصار ومهاجرين
- لقد خدعني ذلك الوغد
- ذكريات من الحارة
- شرقي سلمية نصب( من مآسي الحرب في سوريا)
- قصص قصيرة
- القاتل المتسلسل
- حمولاتنا الثقيلة
- الحرب العالمية الثالثة
- لقد فات الآوان
- نباح قبل النوم


المزيد.....




- طبيبة نرويجية: ما شاهدته في غزة أفظع من أفلام الرعب
- -ذي إيكونومست- تفسر -وصفة- فنلندا لبناء أمة مستعدة لقتال بوت ...
- لن تتوقع الإجابة.. تفسير صادم من شركة أمازون عن سبب تسريح نح ...
- حزب الوحدة ينعى الكاتب والشاعر اسكندر جبران حبش
- مسلسلات وأفلام -سطت-على مجوهرات متحف اللوفر..قبل اللصوص
- كيف أصبح الهالوين جزءًا من الثقافة السويسرية؟
- كيف يُستخدم علم النفس -الاحتيالي- كسلاح لقمع الإنسان وتبرير ...
- لندن تحتضن معرضاً لكنوز السعودية البصرية لعام 1938.. وأحفاد ...
- -يوميات بوت اتربى في مصر- لمحمد جلال مصطفى... كيف يرانا الذك ...
- كيف كشفت سرقة متحف اللوفر إرث الاستعمار ونهب الموارد الثقافي ...


المزيد.....

- رسائل سياسية على قياس قبقاب ستي خدوج / د. خالد زغريت
- صديقي الذي صار عنزة / د. خالد زغريت
- حرف العين الذي فقأ عيني / د. خالد زغريت
- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - ريان علوش - التوأم السيامي والمجدد الحمار أليخاندرو