أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - ريان علوش - طبق الكرامة














المزيد.....

طبق الكرامة


ريان علوش
(Rayan Alloush)


الحوار المتمدن-العدد: 8372 - 2025 / 6 / 13 - 15:14
المحور: كتابات ساخرة
    


كنا سبعة رجال في قبو القصر، ولم يكن تجمّعنا في تلك الصالة بمحض الصدفة بل كان بدعوة من سيدنا الجديد الذي أكد لنا بأنه دعانا للوليمة تكريما لنا على مؤازرته والوقوف معه عندما قرر الإستيلاء على القصر.
كنا نحن السبعة من مشارب مختلفة، وحسب ما نمي إلينا بأن دعوتنا كأشخاص كانت رمزية، والغاية منها تكريم كل من ننتمي إليه، لكن وبسبب ضيق المكان قرر سيدنا الجديد الإكتفاء بدعوتنا نحن فقط، أي كنا عبارة عن مؤتمر مصغر لمجتمع المملكة.
كان الحر شديد في الصالة، فهي ورغم أنها تقع ضمن بناء القصر إلا أنها أشبه بمعتقل خال من التهوية لدرجة أننا اضطررنا لخلع بعض من ملابسنا.
لم نكن نحن السبعة على وفاق لأن ما صنعه الحداد من جدران منذ قديم الزمان كانت تفصل بيننا وتجعلنا أعداء متربصين لبعضنا البعض، وكان كل منا متقوقعا في زاويته، وقد أسند ظهره إلى الجدار خوفا من غدر صحبه.
تسللت من الصالة متجها نحو الأعلى أي نحو بهو القصر لأستطلع المكان، وفي الصالة كان ثمة وليمة أخرى، حيث تحلق حول طاولة كبيرة بعض الرجال من أصحاب الكروش المتضخمة، و كان أمامهم طبق كبير مملوء بما لذ وطاب، وكانت طريقة تناولهم للطعام مقززة أقرب لمشهد اغتصاب.
تمعنت في سحناتهم، يا إلهي، لقد عرفت بعضهم، ماالذي يفعلونه هنا؟!
أحدهم كان سيدي القديم، وسيدي القديم هذا كان مالكا للقصر، وقد قام قبل سنوات بقتل ولدي الوحيد أمام عينيّ، ومن ثم اتخذ من زوجتي خليلة بعد أن خصاني.
عدت للتساؤل بحيرة عن سبب دعوته إلى وليمة قيل بأنها تكريما لنا؟! وتساءلت عن سر ذلك فنحن قد سمعنا بأنه فر خارج المملكة بعد أن استولى سيدنا الجديد على القصر!!
عدت إلى القبو متسللا قبل أن يكتشف الحراس أمري، ومن ثم حاولت وضع زملائي الأعداء بالصورة، صورة تواجد سيدنا الفار في القصر.
سخر مني الزملاء غير مصدقين، مدعين بأن الجوع قد أثر على حواسي، وبأن ما ادعيته مستحيل، وهذا يخالف ما عاهدنا عليه زعيمنا الجديد الذي وعدنا بإعادة ذكورتنا وكراماتنا المهدورة.
أحضر الحراس طبق الكرامة فتحلق حوله الرجال العراة، وقبل أن يبدؤوا بالتهام ما يحتويه تفحصته واكتشفت بأنه ليس بطبق، إنما قصعة يقدم فيها الطعام عادة للمساجين والجنود.
كانت القصعة تحتوي على بقايا طعام من أرز وبرغل وخضار وبعض العظام.
حاولت مرة أخرى أن أبين لهم بأن هذه قصعة وليست طبق، وبأن ما تحتويه مهين لكرامتنا.
سخر الزملاء مني مرة أخرى، وقهقهوا بشبق بعد أن طلب مني أحدهم بأن أخرس ناعتا إياي بالخصي.
عدت إلى زاويتي، ولم أهتم بما نعتني به لأننا جميعآ كنا خصيان ، ولكل منا قصة مؤلمة، لكننا نكابر لا نعترف بذلك.
أخذ صوت الرجال يعلو شيئا فشيئا بعد أن بدؤوا يتصارعون على محتوى القصعة التي فرغت تمامآ إلا من عظمة متوسطة الحجم، والتي أمسكها اثنان كل منهما يدعي بأحقيتها.
تعارك الإثنان بحقد، وكانت العظمة تنتقل من يد لأخرى بالتناوب إلى أن تمكن أحدهم من الاستيلاء عليها، ولشدة غضبه غرزها في عين خصمه اليسرى.
بعد أن غرزها تدفق الدم من عين خصمه الذي أخذ بالصراخ والبكاء، في الوقت الذي كان بقية الرجال يقهقهون بنشوة شامتين بالعين المفقوءة.
شماتتهم تلك كانت تعتبر طبيعية في عالم الخصيان، الذين يشمتون في كل مرة يتسبب أحدهم بالأذى لخصي ٱخر.



#ريان_علوش (هاشتاغ)       Rayan_Alloush#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا تصالح
- من يحرر يقرر
- فول وطعمية
- انصار ومهاجرين
- لقد خدعني ذلك الوغد
- ذكريات من الحارة
- شرقي سلمية نصب( من مآسي الحرب في سوريا)
- قصص قصيرة
- القاتل المتسلسل
- حمولاتنا الثقيلة
- الحرب العالمية الثالثة
- لقد فات الآوان
- نباح قبل النوم
- مجتمعات اخرطي
- أصحاب العمامات
- السوريون مرتزقة
- حمير الشرق
- نبوغ مبكر
- الماركسيون لا يمثلون الماركسية!!
- الضحية


المزيد.....




- ضربة معلم من هواوي Huawei Pura 80 Pro.. موبايل أنيق بكاميرات ...
- السينما لا تموت.. توم كروز يُنقذ الشاشة الكبيرة في ثامن أجزا ...
- الرِّوائي الجزائري -واسيني الأعرج-: لا أفكر في جائزة نوبل لأ ...
- أحمد السقا يتحدث عن طلاقه وموقفه -الغريب- عند دفن سليمان عيد ...
- احتفال في الأوبرا المصرية بالعيد الوطني لروسيا بحضور حكومي ك ...
- -اللقاء القاتل-.. وثيقة تاريخية تكشف التوتّر بين حافظ الأسد ...
- هنا رابط الاستعلام عن نتيجة مسابقة تعيين 20 ألف معلم مساعد ا ...
- فيلم -مجموعة العشرين-.. أول رئيسة أميركية تواجه تحديات صعبة ...
- راشد عيسى: الشعر رسالة جمالية تنتصر للفكر الإبداعي وتتساءل ع ...
- بوتين: روسيا تفتخر بتنظيم مسابقة -إنترفيجن 2025-


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - ريان علوش - طبق الكرامة