أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - ريان علوش - حمير الشرق














المزيد.....

حمير الشرق


ريان علوش
(Rayan Alloush)


الحوار المتمدن-العدد: 7970 - 2024 / 5 / 7 - 10:29
المحور: كتابات ساخرة
    


منذ أن وطأت حوافر الحمار أليخاندرو هذه الأرض المباركة _كما يسميها_ ارتسمت الدهشة على محياه حيث ظل يردد لفترة طويلة، و بطريقة أقرب إلى الهذيان:
لقد قلت لكم سابقا أن بإمكاننا العيش دون لُجُم ودون أرسن، انظروا إلى حمير هذه البلاد كيف وصلوا إلى مرحلة لا يحتاجون فيها لتلك الأدوات.
فيما بعد قرر الحمار أليخاندرو القيام بحملته المعنونة: لا للُّجم، لا للأرسن لحمير الشرق.
لاقت حملته هذه بعض المؤيدين من حمير هذه البلاد، بينما وقف الغالبية منهم موقف الحياد باعتبار أن الأمر لا يهمهم، وقد برروا ذلك قائلين:
إن حمير الشرق لهم ثقافات أخرى والأرسُن جزءا من ثقافتهم.
لكن أصعب ما واجهه أليخاندرو حقيقة كان محاولة اقناع أقرانه من حمير الشرق بالتخلي عن ارسنتهم ولُجمهم التي اصطحبوها معهم ، لأن الكثير منهم رفض ذلك بحجة أن هذه الأرسن تراثهم الذي لن يتخلوا عنه مهما كانت الظروف، إضافة إلى ان مجرد التفكير بالتخلي عنه سيؤدي إلى نبذهم من عشائرهم الحميرية المنتمين لها.
رغم ذلك لم ييأس أليخاندرو فبدأ بمرحلة جديدة من نضاله ضد ارسنة الحمير، وذلك بإقامة المعارض والاعتصامات المصحوبة بالصور والفيديوهات عن ضحايا الأرسنة في الشرق
كان التجاوب مخيبا للآمال خصوصا من قبل اقرانه القادمين من الشرق حيث ان اغلب من حضر كان يطوق رقبته برسن، أو يزين ظهره بسرج، وهذا ما أحرج الحمار اليخاندرو امام الصحافة التي تناولت الموضوع بسخرية.
في الأسبوع الماضي، وبعد أن تقدمت بطلب توظيف لأحد المعامل اصطحبت الحمار أليخاندرو كمترجم.
رحب صاحب المعمل بنا كثيرا باعتبار ان الحمار أليخاندرو بات حديث الساعة على الإعلام .
في البداية شرح لنا صاحب العمل عن ظروف العمل والمصاعب التي يواجهها جراء المنتوجات الرخيصة التي تصنع في دول الشرق الأقصى.
لكن أليخاندرو قاطعه متسائلا:
لقد فوجئت صراحة بوجود هكذا معمل في بلادكم لأني لم ألحظ أي حمار من حميركم يرتدي هكذا منتوجات!!
ضحك صاحب العمل ثم قال:
يا أليخاندرو إن منتوجاتنا ليست للاستهلاك المحلي، إنها للتصدير فقط.
عقب أليخاندرو قائلا:
و حسب ما اعلمه ان السياسيون ووسائل الإعلام في بلادكم يرددون ليل نهار عن خطورة هذه المنتجات وضرورة التخلص منها.
اجابه صاحب العمل مبتسما:
يا عزيزي دعك من السياسيين ومن الإعلام ، ما يقولونه شيئ، وما نفعله شيئ آخر، لأن جزء كبير من اقتصاد بلادنا قائم على تصدير هكذا منتجات.
بدأ قلبي يخفق بشدة بعد ان ترجم لي أليخاندرو ما قاله صاحب المعمل .
كان ذيله يهتز بعصبية عندما وجه له استفسارا أخيرا حول أكثر البلدان التي تستهلك هذه الأرسن واللُجم.
اشار صاحب العمل باصبعه على خريطة معلقة خلفه، ثم رسم أشبه بدائرة كبيرة تمتد من المحيط الاطلسي غربا حتى حدود الصين شرقا ثم قال :
إن هذه البلاد هي اكثر البلدان استيرادا للأرسن واللُجم، فالمستوردون ليسوا جهات رسمية فقط، وإنما أيضا جمعيات دينية وحتى سياسية أيضا.
خرجنا من المعمل بعد أن رفضت مباشرة العمل تضامنا مع أليخاندرو الذي فقد النطق ,وكأن الصدمة التي جلعت وجهه مكفهرا أخرسته.



#ريان_علوش (هاشتاغ)       Rayan_Alloush#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نبوغ مبكر
- الماركسيون لا يمثلون الماركسية!!
- الضحية
- أمارجي


المزيد.....




- على وقع صوت الضحك.. شاهد كيف سخر ممثل كوميدي من ترامب ومحاكم ...
- من جيمس بوند إلى بوليوود: الطبيعة السويسرية في السينما العال ...
- تحرير القدس قادم.. مسلسل صلاح الدين الأيوبي الحلقة 25.. مواع ...
- البعثة الأممية في ليبيا تعرب عن قلقها العميق إزاء اختفاء عضو ...
- مسلسل روسي أرجنتيني مشترك يعرض في مهرجان المسلسلات السينمائي ...
- عيد مع أحبابك في السينيما.. قائمة أفلام عيد الأضحى المبارك أ ...
- في معرض الدوحة للكتاب.. دور سودانية لم تمنعها الحرب من الحضو ...
- الرباط تحتضن الدورة ال 23 لجائزة الحسن الثاني لفنون الفروسية ...
- الإعلان الأول حصري.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 161 على قناة ا ...
- -أماكن روحية-في معرض فوتوغرافي للمغربي أحمد بن إسماعيل


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - ريان علوش - حمير الشرق