أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ريان علوش - الضحية














المزيد.....

الضحية


ريان علوش
(Rayan Alloush)


الحوار المتمدن-العدد: 7961 - 2024 / 4 / 28 - 17:06
المحور: الادب والفن
    


ذلك البيت المهجور لم يكن كذلك على الدوام فقد كان فيما مضى عامرا بأهله، فأهله هم أهلي هكذا يفترض باعتبار أن من كان يقطنه هو عمي أبو رمزي .
رمزي الملاك هكذا كانوا يلقبونه أهل القرية لشدة وسامته.
في المدرسة كان مدرسنا هو من أطلق علي لقب شنتير أبو ريحة، والذي بات لقبي الوحيد الذي أكنى به، وبقدر ما كان يشيد برمزي، بقدر ما كان يقرعني نتيجة علاماتي المتدنية، والرائحة التي تصدر مني، والتي كانت سببا في طردي من الصف عدة مرات.
والدتي توفيت أثناء ولادتي بسبب كبر راسي، الأمر الذي أدى إلى إختفاء والدي حزنا عليها، وهروبا مني ( هكذا قال لي جدي) و لهذا كان أهل القرية يعتبرونني نحسا على القرية وعليهم تجنبي.
لم يكن جدي منصفا عندما أهدى الطابة الملونة لرمزي، والتي كانت سببا بقضمي لأظافري، وكان قضم أظافري سببا إضافيا للمزيد من التقريع من قبل مدرسي الظالم.
وحده رمزي لم يكن يشعر بالفارق بينه وبيني، حيث كان يعتبرني صديقه العزيز و الوحيد.
مع إقترابنا من العاشرة كنت أبدو كظله عندما تكون الشمس في كبد السماء، ولذلك كنت أبتعد عن التواجد معه في الأمكنة العامة، فنظرات أهل القرية لا ترحم خصوصا أولئك النسوة الحوامل، واللواتي كن يقرصن بطونهن بيد، ويمسدن شعره بيد أخرى، بينما كن يشحن النظر عني بقرف عندما تقع عيونهن عليٌٓ.
في ظهيرة ذلك اليوم أحضر رمزي كرته، فأقنعته بأننا لو نذهب إلى جانب جب أبو سامح فسيكون اللعب أمتع.
كان رمزي يسبقني بعشرات الأمتار عندما أنطلقنا فالكساح كان يعيقني عن مجاراته.
لم تكن دقة إصابتي للهدف يوما كما كانت عليها في ذلك اليوم فمن الركلة الثالثة باتت الكرة في قاع البير، فقلت له على الفور: كما ترى ساقاي القصيرتان لن تساعداني على النزول فأجاب بلا تردد :لا تهتم سأحضرها حالا، وما زال صوت إرتطامه في أسفل البير يطن في أذني حتى الآن.
عندما وضعه رجال القرية في ساحة المنزل كان جثة هامدة، فهرعت إلى الإسطبل وبدأت أرقب المشهد .
كانت النسوة قد تحلقن حوله ينتحبن بصوت عال، ثم بدان بتمزيق ثيابهن، و كانت هذه هي المرة الأولى والأخيرة التي أرى فيها الأثداء .
كان صوت نحيب الرجال لا يقل عن نحيب نسائهم، و حتى المختار لم يستطع تمالك نفسه فبدا منظره مضحكا.
قلب عمي لم يستطع احتمال فراق ولده الوحيد فغدت الجنازة جنازتان.
بعد وفاة جدي ونزوح زوجة عمي بت أنا سيد المنزل، والآن وبعد مرور أكثر من عشر سنوات على تلك الحادثة مازال أهل القرية يتجنبوني، ومازالوا يلقبوني بأبي ريحة، ومازلت أحتفظ بكرة رمزي الذي أشتاقه أحياناً.



#ريان_علوش (هاشتاغ)       Rayan_Alloush#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أمارجي


المزيد.....




- من قال إن الفكر لا يقتل؟ قصة عبد الرحمن الكواكبي صاحب -طبائع ...
- أروى صالح.. صوت انتحر حين صمت الجميع
- السعودية تخطط لشراء 48 فدانا في مصر لإقامة مدينة ترفيهية
- هل يشهد العالم -انحسار القوة الأميركية-؟ تحليل فالرشتاين يكش ...
- التمثيل النقابي والبحث عن دور مفقود
- الفنان التونسي محمد علي بالحارث.. صوت درامي امتد نصف قرن
- تسمية مصارعة جديدة باسم نجمة أفلام إباحية عن طريق الخطأ يثير ...
- سفارة روسيا في باكو تؤكد إجلاء المخرج بوندارتشوك وطاقمه السي ...
- كتاب -رخصة بالقتل-.. الإبادة الجماعية والإنكار الغربي تحت مج ...
- ضربة معلم من هواوي Huawei Pura 80 Pro.. موبايل أنيق بكاميرات ...


المزيد.....

- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ريان علوش - الضحية