أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - ريان علوش - مجتمعات اخرطي














المزيد.....

مجتمعات اخرطي


ريان علوش
(Rayan Alloush)


الحوار المتمدن-العدد: 7985 - 2024 / 5 / 22 - 17:31
المحور: كتابات ساخرة
    


إن أول معلم لنا بالكذب والادعاء هي كتب التاريخ، فلو فتحنا أي كتاب تاريخ مدرسي وقرأنا بين السطور سيفضح مؤلفه الكذب والادعاء، فيما يتعلق بتاريخنا وتاريخ أجدادنا، وهذا ما استمر معنا إلى ما بعد المدرسة، لأن أغلب روايتنا عبارة عن كذب وادعاء خصوصاً فيما يتعلق بتاريخنا، فرغم التقدم الواضح بالتكنولوجيا والانترنت، إلا أننا ما زلنا نكذب ونزور تاريخنا بتواطئ فيما بيننا، فجميعنا أبطال كأجدادنا، وجميعنا ثوار كآبائنا.
في المدرسة كان الاخرطي على أشده، لدرجة أن السقف كان يتصبب عرقاً علينا خجلا من رواياتنا، فجميع الطلاب كانوا يروون متأثرين بكتاب التاريخ عن بطولات أجدادهم في فتح البلاد، وفي مقاومة المستعمرين، وبشجرات عائلاتهم التي غالبيتها إما قرشي أو تعود بالنسب لآل البيت، ولا أعرف حقيقة سبب هذا التمسك بذلك النسب المخجل، ولا أعرف إصرارهم على نسب أنفسهم للقوي الظالم، الجبار المتغطرس، وتجاهلهم للضحايا الضعفاء المهمشين، وكأن لا وجود لهم رغم أنهم الأغلبية.
وحدي أنا كنت صامتاً، مستمعا لما يرويه التلاميذ عن بطولات أجدادهم، فأنا لا أعرف شيئاً عن تاريخ جدي، ولم أسأله يوما رغم إني أحبه لأنه كان طيباً جداً، لكن في ذلك اليوم قررت أن أسأله لأشارك زملائي واحدثهم عن بطولاته.
في اليوم التالي طلبت من جدي أن يروي لي قصة حياته، فرواها بشيى من التفصيل، وكانت روايته مخيبة للأمال، إذ لا يوجد فيها أي شيء مثير أو يدعو للفخر، فسألته : هل قابلت الأمير يوما؟!
أجابني بنعم، وهنا سررت بجوابه الذي جعلني أتذكر مارواه محمد الماغوط ذات يوم عن بطولته مع الأمير الذي وعندما هم بضربه بسوطه امسكه وأوقعه أرضاً، ثم فر إلى غير عودة.
لم ندقق برواية الماغوط تلك، ولا نستطيع نسبه لمجتمع اخرطي، لأنه كاتب، والكاتب له أن يسرح بخياله ويحق له مالا يحق لغيره.
نعود إلى جدي الذي طلبت منه سرد تفاصيل لقائه مع الأمير، فقال: ذات يوم وبينما كنت في السوق مرت عربة الأمير يرافقه الأعوان من كلا الطرفين، وفجأة توقفت العربة بسبب غرز أحد دوالبيها في جورة مياه، فطلب أعوانه من المارة دفعها
قاطعته متسائلاً: وبالتأكيد رفضت ذلك؟
نظر جدي نحوي باستغراب، ثم قال: وكيف لي أن ارفض والسوط كان يفرقع في الهواء ؟!
كرهت جدي بعدها بسبب خنوعه، وحقدت على الأمير بسبب تجبره.
في اليوم التالي صادفت حفيد ذلك الأمير في الشارع، فافتعلت معه مشكلة بدون سبب، وضربته بقسوة انتقاماً لجدي، ففر أمامي كجرذ، فقلت لنفسي: بالتأكيد كان جده جبانا مثله، لكن خنوع جدي جعله يبدو كبطل.
نعود إلى المدرسة واجتماع اخرطي، حيث كان دوري بالتحدث عن بطولات جدي، فرويت ما رواه لي، لكن وبعد أن وصلت لتفصيل دفع العربة قلت: وعندما طلب أعوان الأمير من المارة دفع العربة، رفض جدي القيام بذلك، الأمر الذي دفع بالأعوان للهجوم عليه، وكان جدي بطل حقيقي، حيث كان يصرع الأعوان أرضاً، إما بضربة من قبضته أو بلسخة من بريمه، وعندما وقف وجها لوجه أمام الأمير، أعجب به الأمير، وقال له: سأعينك مستشاراً لي.
وبالفعل بات جدي أحد الأعيان، بعد أن أهداه الأمير مئات الدونمات ، والذي ما زلنا نحتفظ ببعضها.
كان زملائي ينصتون لي بحماس ، ولم يكذبني أحد، لأن لكل منهم رواية شبيهة بروايتي.



#ريان_علوش (هاشتاغ)       Rayan_Alloush#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أصحاب العمامات
- السوريون مرتزقة
- حمير الشرق
- نبوغ مبكر
- الماركسيون لا يمثلون الماركسية!!
- الضحية
- أمارجي


المزيد.....




- بسام كوسا يبوح لـRT بما يحزنه في سوريا اليوم ويرد على من خون ...
- السعودية تعلن ترجمة خطبة عرفة لـ20 لغة عالمية والوصول لـ621 ...
- ما نصيب الإعلام الأمازيغي من دسترة اللغة الأمازيغية في المغر ...
- أمسية ثقافية عن العلاّمة حسين علي محفوظ
- ثبتها الآن.. تردد قناة روتانا سينما 2024 على نايل سات واستمت ...
- عروض لأفلام سوفيتية وروسية في بوينس آيرس
- -مصر القديمة.. فن الخلود-.. معرض لقطع أثرية مصرية في سيبيريا ...
- آخر ما نشره -نعم.. الموت حلو يا أولاد-.. كتاب وفنانون ينعون ...
- مطالبات واسعة في مصر لإلغاء حفل مطربة كندية شهيرة لهذا السبب ...
- ناشرون تحت المقاطعة: سوق الترجمة الإسرائيلي في مهب الحرب على ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - ريان علوش - مجتمعات اخرطي