أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - ريان علوش - لا تصالح














المزيد.....

لا تصالح


ريان علوش
(Rayan Alloush)


الحوار المتمدن-العدد: 8341 - 2025 / 5 / 13 - 14:25
المحور: كتابات ساخرة
    


كنا بالابتدائية عندما سألني صديقي: هل تعلم بأن الجزر يقوي النظر؟
سألته: هل هذا يعني بأن علينا أن نأكل كل يوم جزرة أو أكثر؟
أجاب بلهجة العارف: ولكن لا تتحقق منه الفائدة إلا إذا كان عصيراً.
علقت مستغرباً: وهل يعصر الجزر؟!
أجابني: نعم ويوجد ٱلة خاصة لذلك.
قلت: إذن علينا منذ الآن فصاعداً أن نقلع عن شراء البوظة والقرمشلية والمصاصات، وأن نشتري عصير جزر فقط.
تنهد صديقي ثم قال: ولكن للأسف ثمنه غالِ لن نستطيع شرائه.
قلت له: إذن علينا الإنتظار حتى يأتي العيد.
علق قائلاً: ولكن العيد لن يأتي إلا بعد عدة شهور.
أطرق صديقي قليلاً كأنه يبحث عن حل، ثم قال وكأنه وجدها: ولكننا نستطيع أن نشتري كأسا واحدة مناصفة فيما بيننا.
أعجبتني الفكرة، فوافقت دون شروط.
في اليوم التالي زحفنا باتجاه دكان الإدلبي الواقع في وسط المدينة.
كنا نتبادل الرشفات، وعندما كان أحدنا يرشف، كان الآخر يمسك الكأس بيده كي لا يرشف أكثر من المتفق عليه.
في طريق العودة بدأ امتحان النظر ، فسألني: هل ترى تلك الشجرة البعيدة؟!
أجبته بنعم، ثم وجهت سؤالاً مماثلاً: هل ترى ذلك العمود أعلى سطح ذلك المنزل؟
أجابني بنعم، ثم وجه لي سؤال، ورددت بٱخر إلى أن سألته: هل ترى ذلك الطير الذي يطير فوق الغيوم؟
توقف صديقي عن السير فجأة، ثم نظر نحوي بغضب مدعياً بأنه لا يرى شيئاً ، وقد رد ذلك إلى أنني غششته وشربت من العصير أكثر مما شرب.
تشابكنا في الشارع وتلابطنا إلى أن فضوا بيننا المارة.
بعدها انقطعت علاقتي بصديقي، حيث كنا وما أن يلمح أحدنا الآخر حتى نبدأ بالتضارب بالحجارة عن بعد، و بعد أن كبرنا قليلاً كان التجاهل سيد الموقف.
منذ مدة وقعت عيني على صفحته على الفيسبوك كأحد الأصدقاء المقترحين، فتوقفت قليلاً عند صفحته، وتذكرت أيام الطفولة وقصة عصير الجزر وسبب ابتعادنا، وقلت لقد حان الوقت لأصارحه بالحقيقة ، وبأنني كذبت بقصة الطائر فوق الغيوم كي نخفف من حدة العداء بيننا.
ما إن كبست زر الإضافة حتى انهالت علي وابل من الشتائم على الخاص، تارة متهماً إياي بأنني غششته، وأخرى بأنني السبب في اضطراره لارتداء نظارة سميكة.
لم أستطع تحمل شتائمه فرددتها بأفضل منها.
أكثر من عشر دقائق من الشتائم المتبادلة استحضرنا فيها كل بذاءات الطفولة التي اعتقدت بأننا قد نسيناها، و لم تتوقف تلك المعركة إلا بعد أن بلغت عن صفحته، وبعد أن تم حظري من قبله.



#ريان_علوش (هاشتاغ)       Rayan_Alloush#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من يحرر يقرر
- فول وطعمية
- انصار ومهاجرين
- لقد خدعني ذلك الوغد
- ذكريات من الحارة
- شرقي سلمية نصب( من مآسي الحرب في سوريا)
- قصص قصيرة
- القاتل المتسلسل
- حمولاتنا الثقيلة
- الحرب العالمية الثالثة
- لقد فات الآوان
- نباح قبل النوم
- مجتمعات اخرطي
- أصحاب العمامات
- السوريون مرتزقة
- حمير الشرق
- نبوغ مبكر
- الماركسيون لا يمثلون الماركسية!!
- الضحية
- أمارجي


المزيد.....




- العراق يواجه خطر اندثار 500 لهجة محلية تعكس تنوعه الثقافي ال ...
- رحيل الفلسطيني محمد لافي.. غياب شاعر الرفض واكتمال -نقوش الو ...
- موعد نزال توبوريا ضد أوليفيرا في فنون القتال المختلطة -يو إف ...
- الليلة..الأدميرال شمخاني يكشف رواية جديدة عن ليلة العدوان ال ...
- أعظم فنان نفايات في العالم أعطى للقمامة قيمتها وحوّلها إلى م ...
- “أحداث مشوقة في انتظارك” موعد عرض المؤسس عثمان الحلقة 195 ال ...
- نتيجة الدبلومات الفنية 2025 برقم الجلوس فور ظهورها عبر nateg ...
- صدر حديثا : محطات ديوان شعر للشاعر موسى حلف
- قرنان من نهب الآثار التونسية على يد دبلوماسيين برتبة لصوص
- صراع الحب والمال يحسمه الصمت في فيلم -الماديون-


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - ريان علوش - لا تصالح