ريان علوش
(Rayan Alloush)
الحوار المتمدن-العدد: 8444 - 2025 / 8 / 24 - 17:43
المحور:
كتابات ساخرة
في مشهد مهيب كانت القافلة تنهب الدرب غير عابئة بما يجري من حولها، وكانت تتبعها مجموعات من الكلاب تحاول اللحاق بها، لكنها لم تكن تنبح عليها ، بل كانت تتبعها لاعتقادها بأنها جزء من تلك القافلة وبأن مهمتها هي حراستها وإيصالها إلى هدفها بسلام، وقد رد البعض هذا التغير الذي طرأ على سلوك الكلاب إلى التغير المناخي، و ٱخرون قالوا بأن رواية القافلة تسير والكلاب تنبح ماهي إلا رواية كاذبة كغيرها من الروايات التاريخية، موضحين بأن الكلاب لم تكن تنبح على القافلة، وإنما كانت تنبح على كل من يحاول اعتراض القافلة، أو على من يحاول معرفة من بداخلها أو حتى على من كان يطرح السؤال :إلى أين؟!
كانت تلك الكلاب مشردة هزيلة (والتي نطلق عليها عادة كلاب جعارية) بالكاد تقوى على السير من شدة الجوع والعطش، و كانت تعتمد بغذائها على ما يرميه لهم ركاب القافلة من بقايا طعام، و هنا كانت تنشب فيما بينهم معارك دامية لأن كل منهم يدعي بأنه الأحق بالطعام لأنه الأقرب والأوفى للقافلة.
وصلت القافلة إلى مبتغاها، عبرت بوابة ضخمة، وعندما وصلت الكلاب وجدت أن البوابة قد أُغلقت فحاول البعض منهم الدخول عن طريق التسلق على الجدران إلا أنهم فشلوا، فقرروا أن يبقوا أمام البوابة لأنهم مازالوا يعتقدون بأنهم جزء من القافلة، رغم وجود بعض العظام والجماجم لكلاب سبقتهم، و الذين كانوا يعتقدون أيضاً بأنهم جزء من القافلة.
#ريان_علوش (هاشتاغ)
Rayan_Alloush#
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟