أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - حازم كويي - زوهران ممداني: «الاشتراكي الذي يريد أن يغيّر نيويورك»















المزيد.....

زوهران ممداني: «الاشتراكي الذي يريد أن يغيّر نيويورك»


حازم كويي

الحوار المتمدن-العدد: 8512 - 2025 / 10 / 31 - 00:47
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


قد يصبح زوهران ممداني رئيس بلدية نيويورك المقبل، إذ يسعى لجعل الحياة في أغلى مدينة في الولايات المتحدة أكثر قدرة على التحمل.

ماكس بوهنِل*
ترجمة: حازم كويي

«شيوعي! شيوعي!» ـ نادراً ما يسمع المرء مثل هذا الصراخ الغاضب عبر الشارع في حي " Upper East Side" الراقي بمانهاتن. تصرخ السيدة المسنّة مرة أخرى: «شيوعي!»، وقد بدا عليها الغضب الشديد، وصوتها يوشك أن يختفي من الانفعال. في الجهة المقابلة، كان رجل شاب بلحية ويرتدي بدلة وربطة عنق يستعد لركوب دراجة استأجرها للتو من محطة الدراجات. إنه النجم اليساري الصاعد زوهران ممداني. يلتفت نحوها ويرد بابتسامة: «أنا راكب دراجة»، وكأنها قافية على تهمتها، ثم يعتلي دراجته الزرقاء الفاتحة من نوع « Citi Bike» وينطلق مبتعداً.
شاب آخر شاهد المشهد وحاول تهدئة الموقف قائلاً: «إنه اشتراكي ديمقراطي، وليس شيوعياً، يجدر بك أن تعرفي ذلك». لكن السيدة كانت قد استدارت وغادرت المكان وهي تلوّح بيديها بانفعال، لتُسمَع للمرة الأخيرة تصرخ: «إنه شيوعي!».

في الأسابيع الأخيرة، لم تتكرر مثل هذه الحوادث إلا نادراً. خلال جولة له في إحدى الحافلات للترويج لمقترحه بشأن المواصلات المجانية، صرخ أحد الركاب في وجهه أيضاً: «شيوعي!». بعض سكان نيويورك بصقوا أمامه. لكن تلك المواقف تبقى استثناءات.
في معظم الأحيان، يستقبله الناس بحرارة، يطلبون التقاط صور «سيلفي» معه، ويفتحون له قلوبهم للحديث عن مشاكلهم. يربّت على الكلاب، يصافح الجميع، ويبتسم للكاميرات دون تكلّف.
لكن الأهم من ذلك: أن ممداني، البالغ من العمر 33 عاماً، يُصغي جيداً. لا يكتفي بإلقاء الخطب ـ حتى خصومه يعترفون بذلك. كبار رجال الأعمال والمصرفيين في نيويورك وصفوه في تصريحات لصحيفة نيويورك تايمز بأنه «جذاب، ذكي للغاية، وقبل كل شئ، صادق».

تقدّم ممداني
تشير أحدث استطلاعات الرأي إلى أن الاشتراكي الديمقراطي يتقدّم بفارق واضح على منافسيه. وفقاً لبيانات جامعتي كوينيبياك وسيينا كوليج، يحافظ ممداني على نسبة دعم مستقرة تبلغ نحو 45٪ من الناخبين.
أما أندرو كومو، حاكم الولاية السابق، فرغم انتمائه للحزب الديمقراطي، يخوض السباق كمستقل بعد خسارته أمام ممداني في الانتخابات التمهيدية. يسعى كومو إلى النأي بنفسه عن الجناح اليساري للحزب ومحاولة استقطاب الناخبين المحافظين والجمهوريين. وتشير التقديرات إلى حصوله على نحو 25٪ من الأصوات، فيما يأتي المرشح الجمهوري كرتيس سليوا في المرتبة الأخيرة بفارق كبير.
ويبدو أن ممداني يواصل التفوق بين الناخبين الشباب وغير البيض، تماماً كما حدث خلال الانتخابات التمهيدية. في المقابل، يعتمد كومو على دعم الناخبين الأكبر سناً والأكثر اعتدالاً.
وبحسب مراقبين، ما لم تقع أزمة كبرى في حملته – وهو أمر غير متوقع بفضل فريقه المنظم والمحنك – فإن ممداني مرشّح بقوة لأن يُنتخب في 4 نوفمبر المقبل عمدةً لأكبر مدينة في الولايات المتحدة، بل ولأشهر عاصمة للرأسمالية في العالم.
لكن ما هو «الرصيد السياسي» الذي يمتلكه ممداني فعلاً؟ وهل يمكن تنفيذ مقترحاته الإصلاحية التي تتمحور حول جعل المعيشة ميسورة التكلفة؟
يقدّر ممداني الكلفة الإجمالية لبرنامجه بنحو عشرة مليارات دولار، تشمل خططاً لتوفير رعاية أطفال مجانية ونظام نقل بالحافلات دون رسوم. ويقترح تمويل هذه المبادرات عبر زيادة الضرائب على الشركات والأثرياء في نيويورك.
أما ثالث أولوياته في الإصلاح فيتعلق بملف الإيجارات: إذ يعتزم تجميد الإيجارات في نحو مليون وحدة سكنية خاضعة لنظام ضبط الأسعار، بهدف حماية المستأجرين من الارتفاعات المتواصلة في كلفة السكن.
المحافظون بدأوا منذ الآن بدق ناقوس الخطر. فهم يحذرون من أن رفع الضرائب سيؤدي إلى هروب المستثمرين والأثرياء من المدينة، مما سيُضعف القاعدة الضريبية لنيويورك. أما شركات العقارات فتقول إن تجميد الإيجارات سيجعل المالكين عاجزين عن صيانة مبانيهم. في هذه الأثناء، يلوذ ممداني وفريقه الاستشاري، الذي يُقال إنه بدأ فعلياً التحضير لتسلّم المنصب، بالصمت والتكتّم الإعلامي، متجنبين الظهور أمام الصحافة والفضوليين.
رغم ذلك، فإن اهتمام اليسار العالمي بمشروع ممداني كبير جداً. فقد زارت إينِس شفيردتنر، الرئيسة المشاركة لحزب اليسار الألماني (Die Linke)، نيويورك في أكتوبر الماضي، حيث تابعت الحملة الانتخابية بدعوة من مؤسسة روزا لوكسمبورغ، إلى جانب ماكس شيرمر، رئيس فرع الحزب في برلين.
لاحظت شفيردتنر وجود تشابه لافت بين نيويورك وبرلين، مشيرة في حديثها إلى صحيفة(نويس دويتشلاند) الصادرة في برلين إلى أن آلاف المتطوعين يشاركون منذ شهور في حملات طرق الأبواب ـ تماماً كما حدث في الانتخابات البرلمانية الألمانية.
في المدينتين، تقول شفيردتنر، نجح التيار التقدمي في تحريك الشارع وتنظيم القواعد الشعبية. فكما في برلين، تشهد نيويورك أيضاً حركة قاعدية قوية تُعنى بمشاكل الناس اليومية ـ من الإيجارات إلى النقل العام ورعاية الأطفال. وتضيف أن حملة ممداني، المنتمي إلى منظمة الاشتراكيين الديمقراطيين في أمريكا (DSA) والمدعوم منها، تهدف إلى الحصول على ما لا يقل عن 50٪ من الأصوات لضمان تفويض شعبي قوي. «هذا الدعم سيكون ضرورياً لتنفيذ برنامجه الطموح»، تؤكد شفيردتنر.

صراع على قاعدة النفوذ
رغم التفاؤل، يبقى من غير المؤكد ما إذا كان ممداني سيتمكن فعلاً من بلوغ نسبة الـ50٪، خصوصاً بسبب الانقسام داخل النقابات العمالية في نيويورك. فبعض الأجهزة النقابية لا تزال متحفظة تجاه حركته. ومع ذلك، يحظى ممداني بدعم نقابات إصلاحية قاعدية مثل فروع من اتحاد عمال السيارات (UAW)، واتحاد معلمي نيويورك (UFT)، واتحاد موظفي الخدمات (SEIU) الذي يضم نحو 300 ألف عامل. هذه النقابات تمثل تياراً يسارياً يسعى إلى تجديد الخطاب العمالي، مع التركيز على السياسات الطبقية، وقضايا السكن، والعدالة المناخية.
في المقابل، يستطيع منافس ممداني، أندرو كومو، الاعتماد على مراكز القوة النقابية التقليدية، التي تمثل ما يصل إلى 600 ألف عضو، وتتمتع بجذور عميقة داخل الجهاز السياسي للحزب الديمقراطي. ومن بين هذه القوى، نقابة عمال النقل (TWU)، التي شلّت حركة نيويورك خلال إضرابها الشهير عام 2005، وتضم أكثر من 160 ألف عضو، ولا يمكن تصنيفها بوضوح ضمن أيٍّ من المعسكرين السياسيين الرئيسيين.
تقول غريس ماوسر، الرئيسة المشاركة لمنظمة الاشتراكيين الديمقراطيين في أمريكا (DSA) في نيويورك، والتي يبلغ عدد أعضائها حالياً نحو 17 ألف شخص، إن قضية "إمكانية تحمّل تكاليف المعيشة" كانت المفتاح الحقيقي لنجاح ممداني في الانتخابات التمهيدية.
وتضيف أنه قبل عام فقط، حين كان ترشّحه يُقابل بالسخرية، كانت من أوائل من أصرّوا على جعل هذا الملف محور الحملة. وتوضح:
«منذ البداية، انطلقنا من فرضية أن ممداني يمكن أن يستند إلى ثلاث ركائز أساسية: اليسار النشط الذي تقوده DSA؛ والمستأجرون في الشقق الخاضعة لضبط الأسعار، الذين يشكلون شريحة كبيرة من سكان المدينة؛ والناخبون المسلمون – وهي فئة شدّد زوهران منذ بداية حملته على أنها ظُلِمت طويلاً من قبل الطبقة السياسية».

ترامب يدخل على الخط
أما في المشهد الوطني، فقد أصبح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أحد أبرز خصوم ممداني السياسيين. فترامب، الذي نشأ في نيويورك وبنى فيها إمبراطوريته العقارية، يتبنّى سياسة عدائية تجاه مدينته السابقة. وقد وصف ممداني صراحةً بأنه «شيوعي»، محذراً إياه من تنفيذ تعهده بوقف عمليات احتجاز المهاجرين غير النظاميين إذا فاز بمنصب العمدة في نوفمبر المقبل. وقال ترامب مهدداً: «في هذه الحالة، سيتعيّن علينا اعتقاله».
كما روّج الرئيس شائعات تزعم أن ممداني يقيم في الولايات المتحدة بشكل غير قانوني، وهو ما ردّ عليه الأخير عبر منصة X( تويتر سابقاً) قائلاً:

«لن نرضخ لهذه التهديدات ولن نقبل بسياسة التخويف».
ومع ذلك، يشير محللون إلى أن صلاحيات العمدة محدودة للغاية في مواجهة الحكومة الفيدرالية في واشنطن، خصوصاً في مجالات الهجرة والأمن والتمويل العام.
مجلة «بوليتيكو» في واشنطن نشرت تحليلاً قالت فيه إن ترامب يمتلك الوسائل القانونية والرسمية لفرض إرادته على نيويورك، سواءاً عبر توسيع سلطات مراقبة الهجرة، أو تجميد مليارات الدولارات من أموال البنية التحتية، أو حتى نشر قوات فدرالية في شوارع المدينة. وأضافت أن العمدة الجديد، "غير المتمرّس في الحكم"، سيُجبر على مواجهة ترامب مباشرة إذا أراد الوفاء بوعوده الانتخابية.

ماكس بوهنِل*: يعمل صحفياً حراً في نيويورك.



#حازم_كويي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نحن نصنع التاريخ
- العقل يتفوّق على الذكاء الاصطناعي
- -مسألة الحزب-
- الولايات المتحدة والذكاء الاصطناعي: «هيمنة تكنولوجية عالمية»
- الذكاء الأصطناعي، ذكي لكن للأسف غير مربح
- هل تحتاج نظرية الفاشية إلى تجديد؟
- إنجلز: العقل المنظم وراء النظرية الماركسية
- سر التجربة الصينية: من الفقر إلى أضخم طبقة وسطى في العالم
- ماركس نصيرٌ للديمقراطية
- -النرويج تشهد تقدماً لليسار الجذري-
- حزب اليسار الألماني :نحن الأمل
- كارل ماركس كسياسي: «الفرنسيون بحاجة إلى جَلدْ»
- -نيتشه والتمرد: بين النقد الثقافي والتقدّم بعد 125 عاماً-
- قبل 125 عاماً رحل فريدريش نيتشه «عداء الجماهير»
- حركة -اجعلوا أميركا عظيمة مجدداً- ((MAGA
- حرب إسرائيل في غزة هي من أكبر الجرائم في التاريخ.
- من يملك الكون؟
- هتلر:سيرة إنهيار
- الجامعات الصينية في صدارة العالم
- حزب في مرحلة تحول


المزيد.....




- الملك تشارلز يجرد شقيقه أندرو من ألقابه ويطرده من مقر إقامته ...
- باكستان وأفغانستان تمددان الهدنة بينهما وتضعان آلية للسلام
- تقرير سري أميركي: إسرائيل ارتكبت مئات الانتهاكات في غزة
- السلطات اليمنية تضبط شحنة عسكرية كانت في طريقها للحوثيين
- تحذير أممي من اتساع رقعة الحرب في السودان ومناشدات بالتحرك ا ...
- بعد إعلان ترامب ـ مطالبات أممية ودولية بعدم استئناف التجارب ...
- أزمة تجنيد الحريديم تهدد استقرار حكومة نتنياهو الائتلافية
- لبنان ينفذ خطة نزع السلاح جنوب الليطاني وسط خروقات إسرائيلية ...
- المقاومة تسلم جثتي أسيرين إسرائيليين بعد تأخير بسبب التصعيد ...
- فانس: اختبار ترسانتنا النووية ضروري لضمان عملها بشكل صحيح


المزيد.....

- اليسار بين التراجع والصعود.. الأسباب والتحديات / رشيد غويلب
- قراءة ماركس لنمط الإنتاج الآسيوي وأشكال الملكية في الهند / زهير الخويلدي
- مشاركة الأحزاب الشيوعية في الحكومة: طريقة لخروج الرأسمالية م ... / دلير زنكنة
- عشتار الفصول:14000 قراءات في اللغة العربية والمسيحيون العرب ... / اسحق قومي
- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - حازم كويي - زوهران ممداني: «الاشتراكي الذي يريد أن يغيّر نيويورك»