|
حزب في مرحلة تحول
حازم كويي
الحوار المتمدن-العدد: 8413 - 2025 / 7 / 24 - 15:23
المحور:
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
سوزان لانك* روبرت ماروشكا* ترجمة: حازم كويي تحديات إعادة البناء الاستراتيجية لحزب اليسار يواجه حزب اليسار مهاماً جسيمة: إن مضاعفة عدد الأعضاء، والتعقيد الاجتماعي، والخطوط الخلافية على مستوى المضمون تتطلب نهجاً استراتيجياً في تطوير الحزب. كيف يمكن لعلاقة مثمرة بين الاستمرارية والتجديد أن تضمن النجاح؟ أكبر التحديات التي تواجهها المنظمات لا تأتي من الأزمات، بل من النجاحات. حزب اليسار يمر حالياً بعملية تجديد يتغير فيها الحزب بالسرعة نفسها التي انضم بها الأعضاء الجُدد في بداية العام. هذا التطور لا يسير تلقائياً، بل يتطلب توجيهاً استراتيجياً. نود هنا أن نلقي نظرة على نشأة عملية التجديد، وأن نرسم ملامح مجالات المشاكل المحتملة، ونقدّم مقترحات حول كيفية إنجاح تطور الحزب في المستقبل. نرى أن أكبر فرص النجاح تكمن في تعزيز البنية الداخلية والقدرة الاستراتيجية للحزب، وذلك بدءاً من المستوى المحلي. ويمكن تحقيق هذا الهدف من خلال تطوير منهجي للأعضاء والتنظيم، وهو ما يُعرف باسم "التنظيم القاعدي". ولأجل ذلك، علينا أن نعيد النظر في فهمنا للفعل السياسي، والتعبئة الضرورية له، وبناء التنظيم، وفرض المطالب السياسية، وأن نضع هذه العناصر في علاقة جديدة ومتوازنة مع بعضها البعض. نحن لا نرى بناء الحزب، والتعبئة، وتحقيق المطالب السياسية الملموسة كأبعاد متوازية أو كطرق مختلفة تنطلق من نقطة واحدة، بل كعناصر مترابطة تشكل ثلاث نقاط في دائرة، أو بالأحرى في عملية تنظيمية واحدة. لكن ما نحتاجه قبل كل شئ هو الاستعداد الدائم للتوجه إلى الناس خارج إطارنا المرجعي المعتاد، والاستماع إليهم، والتفاعل الصادق معهم، والتنظيم معهم على أساس التزام مشترك. ولنبدأ أولاً بنظرة إلى الوراء. من هو حزب اليسار؟ كما هو معروف، تأسس حزب اليسار عام 2007 نتيجة إندماج حزبين سابقين: حزب الاشتراكية الديمقراطية (PDS)، الذي كان يتمركز بالأساس في شرق ألمانيا، وحزب العمل والعدالة الاجتماعية – البديل الانتخابي (WASG)، الذي كان يتمركز في غرب ألمانيا. في ذلك الوقت، بلغ عدد أعضاء الحزب حوالي 71 ألف عضو، وكان 71٪ منهم يعيشون في أراضي ألمانيا الشرقية السابقة (بما في ذلك برلين الغربية)، بينما كان 29٪ يعيشون في ما يُعرف بالولايات الغربية. وبعد السنوات الأولى من الحماس والنجاحات، التي انعكست في نتائج الانتخابات ونمو العضوية، بدأت تتضح تدريجياً نقاط التصدع داخل الحزب. وعلى الرغم من النوايا الحسنة والتفاهمات الأساسية المشتركة، أصبح الصراع الداخلي والصراعات الحادة على السلطة جزءاً من الطابع المميز لحزب اليسار، وذلك منذ عام 2009 على أبعد تقدير. وترافق ذلك مع فقدان الأعضاء وتراجع نتائج الانتخابات. ولكن منذ عام 2015، بدأت مرحلة من الاستقرار، وفي بعض الأحيان اتضح منذ عام 2017 بتغيرٌ إيجابي في الاتجاه العام. تمكنت القيادة الحزبية، الممثلة بكاتيا كيبينغ وبيرند ريكسينغر كرئيسين للحزب، من تحقيق قدر من التماسك الداخلي، رغم تزايد التحديات الخارجية: فقد دخل حزب البديل من أجل ألمانيا (AfD) إلى البرلمان (البوندستاغ)، وأُنتُخب ترامب رئيساً للولايات المتحدة قبلها بعام، وهزت المجتمع هجمات إرهابية يمينية مثل تلك التي وقعت في مدينتي هاله وهاناو. كل واحد من هذه الأحداث، وكل جولة انتخابية، أدت إلى موجات صغيرة وكبيرة من الانضمام إلى حزب اليسار. لكن هذه الموجات كانت غير ملحوظة للوهلة الأولى، لأن معدلات الوفاة المرتفعة بين أعضاء الحزب المسنين، لا سيما في شرق ألمانيا، وكثرة الاستقالات، كانت تخفي هذا النمو. بعد انتخابات البوندستاغ عام 2021، تصاعدت الصراعات الداخلية في الحزب، وتسارعت التحولات داخل قاعدة العضوية. وقد واجه الرئيسان الحزبيان آنذاك، يانين فيسلر ومارتن شيرديفان، مساعي التفكيك التي قام بها جناح فاكنكنشت، بعد جهود وساطة لا تنتهي، بموقف حاسم يتمثل في القطيعة، وأعلنا: "مستقبل حزب اليسار هو مستقبل بدون ساره فاكنكنشت". وعند أدنى نقطة من حيث تطور العضوية والصورة العامة للحزب – حيث لم يتبقَّ لحزب اليسار سوى نحو 50,000 عضو، وحصل لاحقاً في انتخابات البرلمان الأوروبي على 2.7٪ فقط – أتاح هذا الموقف للحزب فرصة للخروج من الأزمة. فتحوّل حزب اليسار"المضافة لها دي لينكه سابقاً (وتعني اليسار بالألمانية:المترجم)" إلى "حزب دي لينكه". (التي تعني "حزب اليسار")فقط. ومن خلال "خطة 2025"، قدم الرئيسان في تلك الفترة خطة لبناء الحزب، تم من خلالها تعزيز توجهات التنظيم القاعدي القائمة وتوفير موارد إضافية لها. وبفضل هذه القرارات المحورية، استطاع الرئيسان المنتخبان في أكتوبر 2024، إينيس شفردتنر ويان فان آكن، التقاط زمام المبادرة. وبمساعدة حملة قوية على وسائل التواصل الاجتماعي، والمرشحة القيادية الجذابة هايدي رايشينيك، وبدعم من جيل "الشعر الفضي" (الجيل الأكبر سناً من النشطاء)، وفي ظل انزياح غير مسبوق نحو اليمين، وتحرك موحد لليسار (المجتمعي)، نجح الحزب في تحقيق نتيجة مذهلة في انتخابات البوندستاغ في فبراير 2025. في لحظة تاريخية فريدة من نوعها، كانت "إما كل شئ أو لا شئ"، صوّت أكثر من 4 ملايين شخص لصالح حزب اليسار، وانضم أكثر من 60,000 عضو جديد. أصبح حزبنا اليوم أصغر عمراً من متوسط المجتمع، وتزداد ملامحه تشكّلاً من قبل الرفيقات والرفاق من النساء، والعابرين والعابرات جنسياً، أكثر من أي وقت مضى. الحزب يمر بمرحلة تحول
منذ تأسيسه عام 2007، وحزب اليسار يعيش كمنظمة في حالة تحول مستمر. لكن هذا التحول لم يكن يوماً بهذه القوة والشمولية كما هو عليه اليوم. فالحزب يمر حالياً بعملية تشكّل تمنحه فرصة فريدة لبناء حزب يساري ألماني شامل، يجمع بين الشباب وكبار السن، بين سكان المدن والريف، يتنظم بأساليب حديثة، ويكتسب كفاءة استراتيجية وقدرة فعلية على التأثير في الخطاب والتنظيم والعمل البرلماني. إلا أن هذا المسار لا يخلو من المخاطر. ونود هنا أن نسلّط الضوء على ثلاث مناطق إشكالية بشكل محدد، على أن نعرض بعدها مقترحات استراتيجية لمعالجتها. القلق الثقافي يحمل التحول الجذري أيضاً مخاطر قد تغيب عن الأنظار بسهولة إذا ركّزنا فقط على أعداد المُنضمين الجدد. فمع التشكيلة الجديدة لأعضاء الحزب، يصبح التغيير الثقافي ضرورة ملحّة لا يمكن تجنّبها. لكن إذا لم يُوجَّه هذا التغيير بشكل واعٍ، فقد يؤدي إلى حالة يشعر فيها النشطاء الأساسيون والكوادر القديمة بأنهم لم يعودوا يجدون مكانهم داخل الحزب، بينما لا يشعر الكثير من النشطاء الجدد والكوادر (أو من قد يصبحون كذلك) بالانتماء بعد. فالقدامى يشعرون بأنهم فقدوا وطنهم الثقافي (والسياسي)، والجدد لم يعثروا عليه بعد. حتى عام 2021، كان حزب اليسار يتكوّن في الغالب من مجموعات من الأشخاص الذين انضموا جماعياً إلى الحزب، واستطاعوا على المستوى المحلي أن يطبعوا ثقافته السياسية والتنظيمية. لكن منذ انتخابات البوندستاغ في 2021، وتحديداً بعد فبراير 2025، بدأ أعضاء جدد بالانضمام إلى الحزب بشكل فردي وليس كمجموعات، وغالباً ما يأتون بخبرات تنظيمية خاصة، لكنها ليست مشتركة. أكثر من نصف أعضاء الحزب الحاليين قد انضموا فقط خلال هذا العام. الآن، يلتقي الأعضاء الجدد مع الأعضاء القدامى داخل الهياكل التنظيمية، لكنهم يشعرون للوهلة الأولى بغربة ثقافية متبادلة. فهم لا يشتركون في ثقافة تنظيمية موحّدة، ولا في تلك التفاصيل الصغيرة التي تشكّل المسلمات اليومية. ومن دون عملية واعية لتطوير التنظيم، تأخذ بعين الاعتبار أيضاً البُعد الثقافي للتعايش الحزبي، قد تُفهم هذه الاختلافات على أنها هجوم أو نقص. وهذا يظهر مثلاً حين يستخدم الأعضاء الجدد مصطلحات إنكليزية وتعبيرات تنتمي إلى ثقافة التواصل الرقمي دون تردد، أو على العكس، عندما يعبر الأعضاء القدامى عن أفكارهم بطريقة مطوّلة ومفصلة تُعتبر اليوم غير معتادة وقد تُفسَّر على أنها استحواذ على الحوار. القدامى غالباً ما يكونون قد استبطنوا بطء حركة منظمة جماهيرية، لكنهم يعرفون أيضاً صعوبة توسيع نطاق العمل في مثل هذا الكيان. في المقابل، يبادر الكثير من الجُدد إلى التحرك بحماسة وهمة عالية، لكنهم لا يدركون إلا في مرحلة لاحقة أن أساليبهم في التواصل والعمل لا يمكن تعميمها بسهولة على تنظيم يضم 100,000 عضو. العمل النشط على ثقافة التنظيم يُعد أمراً جوهرياً لتطوير بنية الحزب، لأنه يمنح الأعضاء شعوراً بالأمان في الأداء وانتماءاً فعلياً.
"الثقافات التنظيمية تُجيب على سؤالَي: من نحن؟ و كيف نقوم بالأشياء هنا؟ . إنها تفضّل استراتيجيات وتكتيكات معينة وتعيق أخرى. وتشمل هذه العملية المعاني المتفاهم عليها جماعياً، والمعايير والممارسات... وهي تتجاوز بكثير مفهوم إعادة التأطير كما هو معروف في الحركات الاجتماعية." إذا لم تنشأ ثقافة مشتركة، يصبح من الصعب أيضاً بناء الثقة المتبادلة. وكنتيجة لذلك، غالباً ما تفشل التنظيمات في تحقيق النجاح. الثقافة والثقة يرتبطان بالنسبة لأعضاء حزب اليسار غالباً بما يُسمّى "الأجواء" داخل الفروع التنظيمية، وهذا يشير إلى بعد جوهري تؤكده أيضاً السوسيولوجيا. فالأجواء في حزبنا لا تقل أهمية عن القواعد الشكلية، لأنها تخلق "قواعد تفاعل غير رسمية" (أو كما تصفها بوليتا: "مجموعة معقدة من التفاهمات المعيارية" هذه القواعد غير المكتوبة لها تأثير كبير على نجاح أو فشل حزب اليسار على المستوى المحلي. عندما لا نتفهم بعضنا البعض (أو نفقد هذا التفاهم)، نادراً ما يُفسر الأمر على حقيقته: وهو ضعف تنظيمي وثقافي. بدلاً من ذلك، نحول المشكلة إلى المستوى الموضوعي، حيث توجد آليات مشتركة مثل النقاشات، وتقديم المقترحات، والتصويت. لكن انطلاقاً من ذلك الشعور بعدم الارتياح الثقافي، يشعر كل عضو بأن آرائه ومواقفه لا تُفهم كفاية، وأنه يُمثّل بشكل خاطئ من قبل الرفاق «الخطأ»، على الرغم من أن سبب هذا الشعور بالضيق يكمن في طبيعة التنظيم نفسها. ومع تحويل المشاكل إلى نقاشات محتوى معقدة، تصبح هذه النقاشات أكثر تعقيداً وصعوبة في الفهم. يدرك الأعضاء المشاركون أن هناك أموراً أخرى تُناقش ضمنياً، لكن دون شفافية كافية، ما يولّد شعوراً بعدم الثقة. هذه حلقة مفرغة يمكن ملاحظتها في العديد من منظمات اليسار خلال الصراعات مع مؤيدي ساره فاكنكنشت، كما تظهر مجدداً في قضايا الصراع الحالية. ثغرات في المعرفة والتنظيم رغم أن العديد من الأعضاء الجدد يمتلكون خبرة سياسية، إلا أنهم غالباً ما يفتقرون إلى معرفة كافية بتنظيمات الأحزاب، وهذا يطرح تحديين رئيسيين: أولاً، يجب أن تكون كل خطوة تنظيمية سياسية قابلة للتوسع والتطبيق في مختلف المستويات، بحيث تنجح على سبيل المثال في دائرة الحزب بمنطقة نورداوبرپفالز وكذلك في دائرة الحزب بمنطقة نوي كولن. حزب اليسار يضم 320 دائرة حزبية ويبلغ عدد أعضائه الحالي 114,655 عضواً ـ وهذا يجعل من التواصل والتنسيق داخل هذه المنظمة الجماهيرية مهمة تتطلب خطة محكمة. الاتصال السريع عبر الهاتف لا يكفي للتواصل على مستوى الحزب كله، ولا يكفي أيضاً إعلام الجميع بسرعة عبر مجموعات الدردشة. ثانياً،حزب اليسار هو حزب سياسي ـ وهذا يعني أنه من مهامه المشاركة في الانتخابات. تلعب الانتخابات دوراً هاماً في عمل الحزب، لكنها ليست الدور الوحيد. فحملات الانتخابات تكون جزءاً من حملات سياسية أوسع، تشمل أنشطة على الأرض، والعمل الاستراتيجي داخلياً وخارجياً لتحريك وتأثير الخطاب العام، وتحقيق الوضوح والتماسك داخل الحزب، بالإضافة إلى التدخل في السياسة المحلية. إتقان هذا "الدفتر الموسيقي" (البرنامج التنظيمي) أصعب بكثير من مجرد إجادة غناء السوبرانو بثقة. تنظيم مظاهرة أو المشاركة فيها يختلف تماماً عن التحضير لخوض الانتخابات. قوائم الترشيح، اجتماعات المندوبين، برامج "Easyplates"، التحديد الجغرافي (Mapping)، والحملات الميدانية (Canvassing) ـ فقط فهم هذه المصطلحات إلى جانب القدرة على التعامل التنظيمي بثقة يحتاج عادةً إلى دورة انتخابية كاملة، والتي تدوم في الأحزاب السياسية سنتين على الأقل. إذا لم يتم دمج المعرفة الموجودة سابقاً مع المعرفة الجديدة التي يحملها الأعضاء الجُدد، فلن تعمل الأساسيات على المستوى المحلي بشكل صحيح، ويصبح تنفيذ أي تغيير تحت هذه الظروف أمراً صعباً جداً. في الوقت نفسه، لا يوجد طريق للعودة إلى الوراء: إذ لا يمكن دمج الأعضاء الجدد في الهياكل وأساليب العمل التقليدية، لأنها إما متهالكة، أو عمرها كبير جداً، أو تضررت بسبب الاستقالات والانقسامات، أو ببساطة غير موجودة. حزب يشعر فيه الأعضاء الجُدد بعد ثلاث سنوات من العضوية أنهم لا يزالون "جُدداً"، ويحتاج إلى تجديد عاجل. نحن بحاجة إلى تنظيم يجعل الأعضاء الجًدد يغادرون اجتماعهم الأول متحمسين وملهمين، وينتظرون بفارغ الصبر الاجتماع الحزبي التالي، ويعرفون متى وأين يمكنهم تطوير مهاراتهم على المدى المتوسط لتحمّل المزيد من المسؤوليات. لذلك، فإن تجديد العمل الحزبي على المستوى المحلي، بل وإعادة اختراعه، أمر ضروري، ومتأخر، ولا مفر منه. هذا يضع العضوالأصغر والأقدم أمام تحدي نقل معارفها، مع الاستعداد والمعرفة بأن كل شئ يجب أن يُعاد النظر فيه وربما يُغير ـ بما في ذلك المواقف الشخصية. في المقابل، تواجه العضوية الجديدة تحدي فهم الممارسات وأساليب العمل القائمة في الحزب (أو ما تبقى منها)، والتشكيك فيها، وفحصها، ثم تعديلها، بدلاً من محاولة اختصار الطريق أو رفض كل ما هو تقليدي باعتباره غير صالح. مثل هذا التجديد الذي قد يبدو ثورياً للمنظمة لن يكون إلا تدميراً كاملاً لهذه المنظمة التي تعاني بالفعل من إهتزاز في جوهرها، والذي يصاحبه فقدان هائل في المعرفة. إعادة بناء هذه المعرفة ستستغرق، نظراً لطول فترات التشريع والانتخابات، ما لا يقل عن أربع سنوات، وربما تمتد إلى ثماني سنوات. باختصار: يمكن لمجلس إدارة الحزب أن يقرّ خططاً ومفاهيم لسنوات، لكنها ستظل بلا تأثير إذا لم ترتبط بمعرفة تنظيمية فعلية على الأرض، وإذا لم تكن هناك أفكار واضحة حول كيفية تطبيق هذه المقترحات في الممارسة العملية على مختلف مستويات العمل الحزبي ـ سواء على المستوى المحلي، أو في الدوائر الحزبية، أو على مستوى الولايات، أو الفيدرالي.
التواصل والتنظيم المنهجي للمهتمين والبيئات الفاعلة، الذي تطور على مدى سنوات وتكثف بين 2021 و2025، لا يمكن رفعه إلى مستوى جديد نوعياً وكمّياً بحلول عام 2029 إلا إذا تم دمج أكبر قدر ممكن من الخبرات الجديدة والقديمة. السرديات داخل الحزب المجال الثالث الذي حددناه كمشكلة يتعلق بكيفية حديثنا عن تأثير أفعالنا. وفي هذا السياق، نُقدم شرحاً موجزاً لموضوع يحظى بشعبية كبيرة لدى العديد من الاستراتيجيين، وهو السرد: السرديات هي «الأساس الصغير للعمل الجماعي»، وهي في النقاشات أكثر تأثيراً بكثير من الحجج العقلانية أو المعلومات. أظهرت دراسات بوليتا الميدانية أن السرديات في التنظيمات السياسية غالباً ما تكون مختصرة، وتشير في قطع صغيرة إلى سرديات أكبر، ما يعزز موقفاً معيارياً. «تعمل هذه الأشكال المختصرة كخيطٍ أحمر يربط السرديات التي تظهر بشكل مجزأ في الوصف والمطالب والشروحات غير السردية والإشارات التي يقدمها الفاعلون». وبهذا الشكل، فإنها غالباً ما تشكل هيكل الخلافات داخل التنظيمات. في فروع الحزب، نواجه باستمرار سرديات مختصرة، مثل جمل ناقصة تتحدث عن نقص تمثيل الطبقة العاملة أو الهياكل التي تبدو غير فعالة في المكاتب التنظيمية. عادةً ما يربط الأعضاء القدامى هذه القطع السردية بخلافات شخصية، ومعتقدات قديمة، وفواصل، وما يُعتبر قناعات استراتيجية صحيحة على ما يبدو. أما بالنسبة لـ 60,000 عضو جديد، فعادةً ما لا تعني لهم شيئاً. يمكن أن يكون تأثير هذه السرديات المختصرة مدمراً، خاصة عندما تقوم التنظيمات، بناءاً على هذه التوصيفات السردية، برفض استراتيجيات وتكتيكات أثبتت نجاحها. وتستشهد بوليتا بمثال حركة الحقوق المدنية الأمريكية في ستينيات القرن الماضي، وتوضح في مقالها «كيف أصبحت الديمقراطية التشاركية بيضاء» كيف أن السرديات المدمرة منعت وألغت تكتيكات ناجحة، مما مهّد لانهيار المنظمة. يواجه حزب اليسار اليوم تحديات مشابهة، حيث نادراً ما تُقيّم الاقتراحات التكتيكية والاستراتيجية بشكل مستقل، بل غالباً ما ترتبط بسرديات مختصرة ويتم الحكم عليها بناءاً عليها. في كثير من الأحيان، يرتبط الاقتراح بانتماء إلى هذا أو ذاك التيار داخل الحزب، وعليه يتم قبول أو رفض الاقتراحات فقط بسبب هذا الانتماء. وفقاً لروح العصر، يتم بسرعة إلقاء اللوم على عوامل خارجية في حال الفشل، مثل الاتجاهات الوطنية أو العامة. أما النجاحات، فغالباً ما يتم تبنيها بشكل فردي، كأن يقول أحدهم: "أنا ببساطة أفضل مرشح!" المشكلة في هذه الاستراتيجية هي أنها تمنع التعلم من الأخطاء ولا تؤدي إلى أي تحسينات فعلية. أما تبني النجاحات بشكل فردي له أثران سلبيان على الأقل: الأول هو أن جزءاً من المشاركين يُحرم من الاعتراف بنجاحاته ـ وهو أمر غير ضروري إطلاقاً، خاصة وأن هناك نجاحاً كافياً للجميع. والثاني هو أن الجزء الآخر من المشاركين، الذي يُنسب إليه الفضل في النجاحات، يبالغ في تقدير دوره، وبالتالي يبالغ في تقييم كفاءته الاستراتيجية أيضاً. خطوط توجيهية لتطوير الحزب كيف تطور المنظمات السياسية استراتيجيات فعّالة للتحديات القادمة ولتطوير نفسها؟ تتركز المساهمات التي تهمنا في النقاش على نقطتين أساسيتين وتعتمد على مفاهيم التنظيم. النقطة الأولى تتعلق بالمستوى المجرد للاستراتيجية والقدرة الاستراتيجية، أما النقطة الثانية فتتناول منهجية الممارسة العملية. التنظيم يعني أولاً التفكير في علاقات القوة، ورغبة بناء قوة مضادة للهيمنة القائمة، واستخلاص القدرة الاستراتيجية من حالة وتركيب المنظمة. فقط عندما تكون المنظمة قادرة بشكل جماعي على وضع استراتيجية، تظهر استراتيجيات ذات معنى وناجحة. من الناحية العملية، يعني التنظيم ثانياً توسيع دائرة الناشطين والمؤيدين والمساندين بشكل منهجي، بناء العلاقات معهم ودعمهم بنشاط لتحمل المزيد من المسؤولية، مما يجعلهم قادرين على التخطيط والعمل. ولهذا يجب التواصل معهم بانتظام داخل وخارج المنظمة. بالإضافة إلى ذلك، يتم التعامل مع مجالات العمل المعروفة من الحملات الكبيرة مثل الفعاليات، والتواصل مع منظمات أخرى، والبحث، والاتصالات، والعلاقات العامة، دائماً على أساس جذب المزيد من الاتصالات والناشطين في كل خطوة، وتوسيع دائرة المسؤولين بشكل تدريجي. ينبغي لتطوير الأحزاب الاشتراكية في هذا السياق أن يركز على الجوانب التالية: العمل من باب الى باب بعيداً عن الانتخابات لقد أجرينا في السنوات الأخيرة غالبية محادثات "من باب إلى باب" ضمن حملات انتخابية. هناك أمثلة قليلة على عمل من باب الباب من أجل تحقيق تحسينات ملموسة، مثل حملات الإيجارات في برلين أو في هامبورغ. علمتنا هذه الخبرات أن العمل التنظيمي من باب الى باب في الأحياء ليس سهلاً للاندماج ضمن الحياة اليومية المتعددة الأوجه للحزب وربطه بالسياسة المحلية اليسارية. إذا نجح الأمران معاً، يمكن لعمل من باب الى الباب أن يطلق قوة هائلة في العمل السياسي (المحلي) على الأرض. تحديد المطالب مبكراً، والاستجابة لها سياسياً على المستوى المحلي، ودعم المتضررين وتنظيمهم من خلال عروض الاستشارات الاجتماعية اليسارية، والتواصل السريع والمباشر مع السكان حول النجاحات السياسية المحلية ـ إذا تمكنا من التفكير والعمل أكثر في دورات التنظيم بدلاً من المنطق الخطي «تم التعرف على المشكلة – تم حل المشكلة»، يمكن أن يصبح العمل المتكامل من باب إلى باب حلقة محورية في الممارسة اليومية الاشتراكية. من خلال خبرة سنوات طويلة لبعض فروع الحزب، يمكننا تخيل دورة التنظيم هذه كمثال على النحو التالي: من خلال محادثات من الباب إلى الباب، يتعرف الحزب على الأرض على زيادات الإيجارات، تقوم الكتلة السياسية المحلية بجمع المعلومات وممارسة الضغط، تدعو لجنة العمل المعنية بالإيجارات، المستأجرين المتضررين إلى اجتماع تواصلي، وتقدم لجنة «اليسار يُساعد» الدعم في كتابة الاعتراضات. تتم مناقشة معلومات الكتلة السياسية المحلية مع المستأجرين في اجتماع التواصل، ويتم التباحث حول الخطوات والإجراءات الممكنة، ومن ثم يتم الترويج المشترك للحملات من خلال محادثات من الباب إلى الباب، ويتم كذلك نقل عمل الكتلة السياسية المحلية إلى السكان في هذه المحادثات، مما يخلق دورة تدريجية. تُفكر السياسة المحلية والعمل الحزبي بشكل متكامل ويرتبطان مع عمل من الباب إلى الباب ولجنة «اليسار يُساعد» والعمل الإعلامي. في هذا السياق، تلعب محادثات من الباب إلى الباب دور المقياس والأذن في الحي لمعرفة ما يقلق الناس حقاً. بالإضافة إلى ذلك، تعتبر هذه المحادثات يدنا الممدودة إلى الناس بهدف جذبهم للانضمام والعمل معنا من أجل مجتمع أفضل على أرض الواقع. كما تنجم عن ذلك رؤية واضحة للحزب في الحي. ومع ذلك، ما يبدو بسيطاً وواضحاً في قضية الإيجارات يثير في الواقع العديد من الأسئلة والتناقضات التي يجب أن تُعالج مع جميع الأطراف المعنية، أي النشطاء، والهيئات القيادية، والسياسيين المحليين معاً. نحن بحاجة إلى عملية تطوير مفهوم ولا ينبغي أن نفترض أن مجرد زيادة عدد الجولات من الباب إلى الباب خارج الحملات الانتخابية سيكون كافياً. إعادة التفكير في القيادة في أماكن عديدة داخل الحزب، نرى رؤساء وأعضاء مجالس إدارة منتخبين يبدأون من يوم إنتخابهم بمحاولة تحمل كميات هائلة من مهام التنسيق والتخطيط والإدارة ضمن دوائر صغيرة. جميعهم يواجهون نفس المصير: يتحولون إلى "عنق زجاجة"، لا يتمكنون من مواكبة المهام، ولا ينجحون في إطلاق عمليات تجديد، لأن مجرد التعامل مع كل ما هو مطروح على الطاولة يكبت أي فكرة جديدة. عندما تظهر اقتراحات للتجديد، غالباً ما يتم تجاهلها أو تأجيلها بسرعة من قبل العضوية، تماماً كما واجهت هذه الاقتراحات في البداية. هذا الأمر لا يعود إلى الأشخاص الذين تم انتخابهم في المناصب القيادية، بل يعود إلى أسباب هيكلية بحتة: هناك حاجة إلى تنظيمات حزبية تستند إلى تعددية تجارب وإمكانات الأعضاء وتدمجهم بشكل مركزي. الخطوة الأولى هي تشكيل مجالس إدارة يكون لكل فرد فيها مهام ومسؤوليات محددة وثابتة. وهذا يعني بالنسبة للرؤساء ضرورة تفويض المهام والثقة في أن يتم تنفيذها بشكل جيد. على بقية أعضاء المجلس أن يخرجوا من دور المراقبين الدائمين على الهامش، وأن يشاركوا بشكل فعلي وملموس في العمل. بهذه الطريقة يمكن توزيع جزء كبير من مهام الإدارة والتخطيط، ويستطيع المجلس ككل أن يكرس نفسه للمهمة الأساسية: مناقشة الاستراتيجيات السياسية واتخاذ القرارات بشكل جماعي. يمكن بذلك مناقشة عمليات التجديد بشكل أوسع، وتوزيعها على عدة أكتاف، مما يمنحها فرصة حقيقية للنجاح. إذا طبقنا هذا المنطق للقيادة الجماعية في جميع الهيئات والتنظيمات ـ من مجلس الحزب الاتحادي وصولاً إلى التنظيم القاعدي ـ سيكون لدينا حزب يتحمل فيه كل عضو مسؤوليات محددة ويشغل مجالات عمل واضحة ومهام معينة. فكم من الإنجازات يمكن حينها تحقيقها معاً ؟ العمل ـ بناء الاستراتيجية ـ العمل تُعد اللقاءات المفتوحة للنشطاء مكاناً رائعاً للتواصل السريع والتحضير العملي لمختلف الفعاليات الصغيرة أو الكبيرة مع أعضاء الحزب الآخرين، وللتعرف على الناس وتطوير علاقة مشتركة بينهم من خلال هذا العمل الجماعي. لكن هذه اللقاءات لا تقوم بتشكيل رأي سياسي مشترك أو بتملك التحليل السياسي والاستراتيجية بشكل جماعي. التخطيط المشترك للفعاليات ثم تنفيذها معاً يساعد على تطوير علاقة أكثر تعاوناً وأعمق خلال هذه العملية التعليمية. التنظيم يعني العمل الجماعي، ويسهل علينا إجراء النقاشات الموضوعية بشكل أكثر جمعاً وتكاملاً، بحيث لا يكون الهدف فرض حقائق معينة، بل التفاهم على نقاط مشتركة. بعبارة بسيطة: من يحمل لافتة مع آخرين، سيكون أكثر قدرة على خوض نقاش سياسي يخرج منه الجميع بفهم أوضح. إذا تمكنت هيكلية حزبية من تنظيم مثل هذه الدورة الدائرية بين العمل والنقاش، فسيكون كل عضو مُدرّباً عملياً ونظرياً ومرتبطاً بالآخرين. وبالتالي، في التخطيط والتقييم المشترك للتحديات السياسية، ستُحقق نتائج أفضل مما يمكن أن يحققه أذكى عضو بمفرده. وهنا أيضاً: لا يوجد تنافس بين العمل والنقاش، بل علاقة دائرية بينهما، حيث يدعم كل منهما الآخر ويُنمّيه. رقمنة الحزب إذا أردنا التفكير في الحزب بطريقة تمكّن جميع الأعضاء من المشاركة الفعلية وتولي المهام بشكل ملموس، فإننا بحاجة إلى وسائل اتصال وعمل مناسبة تُتيح هذا النوع الجديد من العمل الحزبي. ننتقل من نظام "الرش الجماعي" حيث يقوم رؤساء المستويات المختلفة بإرسال فيض من رسائل البريد الإلكتروني إلى أعضائهم، إلى تواصل موجه عبر الهاتف أو البريد الإلكتروني، وإلى إمكانية القيادة الجماعية داخل اللجان التنفيذية، وإلى عقد اجتماعات حزبية هجينة (مزيج بين الحضور الفعلي والافتراضي) لضمان مشاركة الجميع، وإلى توفير الوثائق والمستندات لجميع الأعضاء، بحيث يمكن لكل منهم أن يتولى مهامه داخل هيئته التنظيمية. إن توفير هذه الإمكانيات وأماكن العمل هي مهمة رقمنة الحزب. فمن المفترض أن تكون "سحابة الحزب" المشتركة، التي يتمكن فيها جميع الأعضاء من الوصول إلى المعلومات الأساسية، جزءاً لا يتجزأ من أدوات العمل المعتادة، تماماً كما يجب أن تكون إمكانية الاتصال السهل بأعضاء هيئتي التنظيمية أو عقد اجتماعات هجينة في أي وقت، من الأمور البديهية. وضوح الأدوار في اليسار (المجتمعي) من التعاون بين الفاعلين اليساريين المتنوعين في فرع الدائرة الانتخابية وحتى تقسيم المهام بين الحزب، الكتلة البرلمانية، ومؤسسة روزا لوكسمبورغ، يلاحظ أننا سنستفيد جميعاً بوضوح أكبر حول مهامنا المختلفة. فقط في فرع الدائرة الانتخابية توجد هيئات إدارية في الفرعين المحلي والدائري، وكتل برلمانية على المستوى المحلي والدائري مع هيئاتها الإدارية الخاصة، بالإضافة إلى مجموعات العمل، مجموعات التحضير المؤقتة، مجموعات الحملات، شبيبة اليسار، المجموعة الجامعية، العاملون الرسميون، عدد من الحاصلين على مناصب سياسية على مختلف المستويات وموظفيهم. بالإضافة إلى ذلك، هناك مؤسسة روزا لوكسمبورغ والعديد من الفاعلين في اليسار المجتمعي. سواء بالنسبة للأماكن والأدوار داخل فرع الدائرة الانتخابية الخاص بنا، أو للمنظمات المذكورة، هناك حاجة إلى وصف واضح وجدي يراعي حدود الاختصاص والتباعد، يحدد من هو المسؤول عن أي دور بالضبط. إذا لم نعمل على إعداد مثل هذا الوصف، فإننا نواجه خطر تكرار القيام ببعض الأمور عدة مرات، بينما يتم تجاهل أمور أخرى تماماً، والأهم من ذلك أننا نخاطر بأن نتعثر في العملية أو نتجادل بشكل غير منتج باستمرار حول من المسؤول فعلاً عن أي مجال من مجالات العمل. كثيراً ما نلاحظ أننا كمنظمة شاملة لا نستفيد من كامل إمكانياتنا لأننا لا نعرف بما فيه الكفاية أدوار وإمكانيات الآخرين، ولا نستطيع التفكير بها بشكل مشترك. على سبيل المثال، إذا كانت مجموعة العمل المعنية بالإيجارات على المستوى المحلي تقوم بعمل رائع في حملة الإيجارات وتطور النقاشات الموضوعية، ولكنها لا تعرف منشورات مؤسسة روزا لوكسمبورغ ولا تملك صلة مباشرة بالكتلة البرلمانية المحلية أو الدائرية، فإن الحزب بذلك يهدر قدراته. نلاحظ هذه الفجوات على جميع المستويات، وغالباً ما تعود إلى أن الفاعلين المعنيين لا يعرفون بعضهم بعضاً شخصياً، ولكن الأهم من ذلك أنهم لا يعرفون بما فيه الكفاية الأدوار والوظائف المختلفة للمنظمات الأخرى. سيستفيد فرع الحزب اليساري على المستوى المحلي أيضاً من وجود مكان يتبادل فيه الفاعلون المذكورون أعلاه الأفكار دون ضغوط اتخاذ قرارات رسمية. هذا من شأنه أن يمنع العديد من سوء الفهم ويتيح للجميع تطويراً استراتيجياً مشتركاً. الأمر البسيط الذي يصعب تحقيقه الوضع المجتمعي صعب للغاية بالنسبة لليسار المجتمعي بشكل عام والحزب اليساري بشكل خاص. أزمات متعددة، ونتيجة لذلك صعود عالمي للقوى الاستبدادية، الرجعية، وأحياناً الفاشية، تصاعد الحروب مع تفاقم الأوضاع الاجتماعية للسكان، وتراجع الحقوق الاجتماعية والديمقراطية بسبب التحول إلى اقتصاد حربي ـ ويمكن الاستمرار في سرد مشاكل أخرى. هذه الأزمة ليست دورية أو مؤقتة، بل هي أزمة وجودية للرأسمالية. ولكن من هذه الأزمة سينشأ شئ جديد. ما سيكون عليه هذا الشئ يعتمد بشكل كبير على مدى كفاءة اليسار اليوم في أداء دوره. كلنا نتحمل هذه المسؤولية التاريخية التي تمارس علينا ضغوطًا كبيرة وتؤدي أحياناً إلى تصلب غير مفيد في النقاشات الداخلية. لهذا يجب أن نتعلم من أخطاء اليسار في الأزمنة السابقة: لا يمكن للحزب أن يكون قادراً على وضع استراتيجيات واتخاذ قرارات فعالة إلا إذا عملنا معاً. نحتاج إلى الثقة المتبادلة، والشجاعة للسير في طرق جديدة، والتفاؤل بأننا سنغير الأوضاع الاجتماعية لتوفير مستقبل آمن وعيش كريم لكل البشر والطبيعة. لهذا نقتبس إرنست بلوخ، الذي قال في عام 1959: «أنا موجود. نحن موجودون. هذا يكفي. الآن علينا أن نبدأ.»
سوزان لانك* تعمل في المكتب الاتحادي لحزب اليسار (DIE LINKE) وتقود هناك قسم الرقمنة والتنظيم.
روبرت ماروشكا* هو عالم سياسة ومنظم فعاليات (Organizer)، يدعم مشاريع التنظيم على المستوى الوطني، ويشغل منصب مدير قسم «تطوير الحزب ـ التنظيم، التعليم، الأعضاء» في المكتب الاتحادي لحزب اليسار (Die Linke).
#حازم_كويي (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
-تراجع العولمة الحالي لا يخدم قضايانا-
-
إيلون ماسك:هل هو عبقري طموح أم رجل يفتقر للروح؟
-
التصنيع بدلاً من التسلّح
-
-تعدد الأقطاب؟ احتمال قائم في المستقبل-
-
-رئيسة المكسيك تُظهر كيف يمكن التصدي لترامب-
-
الهجوم الأمريكي على إيران: أصبح الآن اندلاع حرب نووية أكثر ا
...
-
عصر التراجع
-
-في الرأسمالية لا يوجد تنافس حرـ النيوليبرالية ليست نظام أسو
...
-
الشرق الأوسط يشهد تصعيدًا دراماتيكيًا في الأوضاع.
-
هل نعيش في زمن الفاشية المتأخرة؟
-
الرأسمالية تتغير – لكنها لا تتحول إلى -إقطاعية جديدة-
-
العولمة انتهت، لكن النيوليبرالية ما زالت حيّة
-
عن سبل الخروج من أزمة المناخ
-
الحزب الشيوعي النمساوي.. حزب لا مثيل له؟
-
كيف يُعرض ترامب الدولار للخطر؟
-
أميركا أولاً،مهما كان الثمن،إلى أين؟
-
إلى أين يتجه اليسار الجديد؟
-
ترامب وأزمة المناخ
-
مقارنات الحقبة النازية وإستمراريتها
-
أميركا تستعد لتأثيرات ترامب في فترة رئاسته الثانية
المزيد.....
-
العدد 614 من جريدة النهج الديمقراطي
-
بعد 41 عامًا في سجون فرنسا.. جورج عبد الله حرًا ويصل بيروت
-
جورج عبد الله يصل لبنان بعد 41 عاما من الأسر بفرنسا
-
الإفراج عن جورج عبد الله من فرنسا بعد قضاء 41 عاماً في السجن
...
-
-المقاومة يجب أن تتصاعد-.. جورج عبد الله حراً في بيروت بعد 4
...
-
آلاف المتظاهرين في هولندا يحتجون على حصار غزة في تظاهرات منس
...
-
الذكرى السابعة لتأسيس منظمة البديل الشيوعي في العراق
-
بعد 40 عاما سجنا في فرنسا.. وصول جورج عبد الله إلى لبنان
-
الديمقراطية تهنّئ بالإفراج عن المناضل الأممي جورج عبد الله:
...
-
في الذكرى الرابعة ل25 يوليوز: تونس تواصل التقهقر إلى الوراء
...
المزيد.....
-
الإمبريالية والاستعمار الاستيطاني الأبيض في النظرية الماركسي
...
/ مسعد عربيد
-
أوهام الديمقراطية الليبرالية: الإمبريالية والعسكرة في باكستا
...
/ بندر نوري
-
كراسات شيوعية [ Manual no: 46] الرياضة والرأسمالية والقومية
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
طوفان الأقصى و تحرير فلسطين : نظرة شيوعيّة ثوريّة
/ شادي الشماوي
-
الذكاء الاصطناعي الرأسمالي، تحديات اليسار والبدائل الممكنة:
...
/ رزكار عقراوي
-
متابعات عالميّة و عربية : نظرة شيوعيّة ثوريّة (5) 2023-2024
/ شادي الشماوي
-
الماركسية الغربية والإمبريالية: حوار
/ حسين علوان حسين
-
ماركس حول الجندر والعرق وإعادة الانتاج: مقاربة نسوية
/ سيلفيا فيديريتشي
-
البدايات الأولى للتيارات الاشتراكية اليابانية
/ حازم كويي
-
لينين والبلاشفة ومجالس الشغيلة (السوفييتات)
/ مارسيل ليبمان
المزيد.....
|