|
عصر التراجع
حازم كويي
الحوار المتمدن-العدد: 8388 - 2025 / 6 / 29 - 14:37
المحور:
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
غوران ثيربورن*
ترجمة وإعداد:حازم كويي
يبدو أن إيمان الإنسان بفكرة التقدّم قد وصل إلى نهايته. عالم الاجتماع غوران ثيربورن يستعرض تاريخ فكرة التقدّم، ويدعو إلى إعادة إحيائها من جديد. وهو أحد أبرز علماء الاجتماع في العالم. من بين مؤلفاته: مجتمعات أوروبا 1945–2000: مقارنة سوسيولوجية، وحقول القتل لعدم المساواة، والعالم: دليل للمبتدئين. في مقال له نُشر عام 2016 في مجلة New Left Review، جادل تيربورن بأن اليسار يعاني من مزاج تشاؤمي تجاه الفكرة التاريخية للتقدّم، وهو ما يعتبره خطأً. فهو يقول: «ضد، أو ربما بشكل أكثر حذراً: إلى جانب المزاج الكئيب السائد في صفوف اليسار، بما في ذلك اليسار المُعتدل ذي التوجهات البيئية، يمكن القول إن البشرية اليوم تقف عند ذروة تاريخية لإمكاناتها – من حيث قدرتها ومواردها على تشكيل العالم وتشكيل نفسها». ويرى انه لطالما كان التقدّم قضية مركزية لليسار منذ نشأته قبل أكثر من قرنين. لكن مفهوم التقدّم ظهر حتى قبل الحداثة وقبل أن يصبح التوجه العام نحو مستقبل مفتوح وقابل للتشكيل. كانت التفسيرات ما قبل الحداثية للتاريخ ترى غالباً أن الزمن يسير في دورات، أو أنه يمثل انحداراً من عصر ذهبي سابق. فعند المسيحيين من عامة الشعب كان هناك تصوّر عن جنة عدن، بينما كان المثقفون والفنانون والعلماء يستلهمون من اليونان وروما الكلاسيكية. فمثلاً، كان أرسطو يُعتبر المرجع الأعلى في العلوم لأكثر من 1500 عام، إلى جانب غيره من الأساتذة القدماء في تخصصات محددة، كالعالم التشريحي اليوناني-الروماني غالينوس من القرن الثاني. أما المقاييس الزمنية في العلم فكانت مختلفة تماماً في العصور ما قبل الحداثة. ثم جاءت ما تُسمى، إكتشاف أوروبا لأمريكا بعد العصور الكلاسيكية، وما تبعها من حملات الغزو، لتُضعف الشعور السائد حينها بالنقص تجاه المعرفة القديمة. وبدأ يُستشهد بشكل متزايد بالإنجازات التقنية الحديثة كدليل على أن الحاضر لم يكن أدنى من الماضي، مثل آلة الطباعة، والبوصلة البحرية، أو التلسكوب. في القرن السابع عشر، أنتصرت العلوم المعاصرة – ومعها فكرة التقدّم – في صراعها مع الإرث القديم. كان الفيلسوف الإنكليزي فرانسيس بيكون من الروّاد في هذا الاتجاه، بينما وضع الفيلسوف الفرنسي رينيه ديكارت الأسس الفلسفية للقطيعة مع الماضي. أما فيزياء إسحاق نيوتن، فقد دشّنت عصراً علمياً جديداً تم تثبيته مؤسسياً من خلال الجمعية الملكية البريطانية والأكاديمية الفرنسية للعلوم. وفي هذا القرن أيضاً، شهد المجال الجمالي تمرّداً كبيراً ضد الخضوع للتقاليد الكلاسيكية، تمثّل في الجدل الأدبي المعروف في فرنسا باسم "صراع القدماء والمحدثين". ففي "عصر لويس الكبير"، طالب كتّاب الحداثة بمساواتهم مع أدباء العصور القديمة. من الناحية السياسية، ظهرت مع الثورة الفرنسية نظرة جديدة إلى المستقبل بوصفها أرضاً مفتوحة يمكن للإنسان أن يشكلها بنفسه. في ذلك الوقت، أكتسبت مفاهيم مثل "الثورة" و"الإصلاح" معناها الحديث بوصفها عمليات تغيير أجتماعي تهدف إلى الوصول إلى شكل جديد من أشكال المجتمع. أما قبل ذلك، فقد كان "الإصلاح" (Reformation) تعني بالأحرى "إعادة الأمور إلى سابق عهدها" – كما هو الحال في البروتستانتية المسيحية التي سعت إلى العودة إلى شكل المسيحية الذي سبق هيمنة الباباوات. كانت كلمة "ثورة" (Revolution) تعني في الأصل "العودة إلى الوراء" أو "التدحرج للخلف". وقد تطور معناها لاحقاً ليشمل عدة دلالات، بدأت أساساً بدلالة فلكية، إذ كانت تشير إلى الحركات الدورية للأجرام السماوية، كما ورد في كتاب (نيكولاس كوبرنيكوس "حول مدارات الكرات السماوية") الصادر عام 1543. وبحلول منتصف القرن السابع عشر، بدأت كلمة "ثورة" تُستخدم أيضاً للإشارة إلى أحداث مثل الاضطرابات السياسية أو الاحتجاجات أو أعمال العنف. بهذا المعنى الفضفاض، أُستُخدم المصطلح أيضاً لوصف "الثورة المجيدة" في إنكلترا عام 1688. وفي وقت لاحق، ومع التحولات الجذرية التي شهدتها فرنسا عام 1789، رأى المحافظون مثل إدموند بيرك أن "الثورة" الفرنسية الأخيرة لم تحمل "أي فكرة جديدة على الإطلاق"، بل كانت تهدف فقط إلى "الحفاظ على قوانيننا وحرياتنا القديمة التي لا جدال فيها". في أهم عمل فكري خلال عصر التنوير، وهو الموسوعة الفرنسية (Encyclopédie)، صدر عام 1765 المجلد الذي يحمل الحرف R. يحتوي هذا المجلد على عدة مدخلات لكلمة «révolution» (ثورة)، منها مدخل يتناول فن صناعة الساعات. الثورة الفرنسية نفسها هي التي أرست المعنى الحديث لمصطلح «ثورة»؛ وبالإضافة إلى ذلك، ساهمت الجهود البريطانية اللاحقة من أجل تغييرات برلمانية في نشر إستخدام مصطلح «إصلاح» كوسيلة لتحقيق شئ جديد وأفضل. غوران ثيربورن لايعتقد بإمكان فصل مصطلحات مثل «الإتقان» أو «السيطرة» عن المفاهيم التقليدية التي تفترض أن للبشرية حقاً في السيطرة على الطبيعة؟ وأن هذا السؤال يجب طرحه من زاوية «الحقوق». بالنسبة للناس قبل العصر الحديث، كانت الطبيعة في كثير من الأحيان قوة ساحقة، تجلب معها الجفاف والفيضانات والصقيع وانفجارات البراكين والزلازل، ناهيك عن الأوبئة والأمراض المُعدية. كانت هناك أيضاً تصورات ما قبل الحداثة للطبيعة ككل حي ينتمي إليه الإنسان ويجب عليه أن يبادلها الاحترام. ومع ذلك، يبدو أن مثل هذه التصورات لم تكن منتشرة بشكل كبير، على الأقل بين الفلاحين الأوروبيين وسكان المدن في العصور الوسطى ـ البيئة التي نشأت منها الحداثة. بدأت «السيطرة» على الطبيعة في العصر الحديث كتحرير للإنسان من السيطرة الخارجية للطبيعة، والتي كان جوهرها ما يُعرف بمصيدة مالتوس، التي ترى أن المحاصيل الجيدة تؤدي إلى زيادة السكان ومن ثم إلى مجاعة جديدة وقريبة. شخصيات مثل فرانسيس بيكون، الذي كان سياسياً بارزاً وكذلك رائداً فلسفياً لـ«المنهج الجديد للعلوم» من خلال كتابه *Novum Organum*(العضو الجديد)، كتبوا بالفعل عام 1603 نصوصاً عن «الولادة الذكورية للزمن أو التأسيس العظيم لسيطرة الإنسان على الكون». تم دعوة البشر إلى «جعل الطبيعة عبيداً لهم». وقد أسس بيكون هذا فعلياً كحق منحه الله للبشرية. يمكننا أيضاً أن نعتبر الثورة العلمية في القرن السابع عشر اكتشافاً لقوانين الطبيعة التي يمكن للإنسان الاستفادة منها، لكنه لا يستطيع السيطرة عليها أو تغييرها. هذا التصور أنتقل إلى علوم الاقتصاد في القرن التاسع عشر وإلى التطوريّة عند سبنسر. بالنسبة لديكارت، فإن «ثمار الأرض وكل ما هو جيد فيها»، إلى جانب العلوم والاختراعات البشرية، تمكّن الإنسان من تحقيق أعظم خير: «الحفاظ على الصحة». كان القرن التاسع عشر في أوروبا وأمريكا الشمالية قرن تغييرات وتحولات جذرية، سواء على الصعيد الاجتماعي أو التكنولوجي. وربما كان ذلك أكثر من أي فترة أخرى في التاريخ. لقد كان عصر المحرك البخاري، والضوء الكهربائي، والسكك الحديدية، والسفن البخارية، والتلغراف، والعديد من الاختراعات الأخرى. بدأت نهاية حكم الملوك والنبلاء تلوح في الأفق، وعلى أساس الصناعة والرأسمالية نشأت أقتصاديات جديدة. بالتأكيد كانت هناك العديد من الاستمراريات والتغيرات غير المكتملة. لكن بشكل عام، تم إنتاج المزيد من السلع أكثر من أي وقت مضى، وأصبح النقل والسفر أسرع، وتمتع الناس العاديون بمزيد من الحقوق والحريات. باختصار، تحركت البشرية وتطورت. حاولت العلوم الإنسانية الجديدة مثل السوسيولوجيا والأنثروبولوجيا فهم هذه الأحداث وتصنيف المجتمع الجديد الناشئ. لذلك، ليس من المُستغرب أن يصبح القرن التاسع عشر قرن التطوريّة الاجتماعية. فتحت الاختراقات العلمية الجديدة آفاقاً جديدة أمام جماهير كبيرة من السكان، وغيرت الجيولوجيا الإطار الزمني للأرض، وأظهر تشارلز داروين كيف تطورت الحياة على الكوكب. ظلت التطوريّة الاجتماعية في العصر الفيكتوري محصورة ومغلقة إلى حد كبير، وأصبحت أشبه بـ«ابن عم» علماني لنظرية العناية الإلهية المسيحية: كانت شاملة وأن جميع البشر يقفون على نفس سلم التطور الاجتماعي-الثقافي، لكن على درجات مختلفة. وكان هذا يُعبَّر عنه عادة بمصطلحات متمركزة حول أوروبا وعنصرية. بحسب مونتسكيو، تمر البشرية بمراحل مختلفة من «الوحشية، والهمجية، والحضارة». في هذا النموذج، كان التقدم والتطور حتميّين، مع ميل جوهري نحو تغييرات بطيئة ومتدرجة وغير مخططة أساساً. وكانت أية محاولة سياسية للتأثير على هذا الميل تعتبر بلا جدوى. وكان الهدف النهائي، أو المرحلة النهائية لهذا التطور واضحاً: «أعظم كمال [للإنسان] وأكمل سعادة»، كما صاغها هربرت سبنسر. كانت نظرية التطور عند داروين مستوحاة أصلاً من الاقتصادي المحافظ توماس مالتوس ورؤيته المتشائمة حول «الصراع من أجل البقاء». وفي أواخر القرن التاسع عشر، عادت الداروينية في شكل الداروينية الاجتماعية إلى المجتمع البشري. وأصبحت أيديولوجية أرباب الأعمال في عصر التثمين (Gilded Age): «البقاء للأصلح»، أي بقاء الأقوى (اقتصادياً). مع ذلك، هناك أيضاً ميول تطورية إيجابية، بمعنى التطورات الحديثة في العلوم والطب والتقنية. هذه الميول توسع بشكل أساسي إمكانيات البشر، حتى وإن كان مدى تحقيق هذه الإمكانيات يعتمد على علاقات القوى التي غالباً ما تكون متجذرة وثابتة. أعتقد أن اليسار يجب ألا يغفل هذه النظرة إلى عالمنا الحالي. غوران ثيربورن مقتنع بأن النظرة التطورية التي تأخذ في الاعتبار «الديناميكية الاجتماعية التكيفية» القائمة على التقليد ـ من خلال مراقبة النجاح أو الفشل ومن ثم التقليد أو الابتعاد بناءاً على ذلك ـ يمكن أن تكون في التحليل السياسي مُحبطًة بقدر ما هي مُنوِّرة. جوهر التفكير النقدي، في رأيه، يكمن في البحث عن التناقضات، وعدم التوازن، وعدم المساواة في الواقع الاجتماعي (وكذلك في التصريحات المتعلقة به). على الصعيد العالمي، يُلاحظ أن العمل الجماعي البشري على نطاق الأرض لم يظهر تاريخياً إلا منذ أواخر القرن التاسع عشر، مع استمرار المحاولات لإنشاء نظام زمني كوكبي يمتد حتى وقت متأخر من القرن العشرين. ففي عام 1899 عُقد أول مؤتمر دولي عالمي، وهو مؤتمر سلام دعا إليه القيصر الروسي في لاهاي. ثم تلاه في عام 1900 في باريس أول مؤتمر عالمي كبير للعلماء ـ أي للمفكرين والفلاسفة. بالتأكيد تم تحقيق تقدم ملموس: من أبرز هذه الإنجازات هي المنظمات المتعددة التابعة للأمم المتحدة مثل منظمة العمل الدولية (ILO)، اليونيسف (UNICEF)، اليونسكو (UNESCO)، وغيرها. على سبيل المثال، الأهداف الإنمائية المستدامة التي تم وضعها عام 2000، وأهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة لعام 2015. تُعد مؤتمرات المناخ العالمية، التي بدأت منذ عام 1979، محاولات جادة للتصدي لأزمة تغير المناخ الحادة. وعلى الرغم من أن هذه المؤتمرات لم تحقق كل ما هو مطلوب، إلا أنها أحدثت تأثيراً عالمياً. وفي الوقت ذاته، تُراقب مصالح الرأسمالية على المستوى العالمي من خلال البنك الدولي وصندوق النقد الدولي، حيث يقومان أيضاً وبشكل جزئي بتوجيهها. يجب الإشارة أيضاًإلى أن حرب الإبادة الجماعية التي تشنها إسرائيل ضد الفلسطينيين، بدعم من الولايات المتحدة وحلفائها، إلى جانب التجاهل المُهين والمذل للأمم المتحدة (بما في ذلك تصنيف وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين - الأونروا - كمنظمة إرهابية)، تشير إلى بداية إنهيار النظام العالمي للأمم المتحدة. إن تجاهل إسرائيل للقانون الدولي والمحاكم الدولية ـ الذي تم تمكينه من خلال تغاضي جو بايدن، والآن دونالد ترامب ـ يشير إلى نشوء عالم فوضوي تتسم سياسته الجغرافية الإمبريالية. بالنسبة لبعض الناس، قد يكون من المُسلّم به أن تاريخ البشرية يتسم بتقدم إيجابي في مجالات مختلفة. لكنك في حجتك توجهت بشكل خاص إلى أولئك الذين يشككون في هذه الفرضية. فما نوع التقدم الذي قد يراه هؤلاء ويعترفون به؟ ويوضح غوران ثيربورن ما نعنيه بـ«التقدم». مستندين إلى أعمال أمارتيا سين، الذي أقترح أن نعرّف التقدم على أنه تحسين قدرات الإنسان على القيام بوظائفه. ومن ثم يجب تقسيم هذا التعريف إلى مجالات محددة، والتي يمكن تصنيفها على الأقل إلى فئتين رئيسيتين: المعرفة والتكنولوجيا الاجتماعية، والتنظيم الاجتماعي. في المجال الأول، ينبغي أن ننظر في عوامل مثل متوسط العمر المتوقع، والصحة، والتعليم، والمعرفة العلمية المتخصصة، والإنتاجية، والتنقل، وقدرات التواصل باعتبارها مؤشرات على التقدم. أما في المجال الثاني، فيجب أن نركز على الشمول الاجتماعي بمعناه الواسع، والذي يشمل المساواة والتضامن الاجتماعي (أي تقديم المساعدة في حالات الأزمات) بالإضافة إلى الاستقلالية الفردية والحرية. ويُفضل أن يُقاس التقدم مع الأخذ في الاعتبار التدمير المتزايد لبيئة الإنسان وتهديد الحياة البشرية نفسها. توجد بيانات مُتاحة في هذا الصدد، مثل أعداد الوفيات بسبب القتل والحروب والكوارث الطبيعية. لكن هناك بيانات يصعب تقديرها، مثل تأثيرات التدمير البيئي أو زيادة فعالية وسائل الدمار والقتل المستخدمة. قلة فقط من ينكر أن هناك تقدماً لا رجعة فيه في مجالات العلوم والطب والتكنولوجيا خلال القرون الماضية. الثورة الصناعية والثورات الزراعية، التي أدت إلى زيادة الإنتاجية والدخل، هي بلا شك أمثلة على ذلك. فقد تضاعف الناتج المحلي الإجمالي للفرد على مستوى العالم عشر مرات بين عامي 1820 و2003. كما أرتفع متوسط العمر المتوقع عند الولادة من حوالي 26 سنة في عام 1820 إلى 73 سنة في عام 2020. تقييم التقدم في قضايا التنظيم الاجتماعي أكثر تعقيداً وتبايناً: فقد ظهرت ميول تقدمية وكذلك رجعية، مع فروقات واضحة أكبر عبر الزمن والمناطق الجغرافية. لا يمكن إنكار أن هناك تقدماً كبيراً في مجال الحرية الإنسانية، إذ مع نهاية نظام الإقطاع والعبودية، أصبح نظام العمل الحر هو السائد، وأصبح للأفراد قدرة كبيرة على إختيار تعليمهم، ومهنهم، ودينهم، وشركائهم في الحياة. ومن المرجح أيضاً أن هناك حرية أكبر اليوم للمشاركة في أشكال التنظيم الجماعي والإجراءات الاجتماعية (أو الامتناع عنها) مقارنة بما كان عليه الحال قبل قرنين أو ثلاثة من الزمن. الحد المطلق من حرية الإنسان عبر الاعتقال والقتل لم ينخفض بشكل واضح وهومستمر. ففي الاتحاد السوفيتي، وصلت أعداد المُحتجزين في عهد ستالين إلى ذروتها بين 1,470 و1,760 شخصاً لكل 100,000 نسمة. ومن منتصف خمسينيات القرن الماضي وحتى اليوم، إنخفض عدد المحتجزين، لكنه لا يزال عند مستوى مرتفع، حيث بلغ في روسيا ما بعد الاتحاد السوفيتي حوالي 322 لكل 100,000 نسمة في عام 2022. في الولايات المتحدة، أرتفعت معدلات الاعتقال بشكل كبير بعد الحرب الأهلية في كل من الولايات الشمالية والجنوبية، ثم شهدت زيادة حادة بدءاً من السبعينيات. وفي عام 2008، وصلت إلى رقم قياسي تاريخي بلغ 755 سجيناً لكل 100,000 نسمة، وهو ما يعادل تقريباً نصف ذروة الاعتقالات في الاتحاد السوفيتي في عهد ستالين. لكن بحلول عام 2022، أنخفضت نسبة الاعتقال في الولايات المتحدة إلى 541 لكل 100,000 نسمة. رغم هذا الانخفاض في معدلات السجن في روسيا والولايات المتحدة، تُظهر أعداد السجناء على مستوى العالم في العقد بين 2012 و2022 اتجاهاً طفيفاً نحو الزيادة. ويبلغ عدد السجناء العالمي حالياً حوالي 11.5 مليون شخص. في القرن العشرين، أشارت الأرقام إلى تراجع حرية الإنسان في الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة والعديد من البلدان الأخرى، لكن عدد ضحايا هذا التراجع فاقه المستفيدون من الحريات الأكبر في مجالات أخرى. أما العنف القاتل فلم ينخفض مع توسع التجارة والتصنيع، خلافاً لما كان يعتقده المستنيرون والمطوّرون الاجتماعيون في القرن التاسع عشر. فقد كانت الحرب العالمية الثانية أعنف صراع في تاريخ البشرية، حيث أسفر عن مقتل ما بين 70 إلى 85 مليون شخص، شاملةً الوفيات غير المباشرة الناتجة عن الأمراض والمجاعات. وكان أكثر من نصف هؤلاء الضحايا من السوفييت أو الصينيين. بلغت وحشية القمع الحكومي من قبل الأنظمة الاستبدادية في القرن العشرين مستوىً غير مسبوق في التاريخ. وأثبتت المحاولات التي جرت بعد الحرب العالمية الثانية لمنع مذابح جماعية جديدة فشلها إلى حد كبير. لم تكن الاتفاقيات الدولية بشأن الإبادة الجماعية وجرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية فعّالة في مواجهة الممارسات الاستعمارية المستمرة من قبل فرنسا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة في الجزائر ومدغشقر وكينيا وفيتنام، ولا في مواجهة الإبادة الجماعية المستمرة التي تمارسها إسرائيل ضد الفلسطينيين. ومع نهاية الحرب الباردة، لم يتغير هذا الاتجاه: الحروب التي شنتها الولايات المتحدة بعد أحداث 11 سبتمبر قتلت مباشرة أكثر من 900,000 شخص، بينهم 15,000 أمريكي. أما الوفيات غير المباشرة الناتجة عن الدمار والأمراض فبلغت ما يقرب من أربعة ملايين. لا تزال ممارسات التعذيب والمجاعة والتي هي من صنع الإنسان حاضرة في القرن الحادي والعشرين، كما تظهر أمثلة العراق، فلسطين، السودان، إثيوبيا وحالات أخرى. رغم الخسائر الهائلة في الحروب، نما عدد سكان الاتحاد السوفيتي والصين بين عامي 1913 و1950 بنسبة 0.38% و0.61% سنوياً على التوالي (بينما كان معدل النمو السكاني في الهند الاستعمارية خلال نفس الفترة 0.45% سنوياً). في عام 1950، كان عدد سكان العالم 2.5 مليار نسمة، وكان من المتوقع أن يتمتع هذا الجيل بعمر إضافي متوسط يزيد عن أربعة عشر عاماً من حياة أكثر رفاهية مقارنة بجيل عام 1913. تم توسيع الإندماج الاجتماعي من خلال تقليل العنصرية الصريحة والمؤسسية، وإلغاء الاستعمار، وتقويض نظام الطوائف، ومنح الحقوق المدنية للنساء والشعوب الأصلية. ولكن من ناحية أخرى، أزدادت الإقصاءات الاجتماعية في شكل تفاوت أقتصادي على المستوى العالمي منذ عام 1820، ووصلت إلى ذروتها في عام 1910، تلتها فترة أستقرار مرتفعة حتى حوالي عام 1950. ثم أنخفضت حتى حوالي عام 1980، قبل أن ترتفع مجدداً في عام 2007 إلى مستوى عام 1910، وفي النهاية وصلت في عام 2020 إلى مستويات تعود إلى تسعينيات القرن التاسع عشر. بعبارة أخرى، لم يكن هناك تقدم دائم في مجال التماثل الاقتصادي والإدماج الاجتماعي. الفرص التي أتاحتها زيادة الإنتاجية البشرية في القرن العشرين والربع الأول من القرن الحادي والعشرين لم تُستغل بشكل كامل. لذلك، فإن الشكوك حول ما إذا كانت البشرية تحقق تقدماً أمر مفهوم. لكن من السمات المميزة (ومن نقاط القوة) في التكوين الماركسي هو الاستعداد لرؤية الطابع المتناقض للتطور المجتمعي الشامل. نعم، في بعض المجالات حدث تقدم، ونعم، في مجالات أخرى كانت هناك تراجعات. أحياناً يمكننا أن نجرؤ على الأخذ بكِلا الأمرين والاعتراف بهما. لكن في رأيي، يجب علينا أيضاً أن نعترف أحياناً بأننا نتعامل مع أشياء لا يمكن مقارنتها ببعضها البعض ببساطة. منذ منتصف سبعينيات القرن العشرين شهدنا تحوّلاً سلبياً في عدة نواحٍ: على الصعيد العالمي، بدأ تراجع اقتصادي مستمر بعد فترة إزدهار كبيرة. ففي ستينيات القرن العشرين، كانت نسبة نمو الاقتصاد العالمي هي الأعلى في تاريخ البشرية. ولكن بعد ذلك، ظلت معدلات النمو أقل من ذلك الحد الأقصى. كما أن متوسط العمر المتوقع للناس شهد أعلى زيادة له في ستينيات القرن الماضي، لكنه بدأ ينخفض تدريجياً منذ منتصف السبعينيات. من عام 1989 حتى عام 2004، شهدت زيادة متوسط العمر المتوقع تراجعاً كبيراً، لكنها ظلت على مستوى إيجابي عند النظر إليها عالمياً. ويرجع ذلك في المقام الأول إلى تقصير مطلق في مدة الحياة في منطقتين كارثيتين: جنوب أفريقيا، التي تأثرت بشدة بجائحة الإيدز التي لم يُتعامل معها بالشكل الصحيح، والاتحاد السوفيتي السابق، الذي شهد تأثيرات كبيرة نتيجة إدخال النظام الرأسمالي. كما لوحظ تقصير مطلق أقل في متوسط العمر في هذا القرن في المملكة المتحدة والولايات المتحدة أيضاً. في الدول الغنية، توقّف أتجاه التقارب الاقتصادي الذي بدأ بعد عام 1945، بل وعكس مساره في العديد من الدول، وخاصة في الولايات المتحدة. كما تراجع معدل التقارب الاقتصادي في البلدان ما بعد الاستعمارية مثل الهند وإندونيسيا. بعد عام 1970، أزداد مستوى عدم الحرية في الولايات المتحدة بشكل كبير، إذ ارتفع عدد السجناء هناك حتى عام 2009 بنسبة تزيد على 700%. لكن خلال هذه الفترة لم تكن هناك فقط نكسات، فقد مثل الانتشار العالمي ـ وإن كان غير متساوٍ ـ لأجهزة الحواسيب الشخصية والهواتف الذكية والإنترنت تقدماً لكثير من الناس. كما شهدت الصين والهند نمواً مذهلاً في الإنتاجية والدخل، بالإضافة إلى مراحل من التطور الاقتصادي غير المألوف في جميع مناطق ما يُعرف بالجنوب العالمي. شهد العالم تراجعاً غير مسبوق في الفقر المدقع المطلق، حيث أنخفضت نسبة الفقراء من حوالي 49% من سكان العالم في عام 1975 إلى 8% في عام 2020. كما تضاعف متوسط معدل الحد من الفقر السنوي من 0.5% بين عامي 1950 و1990 إلى 1% بين عامي 1990 و2020. تم تعزيز مكانة المرأة، وزاد الاعتراف بحقوق الشعوب الأصلية، وأُلغي نظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا. أما المساواة بين الجنسين فهي اليوم مقبولة في أجزاء واسعة من العالم. أن الاعتراف بوجود تقدم في تاريخ البشرية لا يعني بالضرورة أن ننظر إلى المستقبل بتفاؤل. إنما قد يعني فقط أننا ندرك أن البشرية أثبتت قدرتها على التعلم والتطور، خاصة في مجالات العلوم والتكنولوجيا، وبالتالي قد تكون قادرة على إيجاد حلول في المستقبل تحميها من الوقوع في الكوارث. مشاعِر التفاؤل والتشاؤم تمثل وجهات نظر تجاه مستقبلات ذاتية ومتخيلة. وبما أنها تخيّلات، فهي هشة وغالباً ما تكون غير مستقرة. ومع ذلك، تلعب هذه المستقبلات المتخيلة دوراً واضحاً وهاماً في المجتمعات الحديثة. وهي ترتكز أيضاً على مواقف تتعلق بالاستعداد لتحمّل المخاطر أو الخوف منها. هناك خطوط ثقافية غير ملحوظة كثيراً تفصل بين الناس الذين يخاطرون والذين يحركهم القلق بمعنى الرعاية (Care): فالثقافات التي تركز على الرعاية – أي العناية بالآخرين – تكون عادة أكثر تجنباً للمخاطر مقارنة بثقافات الفردية والرأسمالية التي تتسم بقبول المخاطرة. إن الاستعداد المتفائل لتحمّل المخاطر يشكل جوهر الديناميكية الرأسمالية. مثال واضح ومثير للاهتمام على هذا النوع من المواقف هو "بيان التفاؤل التكنولوجي" للمستثمر الأمريكي المعروف في رأس المال المخاطر مارك أندريسن. يكفي الاطلاع على بعض ادعاءات أندريسن – ومدى توافقها مع الواقع – لفهم هذا الطرح: «نحن نؤمن بأنه لا توجد مشكلة مادية لا يمكن حلها بالمزيد من التكنولوجيا. كان لدينا مشكلة الجوع، لذلك اخترعنا الثورة الخضراء.» لكن الحقيقة هي: بعد ستين عاماً من الثورة الخضراء، عانى حوالي 733 مليون شخص من الجوع أو نقص التغذية في عام 2023 بحسب منظمة الصحة العالمية ـ أي زيادة قدرها 152 مليون منذ عام 2019.
"كان لدينا مشكلة الظلام، فاخترعنا الضوء الكهربائي.» ما يقرب من نصف سكان أفريقيا جنوب الصحراء ـ 600 مليون شخص ـ يعيشون بدون كهرباء. «كان لدينا مشكلة البرد، فاخترعنا التدفئة.» في المملكة المتحدة المتقدمة تقنياً، لا تزال هناك معدلات وفاة مرتفعة خلال أشهر الشتاء. «كان لدينا مشكلة العزلة، فاخترعنا الإنترنت.» لكن العزلة الاجتماعية لا تزال مشكلة واسعة الانتشار بين الناس. «كان لدينا مشكلة الأوبئة، فاخترعنا اللقاحات.» ومع ذلك، يُلاحظ أن معدل الوفيات الزائد الناجم عن كوفيد-19 يرتبط ارتباطاً وثيقاً بنسبة الفقر، ونصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي، وعدم المساواة في الدخل. "لدينا مشكلة الفقر، لذلك نبتكر تقنيات لإنتاج فائض.» لكن الفائض ليس متاحاً لمعظم الناس بالتأكيد. باختصار، هذا النوع من التفاؤل يُركّز فقط على التكنولوجيا كأداة، دون أن يعير أي اهتمام لقيمتها كموارد وممارسات أجتماعية. جانب آخر لافت في البيان هو عدوانيته: «يؤمن التفاؤليون التكنولوجيون بأن المجتمعات إما تنمو مثل القروش أو تموت، نحن نؤمن بالطموح، والعدوانية، والمثابرة، والصرامة ـ القوة.» يقتبس أندريسن حتى من البيان المستقبلي للفاشي الإيطالي فيليبو توماسو ماريينيتي: «الجمال لا يوجد إلا في القتال. لا توجد تحفة فنية بلا طابع عدواني.» فريدريك نيتشه هو أيضاً يقول «أن نصبح أشخاصاً فوق- تكنولوجيين» هو حلم أندريسن الكبير. هذا النوع من التكنولوجية الاجتماعية بمعناها السلبي والعدوانية الفاشية يقف في تناقض صارخ مع ثقافة الرعاية التي تتبنى قيماً مثل العدالة الاجتماعية، والمساواة، والإنصاف، والتعاطف، والاهتمام، والاستعداد للمساعدة. هناك وعي علمي نخبوي بالمسؤولية، كجزء من هذا التوجه القائم على الرعاية، يمتد من العلماء النوويين القلقين في خمسينيات القرن الماضي، إلى باحثي المناخ في العقود المحيطة بالألفية، وصولاً إلى جيفري هينتون، الحائز على جائزة نوبل في الفيزياء عام 2024. بالإضافة إلى علماء بارزين آخرين يحذروننا، على سبيل المثال، من مخاطر الذكاء الاصطناعي التوليدي. لا أعتقد أن هذا النوع من الوعي العلمي بالمخاطر ينبغي أن يُسمى تشاؤماً. فهو لا يشكك في التقدم البشري ولا ينكره. في جوهره، هو شكل من أشكال تقييم المخاطر الجادة الذي يقوم به أفضل العلماء في مجالاتهم المختلفة. التقييمات العلمية للمخاطر التي ذُكرت سابقاً لها تأثيرات مختلفة على مسألة التقدم. فقد كان علماء الذرة في أربعينيات وخمسينيات القرن العشرين يخشون أن السياسيين والقادة العسكريين قد يستخدمون هذه الوسائل الجديدة التي اخترعوها أو طوّروهاـ والتي تمثل قدرة على التدمير الذاتي للبشرية ـ بدافع الغباء أو الإهمال. بعبارة أخرى، كان العلماء يشيرون إلى حالة قصوى من الاحتمالات غير المتوقعة في تاريخ البشرية، والتي لطالما حدّت من التقدم البشري. وقد أظهرت معادلة القوى الثنائية بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي قدرة محدودة لكنها حاسمة على إدارة هذا الخطر، كما يتضح من أزمة الصواريخ الكوبية. تشكل مخاطر التغير المناخي، وربما مخاطر الذكاء الاصطناعي، تحدياً أكبر لفكرة التقدم بحد ذاتها. فقد يكون التقدم الاقتصادي الهائل للبشرية بلا جدوى إذا تعرضت القدرة على بقاء الإنسان للخطر. المخاطر المستقبلية المتعلقة بالذكاء الاصطناعي لا تزال غامضة وغير مؤكدة في الوقت الحالي، لكن من الممكن جداً أن تؤدي إلى تآكل الاستقلالية البشرية، مما قد يعني نهاية التقدم البشري. حتى الآن، تبدو الفرضيات الكارثية حول عواقب التغير المناخي، في رأيي، تفتقر إلى أساس تجريبي قوي. فقد ثبت أنه يمكن تقليل إنبعاثات الغازات الدفيئة وتطوير مصادر الطاقة المتجددة. كما تُطوَّر تقنيات مستدامة جديدة مثل احتجاز الكربون، وطرق إنتاج الصلب والأسمنت بدون الاعتماد على الوقود الأحفوري، على سبيل المثال. توجد السيارات الكهربائية وألواح الطاقة الشمسية وتوربينات الرياح بكميات كبيرة بالفعل، وهناك على الأقل نماذج أولية لتقنيات جديدة أخرى. أزمة المناخ في الأساس هي أزمة سياسية وليست أزمة تقدم. الأزمة الحقيقية تكمن في غياب قوى أو هيئات سياسية عالمية تتمتع بالإرادة والقدرة والقوة الكافية لاستخدام الوسائل المتاحة أو قيد التطوير لحل أزمة المناخ. تُعد جائحة كورونا مثالاً جيداً على التحديات التي تواجه التقدم العلمي والاجتماعي معاً. فمن جهة، شهدنا تقدماً مذهلاً في العلوم الطبية تمكّن من تطوير لقاحات في وقت قياسي. ومن جهة أخرى، حالت التفاوتات الاجتماعية والسلوكيات غير العقلانية دون وصول هذه اللقاحات لجميع الناس بشكل عادل. بالنسبة لغوران ثيربورن، كما يعتقد أن الاتجاه المستقبلي على المدى المتوسط والطويل سيعتمد على قدرة المجتمعات والسياسات العالمية على مواجهة هذه التحديات الاجتماعية والسياسية. من المرجح أن تسرّع التطورات في الذكاء الاصطناعي عملية إنتاج اللقاحات وتحسين الرعاية الصحية، لكن في الوقت نفسه هناك إجماع واسع على أن الذكاء الاصطناعي تحت سيطرة رأس المال في النظام الحالي،الذي سيزيد من مستويات عدم المساواة، ما لم تحدث تغييرات جذرية في كيفية إدارة هذه التقنيات وتوزيع فوائدها. نحن الآن أمام فترة من التراجع الاجتماعي العميق، والتي قد تكون أكثر وحشيةً وعنفاً مما شهدناه منذ عام 1980. تنشأ أعمال العنف والحروب نتيجة لانتهاء عصر العولمة الرأسمالية وظهور جغرافيا سياسية إمبريالية جديدة، إضافة إلى الصراعات التي تنبع من جذور الفقر أو التفكك الاجتماعي. أنتصار تيار ترامب أطلق أسوأ أشكال الاقتصاد السياسي الرأسمالي. فهي حقاً أوقات مظلمة، ومن المرجح أن تزداد ظلمةً، لكن الزمن يتغير ـ عاجلاً أم آجلاً ـ ولا أجد سبباً يدعو للاعتقاد بأن القدرة البشرية على التقدم ستُدمَّر بالكامل.
غوران ثيربورن* هو أستاذ فخري في علم الاجتماع بجامعة كامبريدج. تُرجمت أعماله إلى ما لا يقل عن أربع وعشرين لغة، ومن بين مؤلفاته البارزة:من الماركسية إلى ما بعد الماركسية،آسيا وأوروبا في العولمة،بين الجنس والسلطة
#حازم_كويي (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
-في الرأسمالية لا يوجد تنافس حرـ النيوليبرالية ليست نظام أسو
...
-
الشرق الأوسط يشهد تصعيدًا دراماتيكيًا في الأوضاع.
-
هل نعيش في زمن الفاشية المتأخرة؟
-
الرأسمالية تتغير – لكنها لا تتحول إلى -إقطاعية جديدة-
-
العولمة انتهت، لكن النيوليبرالية ما زالت حيّة
-
عن سبل الخروج من أزمة المناخ
-
الحزب الشيوعي النمساوي.. حزب لا مثيل له؟
-
كيف يُعرض ترامب الدولار للخطر؟
-
أميركا أولاً،مهما كان الثمن،إلى أين؟
-
إلى أين يتجه اليسار الجديد؟
-
ترامب وأزمة المناخ
-
مقارنات الحقبة النازية وإستمراريتها
-
أميركا تستعد لتأثيرات ترامب في فترة رئاسته الثانية
-
دكتاتورية الليبراليون الجُدد
-
الرجعيات العالمية والشبكات اليمينية في أنحاء العالم
-
كيف سيتصدى حزب اليسار الألماني أمام صعود اليمين المتطرف
-
البدايات الأولى للتيارات الاشتراكية اليابانية
-
عودة حزب اليسار الألماني
-
تزايد المشاكل التي تواجه جورجيا ميلوني
-
هل هذه هي الفاشية الآن؟
المزيد.....
-
في 29 يونيو 2025، تنير ذكرى اغتيال المناضل العمالي مصطفى لع
...
-
نتائج ومقررات الملتقى الوطني السابع للمساعدين الإداريين والم
...
-
دعوات غربية للتحقيق في -اعتداءات- على متظاهرين بملاوي
-
فئوية المساعدات في غزة: حين يُكافأ الولاء ويُعاقب الفقر
-
ألمانيا- الحزب الاشتراكي الشريك بالحكومة يطالب بحظر -البديل-
...
-
بوليتيس: هكذا يشعل اليمين المتطرف الفرنسي حربا عرقية ودينية
...
-
جبهة البوليساريو تتبنى هجوما على السمارة في الصحراء الغربية
...
-
إعلام إسرائيلي: ترامب يريد تحرير نتنياهو من قبضة اليمين المت
...
-
صوفيا ملك// الاستعدادات الحربية للإمبريالية الأطلسية وصراع إ
...
-
البوليساريو تتبنى هجوما على السمارة في الصحراء الغربية والجي
...
المزيد.....
-
الإمبريالية والاستعمار الاستيطاني الأبيض في النظرية الماركسي
...
/ مسعد عربيد
-
أوهام الديمقراطية الليبرالية: الإمبريالية والعسكرة في باكستا
...
/ بندر نوري
-
كراسات شيوعية [ Manual no: 46] الرياضة والرأسمالية والقومية
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
طوفان الأقصى و تحرير فلسطين : نظرة شيوعيّة ثوريّة
/ شادي الشماوي
-
الذكاء الاصطناعي الرأسمالي، تحديات اليسار والبدائل الممكنة:
...
/ رزكار عقراوي
-
متابعات عالميّة و عربية : نظرة شيوعيّة ثوريّة (5) 2023-2024
/ شادي الشماوي
-
الماركسية الغربية والإمبريالية: حوار
/ حسين علوان حسين
-
ماركس حول الجندر والعرق وإعادة الانتاج: مقاربة نسوية
/ سيلفيا فيديريتشي
-
البدايات الأولى للتيارات الاشتراكية اليابانية
/ حازم كويي
-
لينين والبلاشفة ومجالس الشغيلة (السوفييتات)
/ مارسيل ليبمان
المزيد.....
|