|
أميركا أولاً،مهما كان الثمن،إلى أين؟
حازم كويي
الحوار المتمدن-العدد: 8329 - 2025 / 5 / 1 - 18:16
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
فيكتور مينوتي* ترجمة:حازم كويي
يُعرَف دونالد ترامب بخطاباته القاسية وسياساته غير المتوقعة. لكن سياسته المتعلقة بالتعريفات الكمركية تتبع خطة طويلة الأجل: فهو يريد الدفاع عن القوة المتضائلة للولايات المتحدة في مواجهة صعود الصين، وإنهاء اختلال التوازن التجاري بين الولايات المتحدة والعالم، وإجبار الدول الأخرى على الخضوع لمساره. وعلى الصعيد المحلي، ينقل ترامب استراتيجية قوته الاستبدادية إلى الاقتصاد: إذ يهدف الإعفاء المستهدف من الرسوم الكمركية لبعض الشركات إلى جعلها متوافقة سياسياً. إن وعده بخلق فرص عمل محلية في صناعة الوقود الأحفوري يعكس محاولة لثورة ثقافية يمينية يتم فيها تمجيد المهن التي كان يشغلها الرجال تقليدياً. في أول 100 يوم من ولايته الثانية كرئيس، شن دونالد ترامب هجوماً كاسحاً على سياسة المناخ، أشبه بتسونامي من الإجراءات المضادة. وبهذا لا تُلغى فقط تدابير الحماية القانونية الأساسية، بل يُحفَّز أيضاً رد فعل عكسي ضد المليارديرات وتفتح إمكانية لانطلاقة تقدمية نحو تغيير جذري. وبينما نشهد إنتكاسات كبيرة في مجال حماية المناخ في الولايات المتحدة وعلى الصعيد الدولي، فإن ضعف القيادة لدى الديمقراطيين المعارضين قد يتيح في المقابل مجالاً للآخرين في المجتمع والشبكات الوطنية محلياً لتعزيز تحليلات تقدمية ودفع أجندة تتماشى مع العدالة المناخية العالمية. عودة ترامب إلى المنصب أغرقت الاقتصاد العالمي والنظام الجيوسياسي في حالة من الفوضى. فقد أشعل حرباً تجارية عالمية من طرف واحد، وهدّد في الوقت نفسه حلفاء تقليديين للولايات المتحدة بتدخل عسكري. المجموعات السكانية المُهددة تجد نفسها الآن في دوامة عزلة ترامب الإمبريالية، التي يسوّقها تحت شعار "أميركا أولاً"، وهي أستراتيجية أدّت بالفعل إلى تهديدات بالتوسّع الإقليمي، وترحيل المهاجرين، وتقليص المساعدات الخارجية. خارج الولايات المتحدة، يُصوَّر ترامب غالباً كزعيم دولة غير عقلاني وأناني يُدخل الأسواق الدولية وسلاسل التوريد في حالة من الفوضى. لكن عند تقييم سياساته المناخية، يعتقد بعض المراقبين أن ترامب يميل إلى اتباع مصالح رأسمالية وجيوسياسية "عقلانية". ورغم أن ترامب يتميز فعلاً بنزعته الأيكونوكلاستيكية (تحطيم المسلمات)، فإن هويته الأيديولوجية ما تزال مُتجذرة في عقلية مركنتيلية ترفض الانصياع لكل من النيوليبرالية والمحافظة الجديدة. علاوة على ذلك، فإن المستثمرين "العقلانيين" باتوا اليوم يدركون مخاطر التغير المناخي ويقرّون بها. وبذلك، فإن تجاهل ترامب المتهوّر للإجماع العالمي يضعه ضمن قائمة طويلة من الحكام المُستبدين الخطرين. لم يتبقَ سوى 18 شهراً على الانتخابات النصفية في الولايات المتحدة (وهي الانتخابات التي يُظهر التاريخ أن الرؤساء الحاليين كثيراً ما يفقدون فيها سيطرتهم على السلطة التشريعية). ومع انغلاق نافذة الوقت وتراجع قيمة رأسماله السياسي، من المرجح أن يصل ضغط ترامب المتزايد لفرض أجندته "أمريكا أولاً" في مجالات مثل التجارة والضرائب وغيرها إلى ذروتها قريباً. ومع ذلك، يتوقع معظم المراقبين أن تزداد الأمور سوءاً قبل أن تبدأ بالتحسُّن. «أمريكا أولاً»، مهما كان الثمن منذ بداية ولايته الثانية، يظهر أن ترامب تعلّم من ولايته الأولى مدى أهمية ملء مناصب الحكومة بأشخاص موالين له يدفعون بأجندته قُدماً. الكثير مما رأيناه منه حتى الآن كان قد نُشر مسبقاً في مشروع 2025، وهو دليل اقتصادي- قومي ملئ بالإجراءات الراديكالية لإعادة تشكيل الحكومة وترسيخ سلطة الرئيس، أعدته مؤسسة هيريتك اليمينية قبل انتخابات 2024. للمرة الثالثة، ينسحب رئيس جمهوري من إتفاقيات المناخ الدولية: بعد أن انسحب جورج بوش الابن عام 2001 من بروتوكول كيوتو، وكرر دونالد ترامب ذلك عام 2017 بالانسحاب من اتفاق باريس للمناخ، أعاد ترامب الكرة عام 2025، في أول يوم له بعد عودته إلى الرئاسة. وبما أن الولايات المتحدة هي الدولة ذات أعلى انبعاثات تاريخية – إذ تمثل 4٪ فقط من سكان العالم لكنها مسؤولة عن 24٪ من الانبعاثات العالمية، مقارنة بجنوب آسيا التي تضم 25٪ من سكان العالم لكنها مسؤولة فقط عن 4٪ من الانبعاثات منذ عام 1850 – فإن انسحاب ترامب من اتفاق باريس يُبعد العالم كثيراً عن تحقيق هدف الحد من الاحترار العالمي إلى 1.5 درجة مئوية. أجندة ترامب "للسيطرة الأمريكية على الطاقة" قد أسفرت عن تحقيق الولايات المتحدة المركز الأول كأكبر منتج للنفط الخام في العالم منذ عام 2019. وكان شعار حملته الانتخابية "إحفّروا، يا أولاد، إحفّروا" جزءاً من هذه السياسة، التي هدفت إلى زيادة الإنتاج الوطني من النفط. ومع ذلك، أدت سياسة ترامب التجارية، والتي تضمنت حرباً تجارية مع بعض البلدان الكبرى، إلى انخفاض أسعار النفط بشكل كبير. هذا التراجع في الأسعار أثر على أرباح المنتجين الأمريكيين، حيث أصبح من الصعب عليهم تحقيق ربح في ظل هذه الأسعار المنخفضة. إذا استمرت الأسعار في الانخفاض وقل الطلب على النفط، فقد يتباطأ توسيع عمليات الحفر في الولايات المتحدة أو يتوقف تماماً. إلا أن ترامب حاول الحفاظ على أرباح الصناعة من خلال تنفيذ سياسة تقليل التنظيمات، وإتاحة المزيد من الأراضي للتنقيب، وتعزيز تطوير المنشآت الخاصة بتصدير الغاز الطبيعي المسال (LNG). هذه السياسات تهدف إلى دعم الصناعة في مواجهة انخفاض الأسعار وزيادة القدرة التصديرية للولايات المتحدة، مما يسهم في تعزيز موقفها كلاعب رئيسي في أسواق الطاقة العالمية. لكن إذا استمرت التحديات المرتبطة بالأسعار المنخفضة وتراجع الطلب العالمي، فإن هذا قد يعوق توسع قطاع الطاقة الأمريكي، رغم محاولات ترامب من خلال تخفيف القيود وزيادة الصادرات. شراءات أوروبا وتمويلاتها قد تحدد مستقبل إنتاج الغاز الطبيعي المسال (LNG) في الولايات المتحدة. يخطط منتجو الغاز في الولايات المتحدة لزيادة الإنتاج بنسبة 200٪ بحلول عام 2030 – وهي أكبر توسعة حالياً في قطاع الوقود الأحفوري على مستوى العالم، أكثر من جميع الدول الأخرى مجتمعة. حرب التجارة التي شنها ترامب تضع قادة أوروبا – وخصوصاً الألمان – تحت ضغط متزايد لشراء المزيد من الغاز الطبيعي المسال من الولايات المتحدة، وفي نفس الوقت التنازل عن اللوائح الجديدة المتعلقة بالميثان التي وضعها الاتحاد الأوروبي، والتي يعتبرها ترامب عائقاً غير تعريفي وغير عادل أمام الصادرات الأمريكية. التوسع في الغاز الطبيعي المسال الأمريكي سيكون له أيضاً تأثيرات كبيرة على المجموعات والمجتمعات المحلية، كما يوضح جون بيرد من شبكة العمل المجتمعي في بورت آرثر على ساحل تكساس. هذه الخطوة السياسية لا تحمل آثاراً اقتصادية كارثية فحسب، بل لها أيضاً تأثيرات بيئية خطيرة. إن الاستخدام المتزايد للميثان/الغاز الطبيعي المسال يعمق أزمة تغير المناخ، ويزيد من حدة الأحوال الجوية المتطرفة وارتفاع درجات الحرارة، ناهيك عن الآثار السلبية على جميع أشكال الحياة على كوكب الأرض. نحن في جنوب الخليج لا نستطيع تحمل المزيد من الأعاصير، والزلازل، والفيضانات الكارثية، ولا يمكننا أن نواصل مشاهدة عائلاتنا وأصدقائنا وأقاربنا يموتون بسبب التلوث البيئي الذي يتسبب في المزيد من السرطان، وأمراض الرئة، وأمراض القلب. نطالب حلفاءنا في الاتحاد الأوروبي بالانضمام إلينا وقول "لا" للمزيد من الميثان. لقد حان الوقت للقول: كفى! أحد الجوانب المركزية لتوسعة الغاز الطبيعي المسال هو إزالة القيود على حماية التربة لاستكشاف الوقود الأحفوري، وهو ما يدفع إيلون ماسك من خلال "منشار السلسلة" لما يسمى بـ "وزارة كفاءة الحكومة" (DOGE). تقوم DOGE بتقليص عدد موظفي وكالة حماية البيئة (EPA)، والإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي، ووزارة الداخلية، والعديد من الوكالات الأخرى المسؤولة عن برامج وسياسات المناخ بشكل كبير. تتماشى هذه الخطوة مع خطة النقاط الخمس لمعهد البترول الأمريكي، التي تدعو إلى تقليص صلاحيات تنظيمية وكالة حماية البيئة، وخاصة تدابير الحد من الانبعاثات، وقد بدأت أيضاً "مراجعة" رسمية لـ "اكتشاف المخاطر" من قبل الوكالة، الذي يشكل الأساس القانوني للكثير من اللوائح المتعلقة بالمناخ. أحد القضايا الأخرى في هذه الخطة هو إلغاء قانون السياسة البيئية الوطنية (NEPA) باسم "إصلاح إجراءات الموافقة"، وهو ما من شأنه أن يقيد بشكل كبير مبدأ العدالة البيئية – وهو الحق للأطراف المتأثرة في تقييم المشاريع المقترحة والتعليق عليها. ويسعى ترامب أيضاً إلى إلغاء جميع إنجازات سابقيه. ففي اليوم الأول من توليه المنصب، هاجم قانون الحد من التضخم الذي أقره جو بايدن. كان هذا القانون المبتكر يعزز الاستثمارات في الطاقة المتجددة وأداة رسمية لتنفيذ تعهد الرئيس بايدن بأن الولايات المتحدة ستلتزم باتفاقية باريس للمناخ. ومع سلسلة من الأوامر التنفيذية الرئاسية، التي تم تخطيط العديد منها بالفعل في "مشروع 2025"، قام ترامب بتجميد تمويل القانون IRA. وفي الوقت نفسه، لا تزال مراكز الفكر المحافظة تدرس خياراتها، حيث أن العديد من الولايات التي يسيطر عليها الجمهوريون قد حصلت على تمويل كبير من IRA لمشاريع الطاقة المتجددة، ما يعني بنية تحتية وفرص عمل لا يرغبون في خسارتها. علاوة على ذلك، في سعيه المتجدد لإطالة عمر صناعة الفحم في الولايات المتحدة، أصدر ترامب تعليمات إلى وكالة حماية البيئة (EPA ) بإلغاء "خطة الطاقة النظيفة"، وهي الركيزة الأساسية لسياسة المناخ للرئيس السابق باراك أوباما، التي كانت تهدف إلى تقليل استهلاك الفحم في محطات الطاقة وتعتبر خطوة هامة في تقليص الانبعاثات الأمريكية. إن التنبؤ بهجمات ترامب القادمة هو أمر شاق، حيث يبدو أن أجندته الخاصة بـ "جعل أمريكا عظيمة مرة أخرى" غير واضحة حتى بالنسبة له. ومع ذلك، فإنها بطريقة ما قابلة للتنبؤ. نعلم أنه يعتبر الوقود الأحفوري أمراً أساسياً لإحياء الصناعة وضمان الأمن القومي، ويعتقد أن الطلب يجب تحفيزه بشكل مُستمر وأن أي تنظيم هو مجرد تكاليف إضافية. بالنظر إلى هذه الحقيقة، يجب أن نكون مستعدين للأسوأ – وفي نفس الوقت نأمل في الأفضل. الصدمة والعبأ والتخريب الذاتي في نفس الوقت، تتزايد المخاطر بالنسبة للمجموعات والمجتمعات المتأثرة التي تعارض توسيع استخدام الوقود الأحفوري. عليهم الآن أن يتوقعوا مواجهة إجراءات قمعية ضد كل من يعارض أجندة ترامب. العديد منهم يعانون بالفعل من العنصرية البيئية النظامية التي تفرضها صناعة البتروكيماويات في أحيائهم. المقاومة ضد ما يسمى بـ "الطوارئ الوطنية للطاقة" لترامب – التي تُعامل المعارضة السياسية كتهديد للأمن الوطني، وبالتالي قد تبرر تجريم المتظاهرين السلميين، وربما حتى استخدام القوة العسكرية ضد السكان المحليين – تتطلب الآن اليقظة والتضامن من المجتمع الدولي. تتعلق التخفيضات المتهورة التي تنفذها DOGE(إدارة كفاءة الحكومة) في جميع مجالات النشاط الحكومي أيضاً بقدرة الحكومة على التنبؤ بالأحداث الجوية المتطرفة والاستجابة للطوارئ المناخية والتعافي منها. إن اقتراح ترامب بإلغاء وكالة إدارة الطوارئ الفيدرالية (FEMA) هو أحدث، وربما أكبر فعل من أفعال التدمير الذاتي. نعلم أن المزيد من الكوارث المناخية باتت مُحتمة، حيث ستتزايد وتتفاقم الأحداث الجوية المتطرفة والكوارث غير الطبيعية نتيجة للاستهلاك المستمر للوقود الأحفوري. ومع ذلك، ورغم الانتقادات المبررة ضد FEMA، قد ينقلب تفكيك الوكالة الحكومية التي هي الأفضل تجهيزاً للتعامل مع الأحداث الجوية المتطرفة ضد ترامب في الانتخابات القادمة. هذه ليست قائمة شاملة لجميع الإجراءات التي اتخذها ترامب ضد تغير المناخ حتى الآن أو التي قد يتخذها في المستقبل، لكنها تبرز بعضاً من أكثر خطواته ضرراً، والتي يمكن إعتبارها إهمالاً متعمداً للروابط الجيوفيزيائية الأساسية، مما سيؤدي بشكل متوقع إلى تفاقم الأزمة المناخية الحالية. لكن السياسة تحاكي الفيزياء إلى حد ما، حيث أن كل فعل غالباً ما يقابله رد فعل معادل ومضاد، وهو ما يمكن ملاحظته الآن ليس فقط لدى ممثلي المعارضة المُنتخبين، بل بشكل خاص في مجموعات القاعدة والمجتمع المدني. إن الغضب من استيلاء ترامب على السلطة من قبل الأوليغارشية بدأ يتخذ أشكالاً منظمة تدريجياً. المقاومة بدأت لقد وقف الجمهوريون حتى الآن إلى جانب ترامب في سعيه لوقف أي شكل من أشكال الإجراءات الفعالة لحماية المناخ، باستثناء ربما بعض الأعضاء الجمهوريين مثل السناتورة ليزا موركوفسكي من آلاسكا، وجون كيرتيس من يوتا، وجيري موران من كانساس، وتوم تيلليس من كارولينا الشمالية. فقد طلبوا في رسالة إلى قيادة الكونغرس الإبقاء على ائتمانات الطاقة الضريبية في قانون تسوية الميزانية المقبل. وهم يجادلون بأن إلغاء هذه الائتمانات سيؤدي إلى تعطيل الاستثمارات وإلحاق الضرر بالشركات والوظائف. من المرجح أن يتم اختبار التزامهم عندما يحاول الكونغرس معالجة إصلاحات الضرائب في وقت لاحق من هذا العام مع السعي لتحقيق توازن في الميزانية. على مستوى الولايات، يعارض حكام 24 ولاية أجندة ترامب المناهضة للمناخ من خلال الانضمام إلى تحالف مناخي أمريكي يهدف إلى تسريع إجراءات الولايات، بدءاً من تقليل الانبعاثات وصولاً إلى تبني الطاقة المتجددة. بما أنهم يمثلون 60% من الاقتصاد و55% من سكان البلاد، فإن هذه التهديد المحتمل يُعتبر ذا أهمية كبيرة لدرجة أن ترامب بدأ بالفعل هجوماً على الولايات التي تتخذ إجراءات لحماية المناخ. على الجانب الآخر من الهوة، يبدو أن قادة الحزب الديمقراطي – مثل العديد من الأمريكيين الذين صوتوا ضد ترامب – لا يزالون في حالة من الذهول إلى حد ما من عودته إلى السلطة. يواجه الديمقراطيون صعوبة في تطوير نقد مشترك ومقنع. الانقسام يحدث بين الديمقراطيين التقليديين وداعميهم من رجال الأعمال، الذين يحاولون بشدة جذب الناخبين المعتدلين، وبين السياسيين "التقدميين" الذين يجمعون حشوداً كبيرة في الولايات التي يهيمن عليها الجمهوريون، حيث يتجمعون في ملاعب لرفع شعار "النضال ضد الأوليغارشية". في هذا السياق المتوتر، يستغل الناشطون المناخيون الفرصة لإعادة توجيه أجندتهم، مع التركيز على ضرورة التحول العادل إلى الطاقة المتجددة والالتزام بتوفير التمويل والتكنولوجيا المناخية لدول الجنوب العالمي. مبادرة ShiftUS الجديدة(مجموعة من الناشطين للعدالة المناخية )، التي نشأت من تعاون متعدد الأديان بين الشباب والجماعات الدينية والنساء والمجتمعات الملونة في عام 2024، تهدف إلى تصميم "المساهمات الوطنية العادلة للولايات المتحدة" في إطار اتفاق باريس. ويُفترض أن تكون هذه المبادرة بمثابة زر إعادة تعيين لحركة العدالة المناخية. تشرح أناليا شلاغر دوس سانتوس من ShiftUS قائلة: «لقد كانت العدالة المناخية والبيئية في الولايات المتحدة نضالاً دائماً، لكن ترامب حولها إلى حرب. هذه الحرب التي نحن فيها اليوم إما أن تعيد الولايات المتحدة إلى طاولة المفاوضات، أو ستغرق في المعركة». تحدث هذه التطورات في حركة العدالة المناخية الأمريكية في سياق أوسع من الاحتجاجات السلمية الشعبية على مستوى البلاد تحت شعار «Hands Off»، وهو إشارة إلى التصورات الإمبريالية لترامب بشأن غزو الدول الأخرى، وكذلك إلى التخفيضات القاسية التي يقوم بها إيلون ماسك في تقديم الخدمات الحكومية. مع أكثر من 1300 تظاهرة وأكثر من ثلاثة ملايين متظاهر يعبرون عن استيائهم، بتجمع عدد أكبر من الناس مما كان متوقعاً. ولأول مرة منذ أجيال، رأينا ليس فقط حشوداً ضخمة في المدن الكبرى، بل أيضاً مسيرات في العديد من المدن الصغيرة، حيث كان الناس يمشون باستخدام العكازات أو يدفعون عربات الأطفال. كانت هذه لحظة تاريخية، حيث نهض المتأثرون بأنفسهم واتخذوا خطوات فعلية، وهي لحظة طالما أنتظرها الكثيرون. من أجل تعزيز قوة الناس وتحويل الأمور ضد ترامب، يجب علينا بناء الزخم الحالي والأنشطة التنظيمية الأخرى. ويمكن للأوروبيين أن يلعبوا دوراً مركزياً في دعم هذه الجهود من خلال رفض شراء أو تمويل المزيد من الوقود الأحفوري من الولايات المتحدة، وخاصة صادرات الغاز الطبيعي المسال (LNG).
فيكتور مينوتي: هو منسق الحملة العالمية للمطالبة بالعدالة المناخية في الولايات المتحدة، وهي شبكة تضم أكثر من 200 منظمة مناخية وحقوقية تعمل على المستويات الدولية والإقليمية والمحلية من أجل العدالة المناخية والتحول العادل إلى الطاقة المتجددة.
#حازم_كويي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
إلى أين يتجه اليسار الجديد؟
-
ترامب وأزمة المناخ
-
مقارنات الحقبة النازية وإستمراريتها
-
أميركا تستعد لتأثيرات ترامب في فترة رئاسته الثانية
-
دكتاتورية الليبراليون الجُدد
-
الرجعيات العالمية والشبكات اليمينية في أنحاء العالم
-
كيف سيتصدى حزب اليسار الألماني أمام صعود اليمين المتطرف
-
البدايات الأولى للتيارات الاشتراكية اليابانية
-
عودة حزب اليسار الألماني
-
تزايد المشاكل التي تواجه جورجيا ميلوني
-
هل هذه هي الفاشية الآن؟
-
اليسار يواجه ثورة ثقافية حقيقية
-
رياح منعشة تهب داخل حزب اليسار الألماني
-
-الاتحاد الأوروبي يواجه الإنكسار-
-
الأثرياء في ألمانيا لا يخلقون الثروة بل يستنزفوها
-
خمس عواقب لسياسة الرسوم الجمركية التي ينتهجها دونالد ترامب ع
...
-
إجراءات ترامب بقطع مساعدات التنمية
-
العقل المدبر للذكاء الاصطناعي في الصين
-
قوة ترامب مبنية على الرمال
-
وسائل التواصل الاجتماعي يمكن أن تجعلك مريضاً عقلياً. الرأسما
...
المزيد.....
-
هيفاء وهبي توجه تحية لفريقها الإبداعي في عيد العمال
-
مصدران لـCNN يكشفان تفاصيل قرار مغادرة مايك والتز المحتملة ل
...
-
إريك ترامب يعلن من دبي عن مشروع عقاري بقيمة مليار دولار.. هل
...
-
الجزائر تلاحق إسرائيل بـ -العدل الدولية-
-
قضية دمنهور: الحكم بالمؤبد على المتهم بهتك عرض -سبايدر مان-
...
-
الخدمة العالمية في بي بي سي تطلق بثاً إذاعياً طارئاً لتغطية
...
-
هيئة أمريكية توجه نداء عاجلا لترامب لدرء ضرر لا يمكن إصلاحه
...
-
-القاتل الصامت في منتصف العمر-.. كيف تهدد الساعة البيولوجية
...
-
الأسطول الروسي والتقاليد الهندية
-
المنفي يمهل مفوضية الانتخابات 30 يوما
المزيد.....
-
خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية
/ احمد صالح سلوم
-
دونالد ترامب - النص الكامل
/ جيلاني الهمامي
-
حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4
/ عبد الرحمان النوضة
-
فهم حضارة العالم المعاصر
/ د. لبيب سلطان
-
حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3
/ عبد الرحمان النوضة
-
سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا-
/ نعوم تشومسكي
-
العولمة المتوحشة
/ فلاح أمين الرهيمي
-
أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا
...
/ جيلاني الهمامي
-
قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام
/ شريف عبد الرزاق
-
الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف
/ هاشم نعمة
المزيد.....
|