أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - رياض هاني بهار - ماذا تعني اتفاقية هانوي للامن العراقي














المزيد.....

ماذا تعني اتفاقية هانوي للامن العراقي


رياض هاني بهار

الحوار المتمدن-العدد: 8507 - 2025 / 10 / 26 - 01:53
المحور: المجتمع المدني
    


في عالم باتت فيه الجريمة السيبرانية اسرع من القوانين واكثر تعقيدا من الحدود تطل اتفاقية هانوي لمكافحة الجرائم الالكترونية التي اطلقتها الامم المتحدة هذا الاسبوع من العاصمة الفيتنامية هانوي كاول اطار دولي شامل للتعاون في مواجهة الجرائم الرقمية وتبادل الادلة الالكترونية غير ان السؤال الاهم يبقى ‎ماذا تعني هذه الاتفاقية للامن الوطني العراقي

اولا : اطار دولي لحماية الامن الوطني الرقمي تأتي اتفاقية هانوي لتوفر للعراق مظلة قانونية دولية تساعده على ملاحقة مرتكبي الجرائم الالكترونية عبر الحدود خصوصا بعد ان اصبحت معظم جرائم الابتزاز والاحتيال الالكتروني التي تسجل داخل البلاد ترتبط بخوادم او جهات خارجية من خلال هذه الاتفاقية يمكن للعراق ان يطلب المساعدة القضائية المتبادلة والحصول على الادلة الرقمية من شركات ومنصات عالمية وفق اليات رسمية ومعترف بها دوليا بدلا من الاعتماد على القنوات السياسية او الاتصالات غير الرسمية

ثانيا: تعزيز قدرات التحقيق والاستخبارات الرقمية الانضمام الى الاتفاقية يمنح الاجهزة العراقية الداخلية والاستخبارات والامن الوطني فرصة الوصول الى شبكات اتصال فورية مع دول اخرى تتيح تبادل المعلومات حول الهجمات الالكترونية وتتبع الحسابات والاصول الافتراضية المشبوهة كما تمكن الاتفاقية العراق من المشاركة في برامج تدريبية وتمويلية باشراف الامم المتحدة لبناء القدرات في مجال التحليل الجنائي الرقمي واستخدام الادلة الالكترونية في التحقيقات الجنائية

ثالثا : حماية البنية التحتية الحيوية تزايدت في السنوات الاخيرة محاولات استهداف انظمة المصارف والطاقة والنقل في العراق بهجمات رقمية بعضها يحمل طابعا سياسيا او اقتصاديا تعد اتفاقية هانوي فرصة لتبني نظام انذار مبكر وطني للامن السيبراني من خلال التعاون مع دول تمتلك خبرات متقدمة في الدفاع الرقمي بما يسهم في حماية العمود الفقري للبنية التحتية الحيوية للدولة

رابعا: تطوير التشريعات الوطنية تلزم الاتفاقية الدول الموقعة بتكييف تشريعاتها المحلية بما ينسجم مع بنودها بالنسبة للعراق فان هذه الخطوة تعني ضرورة اصدار قانون شامل للجرائم الالكترونية والامن السيبراني يتضمن تعريفات دقيقة للجرائم الرقمية وضمانات قانونية لحماية الخصوصية وحقوق المستخدمين كما تتيح الاتفاقية انشاء وحدة ادعاء سيبراني داخل مجلس القضاء الاعلى تتعامل مع قضايا الادلة الرقمية والتحقيقات العابرة للحدود

خامسا :بناء الثقة الرقمية والمجتمعية الامن السيبراني لا يتحقق بالقوانين فقط بل بالوعي المجتمعي ايضا الاتفاقية ستحفز العراق على تبني استراتيجية وطنية للتوعية الرقمية تدمج بين الجهد الامني والتربوي والاعلامي لحماية الفئات الاكثر عرضة للاستغلال خصوصا النساء والمراهقين من جرائم الابتزاز الالكتروني والاحتيال عبر الانترنت

سادسا : رسالة سياسية وامنية انضمام العراق الى اتفاقية هانوي يحمل بعدا سياديا ورسالة دولية مفادها ان الامن العراقي لم يعد محليا فقط بل رقميا وعابرا للحدود كما يضع البلاد في موقع الشريك الفاعل في المنظومة الدولية لمكافحة الجريمة ويمنحها صوتا مؤثرا في رسم مستقبل الامن السيبراني العربي

‎الخلاصة
اتفاقية هانوي ليست مجرد وثيقة دولية بل فرصة استراتيجية للعراق لتأمين فضائه الرقمي وتحديث تشريعاته وبناء ثقافة امنية جديدة تتعامل مع العالم الرقمي بوصفه ساحة حرب ناعمة لا تقل خطورة عن الارهاب او الجريمة المنظمة فكل رسالة الكترونية وكل معاملة رقمية وكل بيانات تخزن او ترسل عبر الحدود باتت جزءا من معادلة الامن الوطني العراقي ولذلك فان التوقيع على اتفاقية هانوي يجب ان يكون البداية الفعلية لبناء منظومة امن رقمي متكاملة تحفظ سيادة الدولة في الفضاء الالكتروني وتحمي المواطن في العالم الافتراضي كما في الواقع



#رياض_هاني_بهار (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جيل Z القوة الصامتة التي قد تغير مستقبل الانتخابات العراقية
- احزاب بلا برامج وصور تشوه الشوارع
- اثر الجريمة الرقمية العابرة للحدود على الاقتصاديات الوطنيه
- شبكات الربا تلتهم أرزاق العراقيين في الظل
- تعامل الاجهزة الامنية مع جيل زد بين التحديات والفرص
- الدكة العشائرية معول يهدم الأمن المجتمعي
- الزعيم لقب مافيوي في ثوب سياسي
- حين يتحول البوست الانتخابي إلى محكمة شعبية
- الفصل العشائري ظلم ينتهي بضرائب إضافية
- السينما الواقعية سلاح خفي في مواجهة المخدرات
- شرف الخصومة… معركة تربحها وانت مرفوع الراس
- العلاقات الوظيفية المسمومة وأثرها بتردي الأداء الوظيفي
- السلاح المنفلت عدو الأمن والاستقرار في المجتمع
- النفط يفيض والمتقاعد يئن
- صناع المحتوى ودورهم في تعزيز الأمن
- الاستخبارات الجنائية من التجارب الدولية إلى التحدي العراقي
- الناخب العراقي صوته يصنعه التفاعل الرقمي لا الصور الورقية
- صناعة الفكر الأمني في العراق الواقع والتحديات
- جرائم الأسرة في العراق… أرقام تحتاج إلى وقفة
- الأمن يعيد الحياة ..الموصل نحو صدارة السياحة


المزيد.....




- حوار| رئيس هيئة شئون الأسرى والمحررين رائد أبو الحمص: 9 آلاف ...
- الاحتلال يسمح بدخول فريق مصري إلى غزة للبحث عن جثث الأسرى
- تونس.. وقفة تضامنية مع الأسرى الفلسطينيين المفرج عنهم ضمن ات ...
- مصادر إسرائيلية : تبادل المعلومات بين إسرائيل وحماس لتسريع إ ...
- ترحيل السوريين من ألمانيا: معوقات قانونية وأخلاقية واقتصادية ...
- تونس.. وقفة تضامنية مع الأسرى الفلسطينيين المفرج عنهم ضمن ات ...
- دعما للمقاومة وتحرير الأسرى.. وفد أوروبي وعربي في بيروت
- شاهد.. -إعدام نتنياهو- في ولاية طرابزون التركية
- روبيو: واشنطن تبحث تشكيل -قوة استقرار- في غزة مع قطر.. وحماس ...
- السعودية.. الداخلية تعلن إعدام أردنيين وتكشف عن اسميهما وتهم ...


المزيد.....

- أسئلة خيارات متعددة في الاستراتيجية / محمد عبد الكريم يوسف
- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - رياض هاني بهار - ماذا تعني اتفاقية هانوي للامن العراقي