أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فريد بوكاس - الشركات الملكية في المغرب تحصد الأرباح.. والمشاريع العمومية تتعثر














المزيد.....

الشركات الملكية في المغرب تحصد الأرباح.. والمشاريع العمومية تتعثر


فريد بوكاس
(Farid Boukas)


الحوار المتمدن-العدد: 8507 - 2025 / 10 / 26 - 01:51
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ألمانيا: فريد بوكاس، صحفي باحث و ناشط سياسي مقيم بالمنفى


في الوقت الذي تحقق فيه الشركات التابعة للهولدينغ الملكي أرباحاً ضخمة سنة بعد أخرى، لا تزال العديد من المشاريع التي تشرف عليها الدولة تسجل تعثراً أو فشلاً واضحاً، ما يطرح سؤالاً كبيراً حول من يستفيد فعلاً من التنمية في المغرب.


أرباح بالمليارات وواقع اجتماعي هش

تظهر التقارير المالية لشركات مثل المدى (الاسم الجديد للهولدينغ الملكي)، واتصالات المغرب، وManagem، أن أرباحها تصل إلى مليارات الدراهم سنوياً، حتى في فترات الأزمة.

لكن هذه الأرباح الكبيرة لا تنعكس على حياة المواطنين، إذ ما زالت الفوارق الاجتماعية قائمة، ومؤشرات البطالة والفقر في تصاعد، خاصة في العالم القروي والمناطق الهشة.

يقول أحد المحللين الاقتصاديين: "نحن أمام نموذج اقتصادي ناجح على الورق، لكنه غير منصف في الميدان. الشركات الكبرى تزداد ثراء، بينما تتراجع الخدمات العمومية."


مشاريع كبرى.. نتائج محدودة

في الجهة المقابلة، أنفقت الدولة مليارات الدراهم على برامج ومشاريع تنموية لم تحقق أهدافها.

مشروع “المغرب الأخضر” مثلاً، الذي وُعد بتحسين دخل الفلاحين، استفادت منه بالأساس شركات كبرى، بينما ظل صغار الفلاحين على الهامش.

مشروع “الحسيمة منارة المتوسط” تحوّل إلى قضية سياسية بعد تأخر إنجازه واندلاع احتجاجات، أما مشاريع “المدن الجديدة” في القنيطرة وطانطان وغيرها، فبقيت في معظمها فارغة ومهجورة.

كل ذلك جعل الرأي العام يتساءل: لماذا تنجح الشركات الملكية في تحقيق الأرباح، بينما تفشل الدولة في إنجاز مشاريعها؟


غياب المحاسبة وتداخل المصالح

يرى مراقبون أن جزءاً من المشكل يعود إلى تداخل المصالح بين القطاع العام والخاص، وغياب محاسبة حقيقية للمسؤولين عن فشل المشاريع.

كما أن بعض هذه المشاريع تُسند لمقاولات مقربة من دوائر النفوذ، ما يجعل المنافسة غير متكافئة ويؤثر على جودة الإنجاز.

الخبير الاقتصادي (ن.ب) يقول: "حين تكون بعض المؤسسات العمومية خاضعة لنفوذ شركات قوية تابعة للهولدينغ الملكي، يصبح من الصعب الفصل بين المصلحة العامة والمصلحة الخاصة."


من يملك مفاتيح الاقتصاد يملك القرار

يعتمد المغرب نموذجاً اقتصادياً يوصف بـ"الليبرالية الموجهة"، لكنه في الواقع اقتصاد مركّز في يد فاعلين محددين.

فمعظم القطاعات الحيوية — من الاتصالات والطاقة والمناجم إلى التمويل والعقار — تخضع بدرجة أو بأخرى لتأثير الشركات الملكية.

هذا التمركز، رغم مساهمته في استقرار بعض المؤشرات الاقتصادية، يحدّ من المنافسة الحرة ويصعب على المقاولات الصغيرة والمتوسطة دخول السوق.


الحاجة إلى توازن جديد

يبقى السؤال الأساسي اليوم: كيف يمكن للمغرب تحقيق توازن بين الدولة ورأس المال الملكي؟

الإصلاح لا يعني إقصاء هذه الشركات، بل ضمان أن تظل في خدمة المصلحة العامة، من خلال شفافية أكبر، ومحاسبة أوضح، وتوزيع عادل للثروة.

فالمغرب في حاجة إلى نموذج اقتصادي لا يربح فيه الكبار فقط، بل يشعر فيه المواطن البسيط أن التنمية تصل إليه فعلاً، لا أن تبقى مجرد شعارات في التقارير السنوية.


مجرد رأي

إن الاقتصاد المغربي لن يتطور فعلاً ما لم تُفصل بوضوح المصالح الخاصة عن القرار العمومي.

حين يصبح الربح هدفاً فوق المصلحة العامة، تفقد التنمية معناها، ويتحول الاستثمار إلى وسيلة للنفوذ لا للإصلاح.

المرحلة المقبلة تتطلب جرأة سياسية لمراجعة النموذج الاقتصادي برمته، ووضع المواطن في قلب أي مشروع، لأن التنمية ليست أرقاماً في الميزانيات، بل كرامة وحقوق وفرص متكافئة للجميع.



#فريد_بوكاس (هاشتاغ)       Farid_Boukas#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المغرب: كرة القدم أولاً أم الصحة والتعليم والشغل؟
- المغرب: حين يتخَتَّن الثراء في القصور ويُصلَب الفقر في الأزق ...
- «جيل زد 212… احتجاج أم وعي جديد؟ أم هو جيل الملك القادم ؟ قر ...
- المغرب: خطابات التنويم الملكية... حين يصبح الكلام بديلاً عن ...
- سياسة الريع في المغرب: مقاربة تحليلية في الاقتصاد السياسي لل ...
- التدخل الإماراتي في الشأن الداخلي للدول المغاربية: النفوذ ال ...
- المؤسسة الملكية في المغرب وديناميات الأزمة الاقتصادية: مقارب ...
- خصخصة التعليم والصحة في المغرب: من خدمة المواطن إلى تجارة ال ...
- الملكية في المغرب واستحواذها على السلطات الثلاث: قراءة نقدية ...
- المغرب 2025: أزمة هيكلية في الاقتصاد والسياسة وحقوق الإنسان
- إمكانية سقوط النظام الملكي في المغرب: تحليل أكاديمي للعوامل ...
- الخطاب الملكي بين الواقعية والإنكار: لماذا يرى جيل Z 212 أن ...
- الاعتقالات السياسية في عهد محمد السادس: أرقام قياسية في تكمي ...
- الملك الغائب عن الحوار : أزمة تواصل تكشف عمق المأزق السياسي ...
- جيل زيد: بين المطالب والطموحات في ظل سلطة الملك المطلقة
- مقال أكاديمي: حراك جيل زد-212 في المغرب
- وكالة المغرب الكبير للأنباء ، هل تحول إعلامي مغاربي ؟
- حين اختلط الحبل بالنابل ، فريد بوكاس تحت مجهر التشهير
- لماذا يلجأ البعض إلى التشهير بالآخر ؟
- المملكة المغربية وأساليب التعذيب


المزيد.....




- شباب -جيل زد- بالمغرب يجددون مطالبهم بالإصلاح وإطلاق سراح ال ...
- سوريا.. قوات إسرائيلية تتوغل بالقنيطرة وتطلق قنابل مضيئة
- روبيو: لا مصلحة لإسرائيل في احتلال قطاع غزة
- مقتل شخصين في غارات إسرائيلية جنوب لبنان
- غزة بوابة التحولات الكبرى.. الشرق الأوسط يعيد رسم خرائطه
- غزة.. قراءة في واقع الإدارة والصراع الداخلي
- -رد اعتبار-.. احتفاء بمشاركة محمد سلّام في احتفالية -وطن الس ...
- قبل اجتماعه مع شي.. ترامب يأمل في -اتفاق شامل- مع الصين
- سموتريتش: ترامب سيغير رأيه بشأن ضم الضفة الغربية
- عشية قمة آسيان.. ماليزيا تؤكد غياب أي نقاش حول الخلاف التجا ...


المزيد.....

- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فريد بوكاس - الشركات الملكية في المغرب تحصد الأرباح.. والمشاريع العمومية تتعثر