أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فريد بوكاس - المؤسسة الملكية في المغرب وديناميات الأزمة الاقتصادية: مقاربة تحليلية














المزيد.....

المؤسسة الملكية في المغرب وديناميات الأزمة الاقتصادية: مقاربة تحليلية


فريد بوكاس
(Farid Boukas)


الحوار المتمدن-العدد: 8497 - 2025 / 10 / 16 - 21:27
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ألمانيا: فريد بوكاس، صحفي باحث و ناشط سياسي

ملخص

يهدف هذا البحث إلى تحليل العلاقة بين البنية السياسية للمؤسسة الملكية في المغرب والأزمة الاقتصادية التي تعرفها البلاد خلال العقود الأخيرة. يرتكز التحليل على قراءة نقدية للتداخل بين السلطتين السياسية والاقتصادية، مع محاولة تفكيك آليات صنع القرار وتأثيرها على التنمية والعدالة الاجتماعية. يعتمد المقال على منهج وصفي تحليلي، ويستند إلى تقارير رسمية ودراسات أكاديمية مغربية ودولية.

مقدمة

تُعتبر المؤسسة الملكية في المغرب محور النظام السياسي وضامن استمراريته، إذ يشكل الملك رأس الدولة ورمز وحدتها، كما يحتفظ بسلطات تنفيذية ودينية وتشريعية واسعة. غير أن هذا التمركز السلطوي يثير تساؤلات عميقة حول أثره على الأداء الاقتصادي للدولة.
فمع تصاعد مؤشرات المديونية وارتفاع معدلات الفقر والبطالة، يتزايد الجدل حول ما إذا كانت البنية السياسية المركزية للمؤسسة الملكية تساهم في إعاقة التحول الاقتصادي، أم أنها تمثل عامل استقرار ضروري لتفادي الانهيار الاجتماعي.
ينطلق هذا المقال من الإشكالية التالية:

إلى أي حد يمكن اعتبار طبيعة المؤسسة الملكية في المغرب أحد الأسباب البنيوية للأزمة الاقتصادية الراهنة؟

أولًا: البنية السياسية والاقتصادية للمؤسسة الملكية

تتمتع المؤسسة الملكية في المغرب بصلاحيات دستورية واسعة تجعلها تتجاوز الدور الرمزي إلى ممارسة سلطة تنفيذية فعلية. فرغم دستور 2011 الذي نصّ على مبدأ فصل السلط، ما تزال المؤسسة الملكية تحتكر المبادرات الاستراتيجية، خصوصًا في المجالات الاقتصادية الكبرى.

1. الدور الاقتصادي للهولدينغ الملكي

تُعتبر مجموعة المدى (التي كانت تُعرف بـ"الشركة الوطنية للاستثمار") أحد أهم الفاعلين الاقتصاديين في المغرب، حيث تمتد استثماراتها إلى قطاعات حيوية كالبنوك والطاقة والاتصالات والعقار والمناجم.
هذا الحضور الاقتصادي الواسع يجعل من المؤسسة الملكية فاعلًا اقتصاديًا مهيمنًا، مما يطرح إشكالية تضارب المصالح بين الدور السياسي كمنظم للسوق، والدور الاقتصادي كمشارك في المنافسة.

2. أثر التمركز السلطوي على السياسات العمومية

القرارات الاقتصادية الكبرى غالبًا ما تُتخذ في إطار توجيهات ملكية أو مبادرات شخصية للملك (مثل الرؤية الإفريقية، المخطط الأخضر، النموذج التنموي الجديد).
ورغم ما تحققه هذه المشاريع من نتائج جزئية، إلا أنها تغيب عنها آليات المساءلة والمراقبة البرلمانية، مما يؤدي إلى ضعف الشفافية وغياب تقييم موضوعي للأداء.

ثانيًا: مؤشرات الأزمة الاقتصادية وبنيتها الهيكلية

تشير المعطيات الرسمية إلى أن الاقتصاد المغربي يعاني من هشاشة بنيوية، تتجلى في:

ارتفاع الدين العمومي إلى أكثر من 70٪ من الناتج الداخلي الخام؛

بطء النمو الاقتصادي (بمعدل لا يتجاوز 3٪ في العقد الأخير)؛

اتساع الفوارق الاجتماعية والمجالية؛

اعتماد مفرط على التحويلات الخارجية والاستثمارات الأجنبية المباشرة.

يُرجع عدد من الباحثين هذه الأوضاع إلى نموذج تنموي ريعي يقوم على التحالف بين السلطة السياسية والنخب الاقتصادية المرتبطة بها، حيث تُوجه الموارد نحو مشاريع غير إنتاجية تخدم استقرار النظام أكثر مما تخدم التنمية الشاملة.

ثالثًا: المؤسسة الملكية بين الشرعية التاريخية ومتطلبات التحول

من الناحية التاريخية، شكلت الملكية عامل تماسك وطني في مواجهة التهديدات الداخلية والخارجية. إلا أن الشرعية التاريخية لم تعد كافية في ظل التحولات الاقتصادية والاجتماعية المتسارعة.
فالمجتمع المغربي بات يطالب بمزيد من الشفافية والمحاسبة وفصل المصالح الاقتصادية عن القرار السياسي.

وهذا يتطلب، وفق عدد من المفكرين المغاربة، إعادة تعريف دور المؤسسة الملكية باعتبارها ضامنًا للتوازنات الدستورية لا فاعلاً مباشراً في السوق الاقتصادي.

خاتمة

تُظهر القراءة التحليلية أن الأزمة الاقتصادية في المغرب ليست نتاج سياسات حكومية قصيرة المدى، بقدر ما هي نتيجة لبنية سلطوية متمركزة في يد المؤسسة الملكية التي تجمع بين السلطة السياسية والهيمنة الاقتصادية.
لكن في المقابل، تمتلك المؤسسة الملكية القدرة والإرادة لقيادة تحول حقيقي نحو نموذج تنموي أكثر عدلًا واستدامة، شرط أن يتم الفصل بين أدوارها الرمزية والاقتصادية، وتفعيل آليات المحاسبة والمراقبة الديمقراطية.
إن بناء اقتصاد قوي ومستقل في المغرب يمر أساسًا عبر إصلاح العلاقة بين السلطة والثروة، وتحرير القرار الاقتصادي من منطق الولاء السياسي.



#فريد_بوكاس (هاشتاغ)       Farid_Boukas#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خصخصة التعليم والصحة في المغرب: من خدمة المواطن إلى تجارة ال ...
- الملكية في المغرب واستحواذها على السلطات الثلاث: قراءة نقدية ...
- المغرب 2025: أزمة هيكلية في الاقتصاد والسياسة وحقوق الإنسان
- إمكانية سقوط النظام الملكي في المغرب: تحليل أكاديمي للعوامل ...
- الخطاب الملكي بين الواقعية والإنكار: لماذا يرى جيل Z 212 أن ...
- الاعتقالات السياسية في عهد محمد السادس: أرقام قياسية في تكمي ...
- الملك الغائب عن الحوار : أزمة تواصل تكشف عمق المأزق السياسي ...
- جيل زيد: بين المطالب والطموحات في ظل سلطة الملك المطلقة
- مقال أكاديمي: حراك جيل زد-212 في المغرب
- وكالة المغرب الكبير للأنباء ، هل تحول إعلامي مغاربي ؟
- حين اختلط الحبل بالنابل ، فريد بوكاس تحت مجهر التشهير
- لماذا يلجأ البعض إلى التشهير بالآخر ؟
- المملكة المغربية وأساليب التعذيب
- المغرب والكعكة المفقودة
- المغرب: محمد السادس ملك التناقضات
- الديكتاتورية في المغرب وكيفية التخلص منها
- الإعلام المغربي والدعارة المخزنية، جريدة الخبر بريس نموذجا
- هل محمد السادس مصاب بورم الغدة النخامية ؟
- المغرب :المملكة العلوية والريع الاقتصادي والسياسي
- بيان هام لمن يهمه الأمر. ( حزب الشباب الديمقراطي المغربي )


المزيد.....




- بعد مكالمة هاتفية.. ترامب يكشف ما اتفق عليه مع بوتين
- السودان: من يتحمل مسؤولية المعاناة الإنسانية المتزايدة في ال ...
- ترامب يطالب حماس بنزع سلاحها، بينما تسعى الحركة لفرض سيطرتها ...
- باريس تندد بـ-أحكام تعسفية- أصدرها القضاء الإيراني ضد مواطني ...
- تقدر بنحو 70 مليار دولار.. مباحثات دولية وإقليمية لإعادة إعم ...
- المخابرات الروسية: بريطانيا وأوكرانيا تستعدان لتخريب أنابيب ...
- إعلان قطاع غزة منطقة منكوبة و70 مليون طن من الركام
- حرب لبنان وآثار -كوميدي- الفرعونية: بين التدمير الإسرائيلي و ...
- غارديان: هل يمكن مقارنة الحرب على غزة باجتياح لبنان عام 82؟ ...
- تفاصيل اتصال ترامب ببوتين عشية استقباله لزيلينسكي


المزيد.....

- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فريد بوكاس - المؤسسة الملكية في المغرب وديناميات الأزمة الاقتصادية: مقاربة تحليلية