فريد بوكاس
(Farid Boukas)
الحوار المتمدن-العدد: 8488 - 2025 / 10 / 7 - 10:07
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
ألمانيا ، تحقيق خاص بقلم : فريد بوكاس ، صحفي باحث و ناشط سياسي مغربي مقيم في المنفى
منذ أشهر، يعيش الشارع المغربي حالة من الترقب والقلق. الأسعار تواصل الارتفاع، البطالة تتفاقم، والخطابات الرسمية تبدو بعيدة عن هموم الناس. لكن ما يثير الجدل أكثر هو صمت المؤسسة الملكية، وغياب التفاعل المباشر مع الأحداث التي تمس الحياة اليومية للمغاربة. هذا الغياب المتكرر يُثير أسئلة حول نهج الحكم في المغرب، ومدى استعداد السلطة العليا لمواجهة الرأي العام بشفافية ومسؤولية.
يقول أحد الأساتذة الجامعيين في العلوم السياسية، يفضل عدم ذكر اسمه:
“في الأنظمة الملكية الحديثة، يكون التواصل مع الشعب هو أساس الشرعية. حين يختفي هذا التواصل، يشعر المواطن أن الحاكم يعيش في عالم موازٍ.”
الملكية واحتكار القرار
منذ بداية الألفية، بسطت المؤسسة الملكية سيطرة واسعة على مفاصل القرار السياسي والاقتصادي. ورغم وجود حكومة وبرلمان، فإنّ المتتبعين يؤكدون أن القرارات الكبرى تُصاغ في الديوان الملكي، بينما تتحمّل الحكومة تبعاتها أمام الرأي العام. هذه المعادلة خلقت، بحسب محللين، حاجزًا نفسيًا بين القصر والمواطنين، حيث يغيب الحوار المباشر ويحلّ محله نوع من التواصل الأحادي عبر الخطب والبلاغات الرسمية.
يقول الصحفي السياسي “سعيد ب.”:
“الملك لم يجرِ أي حوار مفتوح مع وسائل الإعلام منذ اعتلائه العرش. في زمن وسائل التواصل الاجتماعي والشفافية، هذا يُعتبر تراجعًا مؤسفًا.”
حين يتحول الصمت إلى سياسة
يرى مراقبون أن غياب الملك عن النقاشات السياسية الكبرى لم يعد مجرد صدفة، بل خيارًا ممنهجًا لتجنب المواجهة مع ملفات حساسة، مثل ملف التعليم، والبطالة، وغلاء المعيشة.
“الصمت في السياسة قد يكون حكمة في بعض اللحظات، لكنه حين يطول، يصبح رسالة سلبية”، يقول المحلل السياسي “نجيب ع.”، مضيفًا أن “المغاربة يريدون أن يسمعوا صوت ملكهم في الأزمات، لا فقط في المناسبات الرسمية”.
خيارات محدودة ومستقبل غامض
بين من يطالب بإصلاحات جذرية تُعيد الثقة في المؤسسات، ومن يرى ضرورة الحفاظ على “هيبة الملكية”، يبقى المغرب أمام مفترق طرق. فالتحدي الحقيقي لم يعد اقتصاديًا فقط، بل سياسيًا وتواصليًا في المقام الأول.
فقد أظهرت احتجاجات السنوات الأخيرة أن الشارع بات أكثر وعيًا وتنظيمًا، وأن الصمت لم يعد يكفي لتهدئة الغضب الشعبي أو إقناع الجيل الجديد.
في ختام هذا التحقيق، يطرح أحد النشطاء الحقوقيين سؤالًا بسيطًا لكنه عميق الدلالة:
“إذا كان الملك فعلاً قريبًا من الشعب كما يُقال، فلماذا لا يخاطبه وجهاً لوجه؟”
#فريد_بوكاس (هاشتاغ)
Farid_Boukas#
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟