أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فريد بوكاس - الديكتاتورية في المغرب وكيفية التخلص منها














المزيد.....

الديكتاتورية في المغرب وكيفية التخلص منها


فريد بوكاس

الحوار المتمدن-العدد: 5978 - 2018 / 8 / 29 - 00:11
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الدكتاتورية نسمعها دائما ولا نعرف معناها الحقيقي لأنها شكل من أشكال الأنظمة التي تمسك بزمام السلطة، بشكل مطلق، فيه فرد أو هيئة أو جماعة. ويعود أصل دكتاتور (حاكم مطلق) إلى روما القديمة. حيث كان مجلس الشيوخ الروماني يعين أفرادا لفترة مؤقتة يكون باستطاعتهم تسيير الحالات الوطنية الطارئة دون موافقة الشعب أو مجلس الشيوخ. ومهما يكن فإن الدكتاتور الروماني لم تكن لديه السلطة المطلقة التي يتمتع بها الدكتاتور في الوقت العربي. وفي الوقت الراهن، تتولى الأنظمة الدكتاتورية الحكم في دول كثيرة.

والدكتاتورية نظام حكومي لا تحد سلطة الحكام فيه قيود تشريعية. وقد خضعت أكثر الشعوب عبر التاريخ لنظام الدكتاتوريات بوصفه شكلا من أشكال الحكومات.
قامت معظم الدكتاتوريات عن طريق العنف والقوة، وأحيانا من خلال الحيل السياسية.
استخدم جوزيف ستالين هذه الطرق عندما كان يعمل سكرتيرا عاما للحزب الشيوعي في الاتحاد السوفييتي (سابقا)، وأصبح دكتاتور البلاد عام 1929م.
ويرى الدكتاتوريون ضرورة الاستمرار في استخدام القوة للمحافظة على سلطتهم، ومعظم الدكتاتوريين يحظرون أو يحدون من حرية الكلام، والتجمع، والصحافة، كما يمنع معظمهم إجراء الانتخابات كليا. ويزور بعضهم نتائج الانتخابات أو يجبرون الناس على التصويت لصالح مرشحهم.
تنشأ بعض الدكتاتوريات في بلد ما بعد أن تقهرها قوة أجنبية، فالاتحاد السوفييتي (سابقا) سيطر على أكثرية دول أوروبا الشرقية بعد الحرب العالمية الثانية (1939 - 1945م)، ورسَّخ ستالين الدكتاتورية الشيوعية في بولندا وتشيكوسلوفاكيا السابقة، وفي دول أخرى في تلك المنطقة.
ومن ناحية أخرى يمكن السيطرة على بلد ديمقراطي أثناء فترة أزمات تمر بها تلك الأمة، ويمكن لأزمة ما أن تقسم الحكومة وتحد من قدرتها على الحفاظ على النظام الداخلي والأمن والازدهار.
كان من بين الدكتاتوريين الذين وصلوا إلى السلطة تحت ظروف كهذه، بنيتو موسوليني الإيطالي عام 1922م، وأدولف هتلر الألماني عام 1933م، وفرانسيسكو فرانكو الإسباني عام 1939م، ودكتاتور تشيلي أغوستو بينيوتشيه عام 1973م.
هذا ما يتعلق بمفهوم الديكتاتورية بصفة عامة، أو إن صح التعبير بعض الإشارات إلى الكيفية التي تولد منها الديكتاتوريات في العالم الغربي، لكن ماذا عن المغرب ؟ وما هي سمات أو صفات الديكتاتور المغربي؟
إن الديكتاتور المغربي يبني عرشه على عشرة أسس وهي:
1. قمع الشعب في الداخل، وشن الحروب على الجوار.
2. إبقاء الشعب على الجهل والتخلف حتى يستمر في منصبه، وتكييف العلوم وبلورتها بما يتناسب مع أيدلوجيته.
3. تشكيل الشعب بقالب معين، وتدجينه وفق أيدلوجية معينة.
4. محاربة المنطق وتكفير المناطقة.
5. إشغال الشعب بعدو وهمي أو أسطوري، أو إيهامه بعدو ما وتحميسه ضد هذا العدو.
6. استغلال الدين لتثبيت حكمه.
7. إبقاء الشعب في حالة فقر وعوز دائمين حتى يكدح الشعب وينشغل بطلب العيش عن طلب الترأس.
8. نشر الرذيلة والعهر في المجتمع.
9. تفكيك المجتمع أسريا وقبليا.
10. بناء جهاز استخباراتي قوي ونشيط يتخلل الشعب.

ولإسقاط هذا النظام الديكتاتوري علينا التقيد بهذه الشروط:
أولا: تعزيز الشعب المضطهد في تصميمه وعزيمته وثقته بنفسه ومهارات المقاومة.
ثانيا: تعزيز جماعات ومؤسسات الشعب المضطهد الاجتماعية المستقلة.
ثالثا: تكوين قوة مقاومة داخلية قوية.
رابعا: وضع خطة تحرر استراتيجية حكيمة وكبيرة ومن ثم تنفيذها بمهارة.
إن التحرر من النظام الديكتاتوري يحدث بالاعتماد على قدرة الشعب على تحرير نفسه بنفسه . إلا أن ثمة محاذير قد تحدث في خضم ثورة الشعب اللاعنفية، منها المفاوضات مع النظام . فثمة مخاطر ترشح عن طبيعة هذه المفاوضات، خصوصا إذا أدت الى استسلام المفاوض للنظام كما حدث سنة 2011 ، أو تنازله عن مطالب عديدة. إذ ما هي قوى مناصرة الديمقراطية التي يمكن التنازل عنها لصالح الحاكم الديكتاتوري، وما هي أهداف هذا الحاكم التي تستطيع الحركات الديمقراطية قبولها؟ هل سيقدم الديمقراطيون تنازلا عن دور نص عليه الدستور في الحكومات المستقبلية، لصالح الحاكم الديكتاتوريي (سواء كانوا حزبا سياسيا أو ثلة عسكرية؟) أين الديمقراطية في هذا الأمر؟ من هنا، نرى أن المقاومة، لا المفاوضات، هي الأداة الضرورية للتغيير في النزاعات، حيث تكون القضايا الأساسية على المحك.
عند هذا المفصل، يمكن أن نسدي بعض النصائح البنيوية إلى الشعب المغربي الثائر على النظام المتجبر. في هذا المضمار تشي بالكثير من محركات الوسائل والبناء والتخطيط والتنفيذ لاندلاع الثورة اللاعنفية، وتغيير النظام الحاكم بالوسائل السلمية. وهناك ثلاثة عوامل تساعد في تحديد درجة السيطرة أو عدم السيطرة على قوة الحكومة المحكومة، وهذه العوامل هي:
أولا: الرغبة النسبية للعوام في فرض حدود على قوة الحكومة.
ثانيا: المقدرة النسبية لمنظمات ومؤسسات المحكومين المستقلة في عمل حجب جماعي لمصادر القوة.
ثالثا: إمكانية المواطنين النسبية على حجب تجاوبهم ومساعدتهم للحكومة المحكومة.
إن إحدى خصائص المجتمع الديمقراطي، تتمثل في وجود عدة مجموعات ومؤسسات حكومية مستقلة عن الدولة، تشمل على سبيل المثال العائلات والمنظمات الدينية والمؤسسات الثقافية والأندية الرياضية والمؤسسات الاقتصادية والنقابات واتحادات الطلبة ومنظمات حقوق الانسان والمجتمعات الادبية وسواها.
ولهذه الهيئات أهمية سياسية، فهي توفر أسسا جماعية ومؤسساتية يستطيع الناس من خلالها التأثير في توجه المجتمع ومقاومة الحكومة الصورية أو حكومة الواجهة عندما تتعدى على مصالحها.
من هنا، فإذا استطعنا إبقاء هذه المؤسسات المدنية (خارج سيطرة الحكومة) فإنها تكون مهمة جدا لتطبيق التحدي السياسي من قبل المواطنين المنتمين إليها. أما إذا كان الحاكم الديكتاتوري ناجحا بشكل كبير في تدمير أو السيطرة على مؤسسات المجتمع المستقلة، فعلى المقاومة أن تنشئ جماعات ومؤسسات اجتماعية مستقلة جديدة.



#فريد_بوكاس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإعلام المغربي والدعارة المخزنية، جريدة الخبر بريس نموذجا
- هل محمد السادس مصاب بورم الغدة النخامية ؟
- المغرب :المملكة العلوية والريع الاقتصادي والسياسي
- بيان هام لمن يهمه الأمر. ( حزب الشباب الديمقراطي المغربي )
- مفاوضات باريس السرية بين المغرب وجبهة البوليساريو، مفاوضات و ...
- المغرب وجبهة البوليساريو: الحالة القانونية للصحراء الغربية
- حوار خاص مع مندوب جبهة البوليساريو بالأندلس السيد: عابدين بو ...
- الصحراء الغربية: أطفال المخيمات يعدون إلى ذويهم...
- المغرب: هل قرار مجلس الأمن وجبهة البوليساريو سبب الإنزال الع ...
- إسبانيا: منظمات وفعاليات سياسية وممثلية البوليساريو، تتظاهر ...
- المغرب والبوليساريو على صفيح من النار.
- تنازل عن الجنسية المغربية ونزع البيعة
- إسبانيا: ممثلية البوليزاريو ومنظمات حقوقية تنتفض من الأندلس.
- الصحراء الغربية: هكذا تبيع جبهة البوليساريو الأطفال.
- الصحراء الغربية: هل جبهة البوليزاريو تبيع الأطفال للإسبان؟
- جمعية الصداقة مع الصحراء بإسبانيا وأطفال مخيمات تندوف.
- خطاب جلالة الملك: الله يطول في عمر سيدي.
- المغرب البوليزاريو: القرار الأممي في صالح من؟ (مع تدقيق لغو ...
- المغرب البوليزاريو: القرار الأممي في صالح من؟
- المغرب: لو كان محمد رجلا لقتلته


المزيد.....




- ماذا قالت إسرائيل و-حماس-عن الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين ف ...
- صنع في روسيا.. منتدى تحتضنه دبي
- -الاتحاد الأوروبي وسيادة القانون-.. 7 مرشحين يتنافسون في انت ...
- روسيا: تقديم المساعدات الإنسانية لقطاع غزة مستحيل في ظل استم ...
- -بوليتيكو-: البيت الأبيض يشكك بعد تسلم حزمة المساعدات في قدر ...
- -حزب الله- يعرض مشاهد من رمايات صاروخية ضد أهداف إسرائيلية م ...
- تونس.. سجن نائب سابق وآخر نقابي أمني معزول
- البيت الأبيض يزعم أن روسيا تطور قمرا صناعيا قادرا على حمل رأ ...
- -بلومبرغ-: فرنسا تطلب من الاتحاد الأوروبي فرض عقوبات جديدة ض ...
- علماء: 25% من المصابين بعدم انتظام ضربات القلب أعمارهم تقل ع ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فريد بوكاس - الديكتاتورية في المغرب وكيفية التخلص منها