أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فريد بوكاس - الملكية في المغرب واستحواذها على السلطات الثلاث: قراءة نقدية بنّاءة















المزيد.....

الملكية في المغرب واستحواذها على السلطات الثلاث: قراءة نقدية بنّاءة


فريد بوكاس
(Farid Boukas)


الحوار المتمدن-العدد: 8495 - 2025 / 10 / 14 - 19:43
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ألمانيا: فريد بوكاس، صحفي باحث و ناشط سياسي

المقدمة

تُعدّ المؤسسة الملكية في المغرب مركز النظام السياسي، حيث تجمع بين الشرعية التاريخية والدينية والشرعية الدستورية. ومنذ ما يسمى بالاستقلال سنة 1956، لعبت الملكية دورًا محورياً في صياغة الدولة الحديثة، وضمان استقرارها السياسي والاجتماعي.
لكن، مع مرور الوقت، أصبح التركيز على سلطات الملكية الثلاثة – التنفيذية، التشريعية، والقضائية – محور نقاش واسع بين الباحثين والمهتمين بالشأن السياسي المغربي. هذا التركيز يطرح أسئلة جوهرية حول مدى قدرة المؤسسات الأخرى، مثل الحكومة والبرلمان والقضاء، على ممارسة دورها الفعلي في صنع القرار وتحقيق الحكامة والمساءلة.

سنتناول في هذا المقال بالتحليل النقدي البنّاء كيفية استحواذ الملكية على السلطات الثلاث، ويقيّم الآثار البنيوية والسياسية والاجتماعية لهذا النظام .

الإشكالية

تركز الإشكالية على السؤال المركزي:

هل يؤدي تركيز السلطات الثلاث في يد الملك إلى تعزيز استقرار الدولة، أم أنه يقيد فعالية المؤسسات الديمقراطية ويحد من المساءلة والشفافية؟
وتتفرع عنها أسئلة فرعية:

ـ كيف تتحكم الملكية في السلطة التنفيذية وتؤثر على الحكومة؟

ـ إلى أي مدى تحد الملكية من استقلال البرلمان وسلطته التشريعية؟

ـ كيف يؤثر استحواذ الملكية على السلطة القضائية على العدالة والمساءلة؟

ـ ما التداعيات البنيوية والاجتماعية والسياسية لهذا النظام على تسيير الدولة؟

الفرضيات

ـ أن هيمنة الملكية على السلطات الثلاث تحد من استقلال المؤسسات، وتخلق ازدواجية في اتخاذ القرار.
ـ أن التحولات الاجتماعية والاقتصادية تتطلب إعادة تعريف دور الملكية لتحقيق توازن بين السلطة الملكية والمساءلة الديمقراطية.

أولاً: البعد التاريخي للملكية المغربية

منذ تأسيس الدولة العلوية في القرن السابع عشر، استندت شرعية الملك إلى عوامل عدة:
1ـ الشرعية الدينية: باعتبار الملك أمير المؤمنين، مما يمنحه سلطة روحية معترف بها.
2ـ الشرعية التاريخية: استمرار حكم الأسرة العلوية على مدار قرون.

بعد ما يسمى بالاستقلال، أصبحت الملكية أداة لتوحيد الدولة الحديثة حسب ما روج له النظام ، خصوصًا في ظل ضعف الأحزاب السياسية ونظام برلماني ناشئ. وقد أسهمت هذه الهيمنة في خلق ما يُعرف بـ “الملكية الحاكمة”، حيث يجمع الملك بين السلطة التنفيذية، وتوجيه السياسة العامة، وضمان وحدة الدولة، مع دور رقابي على المؤسسات الأخرى.

ثانياً: السلطة التنفيذية تحت الهيمنة الملكية

1. تعيين الحكومة والوزراء

ينص الدستور المغربي على أن الملك يعين رئيس الحكومة، ويُعين الوزراء بناءً على اقتراحاته.

الملكية تقلل من استقلال الحكومة، وتضعف دور الوزراء في صياغة السياسات اليومية.

2. المجلس الوزاري والمجالس العليا

يرأس الملك المجلس الوزاري والمجلس الأعلى للأمن، ويحدد السياسات الاستراتيجية للبلاد.

هذا التمركز يعزز السيطرة الملكية على السياسة الداخلية والخارجية، لكنه يحدّ من قدرة الحكومة المنتخبة على وضع أولوياتها وتنفيذ برامجها.

ثالثاً: السلطة التشريعية في ظل الملكية

1. البرلمان وأدواره

رغم أن المغرب يعتمد نظامًا برلمانيًا منتخبًا، إلا أن تأثير الملك على البرلمان واضح عبر:

حل البرلمان حسب إرادة الملك،

تحديد مواعيد الانتخابات،

التأثير على التشريع الاستراتيجي عبر الحكومة ومجالس استشارية.

2. القيود على الرقابة والمساءلة

يقلل هذا التأثير من قدرة البرلمان على مراقبة الحكومة ومساءلتها، ويضعف من دور الأحزاب السياسية في التأثير على السياسات العامة.
وهكذا يتحول البرلمان أحيانًا إلى أداة لتنفيذ توجهات السلطة الملكية، بدلاً من أن يكون منصة رقابية مستقلة.

رابعاً: السلطة القضائية واستقلالية القضاء

ـ يتمتع الملك بصلاحيات واسعة في القضاء، بما في ذلك:
ـ تعيين رؤساء المحاكم العليا والقضاة في المناصب العليا،
ـ التوجيه في بعض القضايا الاستراتيجية والحساسة.

الآثار البنيوية


يقلل من استقلالية القضاء، ويحدّ من قدرة المواطنين على الطعن في قرارات السلطة التنفيذية أو السياسات الحكومية.

خامساً: الأثر البنيوي على تسيير الدولة

ازدواجية القرار: تركيز السلطة في يد الملكية يخلق ازدواجية بين القرارات الملكية وتنفيذ الحكومة، ما يصعب معه تحديد المسؤولية.

ضعف المساءلة: يقلل من قدرة البرلمان والقضاء على محاسبة الحكومة، ويحدّ من شفافية الإدارة العامة.

تحدي التحديث السياسي: يبطئ قدرة الدولة على الاستجابة لمطالب المجتمع المدني، وخاصة الشباب والطبقة الوسطى، ويجعل الإصلاحات البيروقراطية أبطأ.

سادساً: الملكية والحاجة إلى إعادة التوازن

التحليل النقدي البنّاء يشير إلى ضرورة:

تعزيز دور المؤسسات المنتخبة في صنع القرار اليومي .
تقليص ازدواجية السلطات عبر وضع إطار دستوري واضح لفصل السلطات، مع ضمان الشفافية والمساءلة.
تعزيز استقلال القضاء لضمان العدالة وحماية الحقوق الفردية.
الاستجابة للتحولات الاجتماعية عبر إشراك المجتمع المدني والشباب في آليات اتخاذ القرار.

سابعاً: المقارنة مع الملكيات الدستورية الأخرى

ـ في المملكة المتحدة، الملكة أو الملك رمزي، ولا يملك سلطة تنفيذية فعلية.
ـ في إسبانيا، الملك له دور توجيهي لكنه لا يتدخل في التشريع أو القضاء.

بالمقارنة، الملكية المغربية تجمع بين التوجيه التنفيذي والتشريعي والقضائي، ما يجعلها أقرب إلى “ملكية تنفيذية موسعة”، مع كل ما يترتب على ذلك من مزايا وقيود.

الخاتمة

إن الملكية المغربية تجمع بين التركيز المفرط للسلطة والقيود على استقلال المؤسسات .
التحليل النقدي البنّاء يبرز الحاجة إلى إعادة توازن بين الدور التوجيهي، ودور المؤسسات الديمقراطية في التشريع والمساءلة، مع تعزيز استقلال القضاء.
إن هذا التوازن يتيح للمغرب تحقيق استقرار مستدام، والاستجابة لمتطلبات التنمية السياسية والاجتماعية في القرن الواحد والعشرين.



#فريد_بوكاس (هاشتاغ)       Farid_Boukas#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المغرب 2025: أزمة هيكلية في الاقتصاد والسياسة وحقوق الإنسان
- إمكانية سقوط النظام الملكي في المغرب: تحليل أكاديمي للعوامل ...
- الخطاب الملكي بين الواقعية والإنكار: لماذا يرى جيل Z 212 أن ...
- الاعتقالات السياسية في عهد محمد السادس: أرقام قياسية في تكمي ...
- الملك الغائب عن الحوار : أزمة تواصل تكشف عمق المأزق السياسي ...
- جيل زيد: بين المطالب والطموحات في ظل سلطة الملك المطلقة
- مقال أكاديمي: حراك جيل زد-212 في المغرب
- وكالة المغرب الكبير للأنباء ، هل تحول إعلامي مغاربي ؟
- حين اختلط الحبل بالنابل ، فريد بوكاس تحت مجهر التشهير
- لماذا يلجأ البعض إلى التشهير بالآخر ؟
- المملكة المغربية وأساليب التعذيب
- المغرب والكعكة المفقودة
- المغرب: محمد السادس ملك التناقضات
- الديكتاتورية في المغرب وكيفية التخلص منها
- الإعلام المغربي والدعارة المخزنية، جريدة الخبر بريس نموذجا
- هل محمد السادس مصاب بورم الغدة النخامية ؟
- المغرب :المملكة العلوية والريع الاقتصادي والسياسي
- بيان هام لمن يهمه الأمر. ( حزب الشباب الديمقراطي المغربي )
- مفاوضات باريس السرية بين المغرب وجبهة البوليساريو، مفاوضات و ...
- المغرب وجبهة البوليساريو: الحالة القانونية للصحراء الغربية


المزيد.....




- غزة بعد الاتفاق مباشر.. ترامب يعلن بدء المرحلة الثانية والعش ...
- محللون: إسرائيل تضع 3 سيناريوهات لقضية نزع سلاح حماس
- -مسار الأحداث- يناقش سيناريوهات نزع سلاح حماس
- المستشار الإعلامي للأنروا: أولويتنا إعادة 140 ألف طالب للدرا ...
- تحالف دفاعي إثيوبي كيني يعيد تشكيل القوى بالقرن الأفريقي
- إسرائيل تعلن تسلم الصليب الأحمر رفات 4 رهائن من غزة
- الرئاسة الفلسطينية: الإعدامات الميدانية في غزة جرائم بشعة
- ترامب: إنفاق إسبانيا العسكري -مهين- للناتو
- مصدر إسرائيلي يوضح لـCNN آخر تطورات مفاوضات شرم الشيخ بشأن م ...
- إسرائيل تعلن تسلم رفات 4 رهائن .. ومكتب نتنياهو يصدر بيانا


المزيد.....

- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فريد بوكاس - الملكية في المغرب واستحواذها على السلطات الثلاث: قراءة نقدية بنّاءة