معجم فلسفة الدين

حسام جاسم

الحوار المتمدن-العدد: 8505 - 2025 / 10 / 24 - 18:17
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

صدر لي حديثًا
مُعْجَم فَلْسَفَة الِدّين
إشراف: تشارلز تاليافيرو - إلسا مارتي
تحرير وتقديم وترجمة: حسام جاسم
دار النشر: دار ومكتبة عدنان/ بغداد (١)

يعتبر المعجم الأول في المكتبة العربية فيما يخص فلسفة الدين. وكذلك اول الأعمال المترجمة للفيلسوف تشارلز تاليافيرو للعربية.
المعجم صادر باللغة الإنكليزية عن منشورات بلومزبري / لندن.
ويعتبر واحد من أهم المراجع لموضوع فلسفة الدين يترجم لأول مرة باللغة العربية وهو حصيلة ثلاث سنوات من العمل ابتداء بالترجمة والتدقيق اللغوي والمراجعة والعمل الفني لكي يظهر لنا بافضل صورة.
الكتاب مرتب حسب الحروف الأبجدية الإنكليزية ويقع في ٦٧٠ صفحة من القياس الوزيري.

مما لا شك فيه أن تأثير فلسفة الدين على فردانية الانسان والجماعات البشرية يضرب بقوة اجتماعيًا وسياسيًا وجسديًا وعلى جميع الأصعدة، خاصةً في ظل التحديات التي تواجه بلدنا لا بد لنا ان نتجه لفلسفة الدين لمعرفة الذات أولاً وتهذيبها لقبول الآخر لأجل التعايش والحب وحق الاختلاف والتنوع وحرية الفكر والتعبير عنه.

لذا بعد انتهاء قراءتي لمعجم فلسفة الدين سنة 2023 تحمست كثيرًا لنقله إلى العربية لما يمتاز به من مداخل غنية تعم بالفائدة على الباحثين والطلاب وكل مهتم بحقل الدين، لكن المرض وظروف خاصة منعتني من الغوص فيه، كنت حينها انتظر طباعة كتابي (الفلسفة المعاصرة/حوارات في فلسفة ما بعد الحداثة) الذي صدر عن دار عدنان 2024 / بغداد، فالمعجم يستحق ان يتواجد ضمن المكتبة العربية لسد احتياج ومعرفة جديدة حول فلسفة الدين، حيث يكون الدين الشغل الشاغل لتلك البقعة الجغرافية أكثر من غيرها من بقاع الأرض.
لذا عرضت طلب الترجمة على الفيلسوف تشارلز تاليافيرو لأجل السماح لي بترجمته للعربية ونشره الكترونيًا في إحدى المؤسسات الثقافية المهمة في العالم العربي وقد رحب كثيرًا بذلك وأعطى اذنا لي بالترجمة وقمت بعمل حوار معه حول القضايا المعاصرة في فلسفة الدين ونشر في مؤسسة مؤمنون بلا حدود (٢)، بعد ذلك قررت أن أتقدم بطلب إلى دار عدنان كي ترعى المشروع عبر شراء حقوق نشر وترجمة المعجم لأنه يستحق أن يطبع ورقيًا، وقد رحبت الدار بذلك وقامت بشراء حقوقه. لذا اشكر دار عدنان على تشجيعهم وموافقتهم على شروط خاصة وعامة لأجل أن يظهر هذا المعجم بشكل رصين ومميز, تمتد مسيرة ترجمته عبر ثلاث سنوات وها هو  الآن بين ايديكم.

وقد قمت بتحرير إضافي لبعض المداخل في المعجم دون الإساءة أو المساس بالنص الأصلي وللضرورة القصوى وللفائدة الملحة لأجل توضيح معنى معين أو تقديم تفسير إضافي قد يكون القارئ بحاجة إليه لفهم السياق والمفاهيم الواردة في المعجم لذا كل ما تم وضعة داخل المعقوفتين [ ] هو تحرير اضافي وغير موجود في النص الأصلي. وقمت بإضافة مسرد بالمداخل الواردة بالمعجم لأجل تسهيل مهمة البحث.

أتمنى أن يكون هذا المعجم مرجع في فلسفة الدين العربية وان يثير في نفوس القراء تساؤلات إبداعية متنوعة دون قيد أو شرط، وأن أستطيع ترجمة الكتب الباقية للفيلسوف تشارلز تاليافيرو لما لها أهمية فلسفية تفتح نافذه جديدة للحوار.
وأتمنى أن تعلمنا فلسفة الدين الرحمة والتسامح والمحبة والانفتاح على الآخر واحترامه وخلق مساحة نقاش حره كي نتقدم ويتقدم المجتمع في ركب الحضارة مقتلعًا الرجعية والتطرف والإرهاب من جذورها.

• مقدمة الفيلسوف تشارلز تاليافيرو  لمعجم فلسفة الدين للطبعة العربية:
يعود التأمل الفلسفي في المسائل ذات الأهمية الدينية إلى أقدم عصور الفلسفة. ومع ظهور الأديان العالمية، نشأ التفاعل الفلسفي مع المعتقدات والممارسات والقيم الدينية الناشئة. واليوم، يكتسب هذا التفاعل الفلسفي أهمية أكبر من أي وقت مضى، سواءً في المجالات التي يزدهر فيها الدين أو عبر الثقافات والأديان، وذلك لتعزيز التفاهم والتقدير المتبادل. يشرفني ويسعدني كثيرًا، بصفتي محرر هذا المعجم، إلى جانب إلسا مارتي، أن أراه باللغة العربية. حيث برزت بعضٌ من أفضل أعمال فلسفة الدين بين فلاسفة المسلمين الناطقين بالعربية، والذين امتد تأثيرهم على نطاق واسع في الغرب والشرق. وقد استشهد توما الأكويني (Thomas Aquinas)، أحد أعظم فلاسفة المسيحية على مدى العصور، كثيرًا بابن رشد وابن سينا ​​والغزالي في أعماله.

في الغرب، في منتصف القرن العشرين، تنبأ العديد من علماء الاجتماع الديني والثقافي بضمور الدين تحت ضغط ثقافة علمية علمانية جديدة. وطعن العديد من الفلاسفة آنذاك في جدوى الأديان التقليدية. فهل يُمكن إثبات الادعاءات الدينية حول الله، أو البراهمان، أو التنوير البوذي، بالأدلة الإمبيريقية؟ بحلول أوائل سبعينيات القرن الماضي، انهار مشروع الإصرار على التحقق الإمبيريقي برمته. ووُجد أن ما يُسمى بالتحققية (أو الوضعية المنطقية) (logical positivism) غير متسقة ذاتيًا (حيث لا يُمكن التحقق من ادعاءاتها الرئيسية إمبيريقيًا)، وبدا العلم المعاصر نفسه (وخاصة الفيزياء) ذا معنى، ولكنه غير مقيد بحقائق إمبيريقية ضيقة، وبدا أن واقع الوعي (البشري وغير البشري) ونطاقه يُقوّضان السلوكية (behaviorism) والمادية (materialism) التي تُدافع عنها الفلسفة العلمانية القائمة على العلم. ومنذ سبعينيات القرن الماضي وحتى اليوم، أصبح المناخ الفلسفي أكثر تنوعًا وانفتاحًا على الأفكار والممارسات الدينية التقليدية والجديدة.

في حين أن فلسفة الدين يمكن أن تعزز التفاهم والتقدير بين الأشخاص من مختلف الديانات أو بين أولئك العلمانيين، إلا أنها يمكن أن تكون أيضًا جزءًا من اهتمام شامل بالبحث عن معنى الحياة. هل نعيش في كون هو نتيجة قوى مجردة، مزيج من الصدفة والحتمية، أم أنه قد تم إنشاؤه واستدامته من خلال حقيقة إلهية قوية وهادفة؟ وهل قيمنا الأخلاقية وتجربتنا للجمال والقبح ذاتية فحسب، أم أنها قد تكون انعكاسًا لقيم موضوعية راسخة؟ هل موت الفرد فناء أم أنه قد يكون ممرًا إلى عالم إلهي أعظم؟ ففي أيامنا هذه، التي يسودها الصراع والعنف، تُقدّم لنا كلُّ ديانةٍ عالميةٍ عظيمةٍ تعاليمَ عن العدل والرحمة والشفقة والمحبة، قد تُنقذنا من الصراع الوحشي واللامبالاة. قد تكون أيضًا ذات قيمة كبيرة لكل منا كأفراد ونحن نتخذ قراراتنا الشخصية، العامة والخاصة.

في هذا العصر الذي أسر فيه الذكاء الاصطناعي الملايين أو أرعبهم، أرى أن فلسفة الدين ذات أهمية حيوية. فجميع الأديان العالمية تشهد بأننا لسنا آلات. وجميع فلاسفة الدين تقريبًا ملتزمون بالتفكير فيما بينهم، وعلى الرغم من تخصصاتهم، مع جمهور أوسع وأكثر تثقيفًا. حيث إن التفكير المتبادل هو نقيض السعي لبرمجة آلة، مهما كانت دوائرها معقدة.  ومن الناحية المثالية، يحترم التفاهم الفلسفي كرامة كل فرد وحريته.
مصطلح "الفلسفة" مشتق من الكلمة اليونانية "philo" التي تعني "الحب" و"sophia" التي تعني الحكمة،  فيعني "حب الحكمة".  لذا يجب أن يكون الإكراه والتعصب الملاذ الأخير في حالات الخطر الجسيم، بينما ينبغي أن يقودنا مثالنا لحب الحكمة إلى حياة سلمية من التفكير ومخاطبة حسن نية ناضجة، لأنفسنا ولمن يختلفون عنا.

أتقدم بجزيل الشكر والامتنان لحسام جاسم على هذه الترجمة.  لفكرة الترجمة وممارستها مكانة راسخة ومحترمة في تاريخ الفلسفة والدين.  حيث في الغرب، استُخدم مصطلح "الترجمة" لوصف نقل الأشياء المقدسة (قد تُنقل مخطوطة قيّمة من باريس إلى روما)، بل وحتى لوصف موتنا عندما يُقال إن شخصًا ما نُقل من هذا العالم إلى الآخرة.  لذا، للترجمة مكانة مقدسة في خيال وتاريخ العديد من الشعوب.
أتمنى للفيلسوف والمترجم النبيل، حسام جاسم، ولجميع قراء هذا المعجم، حياةً مديدةً مزدهرةً، مليئةً بحب الحكمة.

الهوامش:
١. يطلب المعجم من دار عدنان/ بغداد شارع المتنبي على رابط صفحتهم في facebook:
https://www.facebook.com/share/p/19UnhSCzaK/

او عبر Instagram الدار:
https://www.instagram.com/dar_adnan97?igsh=eHViOXg3b2U4N3h4

٢.   حسام جاسم. (2025). قضايا معاصرة في فلسفة الدين: حوار مع الفيلسوف تشارلز تاليافيرو. مؤسسة مؤمنون بلا حدود.
https://www.mominoun.com/articles/%D9%82%D8%B6%D8%A7%D9%8A%D8%A7-%D9%85%D8%B9%D8%A7%D8%B5%D8%B1%D8%A9-%D9%81%D9%8A-%D9%81%D9%84%D8%B3%D9%81%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%8A%D9%86-%D8%AD%D9%88%D8%A7%D8%B1-%D9%85%D8%B9-%D8%A7%D9%84%D9%81%D9%8A%D9%84%D8%B3%D9%88%D9%81-%D8%AA%D8%B4%D8%A7%D8%B1%D9%84%D8%B2-%D8%AA%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%A7%D9%81%D9%8A%D8%B1%D9%88-9856

#حسام_جاسم (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل