كاظم فنجان الحمامي
الحوار المتمدن-العدد: 8503 - 2025 / 10 / 22 - 10:57
المحور:
كتابات ساخرة
في بناية أثرية مجهولة الاسم، تشبه الزقورة تعود إلى عصر الملك السومري الأول (ألو ليم). كان العراقيون القدامى يقفون إزاءها. ينظرون منبهرين إلى سلم لولبي شاهق. لا أحد يعرف اين ينتهي. .
من يتسلقه خطوة بعد خطوة يواصل الصعود لكنه لن يعود. . لا أحد يعلم بالوقت اللازم للتسلق، ولا المسافة بين الدرجات. لكنهم قالوا ان الذين صعدوا عادوا إلى الماضي البعيد. وقال آخرون انهم مازالوا يعيشون في مدينة (لارسا) لكنهم غير مرئيين. .
قيل ان احدهم (واسمه X ) صعد ولم يعد، وقيل انه شوهد في الألفية الثالثة يحوم بسيارته السوداء المصفحة حول المنطقة الخضراء وسط العاصمة بغداد. .
قالوا انه صار نائباً في البرلمان، لكنهم لم يعثروا على تسجيل صوتي لمداخلاته، ولم يكن اسمه مثبتا في جداول الحضور والغياب. على الرغم من انه من النواب المخضرمين الذين شاركوا في كل المجالس منذ اليوم الذي كان فيه الشيخ محمد رضا الشبيبي عضوا في المجلس التأسيسي الأول المشكل عام 1925. .
كان منطوياً على نفسه قليل الكلام، لا يبتسم ولا يعترض ولا يوافق. لا يشتعل ولا يساعد على الاشتعال، واحياناً لا يرى ولا يسمع، تشعر انه من تلك النماذج الطباشيرية المعروضة في متحف التاريخ الطبيعي. .
ظن زملاءه انه مصاب بمتلازمة داون، لكن الأمور بدأت تتخذ مسارات غير متوقعة حينما شاهدوه ينزوي وحده في الكافيتريا. ينظر طول الوقت إلى لوحة جدارية مقلوبة من دون ان يرمش. يرطن بلغة غير مفهومة تشبه البابلية أو الأكادية. .
قال لهم في يوم من الايام: أنا كنت هنا قبل ولادة الدولة العباسية، وقبل ملحمة الطوفان، وسوف أبقى هنا في كل الدورات النيابية ولكن بأسماء مختلفة وملامح مختلفة. .
الأغرب من ذلك انه لم يظهر في الصور، فكلما التقطوا له صورة يظهر كرسيه فارغا. قال البرلمانيون انه لا يتحرك إلا عندما يعطس أو يسعل، أو يشخبط على الأوراق بحروف غير مفهومة قريبة من الخط المسماري. .
ترى هل كان كائناً فضائياً من فئة الأنوناكي ؟. أم كان نسخة مطورة من الروبوتات الآلية ؟. أم كان جمادا متحجرا في هيئة بشرية ؟. .
#كاظم_فنجان_الحمامي (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟