كاظم فنجان الحمامي
الحوار المتمدن-العدد: 8503 - 2025 / 10 / 22 - 10:57
المحور:
الصحافة والاعلام
حين يتعفن الذوق العام وتنطفئ قناديله المعرفية، وتتهاوى منارات العلوم والفنون والآداب في بيئة منفلتة غير متزنة، تنقلب المفاهيم وتتبدل المعايير عند ممولي القنوات، فيتصدر الأميون المشهد العام، ويحل الأقزام محل العمالقة، و تتقافز القرود والسعادين فوق السلالم المجتمعية، ويتسلق الاغبياء على اكتاف العباقرة، فتطفو نفايات التفاهة خارج جداول القيم السامية، وتتبنى الفضائيات برامج التدني والرداءة، فتخصص وقتها لبث الحوارات الرخيصة بعبارات خادشة جارحة، ويصبح الإسفاف والابتذال هما القاعدة وغيرهما استثناء. .
حاول ان تمسك بالقلم والورقة وتكتب الألفاظ والكلمات السوقية المتكررة في معظم اللقاءات، وانظر كيف باتت بعض الأبواق ملغومة بمفردات الحارات والشوارع، ناهيك عن الكم الهائل من الشتائم واللعنات والقذف بالأعراض. وربما انفرد بعض زبائن الفضائيات وتميزوا عن غيرهم في تسويق مخرجات السكارى والبارات. .
تشعر تشاهد التلفاز وانت جالس في بيتك كأنك في مقهى من تلك المقاهي الحدودية البعيدة التي يرتادها زبائن الحانات في ساعات متأخرة من الليل. .
مما زاد الطين بلة اشتراك قنوات اليوتيوب والتكتوك في هذا السيرك التراشقي. وهي بطبيعة الحال خارج الرقابة وخارج السيطرة، ومعظمها تبث برامجها من البلدان البعيدة. .
لم يخطر ببالنا ان نسمع مقدم برنامج على اليوتيوب يتحدث مع متصل فيقول له: (اسكت ابن الدايحة - ابن الملطلطة). .
ولم يخطر ببالنا ان يصل الابتذال ببعض القنوات إلى استضافة الشقاوات وارباب السوابق والتحاور معهم عن صولاتهم وجولاتهم في السجون والمعتقلات. .
ولم يخطر ببالنا ان يظهر نائب اسبق على الشاشة مخاطبا القمرچية ورواد الملاهي الليلية متفاخرا بدعمهم وتأييدهم. .
عندما تتمادى القنوات التافهة وتواصل بث برامجها بلا رادع فانها تعيد انتاج نفسها بأساليب دونية. .
#كاظم_فنجان_الحمامي (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟