كاظم فنجان الحمامي
الحوار المتمدن-العدد: 8499 - 2025 / 10 / 18 - 11:05
المحور:
سيرة ذاتية
أقسى أوجاع الندم شعرت بها بعدما اكتشفت متأخراً انني وضعت ثقتي بمن لا يقيمون وزناً للعشرة والزاد والملح. وأكثر الاخطاء التي ارتكبتها عندما كنت اعتقد أن لي أهميه كبيره في قلوب أشخاص أحببتهم، ثم ادركت بعد فوات الأوان انني كنت مجرد قنطرة مؤقتة عبروا فوقها إلى الضفة الأخرى ثم تركوني عالقاً بين الضفتين. .
كنت من المتأثرين جداً بمقولة ابن الجوزي: (إصنع الخير وليقع حيث يقع، إن وقع في أهله فهم أهله، وإن وقع في غير أهله فأنت أهله). ثم تبين لي فيما بعد ان النفوس الناكرة للجميل كالأرصفة الإسفلتية لن ينبت فيها الخير حتى لو سُقيت انهاراً. .
اغلب الظن انني اخطأت الاختيار، ولم يحالفني الحظ في الابتعاد عن اصحاب الوجوه الزئبقية. فكانوا من اشد الناس بغضا لي على الرغم من مواقفي الداعمة لهم لسنوات وسنوات. ربما لأنهم غير أصلاء وغير نجباء. فالأصيل والنجيب لن ينكر المعروف ولن يغدر بصاحبه، فإذا اخذ شكر، وإذا رأى ستر، وإذا احب بذل، ويبقى أصيلا نبيلا حتى في خصامه. لن يتخلى أبدا عن شهامته وأخلاقه ومروءته. .
لذا كان لابد من الاحتفاظ بوجوه الذين وقفوا معي ولم يتخلوا عني في الشدائد، ولن افتح بابي ثانية للغادرين والانتهازين. فالمتفرجون كثر لكن المقاعد محدودة. .
احمد الله انني خرجت سالما من المنغصات التي كانت تؤذيني، لكنني لن أعود أبدا إلى طيبتي التي كنت احملها في تعاملي مع الجميع. .
ولكي أنعم بالهدوء سوف اغلق نوافذي في هذه المرحلة، واتجاهل الخناجر الغادرة وكأنها غير موجودة. لم اعد ابحث عن السعادة، اريد فقط ان أعيش بسلام في مكان يخلو من الكوابيس والمنغصات. فالسكينة قرار، والتجاهل وعي، والتغابي مهارة نفسية راقية. .
ختاماً: لا أحد يستطيع أن ينقص من قيمة الإنسان سوى نفسه، فإن أعزها أرتفع وإن أذلها وقع. .
#كاظم_فنجان_الحمامي (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟