صلاح زنكنه
الحوار المتمدن-العدد: 8500 - 2025 / 10 / 19 - 21:56
المحور:
الادب والفن
صلاح زنكنه الخطير القدير
بقلم محمد الأحمد / قاص وروائي عراقي
عرفت صلاحا منذ مطلع الثمانينيات البهيجة، وبقي بكامل عنفوانه وزهوه, محبا حقيقيا للأدب والأدباء إلى يومنا هذا, ومن لا يعرف صلاحا, لا يعرف أحدا في الوسط الثقافي برمته، عهدته مثابرا وحيويا يجمع بين الطيبة والشهامة وكانّه فارس عتيد من بين أشجعهم إقداما وعفوية.
غيور جدا مثل راهب يتجلى له الرب في هيئة دفة كتاب، سائس دقيق لدفة حوار الفكر، ولا يقبل أن يقيم المسافة بينه وبين الآخرين، إذ عهد أن يكون حاضرا بكل وجوده الروحي والفسيولوجي الى تقريب المعاني وتفكيك المتراكبات.
قرأتُ له كل ما كتبه, غير أني حين قرأتُ له مجموعة قصص احتوت على (التماثيل) أدركت أنه من أولئك الذين يفتحون صدورهم للنار، وخطورته ليست في جرأته، ولكن في ثقته المطلقة بأنه كاتب حر يعرف حدود كلمته على مساحتها الشاسعة.
لم يكن يكتب القصة بمهارة المقال الصحافي إذ كان يكتبه بهيمنة العارف الممسك بموضوعته المتفردة, ليشقّها إلى نصفين متساويين, الأول في عمق الهم, والثاني من عمق معرفته بشخوص حروفه التي تتراقص على صفحات عربية كما يقود عربته حيث سماء حلمه.
لقد حقق "صلاح زنكنة" معادلة الخطير القدير.
هكذا عرفته معتدّا بنفسه، و ودودا مع كل معارفه، طيبة قلبه بحجم الأفق الذي يحيط بالعالم. صاحبني درب الكتاب مذ عام ١٩٧٩م.
قضينا أجمل ساعات اللقاء شبه اليومي طيلة سنوات المثابرة والمتابعات الدؤوبة في البحث عن كل مطبوع جديد.
تنافسنا على محبّة بعضنا باحترام قلّ نظيره، وقد أضاف إلي قائمة كبيرة أصدقاء القراءة لا تسع ذكرها عشرات البوستات.
المحبّ (صلاح زنكنه) كأنّما العلامة بين فصول سيرتي الثقافية, مثلما أنا له كذلك.
صلاح زنكَنه أفضل رئيس هيئة إدارية ترأس الاتحاد في ديالى؛ لكونه شجاعاً وصريحاُ وأكثر الأدباء العراقيين معرفة بقيمة الأدباء الحقيقيين.
بالمناسبة قبل أن يتسنّم (صلاح زنكَنه) رئاسة الاتحاد كنت أنعته بالريّس، منذ أكثر من ثلاثين عاما وحتى الآن.
#صلاح_زنكنه (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟