أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صلاح زنكنه - صلاح زنگنه / حفّار المجاز ورجل الأسئلة المتمردة















المزيد.....

صلاح زنگنه / حفّار المجاز ورجل الأسئلة المتمردة


صلاح زنكنه

الحوار المتمدن-العدد: 8412 - 2025 / 7 / 23 - 22:11
المحور: الادب والفن
    


حاوره / محمد رسن
صلاح زنگنه قاص مغاير، يمشي في الدروب التي لم تطأها أقدام السرد قبله، حافراً مجراه الخاص في صخور الأدب الصلدة، يكتب وكأنه يفتح كُوًى في الجدران المكتومة الأنفاس، يوقظ الأسئلة من سباتها، ويزرع الشك في يقين النصوص، في قصصه تصطخب الحياة بكل تناقضاتها، ويصير الحرف عنده أداة مقاومة، وسلاحاً للفضح والتعرية، وكأنما يكتب ليحرر العالم من رتابته وزيفه.
وهو أيضاً ناقدٌ يفتح مغاليق النصوص وينقب في طبقات المعنى.
وشاعرٌ بليغ ينحت مفرداته بإزميل الدهشة، إنه يشعل اللغة كما تُشعل النار في الهشيم فتضيء عتمة الأفكار، في حضرته تغدو الكتابة طقساً من طقوس الكشف والبوح، لا مجرد حروفٍ تُسكب على الورق، وكأن صوته يهبّ من مسافات بعيدة، عابقاً برائحة الأسئلة الكبرى، ومحمّلاً بغبار الحقيقة، يكتب ليهزَّ المسلّمات ويقلب الموازين، مؤمناً أن الأدب لا يُخلق إلا من رحم المجازفة، إنه كاتب لا يرضى للأدب أن يكون ظلاً أو تكراراً بل يريده اقتحاماً لأفق مجهول، يكتب ليكشف المستور، ويزلزل ثوابت اللغة والفكر، تراه يحمل قلق المبدع وشغف المكتشف، ويغوص في طبقات المعنى دون خوف، في حضرته، يغدو الكلام رحلة نحو أسئلة لا تنطفئ، وفضاءً مشرعاً على احتمالات لا تنتهي.
ولرغبتي في سبر أغوار هذه الظاهرة الأدبية المغايرة، ارتأيت محاورته لأستنطق بصيرته، فجاء هذا الحوار.

س / أيهما تخشاه أكثر: أن تُحاصَر نصوصك بأسلاك الرقابة، أم أن تُحتضَن حتى تختنق داخل أقفاص المديح؟
ج / من طبعي أني لا أخشى من شيء, حتى الرقابة الفولاذية في زمن النظام البائد لم تستطع محاصرة نصوصي أو حجبها, كنت أتحايل عليها عبر الفن وجماليته ورصانته, أما المديح فلا شأن لي به لا من قريب ولا من بعيد, المديح بصيغته الدونية نفاق مبطن ومدجن.

س/ لو خُيّرت أن تكتب نصًا واحدًا أخيرًا يُحرِّر العالم من كذبة كبرى، عن أي كذبة ستكتب؟
ج / ليس من شأن الأدب الكتابة عن الأكاذيب الكبرى والصغرى, بل هو شأن الساسة والطغاة, الأدب يرمم انكسارات الحياة ويشيد عالما من الحب والجمال والبحبوحة الروحية التي تمنحنا السلام.

س/ هل الكتابة عندك شغبٌ على اللغة، أم انتقامٌ من الصمت؟
ج / اللغة أداة, وسيلة, وعاء للأفكار والرؤى, والكتابة نوع من الصراخ, صراخ صامت ضد صمت العالم, مهمة الكاتب اختراق الصمت الذي يحيط به, وأعني الظلم والقهر والطغيان والاستلاب والهراء, ما من كتابة صادقة ما لم يمسه القلق الوجودي الذي يثير الأسئلة القلقة.

س/ هل القصة عندك محاولة لإعادة تركيب العالم، أم لتفكيكه وكشف هشاشته؟ وهل تُكتب القصة لتقول ما لا يُقال، أم لتفضح الصمت الذي يختبئ خلف الكلام؟
ج / هي محاولة تفكيك وتركيب معا, العالم من حولنا يجري ويمور ويفور, لذا علينا الإمساك باللحظات الهاربة, تلك اللحظات التي لها وقع خاص في حياتنا من أمل وألم وحزن وشغف, أجل شخصيا أحاول قول ما لا يقال عبر التحرش بالتابوات والمحرمات والقناعات الجاهزة البليدة, والقول عادة ينتهك حرمة الصمت البليد.

س/ هل القصة ـ عندك ـ كائن حيٌّ يُمكنك خنقه حتى تَصرخ، أم قبرٌ تُدفن فيه الحقيقة على هيئة رموز؟ وهل تكتب لتوقظ القارئ أم لتُربكه حدّ الجنون؟
ج / شخوصي في القصة التي أكتبها كائنات حية تنبض بالحياة, أحينا تكون وديعة مسالمة وأحيانا أخرى تكون غاضبة وشرسة ومشاكسة, مهمة الكاتب الحقيقي أن يوقظ القارئ ويربكه ويقلقه أيضا.

س/ لو كانت القصيدة كائناً خرافياً، فهل ستكون ذئباً ينهش المعنى، أم مرآةً مشروخة يرى القارئ فيها وجهه وقد تحوّل الة كذبة؟
ج / القصيدة كائن جمالي تمنحنا التأمل والدهشة, وهي تصنع المعنى عبر الانزياح اللغوي, القصيدة صياغة بارعة لجماليات الحياة ورونقها ومرارتها وحلاوتها, وهي تلك الشمس الساطعة بعد ليل بارد طويل, والشاعر ليس ذئبا بل أرنب أليف يلهو في رياض المعنى.

س/ لمقالاتك الدينية التنويرية التي انتصرت لدين الرهافة، بالغ الأثر، هل سنشهد مشروع تنويري متكامل في قادم الايام.
ج/ أظنك تعني كتابي (تجليات الاسلام وثقافة العوام) الذي عرضته على بعض دور النشر واعتذرت كونه كتابا نقديا واخزا , يفكك الكثير من المفاهيم الدينية البالية ويعترض على العقل الخرافي المستلب ويشخص الثغرات الفكرية المتراكمة عبر قرون, سأعمل جاهدا على طبعه مستقبلا.

س/ هل تعتبر الكتابة الإيروتيكية عندك نوعاً من الاعتراف، أم سلاحاً لفضح الرياء الاجتماعي؟
ج / الاثنان معا, اعتراف بقوة الارادة وقوة الذات وقوة البوح, وهذه القوة تفضح الرياء الاجتماعي المقنع, وسبق وأن قلت في حوار سابق (وجدت في انثيالاتي الايروسية, فسحة واسعة للانطلاق الى براري الحب والجمال, والتغني بلذائذ الجسد, وتلمس متع الحياة والانغماس في العشق الايروسي, وتبجيل الأنثى كونها مانحة حياة وصانعة كينونة وباذخة جمال).

س / أيهما أشد إيلاماً لك ككاتب: أن يُتّهم نصك بالفجور، أم أن يُتهم بالتكلّف؟
ج / الكاتب المتكلف كاتب فاشل وعاجز, الكثير من نصوصي (الإيروتيكية) الشعرية حصرا تتهم بالفجور والخلاعة, لكنها أكثر عفة ورقة وشفافية من آلاف القصائد العصماء البكماء الرنانة الطنانة التي تتوسل البلاغة الكاذبة والزخرفة اللغوية البليدة البلهاء.

س/ هل لا يزال الجسد مساحة غامضة تثير فضولك ككاتب، أم اكتشفت كل خرائطه؟
ج/ أجل .. مساحة غامضة جدا, وعصية جدا, وجاذبة جدا, ومخيفة جدا, وممتعة جدا, جسد المرأة هذا التابو الكبير, المحرم الممنوع الخطر لا يقربه أحد إلا وتصب عليه اللعنات, وقصائد عارية لحسين مردان مثال واضح وجلي على عنفية العقل الجمعي الغارق في الجهل والتخلف والعماء الفكري والمعرفي لقطيع واسع من المجتمع.
شخصيا جازفت وكتبت عشرات القصائد التي تحاكي الجسد وتناغيه وتتبارك بأفيائه عبر مجموعتين هما (هذا الولد مولع بالنساء) و(سأدل العصافير عليك)

س/ هل سماح قصيدة، أم سبب كل قصائدك؟
ج / سماح قصيدة القصائد, هي القصيدة التي أكتبها كل يوم ثم أعود فأكتبها ثانية وثالثة وعاشرة ولم تكتمل, سماح أنثى جامحة وعاشقة باذخة تمدني بنسغ الحياة, هي المرأة التي تناغي العصافير والفراشات والأزهار بعذوبتها, صادقة في بوحها, عفوية في أحاسيسها, ولهذا كله أعتبرها ايقونة حياتي, وحياتي من دونها صحراء قاحلة, وليل طويل بلا نجوم ولا قمر ولا دليل ولا خل ولا خليل.
جريدة الحقيقة 11 / 7 / 2025
جريدة الزمان 20 / 7 / 2025



#صلاح_زنكنه (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صلاح زنكنه / قلت كل شيء بوضوح تحت انظار السلطة
- مكاشفة مهمة
- ثلاث شهادات محبة
- الإرهاب جذره ديني
- صناعة الأنبياء
- متى تكف الأحزاب عن توجيه الثقافة ؟
- مانشيتات وتصريحات صادمة عبر حوارات ساخنة أجريت معي.
- تلفزيون الإله / قصة قصيرة
- خاتمة الأسفار / اقصوصة
- سماحيات 35
- ويحدوثونك عن السيادة
- سماحيات 34
- سمات الحداثة في (هذا الولد مولع بالنساء) لصلاح زنكنه
- إضاءات في شأن السوري
- سماحيات 33
- رؤية نقدية فلسفية لقصيدة (لا شيء يبقى بعد حين) لصلاح زنكنه
- قصيدة (سأحبكِ) لصلاح زنكنه أمام مرايا النقد
- النَّصُّ الطّافحُ بلذّةِ التَّشْويق / قراءة تأويلية في قصص ( ...
- جلولاء ضيقة كصحراء, و فسيحة مثل قلب أم رؤوم.
- الحرب أورثتني العطب الروحي, وسلبتني الطمأنينة


المزيد.....




- -ميغان 2- دمية القرن الجديد التي أعادت تعريف رعب الدمى في ال ...
- هل يحب أولادك أفلام الرعب؟ أعمال مخيفة مناسبة للأطفال
- -وحشتوني يا أهل الأردن-.. أحلام تشوق جمهورها لحفلها في مهرجا ...
- مايا ويند: هكذا تتواطأ الجامعات الإسرائيلية مع نظام الفصل ال ...
- منع فرقة -كنيكاب- الأيرلندية من المشاركة في مهرجان -سيجيت-.. ...
- حنظلة: قصة كاريكاتير، وسفينة تحاول -كسر الحصار- عن غزة
- أشبه بفيلم أكشن.. سائق سيارة مسروقة يفقد السيطرة ويخترق أبوا ...
- رسائل الأحزان من العشَّاب الأندلسي إلى حصيفة الدمشقية
- باب توما.. الحي الذي يروي دمشق بأزقتها وفسيفساء الأجراس والح ...
- الأردن.. انطلاق فعاليات مهرجان جرش للثقافة والفنون


المزيد.....

- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صلاح زنكنه - صلاح زنگنه / حفّار المجاز ورجل الأسئلة المتمردة