رحمة يوسف يونس
الحوار المتمدن-العدد: 8495 - 2025 / 10 / 14 - 19:44
المحور:
قضايا ثقافية
كان نظام والدتي في صغرنا عند الاستعداد للانقلاب الشتوي يبدأ منتصفَ الشهر العاشر، حيث تبدأ بإخراج الملابس الشتوية من حقائب الخزن، والأغطية الثقيلة والسجاد. وذلك لأن والدي كان عسكريًا، فارتبط نظامها في الاستعداد للموسمين الصيفي والشتوي بنظام حياة والدي العسكرية، حيث يبدأ النظام العسكري الشتوي في 15/10، والصيفي في 15/4.
تبنت والدتي هذا النظام اقتناعًا منها بملاءمته ليس للحياة العسكرية فحسب، بل للحياة المدنية أيضًا، ولتجنب التعب الذي يصاحب الاستعداد لإنقلاب المواسم، فتفضل إنجاز كل شيء دفعة واحدة.
كثيرًا ما كنت أنتقدها وأقول لها: "تستعجلين في الاستعداد للشتاء.." اليوم بينما كان أولادي يستعدون للذهاب إلى المدرسة صباحًا، قال آدم: الجو برد. وصغيرتي سيرين كانت تبحث عن أي شيء يدفئها، وتتجنب الوقوف بقدميها العاريتين على الأرض. في تلك اللحظة، خطر في بالي أن أشغل المدفأة الكهربائية الصغيرة😅
وتذكرت والدتي واستعجالها، ثم أدركت أن اليوم هو 14/10!
كثيرًا ما غيرت وجهات نظري التي كانت تناسبني مسبقًا، لكنها لم تعد مناسبة اليوم لدوري كأم. الأم هي روح واحدة في أجساد متعددة، وعليها أن تهتم بكلٍ منها وفقًا لاحتياجاتها. لم أكن أفهم هذا إلا حينما صرت أمًا، واكتشفت أننا نحن الأبناء نفهم آباءنا مؤخرًا.
#رحمة_يوسف_يونس (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟