رحمة يوسف يونس
الحوار المتمدن-العدد: 8467 - 2025 / 9 / 16 - 17:03
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
افكر أحيانًا لو أن السلطات المحلية يحق لها ان تفرض حظرًا للتجوال ليلًا على القاصرين أو تقيد حركتهم، وذلك ليس تقييدًا لحريتهم، بل من اجل حمايتهم والحفاظ على نموهم الجسدي والعقلي والنفسي، الذي يختل نتيجة السهر.
أعرف كثيرًا من الآباء حريصين على ابنائهم، لكن لم يستطيعوا منع ابنائهم من الخروج ليلًا والسهر حتى وقت متأخر من الليل نتيجة ضغط الاقران. ارى ان السلطات المحلية لها الحق او المبررات المنطقية في فرض هكذا قانون. فالنظام العام اليوم لمجتمعنا صار مغايرًا للفطرة، والانسان مبرمج بيولوجيًا على الراحة ليلًا والنشاط نهارًا. وصرنا من الطبيعي ان نرى في اغلب البيوت ان يستيقظ الافراد بعد الظهر، وتكون وجبة الافطار ظهرا، ووجبة الغداء عند المغرب.
بينما نرى من جانب اخر كثرة الامراض والسكتات القلبية، وكذلك حوادث السير، ولو تحققنا من اسباب هذه المشاكل الصحية والحوادث المتزايدة اليوم لوجدنا من اسبابها السهر.
المشاكل المجتمعية أيضًا من أسبابها السهر، فاعتياد الشباب على هذا النمط الحياتي سيستمر حتى بعد الزواج. فهناك من النساء من تعاني من غياب زوجها الذي تجاوز عمره الثلاثين، وسهره ليلًا في الكافتريا، واهماله في مشاركتها في مراعاة الابناء وتربيتهم، لأنه يقضي نهاره في النوم وليله في السهر. وتشير دراسات طبية الى ان السهر من اسباب الضعف الجنسي لدى الرجال واختلال الهرمونات لدى النساء.
النظام الصحي العام في مجتمعنا مختل، وهو ليس مجرد عادات ينبغي علينا ان نحترمها، انه آفة صحية مجتمعية خطيرة، واذا كنت استطيع اليوم ان اسيطر على سلوكيات ابنائي الذين ما زالوا صغارًا، قد لا يمكنني ذلك مستقبلًا. واذا تعارضت سلوكيات الافراد مع المصلحة العامة ارى يحق للسلطات ان تسن هكذا قانون.
#رحمة_يوسف_يونس (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟