رحمة يوسف يونس
الحوار المتمدن-العدد: 8439 - 2025 / 8 / 19 - 23:43
المحور:
قضايا ثقافية
في الماضي حين كانت الكهرباء الوطنية تُقطع باستمرار ولساعات طوال، كانت المولدات المحلية التي تمدنا بالطاقة الكهربائية تعمل ثلاث ساعات وتستريح ساعة. ساعة استراحة المولدة تلك كانت مملة، خاصة في ايام الصيف القائظ، فعلينا ان نصبر ستين دقيقة بدون تكييف، فتثير غضبنا وحيرتنا بماذا نقضي تلك الدقائق الطويلة وكيف.
رغم ذلك كنت أحيانًا احب تلك الساعة، فكانت استراحة لي أنا ايضًا وليس للمولدة فقط. لا ملهيات وأفراد العائلة يجتمعون ونبتكر اي وسيلة للهو. وفي فترة ما، صار لدي هوس بالخياطة، كنت في ساعة الاستراحة تلك أقطع الاقمشة وأفصلها، وكأن تلك الساعة تُبتَلع بلحظات، حقًا لا اشعر بالوقت اطلاقًا.
نحن مثل الآلات ايضًا، نحتاج وقتا للاستراحة، نتوقف فيه عن كل شيء يثقلنا، عن التفكير، وعن العمل الروتيني، وعن التواصل ومواقعه، وعن العالم واخباره، وحتى عن سماع اصوات السيارات في الشوارع والالات الكهربائية المنزلية التي اعتدنا على ضجيجها حتى تأقلمت اعصاب سمعنا معه فلم تعد تنبهنا اليه، اعتدنا على الضوضاء المادية والمعنوية، فنحتاج وقتا نستريح فيه، لنتأمل، ونستمع الى دواخلنا، والى اصوات الطبيعة، ونجلس ونضحك مع اناس يشبهوننا، ونمارس هواية ما، لنرمي ثقلنا ونعود الى ذواتنا، في ساعة واحدة، وهي كفيلة بذلك.
#رحمة_يوسف_يونس (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟