رحمة يوسف يونس
الحوار المتمدن-العدد: 8361 - 2025 / 6 / 2 - 17:37
المحور:
قضايا ثقافية
ذات مرة قالت لي جدتي رحمها الله وكنت أصنع حلوى المحلبية: ضعي لها ذرة ملح (رشة ملح)، وتعلمي كل شيء حين تصنعينه من خليط الحلويات أو عجينة المعجنات ضعي لها ذرة ملح.
قلت لها لماذا؟
قالت: لا تسألي لماذا، ضعيه هكذا، عن الحلال والحرام!
وأنا منذ ذلك اليوم أضع ذرة ملح لكل ما أصنعه من عجينة معجنات كالكليچة والبقصم والكيك، وخليط الحلويات كالمحلبية والكاستر وغيرها من الحلويات والمعجنات التقليدية والعصرية، وكنت لا أرى من وضعه فائدة، وأقول إن لم يكن منه فائدة فلا مضرة فيه، وأضعه تطبيقًا لرأي جدتي الذي بخبرتها ترى من الواجب وضعه.
ذات يوم بحثت عن فائدة الملح في المعجنات والحلويات، فعرفت أنه سر مهم من أسرار نجاح المعجنات والحلويات، فهو ينظم عملية التخمير ويساعد العجينة على الارتفاع ويجعلها تحتفظ برطوبتها فلا تجف، ويقلل حدة السكر في خليط الحلويات، فيضبط المذاق ويجعل لها نكهة مميزة.
إن حفاظنا على التراث بما فيه الطبخ التراثي من الأكلات والمعجنات والحلويات هو كذرة الملح تلك، ينظم عملية التطور السريع الذي نشهده اليوم ويجعل لحياتنا العصرية نكهة وروحًا ومعنى.
أنا لا آكل الكليچة كثيرًا، وأحب أن أصنعها أكثر مما أحب أن آكلها، أحب أن أمارس طقوس فرحة العيد التي يجب أن نصنعها نحن لا ننتظر أن تأتينا هي، ومنها طقوس صنع الكليچة.
#رحمة_يوسف_يونس (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟