رحمة يوسف يونس
الحوار المتمدن-العدد: 8445 - 2025 / 8 / 25 - 07:45
المحور:
قضايا ثقافية
ذات يوم قدمت لي إحداهن معروفًا، (وهي من معارفي وليست من قريباتي) وهي امرأة محترمة ومعروفة بالمواقف الطيبة، ومن طبعي أن أرد الجميل لمن يقدم لي المعروف كما تربيت، فقدمتُ لها هدية بسيطة، وكأن فعلي هذا استفزها، فرفضت أن تأخذها ولا حتى أن تلمسها - كأنها تخشى أن تلمس شيئًا مشحونًا بالطاقة الكهربائية- وقالت ما أريدها، ومن غير أن أفهمها وفي نفس اللحظة التي أعطيتها فيها الهدية سحبتُ يدي فسقطت الهدية، فشعرتْ هي بالإحراج فأخذتها، ولم تشكرني.
كذلك قابلتُ في حياتي أناسًا يقدمون لي المعروف فأكافئهم على معروفهم بعطاء بسيط، او غيرهم ممن ابادرهم بالعطاء، فيتجاهلون عطائي ولا يشكرونني ولا يعبرون عن إعجابهم بما أعطيتهم لاحقًا.
ذات مرة في علم النفس قرأت عن شخصية الإنسان الذي يقوم بدور الإله، وهذه الشخصية مرضية وتتمثل بالعطاء غير المحدود للآخرين ودون مقابل، والتي غالبًا ما يصيبها الغرور، فمتعتها وشعورها بقيمتها بالعطاء، ولكنها إذا قابلت شخصية تشبهها تراها ندًا لها، هي ترى أن على الجميع أن يكونوا بحاجة إليها، وهي مستغنية عن الآخرين، حتى لو كانت محتاجة للمعونة حقًا، وأرى هذه الشخصيات التي قابلتها من هذا الصنف. وحقيقة هكذا أناس أشك في نواياهم مهما كان عطاؤهم.
#رحمة_يوسف_يونس (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟