أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد سعد خير الله - ومضة ضوء: رسالة إلى ولي العهد السعودي محمد بن سلمان: ما أحوجنا إلى -طائف- جديد لإنهاء الحرب في السودان.














المزيد.....

ومضة ضوء: رسالة إلى ولي العهد السعودي محمد بن سلمان: ما أحوجنا إلى -طائف- جديد لإنهاء الحرب في السودان.


محمد سعد خير الله
محمد سعد خيرالله عضو رابطة القلم السويدية

(Mohaemd Saad Khiralla)


الحوار المتمدن-العدد: 8495 - 2025 / 10 / 14 - 07:58
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


منذ أيام، كنت أتحدث مع أحد الأصدقاء السودانيين، ويعمل كباحث في مركز دراسات بإحدى العواصم الأوروبية، وعند سؤالي عن أحواله وأحوال أسرته، انفجر باكياً، وهو يحكي أن الاتصال فقد مع بعضهم منذ أيام، ليصبحوا جزءاً من ما لا يقل عن 52 ألف مفقود منذ اندلاع الاقتتال بين طرفي النزاع السوداني. لم يُعرف مصيرهم، هل هم أحياء أم فارقوا الحياة، ليضافوا إلى قائمة تضم أكثر من 150 ألف قتيل.

روى لي عن المقابر الجماعية، وحوادث الاغتصاب، والانهيار شبه الكامل للقطاعين الصحي والتعليمي. نحو 120 مؤسسة تعليمية، حكومية وخاصة، خصوصاً في ولاية الخرطوم، تعرضت لأضرار جسيمة، كما شملت أعمال التخريب ست مؤسسات في الولايات الأخرى. وفي التعليم العام، أخرجت الحرب أكثر من 17 مليون طفل من المدارس، أُلقي بهم في مناطق النزوح واللجوء، ليضافوا إلى نحو 6.9 ملايين طفل سبق أن غادروا صفوف الدراسة قبل الحرب.

سرعة حديثه عن المآسي والكوارث كانت مذهلة، كأن الحزن أصبح جزءاً من كل كلمة ينطقها. وإزاء ما رواه، شعرت بالخجل الشديد، هدأت من روعه وأنهيت المكالمة، ثم بدأت ألوم نفسي؛ فمنذ تفجر الحرب السودانية قبل عامين وستة أشهر، لم أكتب عن السودان سوى خمسة مقالات، إحداها نُشرت في إحدى الصحف السويدية. رقم الضحايا ظل يتردد في مسامعي، كأنها نغمة هاتف لا تنقطع: 150 ألف قتيل.

تذكرت حينها الحرب الأهلية اللبنانية (1975–1990) التي أودت بحياة نحو 120 ألف إنسان، وبلورت بعدها اتفاق الطائف، وهو الاسم الذي عُرفت به وثيقة الوفاق الوطني التي صيغت بوساطة سعودية/ سورية في 30 أيلول/سبتمبر 1989، وصارت نافذة بقانونٍ أقره لبنان في 22 تشرين الأول/أكتوبر 1989، فأنهت رسمياً أكثر من خمسة عشر عاماً من الاقتتال. كان للمملكة العربية السعودية الدور المحوري في استضافة جولات التفاوض بمدينة الطائف وتحفيز الأطراف على التوافق، فكانت شاهداً على ولادة حلٍّ أفْرَقَ كثيراً عن منطق الدم.

أتذكر في تلك الفترة، وكنت صبياً مهتماً وشغوفاً بالسياسة، ما كان يُقال عن الدور الإيجابي السعودي الفارق في إنهاء الحرب الأهلية اللبنانية.

وأنا على ذلك الخاطر، أتذكر أن الإدارة السعودية بادرت بسرعة، ففي غضون شهرٍ واحدٍ من اندلاع قتال السودان دعت الأطراف إلى جدة، حيث بُذلت جهود دبلوماسية أثمرت ما عُرف لاحقاً باتفاق/إعلان جدة. وُقّع على المسوّدة الأولى في 20 أيار/مايو 2023 ممثلون عن الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية وحكومة السودان والأطراف المتحاربة، وكان الهدف المعلن تسهيل مسار السلام. حينها كان الصراع في أوجه من حيث الحدة والتطرف، وكانت الرغبة في الانتصار أحياناً تقترب من لهيبٍ يريد أن يبتلع كلَّ ما أمامه.

اليوم، وقد أنهك النزاع طرفيه وأفضى إلى وقائع كارثية، يفرض الواقع علينا أن نجدد المحاولة، ربما تنجح، لوقف نزيف الدم وسط صمتٍ وفوضى إقليمية، في وقت تواصل فيه بعض القوى تراكم مصالحها على جراح السودان. وأمتنع هنا عن تسمية الأطراف التي صبّت وقوداً على النار، لأن هذا المقال رسالةٌ موجهة إلى الأمير الشاب الواعد محمد بن سلمان، ولي عهد المملكة العربية السعودية، ورئيس مجلس الوزراء، الذي يحظى بحضورٍ عالميٍّ طاغٍ، ونجاحٍ لافتٍ في مجالاتٍ متعددة، جعل من الرياض إحدى العواصم الكبرى لصنع القرار العالمي، ورقماً صعباً في معادلات السياسة الدولية.

رسالتي إليكم، يا سموّ الأمير، هي نداءٌ صادقٌ من قلبٍ يرى في مبادراتكم السياسية قدرةً على إنقاذ ما تبقّى من السودان. فالحرب التي مزّقت البلاد ونسيجها الاجتماعي لم تترك بيتًا بلا فجيعة، ولا مدينةً بلا جراح. والدماءُ التي تسيل هناك تحتاج إلى من يحقنها، ويمدَّ لأصحابها يدَ العون والحكمة، قبل أن تبتلعهم الفوضى تمامًا.

إن المملكة العربية السعودية تمتلك المؤهلات الأخلاقية والسياسية والوزن الإقليمي والدولي الكفيل بجمع الأشقاء السودانيين مجدداً على طاولة حوارٍ جديدة، تُعيد الحياة إلى مشروع السلام الذي أراد البعض وأده قبل أن يكتمل.

وليكن الموعد هذه المرة في مدينة الطائف، تيمناً بما أنجزه التاريخ فيها، حين تحوّلت من مدينةٍ مضيافة إلى منبرٍ لصنع المصالحة أنهى واحدةً من أبشع الحروب في القرن العشرين.

إنني على يقينٍ بأنّ هذا النداء سيبلغ الديوان الأميري، وسيجد صدىً يليق بحكمة قائدٍ لا يرضى أن يُذكر الدم العربي إلا في سياقٍ يُنهيه، ويُطفئ أنينًا صارخًا يعذّب الضمير الإنساني قبل أن يخنقه الصمت.

فلعلّ التاريخ يمنحنا فرصةَ الإنقاذِ والإنجاز، تُكتب فيها العبارة من الطائف مرةً أخرى: بدأ السلامُ في السودانِ برعايةٍ سعودية، تُعيد للأمة بعض ما فقدته من توازنها، وللإنسان في السودان حقّه في الحياة والأمل.

ربما يتهمني البعض من هواة الصيد في كل الأجواء بأنني أتملق النظام الحاكم في المملكة.أعلنها بعلو الصوت وبملء الفم: أنا المتملق الأكبر على ظهر هذا الكوكب، إن كان ذلك سيسهم في إيقاف المقتلة الدائرة في السودان.



#محمد_سعد_خير_الله (هاشتاغ)       Mohaemd_Saad_Khiralla#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ومضة ضوء:خطاب محمد سعد خيرالله في ميدان غوستاف أدولفس بالسوي ...
- ومضة ضوء:في مصر ومكان آخر موقفان يُعيدان سؤال دور العسكر
- ومضة ضوء:خيرالله يحاور مجدي خليل حول معاناة أقباط مصر / الجز ...
- ومضة ضوء: سياسيون وإعلاميون يعرقلون السلام لدعم نظام سلطوي.
- هل أنا يهودي مؤقت في السويد؟
- ومضة ضوء: إلى أسطول الصمود الوجهة الحقيقية هي الدوحة لا غزة
- ومضة ضوء:-قطر والانتهاكات عار الصمت الدولي وروحاني نموذجًا.-
- ومضة ضوء: -الإبادة الأرمنية التي اعترفت بها إسرائيل: العدالة ...
- ومضة ضوء: خيرالله يجري حوارًا مع مجدي خليل حول معاناة الأقبا ...
- ومضة ضوء: إحياء حركة أنصار السلام المصرية حلم قديم لضرورة ال ...
- ومضة ضوء: محمد سعد خيرالله يحاور مجدي خليل حول محنة الأقباط ...
- ومضة ضوء:المهزلة المزدوجة لمصر مع إسرائيل- العداء الشعبي وال ...
- ومضة ضوء : نتنياهو مرشدا جديدا لجماعة الإخوان المسلمين
- ومضة ضوء: الذكرى الثالثة والسبعون لليوم الأسوأ والأكثر سوادً ...
- ومضة ضوء : الفتاوى التكفيرية تهدد السلام: صَنِّفوا الأزهر تن ...
- ومضة ضوء انهيار - دولة الحزم العليا - يستدعي تشكيل حكومة إنق ...
- ومضة ضوء :-انتبهوا جيدًا: النظام المصري يصنع داعش من أجل است ...
- ومضة ضوء :عنوان المقال :-لاءات- مصر الأربع لواشنطن: هل تتحال ...
- ومضة ضوء: زلزال سياسي في العالم العربي: تسجيل صوتي يكشف تفكي ...
- ومضة ضوء -أنا أتهم-: أسلمة قسرية للفتيات القبطيات المختطفات ...


المزيد.....




- -حياة جديدة في داخلي-.. دانييلا رحمة تحتفل بعيد ميلادها
- وحدة طبية متخصصة وهدايا من نتنياهو.. كيف ستبدأ إسرائيل إعادة ...
- زيارة أمريكية وتصريحات مثيرة للجدل.. إندونيسيا وماليزيا على ...
- قافلة مساعدات أممية تتعرض لهجوم في خيرسون وأوكرانيا تتحدث عن ...
- مدغشقر: وحدة النخبة في الجيش تعلن توليها السلطة بعد عزل -الج ...
- لوكورنو يعلن في خطابه أمام الجمعية الوطنية الفرنسية تعليق إص ...
- ما أهم ما جاء في خطاب لوكورنو أمام الجمعية الوطنية الفرنسية؟ ...
- النزوح والعودة: شمال غزة بلا حياة تقريبا.. دمار هائل ولا مكا ...
- القضاء الإيراني يصدر حكما بسجن فرنسيين اثنين بتهمة التجسس
- شاهد.. ذيل طائرة يرتطم بالمدرج أثناء الهبوط والطيار ينقذ الم ...


المزيد.....

- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد سعد خير الله - ومضة ضوء: رسالة إلى ولي العهد السعودي محمد بن سلمان: ما أحوجنا إلى -طائف- جديد لإنهاء الحرب في السودان.