أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد سعد خير الله - ومضة ضوء: إحياء حركة أنصار السلام المصرية حلم قديم لضرورة الواقع.














المزيد.....

ومضة ضوء: إحياء حركة أنصار السلام المصرية حلم قديم لضرورة الواقع.


محمد سعد خير الله
محمد سعد خيرالله عضو رابطة القلم السويدية

(Mohaemd Saad Khiralla)


الحوار المتمدن-العدد: 8440 - 2025 / 8 / 20 - 07:13
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


منذ السابع من أكتوبر 2023، عندما نفذت ميليشيات حركة حماس عملية إرهابية ضد المدنيين الإسرائيليين العزّل، تشهد مصر تصاعدًا مرعبًا في موجة عداء السامية. بلغت هذه الموجة ذروتها في الشارع المصري، حتى لخّصها أحد أصدقائي بقوله: "إن أي كلمة إيجابية تقولها عن إسرائيل بصوت عالٍ، حتى ولو دون قصد، في أحد مقاهي القاهرة الراقية، قد تتسبب في إنهاء حياتك فورًا". فما بالك إن قيلت هذه الكلمة الإيجابية في الأحياء الشعبية أو العشوائيات؟

إن هذه الحالة ليست عابرة، بل نتيجة مباشرة لعقود من مأسسة الكراهية والتحريض ضد إسرائيل التي كرّسها النظام العسكري السلطوي في مصر. والسؤال الملحّ اليوم: هل يكتفي أنصار السلام المصريون بالمشاهدة؟ وهل سيبقى المجتمع المصري رهينة لهذه الثقافة المعادية إلى الأبد؟ وماذا سيحدث لو انفجرت الأوضاع في مصر ـ لأسباب سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية كثيرة ومعروفة ـ في بلد يقترب عدد سكانه من 110 ملايين نسمة، وقد ترسخ في وعيه أن العداء لإسرائيل عقيدة وهوية؟

جذور قديمة لحلم السلام الشعبي.

قبل أربعة وسبعين عامًا، وُلدت في مصر حركة رائدة عُرفت باسم "حركة أنصار السلام المصرية". كانت جبهة وطنية انطلقت في يناير 1951 كمبادرة من "حدتو" (الحركة الديمقراطية للتحرر الوطني) لتكون فرعًا لمجلس السلام العالمي، الذي تأسس بدوره استجابةً لنداء ستوكهولم الذي أطلقه العالم الفرنسي فردريك جوليو كوري عام 1950.

في ذلك الوقت، وقّع أكثر من 12 ألف مصري على هذا النداء التاريخي، وهو رقم هائل في سياق تلك المرحلة. وسرعان ما تأسست الحركة، واختير المحامي يوسف حلمي سكرتيرًا عامًا لها ورئيسًا لتحرير مجلتها. ضمّت اللجنة التحضيرية أسماء مصرية بارزة مثل كامل باشا البنداري، سيزا نبراوي، عزيز باشا فهمي، محمد مندور، إبراهيم طلعت، إلى جانب كمال عبد الحليم ممثل "حدتو"، ويوسف المدرك ممثل اتحاد العمال، وغيرهم كثيرون.

كان حلم هؤلاء جميعًا واضحًا: بناء سلام شعبي حقيقي بين المصريين والإسرائيليين. والمهم أن هذا الحلم جاء مباشرة بعد قرار التقسيم وحرب 1948، أي في وقت كانت فيه العاطفة المعادية في أوجها.

رواد مصريون حلموا بالسلام قبلنا.

لم يكن يوسف حلمي ورفاقه وحدهم. عبر العقود، رفع العديد من الرموز المصرية صوتهم دفاعًا عن السلام، مؤكدين أن الحوار والتعايش قيمة إنسانية قبل أن يكونا خيارًا سياسيًا:

1. طه حسين: عميد التنوير، زار الجامعة العبرية في القدس عام 1944، مؤمنًا بأن المعرفة والحوار هما السبيل لتفكيك الجهل المتبادل.

2. نجيب محفوظ: أديب نوبل، فتحت أعماله نافذة ثقافية على العالم عبر ساسون سوميخ، الناقد العراقي-الإسرائيلي الذي ترجم ودرس رواياته.

3. فرج فودة: دفع حياته ثمنًا لموقفه الشجاع في الدفاع عن الاعتراف المتبادل واعتبار السلام شرطًا لبقاء المنطقة.

4. علي سالم: رحلته الشهيرة إلى إسرائيل وكتابه "رحلة إلى إسرائيل" جسّدا أن التعايش ممكن إذا توافرت الشجاعة.

5. أمين المهدي: يُعد من أبرز العقول المصرية التي دعت بوضوح إلى تفكيك خطاب الكراهية العربي تجاه إسرائيل. وقد خلّف إرثًا فكريًا مهمًا، من أبرز محطاته كتابه المرجعي "الصراع العربي الإسرائيلي: أزمة الديمقراطية والسلام"، وهو من المراجع النادرة التي تناولت تجربة "حركة أنصار السلام المصرية"، تلك الحركة التي آمل اليوم أن نعيد إحياءها.

لماذا نحتاج إلى إحياء الحركة الآن؟

إن الدعوة إلى إحياء حركة أنصار السلام المصرية اليوم ليست ترفًا فكريًا، بل ضرورة تاريخية ووطنية. فهناك أسباب متعددة تجعلها واجب اللحظة:

أولًا، لأن البديل كارثي: استمرار مأسسة الكراهية والعداء لن يقود إلا إلى مزيد من التطرف والعنف. في بلد مزدحم ومأزوم كالمجتمع المصري، أي انفجار شعبي سيكون له تداعيات مدمرة على الداخل وعلى المنطقة بأكملها.

ثانيًا، لأن مصر تملك رصيدًا تاريخيًا: وجود هذه الحركة في الخمسينيات دليل على أن السلام الشعبي حلم مصري أصيل، سبق الحكومات والاتفاقيات الرسمية. إعادة إحيائه هو استكمال لمسار لم يكتمل.

ثالثًا، لأن المستقبل يتطلب شجاعة فكرية: في عالم يتغير بوتيرة متسارعة، فإن التحديات المشتركة بين مصر وإسرائيل ـ مثل أزمة المناخ، وندرة المياه، وأمن الغذاء، والطاقة، والتكنولوجيا، وغيرها ـ لا يمكن مواجهتها بتفاهمات حكومية سطحية وباردة، بل تحتاج إلى تعاون شعبي حقيقي يقوم على الثقة المتبادلة والإرادة المشتركة.

رابعًا، لأن مصر تستحق أن تتحرر من وهم العداء الأبدي: هذا الوهم صنعته السلطة واستغلته، لكن الشعوب لا يجب أن تبقى رهينة دعايات سياسية عابرة.

نحو وعي جديد للسلام

إحياء حركة أنصار السلام المصرية اليوم يعني تفكيك سرديات الكراهية التي تراكمت عبر عقود في الخطاب الرسمي والديني والتعليمي والإعلامي، وإعادة الاعتبار إلى رموز التنوير الذين آمنوا بالسلام، وفتح مسارات إنسانية وثقافية جديدة بين الشعبين المصري والإسرائيلي تُمهّد لوعي مختلف قائم على التفاهم والتعايش.

ليس المطلوب أن تكون هذه الحركة معارضة للنظام السياسي في القاهرة، بل أن تكون حركة فكرية إنسانية تستعيد للمصريين حقهم في التفكير الحر، وتفتح آفاق التعايش بعيدًا عن الحسابات العسكرية والدعائية.

إننا بحاجة إليها لتقود المجتمع المصري من حالة العداء الأعمى إلى وعي عقلاني، يدرك أن السلام ليس خيارًا سياسيًا عابرًا، بل الضمانة الوحيدة لمستقبل أكثر عدلًا واستقرارًا في مصر وإسرائيل والمنطقة بأسرها. فهل يفعلها أنصار السلام المصريون ويعيدون إحياؤها؟؟



#محمد_سعد_خير_الله (هاشتاغ)       Mohaemd_Saad_Khiralla#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ومضة ضوء: محمد سعد خيرالله يحاور مجدي خليل حول محنة الأقباط ...
- ومضة ضوء:المهزلة المزدوجة لمصر مع إسرائيل- العداء الشعبي وال ...
- ومضة ضوء : نتنياهو مرشدا جديدا لجماعة الإخوان المسلمين
- ومضة ضوء: الذكرى الثالثة والسبعون لليوم الأسوأ والأكثر سوادً ...
- ومضة ضوء : الفتاوى التكفيرية تهدد السلام: صَنِّفوا الأزهر تن ...
- ومضة ضوء انهيار - دولة الحزم العليا - يستدعي تشكيل حكومة إنق ...
- ومضة ضوء :-انتبهوا جيدًا: النظام المصري يصنع داعش من أجل است ...
- ومضة ضوء :عنوان المقال :-لاءات- مصر الأربع لواشنطن: هل تتحال ...
- ومضة ضوء: زلزال سياسي في العالم العربي: تسجيل صوتي يكشف تفكي ...
- ومضة ضوء -أنا أتهم-: أسلمة قسرية للفتيات القبطيات المختطفات ...
- ومضة ضوء -يهود مصر: لا عدالة دون اعتراف-
- ومضة ضوء: عنوان المقال:اليهود في مصر، قبل تطهيرهم العرقي
- ومضة ضوء -أحمد الشرع: ظل إلهي على الأرض أم رئيس؟-
- ومضة ضوء: لماذا لا يمكن الثقة بالجيش المصري كشريك للسلام؟
- ومضة ضوء - خطواتي العشر لإنقاذ مصر من مصير كارثي -
- ومضة ضوء : عار على المسارح الأوروبية فتح أبوابها لأحد أكبر ا ...
- ومضة ضوء : تجنب الأخطاء الماضية: سبع قضايا رئيسية بشأن النهج ...
- ومضة ضوء - غزة تسرق الاهتمام من السودان -
- ومضة ضوء - عن رائعة سامي البدري الكولونيل في شأنه الجانبي/ م ...
- ومضة ضوء يا مصري إعرف عدوك الأساسي الجيش أم السيسي؟؟


المزيد.....




- لقطات تفطر القلب.. فتيات يتيمات ينهلن بالدموع بحفل تخرجهن في ...
- ماذا تعني الضمانات الأمنية لأوكرانيا؟
- إيران أمام -معضلة استراتيجية- بعد الحرب مع إسرائيل: تفاوض صع ...
- عزلة وفقر.. الجزيرة نت تستطلع أحوال نازحي جنين بعد 7 أشهر من ...
- إلى أين تتجه مسارات السلام في السودان؟
- تحليل لغة جسد ترامب وقادة أوروبا وكيف جلسوا أمامه وحركة ميلو ...
- السفارة السعودية تعلق على وفاة سعود بن معدي القحطاني بعد سقو ...
- ترامب يستبعد إرسال قوات برية إلى أوكرانيا وسويسرا تعرض حصانة ...
- النظم العشبية.. الحليف المهمل في مكافحة تغير المناخ
- الجيش الإسرائيلي يكثف هجماته شمال ووسط قطاع غزة


المزيد.....

- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد سعد خير الله - ومضة ضوء: إحياء حركة أنصار السلام المصرية حلم قديم لضرورة الواقع.