أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد سعد خير الله - ومضة ضوء:المهزلة المزدوجة لمصر مع إسرائيل- العداء الشعبي والصفقات المؤسسية.-














المزيد.....

ومضة ضوء:المهزلة المزدوجة لمصر مع إسرائيل- العداء الشعبي والصفقات المؤسسية.-


محمد سعد خير الله
محمد سعد خيرالله عضو رابطة القلم السويدية

(Mohaemd Saad Khiralla)


الحوار المتمدن-العدد: 8429 - 2025 / 8 / 9 - 20:48
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


دائمًا ما كانت، وستظل، أعمال مسرح العبث هي الأداة الأعمق للتعبير عن آليات الأنظمة الشمولية والسلطوية في إحكام قبضتها على الشعوب وإدارتهم "كالقطعان"؛ تارة عبر سرديات التآمر، وتارة أخرى من خلال التجييش والحشد الموجَّه.

لقد برع كبار رواد هذا الاتجاه المسرحي " مثل يوجين يونسكو، وصمويل بيكيت، وهارولد بنتر " في تفكيك الخطاب الزائف وكشف عبثية الواقع السياسي والاجتماعي، حيث تتحول الحقيقة إلى ضباب، والسلطة إلى مسرحية عبثية مكتملة الأركان.

هذه الروح العبثية تكشف ببلاغة الازدواجية التي تسود الأنظمة السلطوية، حيث يُستخدم الخطاب العام المليء بالشعارات والمواقف الصاخبة لتغطية مصالح خفية، غالبًا ما تناقض شعارات الحق والعدالة والسلام. واليوم، نرى هذه الازدواجية تتجسد بوضوح في المشهد المصري، حيث تتصادم التصريحات العدائية علنًا مع الصفقات الاقتصادية الكبرى التي تُبرم خلف الأبواب المغلقة.

يكرر النظام السلطوي العسكري المصري المشهد ذاته؛ فبينما تسير المفاوضات في الغرف المغلقة لتوقيع صفقة غاز تاريخية مع إسرائيل، تتعالى في العلن خطابات مشبعة بالكراهية والتحريض.

شيخ الأزهر أحمد الطيب يحذر من غياب القضية الفلسطينية عن المناهج التعليمية في العالم الإسلامي، مما أثر سلبًا على وعي الأجيال بأهمية هذه القضية، في الوقت الذي يحرص فيه الطرف الآخر "قاصدًا إسرائيل" على تدريس روايته المزيفة في جميع المراحل التعليمية. وكلام شيخ الأزهر يعني عزمه، بما يملكه من صلاحيات في دول الإسلام السني على مستوى العالم، على تعميم النموذج المصري المعادي والكاره لدولة إسرائيل والمحرض عليها.

أسامة الأزهري، وزير الأوقاف والمرشد الروحي للرئيس السيسي، يقول: مصر السند الأول للقضية الفلسطينية حتى يوم القيامة، والحملات المسيئة لن تنال من موقفها. وبالطبع، لست في احتياج لشرح موقف القاهرة شديد التطرف الذي يؤكد عليه الأزهري، ولن ننسى مهاجمته لإسرائيل من آن لآخر.

أشرف زكي، نقيب المهن التمثيلية، يعلن شطب أي عضو يثبت تورطه في التطبيع مع "الكيان الصهيوني" (متجنبًا ذكر اسم إسرائيل، وكأن معاهدة السلام لا وجود لها)، وأضاف: هذا قرار صادر من اتحاد النقابات الفنية من أيام أستاذ سعد الدين وهبة، وليس فيه نقاش، أي أن العداء أبدي.

ترافقت تلك التصريحات مع الأيام الأخيرة للمفاوضات، وقبل الإعلان مباشرة عن صفقة الغاز التي وقعتها القاهرة مع تل أبيب بقيمة 35 مليار دولار، لتكشف أن المشهد العام لا يختلف كثيرًا عن أحد عروض مسرح العبث: ضجيج في الواجهة، ومصالح كبرى تُحسم خلف الستار.

وللتسجيل، كلامي ليس فيه أدنى نقد لدولة إسرائيل، بل ينصب على الحالة المصرية التي، وكأنهم يقولون فيها: المصالح وما يساعد على استمرار حكمنا لنا، أما لكم فالكراهية والعداء والتحريض. فالجانب الإسرائيلي دائمًا ما يقدّم يد العون لمصر وبصدق. وأتذكر الجزء الحقيقي من الحرب على الإرهاب في سيناء، التي أعقبت الخلاص من جماعة الإخوان الإرهابية، وعندما اشتدت المواجهة بين الجيش المصري والإرهابيين، كانت إسرائيل حاضرة بقوة، حيث قدّمت معلومات وإحداثيات دقيقة مكّنت القوات المصرية من حسم المعركة.

وعندما بدأت أزمة الطاقة في مصر تلوح في الأفق، ووصلت إلى حد انقطاع الكهرباء في بعض المحافظات لما يقارب 15 ساعة يوميًا خلال الأسابيع الماضية، كانت إسرائيل حاضرة مرة أخرى؛ إذ أُعلن بالأمس عن توقيع اتفاقية تاريخية لتصدير الغاز الطبيعي إلى مصر.

فقد وقّعت "شركة نيومد إنرجي"، أحد الشركاء في حقل ليفياثان الإسرائيلي للغاز الطبيعي، أكبر اتفاقية تصدير مع مصر بقيمة تصل إلى 35 مليار دولار. وبموجب الاتفاق، ستزوّد إسرائيل مصر بـ130 مليار متر مكعب من الغاز حتى عام 2040، أو حتى استيفاء جميع الكميات المتعاقد عليها.

إلى النظام المصري: أليس من الأجدر وقف ما تمّت مأسسته على المستوى المجتمعي من خطاب الكراهية والتحريض والعداء المسموم ضد دولة إسرائيل؟ ذلك الخطاب الذي يسعى شيخ الأزهر لتعميمه في كل الدول الإسلامية.

أتذكر الآن الرئيس الراحل أنور السادات، الذي وقّع اتفاقية السلام من الجانب المصري، وأقول لنفسي: تُرى، كيف كانت ستكون مكانة مصر اليوم لو أنها مضت قُدمًا فيما كان يخطط له السادات من تعاون شامل مع الجانب الإسرائيلي وتطبيع شعبي بين المجتمعين بكل ما تحمله الكلمة من معنى؟

إن أخطر ما يتم الآن من قبل القاهرة هو جعل السلام الشعبي مستقبلًا بين المجتمع المصري والإسرائيلي في حكم المستحيل، وهو ما يجب أن يتوقف فورًا.

ليت قومي يعلمون أن السلام الحقيقي والتطبيع الشعبي مع إسرائيل هو الحل.



#محمد_سعد_خير_الله (هاشتاغ)       Mohaemd_Saad_Khiralla#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ومضة ضوء : نتنياهو مرشدا جديدا لجماعة الإخوان المسلمين
- ومضة ضوء: الذكرى الثالثة والسبعون لليوم الأسوأ والأكثر سوادً ...
- ومضة ضوء : الفتاوى التكفيرية تهدد السلام: صَنِّفوا الأزهر تن ...
- ومضة ضوء انهيار - دولة الحزم العليا - يستدعي تشكيل حكومة إنق ...
- ومضة ضوء :-انتبهوا جيدًا: النظام المصري يصنع داعش من أجل است ...
- ومضة ضوء :عنوان المقال :-لاءات- مصر الأربع لواشنطن: هل تتحال ...
- ومضة ضوء: زلزال سياسي في العالم العربي: تسجيل صوتي يكشف تفكي ...
- ومضة ضوء -أنا أتهم-: أسلمة قسرية للفتيات القبطيات المختطفات ...
- ومضة ضوء -يهود مصر: لا عدالة دون اعتراف-
- ومضة ضوء: عنوان المقال:اليهود في مصر، قبل تطهيرهم العرقي
- ومضة ضوء -أحمد الشرع: ظل إلهي على الأرض أم رئيس؟-
- ومضة ضوء: لماذا لا يمكن الثقة بالجيش المصري كشريك للسلام؟
- ومضة ضوء - خطواتي العشر لإنقاذ مصر من مصير كارثي -
- ومضة ضوء : عار على المسارح الأوروبية فتح أبوابها لأحد أكبر ا ...
- ومضة ضوء : تجنب الأخطاء الماضية: سبع قضايا رئيسية بشأن النهج ...
- ومضة ضوء - غزة تسرق الاهتمام من السودان -
- ومضة ضوء - عن رائعة سامي البدري الكولونيل في شأنه الجانبي/ م ...
- ومضة ضوء يا مصري إعرف عدوك الأساسي الجيش أم السيسي؟؟
- ومضة ضوء -داعش يطل برأسه من مصر -
- -ومضة ضوء - الخطأ المستمر للعالم العربي


المزيد.....




- بريطانيا: توقيف 200 شخص خلال تظاهرة تأييد لمنظمة -فلسطين أكش ...
- فرصة حزب الله التاريخية قد حانت
- 6 أسرار في -سيري- لم تكن تعرفها قبل
- محللون إسرائيليون: نتنياهو يعرف أن حماس لن تستسلم لكنه يحاول ...
- صحف عالمية: إسرائيل تنزف إستراتيجيا وخطتها للسيطرة على غزة و ...
- كيف توازن غرف الأخبار بين الحصول على التمويل واستقلالية التح ...
- لبنان يندد بتصريحات ولايتي بشأن سلاح حزب الله
- الجيش اللبناني يحذر من تعريض أمن البلاد -للخطر-
- الجيش الروسي يسيطر على -يابلونوفكا- ويسقط 475 مسيرة أوكرانية ...
- حماس تحذر إسرائيل من -مغامرة- احتلال غزة


المزيد.....

- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد سعد خير الله - ومضة ضوء:المهزلة المزدوجة لمصر مع إسرائيل- العداء الشعبي والصفقات المؤسسية.-