أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد سعد خير الله - ومضة ضوء :-انتبهوا جيدًا: النظام المصري يصنع داعش من أجل استخدامها قريبًا-.














المزيد.....

ومضة ضوء :-انتبهوا جيدًا: النظام المصري يصنع داعش من أجل استخدامها قريبًا-.


محمد سعد خير الله
محمد سعد خيرالله عضو رابطة القلم السويدية

(Mohaemd Saad Khiralla)


الحوار المتمدن-العدد: 8363 - 2025 / 6 / 4 - 02:49
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في مراحل معيّنة، خصوصًا قبيل الانهيار الشامل في بلدان تحكمها أنظمة سلطوية عسكرية، تلجأ بعض هذه الأنظمة إلى حيلة خبيثة: تصنيع "داعش"، لتبرير فظائعها من قصف كيماوي إلى مجازر جماعية، كما فعل السفاح بشار الأسد
في سوريا.

يُعد كتاب "القوة السوداء: الدولة الإسلامية واستراتيجيو الإرهاب" للصحفي الألماني كريستوفر رويتر مرجعًا أساسيًا لفهم نشأة داعش. صدر عام 2015، وفاز بجائزة الصحافة الألمانية، اعتمادًا على تحقيقات ميدانية في العراق وسوريا لصالح دير شبيغل. يبيّن رويتر أن داعش لم يكن سوى تحالف استخباراتي بعثي/جهادي، قاده ضباط سابقون في أمن صدام حسين، بالتعاون مع قيادات جهادية، لتشكيل ما
وصفه بـ"التحالف المظلم".

أورد الكتاب أن 27 من كبار قادة التنظيم كانوا ضباطًا في نظام صدام، وأن داعش اعتمد على خبراتهم المخابراتية أكثر من أي مضمون ديني. دعم هذا الطرح لاحقًا تحقيق نيويورك تايمز الموسّع "The ISIS Files"، الذي كشف أن صلب التنظيم كان بيروقراطية بعثية مقنّعة بشعارات الجهاد، تهدف للسيطرة على العراق.

وفي سوريا، وثّق رويتر كيف ساعدت أجهزة استخبارات الأسد في إنشاء التنظيم داخل السجون، وسهّلت انتشاره لاحقًا، لتبرير حرب النظام على شعبه وتشويه الثورة.

في 22 مايو الماضي، كنت ضيفًا على الإعلامي الإسرائيلي تسفي يحزقئيلي في برنامجه "انتبهوا يا عرب!" على قناة i24NEWS، لمناقشة العلاقة بين الأنظمة العربية والجماعات الإرهابية. وفي الدقيقة الأخيرة من اللقاء، نقلت معلومة مؤكدة عن دعم سيادي مصري لعناصر من "داعش". قلتُ نصًا:
"لماذا تستأجر أجهزة أمنية مصرية شققًا لعناصر داعش في القصاصين والعاشر من رمضان؟ لماذا تُوفَّر لهم الإقامة والطعام؟ أطرح هذا السؤال وأنتظر إجابة واضحة."

أثار هذا الطرح تفاعلًا واسعًا، إذ تواصل معي كثيرون طالبوا بالتفصيل. وقد قررت أن أكتب هذا المقال للإجابة على هذه التساؤلات.

أحد مصادري الموثوقين من قلب سيناء قال لي:«نعم، لقد منحوا عناصر داعش شققًا مفروشة، ورواتب شهرية، وحصانة. أما نحن، فمشردون، فقدنا أراضينا الزراعية، ولا نحصل على أي تعويض. نُذَل على الحواجز العسكرية، وهذا يدفع بعض الشباب للانضمام إلى داعش، وهذا ما حدث بالفعل.

لقد أصبحت داعش في تلك المناطق بمثابة حضّانة مؤجلة، تُفعَّل عند الحاجة، سياسيًا أو استراتيجيًا. وقد انضم إليها بالفعل عدد ليس بالقليل من السلفيين والجهاديين.»

إلى هنا انتهى كلامه. هؤلاء جميعًا أقرب إلى ما يشبه قنابل بشرية، مفاتيح توقيتها وشفرات تفجيرها داخل المجتمع مملوكة حصريًا للنظام المصري، الذي ارتكب، تحت لافتة "محاربة الإرهاب في سيناء"، جرائم مكتملة الأركان بحق البشر والشجر والحجر، وثقتها جهات حقوقية عديدة حول العالم. وآمل أن يأتي يوم قريب تُفتح فيه هذه الملفات.

من الناحية الجغرافية، تبعد مدينة القصاصين نحو 75 كم فقط عن سيناء، أي أقل من ساعة ونصف بالسيارة، مما يجعلها موقعًا مثاليًا لدعم لوجستي أو تنقلات سرّية. أما العاشر من رمضان، فهي مدينة صناعية تبعد 120 كم عن شمال سيناء، وتوفّر غطاءً سكانيًا كثيفًا للتخفي والاندماج.

يستغل النظام المصري ما يُسمى بـ"الحرب على الإرهاب" للحصول على دعم دولي سياسي واقتصادي وعسكري، بينما يقمع الداخل بلا هوادة، فيغلق الحريات ويخنق المجتمع المدني ويعتقل آلاف العلمانيين تحت تُهم ملفقة كـ"الانتماء إلى جماعات إرهابية"، في مفارقة فجّة لا يصدّقها عاقل.

تهمة الإرهاب في مصر اليوم باتت مطّاطة تُلصق بكل معارض أو ناقد، أيًّا كانت خلفيته، بينما يتسارع أيضًا مسار دعشنة المجتمع على يد النظام نفسه.

في هذا السياق، لا بد من التوقف عند مشروع "الكتاتيب"، الذي أطلقته وزارة الأوقاف نهاية ديسمبر 2024، لإنشاء آلاف "الكتاتيب العصرية" داخل المساجد في مختلف المحافظات.

ما يبدو مبادرة تعليم ديني بريئة هو في الحقيقة مشروع أيديولوجي مُمأسس، يستهدف تكوين أجيال مشبعة بأفكار تقليدية راديكالية، دون رقابة فكرية أو مناهج تنويرية. هو ترسيخٌ لمنظومة الولاء الجماعي والطاعة المطلقة، وهي ذات الأسس التي اعتمدت عليها جماعات مثل الإخوان وداعش.

رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي أكّد ذلك بوضوح حين صرّح منذ أيام "الكتاتيب ستلعب دورًا مهمًا في بناء الوعي والشخصية المصرية، بتوجيهات من الرئيس السيسي."

ولا يمكن فصل هذا التوجه عن موقف المؤسسة الدينية الرسمية، وعلى رأسها الأزهر، الذي كشف عن وجهه الحقيقي منذ مجازر السابع من أكتوبر 2023. لم يُدن الجرائم التي ارتكبتها حماس بحق المدنيين، بل تبنّى خطابًا تقليديًا يُمجد الجهاد المسلح ويشيطن الغرب، مما يُعمّق الفجوة الحضارية بين مصر وعالم ما بعد الحداثة.

بالتوازي، تنخرط مصر أكثر فأكثر في تحالف استبدادي عالمي تقوده روسيا والصين وتركيا وقطر، يتبنّى قمع الحريات ومناهضة القيم الليبرالية، ويستثمر ورقة الإسلام السياسي حسب الحاجة، سواء لتمرير قمع داخلي أو لتمويه ملفات كارثية خارجيًا..

إن اختراق داعش لمصر" برعاية الأجهزة" ليس مجرد اتهام عابر، بل قنبلة موقوتة تهدد المنطقة بأسرها، وتفضح الوجه الحقيقي لنظام يعيش على هندسة الإرهاب.



#محمد_سعد_خير_الله (هاشتاغ)       Mohaemd_Saad_Khiralla#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ومضة ضوء :عنوان المقال :-لاءات- مصر الأربع لواشنطن: هل تتحال ...
- ومضة ضوء: زلزال سياسي في العالم العربي: تسجيل صوتي يكشف تفكي ...
- ومضة ضوء -أنا أتهم-: أسلمة قسرية للفتيات القبطيات المختطفات ...
- ومضة ضوء -يهود مصر: لا عدالة دون اعتراف-
- ومضة ضوء: عنوان المقال:اليهود في مصر، قبل تطهيرهم العرقي
- ومضة ضوء -أحمد الشرع: ظل إلهي على الأرض أم رئيس؟-
- ومضة ضوء: لماذا لا يمكن الثقة بالجيش المصري كشريك للسلام؟
- ومضة ضوء - خطواتي العشر لإنقاذ مصر من مصير كارثي -
- ومضة ضوء : عار على المسارح الأوروبية فتح أبوابها لأحد أكبر ا ...
- ومضة ضوء : تجنب الأخطاء الماضية: سبع قضايا رئيسية بشأن النهج ...
- ومضة ضوء - غزة تسرق الاهتمام من السودان -
- ومضة ضوء - عن رائعة سامي البدري الكولونيل في شأنه الجانبي/ م ...
- ومضة ضوء يا مصري إعرف عدوك الأساسي الجيش أم السيسي؟؟
- ومضة ضوء -داعش يطل برأسه من مصر -
- -ومضة ضوء - الخطأ المستمر للعالم العربي
- -ومضة ضوء -دعوة السيسي للسلام تتعارض مع سياسات مصر في غزة.
- ومضة ضوء -مسألة حماس ومصر -
- -ومضة ضوء - لماذا تريد جمهورية العساكر كسر هشام قاسم، الحر ف ...
- -ومضة ضوء - عندما يتحول شعب باكمله إلى رهائن لا مواطنون إنه ...
- -ومضة ضوء - عن تأكيد على موقف سابق خاص بدعوة سيسي لحوار إلا ...


المزيد.....




- -حرب كلامية-.. ترامب يعرب عن خيبة أمله في إيلون ماسك والأخير ...
- في الذكرى الـ81 لإنزال نورماندي... المحاربون القدامى يعودون ...
- محررون فلسطينيون يتحدثون عن ظروف اعتقالهم داخل السجون الإسرا ...
- اكتشاف مدينة أثرية غارقة في المحيط يعود عمرها إلى 140 ألف عا ...
- اتصال هاتفي بين ولي العهد السعودي والرئيس الإيراني
- انسحاب مسؤولين مصريين من فعالية دولية كبرى خلال كلمة إسرائيل ...
- ترامب يعرب عن استيائه من -تصعيد- النزاع الأوكراني
- في مشهد إنساني.. توزيع مثلجات مجانا على الحجاج في صعيد عرفات ...
- الأمين العام لحلف -الناتو- يقترح زيادة الإنفاق الدفاعي إلى 5 ...
- حكومة نتنياهو تصدر توجيهات للإدارة المدنية ببدء فرض السيادة ...


المزيد.....

- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد سعد خير الله - ومضة ضوء :-انتبهوا جيدًا: النظام المصري يصنع داعش من أجل استخدامها قريبًا-.