محمد سعد خير الله
محمد سعد خيرالله عضو رابطة القلم السويدية
(Mohaemd Saad Khiralla)
الحوار المتمدن-العدد: 8475 - 2025 / 9 / 24 - 02:50
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
في البداية، وقبل أن أشرع في استعراض الجزء الثالث من سلسلتي الحوارية مع الناشط الحقوقي والمحلل السياسي مجدي خليل، أود أن أعرب لحضراتكم عن سعادتي البالغة على المستوى الشخصي لسببين:
أولهما، حجم الحفاوة والترحيب اللذين قوبل بهما الجزآن السابقان من الحوار من قِبَل القراء والمتابعين الأعزاء، وهم كُثر.
أما ثانيهما، فيتعلق بحصولي على إجابات شافية وصريحة، اتسمت بالوضوح التام والمكاشفة الجريئة، في كل ما يخص المخفي والمسكوت عنه في القضية القبطية في مصر، وذلك من حامل لواء هذه القضية، الصديق العزيز مجدي خليل.
وبكل ترحيب وحفاوة، أجدّد التحية بك مجدي، قبل أن ننتقل معًا إلى أسئلة ومناقشات الجزء الثالث من هذا الحوار.
1- هل ترى أن هناك فجوة بين المسلمين والأقباط في مصر تجاه ما يحدث في الشرق الأوسط وخاصة بعد 7 أكتوبر؟
طبعًا هناك فجوة ضخمة بين المسلمين والأقباط تجاه ما يحدث في الشرق الأوسط، خاصة بعد 7 أكتوبر وما ترتب عليها من حروب.
أولًا: معظم الأقباط يريدون القضاء على حماس، المنظمة الإرهابية، والتي اقتحمت حدود مصر وساهمت في الإرهاب في سيناء، الذي تسبب في قتل مئات المصريين بل الآلاف، ولكن معظم المسلمين تغاضوا عن ذلك ويدعمونها لأنها تحارب إسرائيل!
ثانيًا: معظم الأقباط سعداء بكسر حزب الله الإرهابي الذي دمر لبنان، ومعظم المسلمين يرونه مقاومة مشروعة ضد إسرائيل!
ثالثًا: معظم الأقباط سعداء بكسر دولة إيران الدينية المتطرفة، والتي كانت جزءًا من بعث التطرف في الشرق الأوسط بعد عام 1979، ومعظم المسلمين على العكس، وشيخ الأزهر أصدر بيانًا لدعم إيران في حربها الأخيرة مع إسرائيل!
رابعًا: معظم الأقباط يريدون كسر جماعة الحوثي الإرهابية، والتي قرصنت الملاحة في البحر الأحمر ودمرت إيرادات قناة السويس، ومعظم المسلمين سعداء بها لأنها تقصف إسرائيل بالصواريخ، ورفضت مصر الانضمام للحملة الدولية ضد الحوثي!
خامسًا: معظم الأقباط يرفضون تحويل قضية فلسطين إلى قضية إسلامية، ومعظم المسلمين يؤيدون ذلك طالما أنه لمحاربة إسرائيل، بل يؤمنون أن قضية فلسطين قضية إسلامية!
سادسًا: معظم الأقباط ضد العداء لإسرائيل طالما أنها لم تعتدِ على مصر وأعادت أرضها وبينها وبين مصر معاهدة سلام، ومعظم المسلمين مع هذا العداء!
سابعًا: معظم الأقباط يحبون اليهود ويحبون كل الناس بصرف النظر عن الدين والعرق، ومعظم المسلمين يعتبرون الكراهية لليهود واجبًا دينيًا!
ثامنًا: معظم الأقباط يرفضون السردية الإسلامية عن فلسطين، ومعظم المسلمين يؤيدونها ويؤمنون بها!
تاسعًا: معظم الأقباط يكرهون ويرفضون الحرب مع إسرائيل، ومعظم المسلمين يريدون هذه الحرب طالما أنها لنصرة الإسلام ولتحقيق نبؤات إسلامية!
عاشرًا: معظم الأقباط يتأسفون على الضحايا المدنيين مهما كان دينهم أو جنسهم، ومعظم المسلمين يفرحون بضحايا إسرائيل!
رؤية الأقباط رؤية وطنية مصرية، ورؤية معظم المسلمين دينية إسلامية.
الأقباط والمسلمون يعيشون في عالمين مختلفين، وبعض الأقباط أجبروا على نفاق المسلمين خوفًا من الإيذاء... تلك هي الحقيقة للأسف.
2- هل ترى أن هناك ثقافة كراهية في المجتمع المصري ضد الأقباط؟ وما هي أسبابها؟
أكيد، طبعًا هناك ثقافة كراهية عميقة الجذور ضد الأقباط، وممارسات كراهية وجرائم كراهية ضدهم.
هم يكرهون الأقباط لأنهم مسيحيون، وشيخ الأزهر أحمد الطيب وصف المسيحيين واليهود بالكفار على التلفزيون الرسمي للدولة، وهو يعلم أن عقوبة الكافر في الإسلام هي القتل أو كما يقول أبو حامد الغزالي استباحة الدم والخلود في النار.
يكرهون إعلاء الأقباط للهوية المصرية واللغة المصرية القديمة، أما الرؤساء المصريون وآخرهم السيسي فيتحدثون عن عظمة اللغة العربية والأهتمام بها ويرفضون تمامًا التطرق للغة مصر الأصلية. حتى في الأسماء، ينفرد الأقباط بالأسماء الفرعونية مثل مينا ورمسيس وأحمس وكليوباترا ونفرتيتي، ويتجنب المسلمون هذه الأسماء.
يكرهون أن الأقباط يعتبرون دخول العرب غزوًا في حين أن المسلمين يعتبرونه فتحًا إسلاميًا مباركًا.
يكرهون رفض الأقباط أنهم عرب، حيث يقول الأقباط صراحة نحن لسنا عربًا وإنما فراعنة وأقباط، في حين يفتخر معظم المسلمين بعروبتهم.
يكرهون عدم ذوبان الأقباط في الثقافة الإسلامية، ويكرهون أكثر دراسة الأقباط للفقه الإسلامي والثقافة الإسلامية ونفورهم منها.
يكرهون حب الأقباط للحضارة الغربية عكس معظم المسلمين الذين يكرهونها.
يكرهون نفور الأقباط من العنف والحروب وحبهم للسلام، في حين أن الحروب والعنف مكون إسلامي أصيل.
يكرهون شكل المرأة القبطية ومكانتها في الأسرة، والتي تختلف عن الأغلبية المسلمة المحافظة.
يكرهون دور الأقباط الحضاري ومساهمتهم الحضارية، ولهذا يمنعون تدريس الحقبة القبطية أو الكلام عنها في مصر.
يكرهون كنائس الأقباط، صلبان الأقباط، ويحتقرون الكتاب المقدس للأقباط... ولهذا يهاجمون كل هذا.
في النهاية، يكرهون اختلاف الأقباط عن الأغلبية المسلمة وعن القطيع الإسلامي.
3- كيف ترى غياب المعلم يعقوب يوحنا عن الذاكرة الوطنية المصرية، رغم دوره الريادي في وضع أول مشروع لاستقلال مصر وتشكيل جيش قبطي في القرن الثامن عشر؟ وما الأسباب التي دفعت السردية الرسمية إلى تهميشه أو تشويه صورته؟
الجنرال يعقوب أو المعلم يعقوب حنا (1745-1801) يمثل النقيض لكل القيم والثقافة الإسلامية التي كانت سائدة في عهده.
أولًا: هو صاحب أول مشروع لاستقلال مصر عن العثمانيين والمماليك، في حين كان زعماء مصر مصطفى كامل ومحمد فريد ينادون بدوام الاحتلال العثماني لمصر، وشيوخ مثل الشرقاوي والجبرتي يدعمون الخلافة.
ثانيًا: هو أول جنرال قبطي منذ الغزو العربي لمصر عام 642 ميلادية، حيث كان الأقباط ممنوعين من دخول الجيش، وقد منحه الفرنسيون رتبة جنرال عام 1801.
ثالثًا: هو أول من شكل جيشًا وطنيًا في تاريخ مصر، الفيلق القبطي، حيث وصف ذلك المؤرخ المسلم شفيق غربال واصفًا الفيلق القبطي (أول جيش تم تكوينه من أبناء البلاد منذ سقوط الفراعنة)، وارتدى هؤلاء الجنود زيًا خاصًا، ودربهم ضباط فرنسيون على أساليب الدفاع والقتال الحديثة تحت إشراف المعلم يعقوب، الذي قلده كليبر قيادة الفريق ملقبًا إياه بلقب أغا.
رابعًا: هي أول محاولة جادة بعد سحق المأمون لثورة البشموريين بتكوين فرقة قبطية تحمي الأقباط. فبعد هزيمة العثمانيين أمام الفرنسيين في معركة عين شمس في 20 مارس 1800، نادى نصوح باشا كما يقول الجبرتي: "اقتُلوا النصارى وجاهدوا فيهم"، ولولا الفرقة القبطية بقيادة الجنرال يعقوب لتم سحق الأقباط في منطقة كليوت بك وباقي القاهرة.
خامسًا: الجنرال يعقوب هو أول من نادى بمصطلح التمدن، وهو يعادل لفظ التقدم حاليًا، متأثرًا بالتجربة الفرنسية، ومنها اهتمامه بالفنون والمسرح.
لقد كتب الكثير عن الجنرال يعقوب بالفرنسية، وبالعربية أنصفه المؤرخ المصري المسلم شفيق غربال في كتابه الجنرال يعقوب والفارس لاسكاريس ومشروع استقلال مصر." يبقى أن الكثيرين كتبوا عني مقالات وأبحاثًا بأن مجدي خليل هو الجنرال يعقوب الجديد الذي يراهن على الأجنبي، ويشرفني هذا رغم أنهم يعتبرون ذلك اتهامًا لي.
فكما أن الجنرال يعقوب نادى باستقلال مصر، أنا أيضًا أنادي بمصرية مصر، وأنها ليست عربية وليست إسلامية، وقد كتبت مقالًا بعنوان مصر مصرية.
وكما دافع الجنرال يعقوب عن الأقباط بالسلاح لحمايتهم من الهمج، أدافع أنا أيضًا عن الأقباط بحقوق الإنسان لحمايتهم من الظلم والاضطهاد وهجوم الرعاع عليهم.
وكما نادى الجنرال يعقوب بتمدن مصر، أنادي أنا أيضًا بقيم التقدم بالتفاعل مع الحضارة الغربية كما نادى العظيم طه حسين في كتابه مستقبل الثقافة في مصر.
وكما تعاون الجنرال يعقوب مع الفرنسيين، الذين منحوه جنسيتهم، لإنقاذ مصر، أناشد المجتمع الدولي من أجل تقدم مصر، وأنا حامل للجنسية الأمريكية.
إنه لفخر لي وليس اتهامًا أن يشبهونني بالجنرال يعقوب الشخصية القبطية المهيبة الكبيرة.
تخوين الجنرال يعقوب وشيطنته لأنه آمن بالأمة المصرية ليست عربية ولا إسلامية، وهو المصطلح الذي نادى به بعد ذلك اللورد كرومر في كتابه مصر الحديثة، ونادى به رواد النهضة وعلى رأسهم أحمد لطفي السيد.
والذين يتهمونني بالخيانة أيضًا لأنني أنادي بالأمة المصرية بأنها ليست عربية ولا إسلامية، وأحارب إسلمة مصر التي عادت مع انقلاب يوليو 1952 وتتسارع في عهد السيسي.
4- في العديد من قرى ومحافظات مصر، يُمنع الأقباط فعليًا من الصلاة في كنائسهم أو بناء كنائس جديدة، بل تصل الأمور أحيانًا إلى إغلاق كنائس قائمة تحت ضغط من الأجهزة الأمنية أو استجابة لاعتراضات متشددين. كيف تفسر استمرار هذه الممارسات رغم نصوص الدستور التي تكفل حرية العبادة؟
موضوع بناء الكنائس من أكثر الأمور تعقيدًا في مصر، وللأسف يعتبرونه جزءًا من إذلال الأقباط، ويطبقون عليهم شروط الذمية المقيتة التي جاءت في العهدة العمرية. وقد رفض الأزهر بشدة الموافقة على قانون موحد لبناء دور العبادة، وأشار شيخ الأزهر بأنه لا يتساوى المسجد بالكنيسة قائلاً: "مصر كلها مسجد للمسلمين"... فتم إصدار قانون مشوّه لبناء الكنائس عام 2016، وضعوا فيه كل شروط الذمية بطريقة ملتوية.
منذ الغزو العربي لمصر، الخط الرئيس هو هدم الكنائس وحرقها وليس البناء، وقد تم حرق وهدم عشرات الآلاف من الكنائس منذ الغزو العربي. ذكر المقريزي أن الحاكم بأمر الله وحده هدم أكثر من ثلاثين ألف كنيسة في مصر والشام.
وحتى الآن هناك مئات القرى المحرومة من الكنائس، ويسافر الأقباط لقرى أخرى للصلاة، وهناك عدد من الكنائس المغلقة، ويتم القبض على أي مجموعة من الأقباط إذا اجتمعوا للصلاة في أحد المنازل. موضوع الكنائس يعبر بوضوح عن الإضطهاد الإسلامي للأقباط.
5- ما هي الأجواء التي تزدهر فيها أوضاع الأقباط؟
تزدهر أوضاع الأقباط عندما يكون هناك:
ديمقراطية وحريات، حيث المشاركة والمساواة، وأسلمة أقل، أي وضع مسافة بين الدين والدولة.
قطاع خاص أكبر، حيث حرية نمو الأعمال الخاصة.
وهذه الشروط الثلاثة توفرت في الفترة 1882-1952، وكانت تمثل العصر الذهبي للأقباط.
هذه الشروط الثلاثة غير متوفرة الآن تحت حكم السيسي، حيث القمع غير المسبوق وغياب الحريات، والتسارع في الأسلمة في كافة مناحي الحياة في مصر، وخاصة في
التعليم والثقافة والإعلام.
وحيث سيطرة الجيش على الاقتصاد، فانخفضت مساهمة القطاع الخاص في عهد السيسي من 65% في الناتج المحلي الإجمالي إلى 25%، وما ترتب عليه من أفقار المصريين عموما والأقباط خصوصا.
إنها فترة عصيبة على المصريين عموما والأقباط خصوصا.
6- كيف يمكن استثمار القانون الدولي وآليات الضغط الحقوقي العالمية لكسر حالة الصمت والتجاهل المفروضة على قضية الأقباط داخل مصر؟
نظرًا لأن القضية القبطية قضية إضطهاد مزمن لأقلية دينية، ونظرًا لأنها تعتبر صغيرة نسبيًا بالمقارنة بالمشاكل الكبرى في العالم المعاصر، فإن اهتمام العالم بها ليس كبيرًا.
ولكن نحن كأقباط في المهجر، دورنا هو رفع الوعي بالقضية القبطية للمستوى العالمي، وهو ما نجحنا نسبيًا فيه، ولكن نحتاج إلى تعاون أكبر مع جميع أقليات الشرق الأوسط لتفعيل المواثيق الدولية والقانون الدولي تجاه قضايا هذه الأقليات، وكلها تشترك في شيء واحد، وهو الإضطهاد الإسلامي لها.
للأسف نحن نعيش في فترة ضعف فيها القانون الدولي، ولهذا نحتاج إلى جهد مضاعف لتوصيل أصواتنا للمجتمع الدولي.
7- ما هو برأيك الحل الجذري للمسألة المصرية شديدة التعقيد، بما يضمن تحقيق العدالة والاستقرار والمساواة لكل المواطنين؟
مصر تحتاج إلى تغيير شامل تكون فيه المواطنة، وليس الدين، مصدر الحقوق والواجبات. تحتاج إلى إصلاح شامل على مستوى نظام الحكم والتعليم والإعلام والدين، تحتاج إلى حكم رشيد قائم على الحوكمة، تحتاج إلى دولة علمانية ينص عليها الدستور، وتحتاج إلى الأخذ بقيم التقدم.
رفع الظلم عن الأقباط هو أحد معايير هذا التغيير،فالأوضاع الأقليات والمرأة هي صورة عاكسة لتقدم
أو تخلف المجتمعات.
نحتاج إلى إجراءات محددة لتحقيق العدل والمساواة:
إلغاء المادة الثانية من الدستور الخاصة بدين الدولة والشريعة الإسلامية
، واستبدالها بمادة تنص على علمانية الدولة.
تنقية جميع القوانين من ارتباطها بالشريعة الإسلامية.
تجريم التمييز الديني وخطاب الكراهية ضد غير المسلمين.
التوقف عن تمويل المؤسسات الإسلامية من ميزانية الدولة، فالدولة العلمانية محايدة وتقف على مسافة واحدة من جميع الأديان.
التوقف عن اعتبار الإسلام مصيدة لمن يدخل فيه، فحاليًا الإسلام والمافيا فقط هما من يعاقبان من
يخرج منهم بالموت.
إنهاء الإفلات من العقاب في الجرائم التي تستهدف
الأقباط.
قصر جامعة الأزهر على التعليم الديني فقط.
تجريم الأسلمة الإجبارية والاستهداف المنظم للقبطيات.
إلغاء قانون بناء الكنائس، وجعل البناء بالأخطار كما يحدث للمساجد والمباني العامة.
احترام حرية العقيدة والحريات الدينية للجميع وفقًا للمواثيق الدولية.
حياد الإعلام العام المملوك للدولة تجاه كل الأديان.
إصدار قانون للتمييز الإيجابي ينص على حد أدنى 10% للأقباط في جميع المناصب السياسية والإدارية.
التركيز على التعليم العلمي العلماني كأساس للتقدم.
إلى هنا نكون قد وصلنا إلى نهاية الجزء الثالث من هذا الحوار، وسوف نقدم مزيدًا من الأجزاء في قادم الأيام.
فقضية أقباط مصر، التي يتجاهلها الجميع، تستحق أن
يتم تناول كل ما هو مخفي ومسكوت عنه، حتى لا
يكون الظلم أبدياً، يكفي جدًا كل ما جرى على مدار
الأزمنة المتعاقبة السابقة.
#محمد_سعد_خير_الله (هاشتاغ)
Mohaemd_Saad_Khiralla#
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟