أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - قاسم علي خضر - أوجاع -المتألمُ المتأمل-














المزيد.....

أوجاع -المتألمُ المتأمل-


قاسم علي خضر
صحفي وكاتب

(Qassim Ali Khedher)


الحوار المتمدن-العدد: 8492 - 2025 / 10 / 11 - 02:52
المحور: الادب والفن
    


يقودنا حسام آل زوين في مسيرته النضالية الشاقة، ليروي لنا اوجاعه على مدى (170) صفحة من السرد القصصي المتواصل في روايته الموسومة "المتألمُ المتأمل". اذ يعود بالذاكرة الى ايام حملة الانفال* سيئة الصيت، التي شنها نظام البعث الدكتاتوري ضد مدن وقرى وقصبات منطقة كوردستان العراق، لتهجير الاهالي وفرض الاقامة عليهم في مجمعات قسرية تحت رقابة اجهزته الامنية وحراب عساكره الاوباش. ولم يبقى امام حركة ثوار الجبل (الانصار والبيشمركة) سوى مواصلة الدفاع عن الشعب الكوردي وانقاذ العوائل والاطفال والشيوخ من ويلات هذه الحملة المسعورة.
هذه هي خلفية الرحلة التي انطلق منها بطل الرواية "عادل" نحو عالم المنفى من جديد عبر البوابة الشرقية، سالكاً ذات الطريق الذي مر عليه المئات من رفاقه المناضلين الاخرين، الذين توجسوا الخوف من الوقوع في مخالب اجهزة امن البلد المجاور، وصولاً الى مبتغاهم النهائي بان تطأ اقدامهم بلد الاشتراكية الاول - الاتحاد السوفييتي، حالمين بالدفئ الرفاقي والعشاء الساخن والمكان البارد !
ينقلنا الكاتب في سردياته الى اجواء اختلاف ردود فعل الرفاق ازاء التعامل الصارم من قبل حرس الحدود السوفييتي، الذي زج بهم في زنازين مهربي الترياق لغاية تبيان امرهم. وكانت ردود الافعال ما بين الضحك والاستهزاء والاشمئزاز والغضب والزعل والقبول والرضى والصمت والحسرة، يندبون حظهم العاثر بعد كل هذه السنين من النضال.
- أهذا هو التثمين المنتظر واللائق من بلـد الاشتراكية لرفاق امضوا زهرة شبابهم بالـذود عن افكار العدالة الاجتماعية والمساواة والحرية ؟!
يواصل الراوي سرد تفاصيل سيرته الذاتية المليئة بالمعاناة من خلال شخصية بطل الرواية المناضل "عادل"، الذي جاب جبال كوردستان - الى جانب رفاقه الثوار المكافحين من اجل بديل ديمقراطي يؤمن الحياة الكريمة والحريات العامة لشعبهم-، متحدين صعوبات الطبيعة والحياة.. مروراً بمعاناته مع الدراسة الاكاديمية في الاتحاد السوفييتي قبل انهياره العاصف والعمل بمشاريع هندسية ضمن اختصاصه، والبحث الشاق عن عمل في بلدان الخليج العربي، وعمله في احدى الشركات الهندسية بدولة الامارات العربية المتحدة ومقارناته بين ظروف العمل في بلد اشتراكي وبلد رأسمالي، وخيبة امله عندما يعود الى الوطن الممزق بالحروب والكراهية والخراب، ويبقى مصراً على العودة الى المنزل الاول.
ما بين الالم والامل، وما بين هذين التوأمين، ينقلنا الكاتب الى اجواء مدينته (وطنه) بناسها الطيبين وبيوتها المتلاصقة حد التداخل، حالماً بعودة تلك الايام من زمن اللاحروب وبلا دكتاتوريات الاستبداد والقمع والفساد، متمسكاً رغم كل ما لمسه من خراب روحي وعمراني بالعيش وسط الاهل والاصدقاء، الذين ما زالوا قابظين على الجمر، والحالمين بمستقبل زاهر ومشرق.
بعد كل تلك الالام، يقف "عادل" متأملاً عنيداً لايأبه بما فعلت به الغربة والايام، يحلو له شروق الشمس وتحلو له طيور النورس تتقافز، ترفرف، ترقص على ضفتي نهر "الفـرات"، وتتهادى شموع النذور وأمنيات الناهـدات الحالمات طافية على كربة خشب تداعب الموج عند الغروب على نهر "دجلـة" الخير. ويحلو له ان يردد قصيدة ابن الوردي:
"قِفْ وِقفَةَ المتألِّمِ المتأمِّلِ
بمعرةِ النعمانِ وانظرْ بي ولي
تلكَ المعاهدُ والمعالمُ والربى
وملاعبُ الغزلانِ والمتغزلِ
وطنٌ يخيِّلُ لي تخيُّله الصِبا
في ذكرهِ ذكرُ الزمانِ الأولِ
زمنٌ قطعناهُ وكنّا صبْيةً
لا يسألونَ عنِ السوادِ المقبلِ".
--------------------------------------------
* حملة عسكرية شنها نظام البعث الدكتاتوري ضد سكان قرى كوردستان العراق، واوكلت قيادتها الى المجرم المقبور علي حسن المجيد، الذي كان يشغل منصب أمين سر مكتب الشمال لحزب البعث المنحل وبمثابة الحاكم العسكري للمنطقة. وقد بدأت حملة الأنفال في عام 1986 واستمرّت حتى عام 1989، وشملت استخدام الهجمات البرية والقصف الجوي والتدمير المنظم للمستوطنات والترحيل الجماعي وفرق الإعدام والحرب الكيمياوية، التي جعلت المجيد يحصل على لقب "علي الكيمياوي". وكانت الهجمات جزءاً من حملة طويلة دمّرت ما يقارب (4500) قرية كوردية و(31) قرية مسيحية آشورية على الأقل في مناطق شمال العراق ونزوح ما لا يقل عن مليون من سكان اقليم كوردستان البالغ عددهم انذاك ما يقرب من (3.5) مليون نسمة. وجمعت منظمة العفو الدولية أسماء أكثر من (17000) شخص اختفوا في عام 1988. وقد وُصفت الحملة بأنها عمليات إبادة جماعية في طبيعتها.






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- منى سعيد.. الحنين الى ايام الفرح !
- في الذكرى العاشرة لرحيل وليد جمعة .. الفتى المتمرد والعبثي ا ...
- وقفة سريعة مع اعلام الحزب الشيوعي العراقي في حركة الانصار (1 ...
- في رحاب المخرجة السينمائية العراقية ايمان خضير!
- الفنانة سمر بدن.. العودة الى احلام الطفولة !
- حسان عاكف حمودي.. طبيب من طراز خاص !
- الرحيل نحو المنفى !
- القارئ الموسوعي في شارع المتنبي
- جائزتان لفيلم عراقي في مهرجان كان السينمائي الدولي
- بريد الغربة في -بيت الجواهري-
- بطاقة بريدية من صديقتي -بان-
- حركة انصار الحزب الشيوعي العراقي تدعم عودة صحافة المنظمات ال ...
- قصائد بصوت الشاعر العراقي الكبير رشدي العامل


المزيد.....




- رحيل الفنانة بيونة.. الجزائر تودع -ملكة الكوميديا- عن 73 عام ...
- معجم الدوحة التاريخي.. لحظة القبض على عقل العربية
- الرئيس تبون يعزي بوفاة الفنانة الجزائرية باية بوزار المعروفة ...
- رحيل الفنانة الجزائرية باية بوزار المعروفة باسم -بيونة- عن ع ...
- وفاة أسطورة السينما الهندية.. دارمندرا
- موسيقى وشخصيات كرتونية.. محاولات لمداواة جراح أطفال السودان ...
- مسرحي تونسي: المسرح اجتماعي وتحرري ومقاوم بالضرورة
- الفنانة تيفين تتعرض لموجة كراهية وتحرش لمشاركتها في نقاش عن ...
- وفاة الممثل الألماني أودو كير الذي تألق في هوليوود عن عمر نا ...
- -بينك وبين الكتاب-.. معرض الشارقة يجمع 2350 دار نشر من 100 د ...


المزيد.....

- مقال (حياة غويا وعصره ) بقلم آلان وودز.مجلةدفاعاعن الماركسية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية
- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش
- مشروع مسرحيات مونودراما للسيد حافظ. اكسبريو.الخادمة والعجوز. ... / السيد حافظ
- إخترنالك:مقال (الثقافة والاشتراكية) ليون تروتسكي. مجلة دفاعا ... / عبدالرؤوف بطيخ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - قاسم علي خضر - أوجاع -المتألمُ المتأمل-