أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - قاسم علي خضر - في رحاب المخرجة السينمائية العراقية ايمان خضير!















المزيد.....

في رحاب المخرجة السينمائية العراقية ايمان خضير!


قاسم علي خضر
صحفي وكاتب

(Qassim Ali Khedher)


الحوار المتمدن-العدد: 8462 - 2025 / 9 / 11 - 22:49
المحور: الادب والفن
    


في رحاب المخرجة السينمائية العراقية ايمان خضير


في لقاء احسد عليه بالتأكيد، جمعني خلال زيارتي الاخيرة الى العراق في نيسان من العام الجاري/2025 مع ثلاثة نساء اكن لهن عظيم الاحترام والتقدير، لما كابدن من مصاعب وآلام في الداخل العراقي وفي المنفى، جراء مواقفهم المشرفة أواخر سبعينات القرن المنصرم ضد الدكتاتورية وحروبها الرعناء وضد معاداتها لكل ما هو نبيل وتقدمي.. واستقر بنا الحال كل واحد منا تحت نجمة في سماء الغربة الأليمة:
- منى سعيد الطاهر صحفية وروائية أقامت في دولة الإمارات العربية المتحدة، وعادت أخيراً إلى العراق.
- سمر بدن مخرجة تلفزيونية في اليمن وفنانة تشكيلية في بريطانيا، ومازالت مقيمة هناك.
- إيمان خضير فنانة مسرحية في لبنان ومذيعة ومقدمة برامج اذاعية في المملكة العربية السعودية ومخرجة سينمائية في العراق حالياً.
- قاسم علي خضر صحفي مقيم في أوكرانيا.
التقينا، لنجتر ذكريات أياماً حلوة و اياماً مرة لن تعود ولن تنسى !
ضحكنا وبكينا..
توقفت مع الفنانة ايمان خضير عند بعض تلك الأيام:
تعود بنا الذكريات الى ايام بيروت الغربية قبل حصارها من قبل القوات الاسرائيلية الغازية حزيران عام 1982. فلقد لجأنا اليها مع المئات من الكتاب والصحفيين والفنانين الديمقراطيين العراقيين الهاربين من جحيم الدكتاتورية الصاعدة في العراق، والتي توجت باستلام صدام حسين المراكز الاولى في قيادة البلاد والعباد يوم 17 تموز من عام 1979، وازاحة ولي نعمته "الاب القائد احمد حسن البكر" من دفة الحكم وفرض الاقامة الجبرية عليه حتى مماته، وابادة منافسيه البعثيين فيما يعرف بـ "مجزرة الرفاق في قاعة الخلد" بحجة كاذبة هي عمالتهم للنظام البعثي المنافس في سوريا.. وبعدها توالت التصفيات السياسية للاحزاب الوطنية والاسلامية، وفرض سياسة تبعيث المجتمع وعسكرته استعداداً لحروب خاسرة قادمة مع دول الجوار، ادت كلها في النهاية الى تدهور الاوضاع في شتى المجالات، لاسيما تخريب البنية الاقتصادية والتشويه الاجتماعي والثقافي ... وفي المقابل هب المثقفون العراقيون للدفاع عن انفسهم في مواجهة سلطة الدكتاتورية والحرب بالقلم والفن وحتى بالبندقية !
بيروت تجمعنا
في بيروت الغربية احتشد الكثير من الكتاب والصحفيين والفنانين الديموقراطيين العراقيين، ليتنفسوا هواء الحرية ويمارسوا نشاطاتهم الابداعية، كل حسب اختصاصه وتوفر فرص العمل لدى الجهات الثقافية اللبنانية والاجهزة الاعلامية التابعة لفصائل منظمة التحرير الفلسطينية. فالتحقت ايمان خضير في قسم التصوير بوكالة الانباء الفلسطينية (وفا)، وصارت بعد الدوام تلقي مع مجموعة من الفنانين المسرحيين العراقيين، الذي قرروا بمعية الفقيد المخرج العراقي منذر حلمي العمل على انجاز مسرحية "القصة المزدوجة للدكتور بالمي" للكاتب المسرحي الاسباني أنطونيو بويرو باييخو. ومن بين الفنانين الذين شاركوا في بروفات المسرحية، بالاضافة الى ايمان: الفقيدة سهام حسين علوان، الفقيد كاظم الخالدي، الفقيد عادل طه سالم، قاسم حسن (في هولندا حالياً)، حازم كمال الدين (في بلجيكا حالياً). وتقوم فكرة المسرحية على نص عن التعذيب في السجون من وجهة نظر نفسية وإنسانية، فالجلاد ليس شراً مطلقاً في هذا العرض، إنما ضحية أيضاً لجلاد آخر.
تعارف اولي
تعرفت على الفنانة ايمان خضير اثناء حضوري شبه الدائم لتمارين فرقتهم على مسرحية "القصة المزدوجة للدكتور بالمي"، اذ انها كانت تجري في قبو البناية التي اسكنها مع لاجئين عراقيين آخرين، وهي بناية "رحمة" الاهلة بالسكان المدنيين في منطقة "الفاكهاني" ببيروت. وقد استهدفها الطيران الحربي الاسرائيلي في عام 1981 ودمرها بالصواريخ، مما اسفر عن سقوط العديد من الشهداء المدنيين، بينهم الشهيدة الصحفية العراقية ثائرة فخري بطرس والشهيد الكاتب العراقي غازي فيصل، اضافة الى العشرات من الجرحى والمصابين اللبنانيين والفلسطينيين المدنيين.
هجرات اخرى
لم يكن هذا الهجوم الصهيوني المجرم سوى فصل مؤلم من فصول الحروب، التي عانى منها لبنان الشقيق، منذ قيام الكيان الاسرائيلي على ارض فلسطين المحتلة في عام النكبة 1948. وادى غزو القوات الاسرائيلية للاراضي اللبنانية في الجنوب ومحاصرة بيروت الغربية – معقل الحركة الوطنية اللبنانية والثورة الفلسطينية في مثل هذه الايام (بدأت المعارك في السادس من حزيران عام 1982)، ادت بين امور اخرى الى تهجير وتشريد الالاف من المدنيين اللبنانيين والفلسطينيين والمقيمين من العرب والاجانب الى المناطق الشمالية من لبنان لمن كان لديه اهل واقارب هناك او الى سورية المشرعة ابوابها لاستضافة من ليس لديه مأوى او في اسوء الاحوال الى دروب المنافي البعيدة. وكان خيار العزيزة ايمان خضير اللجوء الى سورية، وهناك تفتحت الافاق امامها للعمل كممثلة في فرقة بابل لعدد من الاعمال المسرحية: "نساء لوركا"، و"مس جوليا"، و"انتجونا"، و"وحشة" واعمال اخرى من اخراج الفنانة العراقية المبدعة روناك شوقي. وشاركت بالتمثيل ايضاً في مسرحية "ثورة الموتى" من اخراج الفنان العراقي سعد السامرائي عام 1983. كما مثلت في المسرح الفلسطيني بالعاصمة السورية (دمشق) في مسرحية "ثورة الزنج" للمخرج العراقي المبدع جواد الاسدي.
صحافة مقروءة ومرئية
في اطار سعيها لتطوير قابلياتها الفنية والابداعية، طرقت الفنانة ايمان خضير ابواب الصحافة المقروءة والمرئية بقوة، حيث عملت كمذيعة ومعدة ومقدمة برامج في الاذاعة السعودية عام 1991، ومذيعه ومعده برامج في اذاعة وتلفزيون قطر. وكتبت العشرات من المسلسلات التلفزيونية والاذاعية بمعدل ثلاثين حلقة لكل مسلسل، لعل من بين ابرزها مسلسلات عن "مي زيادة"، و"جبران خليل جبران"، و"الايادي الناعمة"، و"سيرة الاميرة ذات الهمة"..
السينما الوثائقية
انضمام الفنانة ايمان خضير الى العمل في قناة الجزيرة (القطرية) الوثائقية في مرحلة لاحقة، مكنها من المشاركة بصفة باحثة في اعداد افلام عن "عبد الكريم الخطابي" قائد الثورة المغربيه وعن القائد الفلسطيني "احمد الشقيري". وانتجت بصفتها مخرجة وباحثة وكاتبة سيناريو العديد من الافلام الوثائقية، من بينها "الملك فيصل الاول"، و"تاريخ طوابع فلسطين"، و" ظل الكونكريت"، و" مقاهي بغداد الادبية"، و"عاملات الطابوق" عامي (2017 – 2018)، و"صفر" دراما عام 2020، و" جدارية المطر" ديكو دراما عام 2023، واخيراً فيلم " جواد سليم وسمفونية البرونز" عام 2023. وقد اختيرت ان تكون احد مؤسسي قناة الوثائقية التلفزيونية العراقية، قبل ان تتوج مسيرتها المهنية والاكاديمية بنيلها درجة الدكتوراه في موضوع "تمثيلات المنفى في المسرح العراقي ما بين عامي 1991 – 2015 (دينامية النص والعرض)".
شخصياً حين اتأمل مسيرة فنانتنا الفاتنة ايمان خضير يحضرني قول لوليم شكسبير:
"يتغير الناس لسببين رئيسيين:
اما ان عقولهم قد تفتحت
او ان قلوبهم قد تحطمت"
ولربما كان السببان قوة دافعة وراء التغيرات التي رافقت مسيرة الفنانة ايمان من المسرح الى الصحافة المقروءة والمرئية الى السينما الوثائقية الى النشاط الاكاديمي.. ومن يدري ما في جعبتها من ألق وابداع ينتظر يزهر ويتفتح!
على اية حال عسى ان تكون هذه الاطلالة السريعة على المسيرة الابداعية للصديقة العزيزة الدكتورة ايمان خضير، حافزاً جديداً للجهات الثقافية الحكومية وغير الحكومية لتقديم الدعم المادي والمعنوي لها من اجل ان تواصل مسيرتها المتألقة في اغناء المكتبة السينمائية الملتزمة بافلام وثائقية تعالج قضايا سياسية واجتماعية واقتصادية وثقافية .. وغيرها.
ملاحظة:
لمن يود مشاهدة بعض افلام المخرجة ايمان خضير على قناتها في تطبيق "YouTube" يمكنه الذهاب الى الرابط في ادناه:
https://www.youtube.com/@imankhudair4774






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفنانة سمر بدن.. العودة الى احلام الطفولة !
- حسان عاكف حمودي.. طبيب من طراز خاص !
- الرحيل نحو المنفى !
- القارئ الموسوعي في شارع المتنبي
- جائزتان لفيلم عراقي في مهرجان كان السينمائي الدولي
- بريد الغربة في -بيت الجواهري-
- بطاقة بريدية من صديقتي -بان-
- حركة انصار الحزب الشيوعي العراقي تدعم عودة صحافة المنظمات ال ...
- قصائد بصوت الشاعر العراقي الكبير رشدي العامل


المزيد.....




- اقتراح ايراني بايجاد الية لتجارة النتاجات الثقافية للدول الم ...
- وعد بنسف الرواية الحكومية.. الإعلامي الأميركي تاكر كارلسون ي ...
- أرونداتي روي: ما يحدث في غزة إبادة جماعية
- يعود بفيلم -Anemone-.. دانيال داي لويس يوضح أسباب تراجعه عن ...
- وهل غيرها أنهكتْني؟
- تجسيد زنا المحارم في مسرحية -تخرشيش- يثير الجدل في المغرب
- مهرجان الفيلم العربي يعود إلى ستوكهولم بدورته السادسة
- أيادي الشباب تعيد نسج خيوط التراث المنسي في -بيت يكن- بالقاه ...
- أبرز كشف أثري في مصر: نسخة جديدة كاملة من مرسوم كانوب البطلم ...
- قطاع صناعة الأفلام.. الوجه الآخر لصراع الشرق الأوسط


المزيد.....

- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - قاسم علي خضر - في رحاب المخرجة السينمائية العراقية ايمان خضير!