أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - قاسم علي خضر - قصائد بصوت الشاعر العراقي الكبير رشدي العامل














المزيد.....

قصائد بصوت الشاعر العراقي الكبير رشدي العامل


قاسم علي خضر

الحوار المتمدن-العدد: 8426 - 2025 / 8 / 6 - 01:58
المحور: الادب والفن
    


" لا ترحل ياولدي
ان شراع الغربة اسود من وجه الجلادين!"
هكذا خاطب بوجع الشاعر العراقي الكبير رشدي العامل ابنه "علي"، يوم ضاقت بأبنه سبل العيش الكريم في عراقه الحبيب، يوم استباحة ذئاب الدكتاتورية الصدامية كل المدن والقرى الآمنة اواخر سبعينات القرن الفائت. لم يبقى امام القوى الوطنية والديمقراطية، وشبيبتها التواقة للحياة الحرة الكريمة، سوى اللجوء الى المعارضة السرية تحت الارض، او مغادرة البلاد هرباً من بطش جلاوزة النظام البعثي المقيت، حفاظاً على حياتهم، وبحثاً عن واحات للأمن والطمأنينة.
فيما غادرنا ونحن من بعدهم لاحقاً رفاق واصدقاء كثيرون الى منافي الدنيا، لجأنا نحن شبيبة جريدة "طريق الشعب" الى العمل السري التام، بانتظار ما يردنا من رفاق الجبل* من توجيهات ومنشورات تحرض على انهاء الحكم الدكتاتوري. كنا نعيد طباعتها يدوياً او تكثيرها، من خلال اجهزة الاستنساخ المتوفرة في دوائر الدولة حصراً، عن طريق العاملين في هذه الدوائر من رفاق واصدقاء مقربين جداً منا.
لم ينقطع تواصلي مع شاعرنا الكبير رشدي العامل (ابو علي)، احرص على زيارته كل ما اتيحت الفرصة المناسبة لكلينا، او اتصل به هاتفياً كل اسبوع من بيوت مختلفة، تجنباً للرقابة المفترضة والمفروضة عليه. وكنت كثير التذمر من تدهور الاوضاع، واشكو له همومي ومعاناتي من كآبة الحياة، طالباً منه توضيحاً من خبرته الحياتية والسياسية متى ينتهي هذا التأزم ؟ فيجيبني بضحكته الهادئة والمميزة:
"قسومي
لاتقل للارض جئناكِ
انما المطرُ الشتويُ يسبُقنا"
ذات يوم تأخرت حتى الليل في حي (القادسية)*، الذي يسكن فيه (ابو علي)، قررت زيارته والمبيت عنده حتى الصباح. طرقت الباب بهدوء، فجاءت امه الحنون، يغطيها البياض، كأنها ملاك سماوي، عرفت مبتغاي ودلتني الى الممر المؤدي الى غرفته. استقبلني بضحكته المحببة والمعهودة، ممدد على فراشه الارضي، وفوق راسه على الجدار قصاصة ورق مكتوب عليها بخط اليد قصيدة شاعر العرب الاكبر محمد مهدي الجواهري "مرحباً ايها الارق"، كانت منطلقاً لحوار دار بيننا حتى صباح اليوم التالي، عن الارق واسبابه الكثر في ذلك الزمن الاسود، وحديثه عن قصائده الجديدة في ديوان "حديقة علي"، الداعية الى التمسك بالوطن والقيم الانسانية النبيلة ونبذ القبح المستشري، سجلنا بعضه على شريط كاسيت عن طريق جهاز التسجيل والراديو المتوفر لديه. بقي معي هذا الشريط وشريط آخر كان قد سجله (ابو علي) قبل مجيئي اليه. غير ان الشريط الاول (الحوار...) دفنته في تجاويف احد جدران بيت كنا نستأجره، تحسباً من هجوم تفتيشي متوقع، وبقي هناك ؟! اما الشريط الثاني فقد بقي امانة لدى اخي (باسم) منذ مغادرتي العراق بتاريخ 12/8/1980 ولغاية عودتي بعد سقوط النظام البعثي المقيت في عام 2003.
رافقني الشريط رحلتي في الغربة طيلة هذه السنوات المضافة الى سنوات مرت على تسجيله، لتبلغ هذا العام (45) سنة ! تغيرت فيها احوال الدنيا، وشهد العالم ثورة في عالم التكنولوجيا والتقنيات، وغدا الشريط جزء من تراث تقنيات الارشفة التاريخية، اضافة الى كونه "كنز ادبي" لما يحتويه من قصائد بالصوت الحي لشاعرنا الفقيد رشدي العامل. اضطر الامر ان ينقل الى تقنية حفظ جديدة (قرص مدمج) كخطوة اولى، ومن ثم يمكن حفظه في ذاكرة الكترونية.. اتفقنا (علي وانا) ان اسلمه الشريط ليتم معالجته تقنياً باعادة تسجيله على قرص مدمج، لنتمكن من اكثاره وتوزيعه على الجهات الثقافية ذات العلاقة وعلى محبي الشاعر. وهذا ما حصل حين التقينا في مقهى "قهوة وكتاب" خلال زيارتي الاخيرة الى بغداد نيسان 2025.، أملاً ان نحتفي بفقيدنا الكبير رشدي العامل شاعراً وصحفياً ومناضلاً كرس حياته من اجل حرية الانسان وسعادته في وطن يرفل بالسلام والطمأنينة.

* رفاق الجبل: تعبير يقصد به الرفاق الذين لجأوا الى جبال كوردستان العراق حفاظاً على حياتهم، ومن ثم شكلوا فصائل الانصار المسلحة دفاعاً عن النفس، ولاحقاً طالبوا باسقاط سلطة الحرب والدكتاتورية طيلة فترة الثمانينات. وبقوا في الجبال حتى اندلاع انتفاضة 1991 وتحرير المدن الكوردستانية من قبضة سلطة البعث الفاشي، ليعودوا يمارسون نشاطهم شبه العلني في محافظات اربيل ودهوك والسليمانية ..
* احد احياء العاصمة بغداد في جانب الكرخ.

مقاطع من قصيدة " حديقة علي " لشاعرنا الفقيد الكبير رشدي العامل:
يا ولدي
ما العالم الا كفان
يد تعطي الخبز،
واخرى تسرق خبز الناس
اعرف ان الارض لمن يحرثها،
والارض لمن يزرعها،
لكن القمح واشجار البستان،
واعذاق النخلة للحراس
***
كذب يا ولدي
فالعالم ليس السجن،
واهداب الدنيا بستان
وزهور الدنيا،
قمح العالم،
حلم الشاعر،
كركرة الطفل يغني،
صدر الالم يناغي شفتيه،
هي البستان
العالم يا ولدي:
الانسان
***
يا ولدي،
قلت لك الاشياء
علمتك ان لا تكتب اسمك
فوق الماء
فاحفر وجهك في الصخر،
نقياً كالثلج،
بريئاً كالفجر،
ولا تدع الاسماء
ترحل عنك،
تعلم ان تحفظ في القلب الشهداء
***
ليل السجن طويل يا ولدي
لكن ليل السجانين هو الاطول
فجر الجلاد قصير يا ولدي
لكن فجر الناس هو الاجمل
***
يا ولدي... الجلاد
لا يعرف ان يعجن خبزاً للاولاد
يا ولدي الحب الصامت لا يعرفه الا النهر الهادئ
يمنح للاوراق
نسغ الاعذاق
***
يا ولدي الجلاد
لا يعرف بغداد
***
يا ولدي
من يلثم كفاً،
لا يملك الا ان يلثم كفاً اخرى
من يلثم كفين
يلثم حتى القدمين
***






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- عشرات الفنانين والإعلاميين يطالبون ميرتس بوقف توريد الأسلحة ...
- حكايات ملهمة -بالعربي- ترسم ملامح مستقبل مستدام
- مسرحية -لا سمح الله- بين قيد التعليمية وشرط الفنية
- أصالة والعودة المرتقبة لسوريا.. هذا ما كشفته نقابة الفنانين ...
- الذكاء الاصطناعي التوليدي.. ضربة موجعة جديدة لقطاع الإعلام ا ...
- نقل الفنان المصري محمد صبحي إلى المستشفى بعد وعكة صحية طارئة ...
- تضارب الروايات حول استهداف معسكر للحشد في التاجي.. هجوم مُسي ...
- ديالا الوادي.. مقتل الفنانة العراقية السورية في جريمة بشعة ه ...
- مقتل الفنانة ديالا صلحي خنقا داخل منزلها بدمشق والتحقيقات تك ...
- القنبلة الذرية طبعت الثقافة اليابانية بإبداع مستوحى من الإشع ...


المزيد.....

- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - قاسم علي خضر - قصائد بصوت الشاعر العراقي الكبير رشدي العامل