أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قضايا ثقافية - محمد بسام العمري - سحر العيون: نافذة إلى الروح














المزيد.....

سحر العيون: نافذة إلى الروح


محمد بسام العمري

الحوار المتمدن-العدد: 8489 - 2025 / 10 / 8 - 04:54
المحور: قضايا ثقافية
    


في عالم تتكاثر فيه وسائل التعبير والاتصال، تظل العيون هي الأداة الأكثر صدقاً وعمقاً في نقل المشاعر والأفكار. إنها ليست مجرد وسيلة للرؤية، بل هي نافذة تفتح على الروح، تعكس كل ما يعتمل في داخلنا من أحاسيس ورؤى. سحر العيون يكمن في قدرتها الفريدة على التواصل دون الحاجة إلى الكلمات، فتجد أن نظرة واحدة قد تحمل في طياتها مشاعر الحب، الحزن، الفرح، وحتى الحنين.
منذ الأزل، كانت العيون محور اهتمام الشعراء والكتاب، حيث أبدعوا في وصف تأثيرها وسحرها، وكم من قصائد كتبت لتخليد جمال العيون وتأثيرها العميق على القلوب. في هذا المقال، سنستكشف سحر العيون وكيف تمكنت من أن تكون نافذة حقيقية تطل على أعماق الروح الإنسانية، وسنستعرض بعض الأمثلة الأدبية التي خلّدت العيون وجعلتها رمزاً للحب والجمال.
العيون الجميلة العيون، تلك النافذة الصغيرة التي تفتح على عوالم واسعة من المشاعر والأفكار، تعد من أعظم هبات الطبيعة للإنسان. لا عجب أن العيون الجميلة كانت ولا تزال محوراً للشعراء والكتاب، يتغنون بسحرها ويستفيضون في وصف تأثيرها العميق في نفوسهم. فالعيون ليست مجرد وسيلة للرؤية، بل هي مرآة تعكس الروح وتبوح بأسرار النفس. تتمتع العيون الجميلة بقدرة فريدة على التأثير فيمن حولها. فهي تستطيع أن تنقل مشاعر الحب والحنين، الحزن والفرح، وحتى الغضب والطمأنينة. عندما يتحدث أحدهم عن "العيون الساحرة"، فهو يشير إلى تلك القدرة الاستثنائية التي تمتلكها العيون في أسر القلوب والتأثير على العقول. ولعل مقولة "الحب يبدأ من النظرة الأولى" ليست بعيدة عن الحقيقة، إذ أن العيون تلعب دوراً محورياً في إشعال شرارة الحب الأولى بين العاشقين. احتلت العيون مكانة بارزة في الأدب والشعر العربي. فقد وصفها الشعراء بطرق عديدة، مشيدين بجمالها وسحرها. ومن أروع الأوصاف التي خلدها الشعر العربي قول الشاعر:
إن العيون التي في طرفها حور *** قتلننا ثم لم يحيين قتلانا
يصرعن ذا اللب حتى لا حراك به *** وهن أضعف خلق الله أركانا
في هذه الأبيات، يتحدث الشاعر عن مدى تأثير العيون الجميلة وقوتها في قلوب الرجال، فهي على الرغم من ضعفها الظاهري، قادرة على قتل العشاق دون الحاجة إلى سلاح. كما استخدم الشاعر جميل بثينة العيون كوسيلة للتعبير عن مشاعره العميقة، فقال:
ألا ليتَ أَيّامَ الصفاءِ جديدُ *** ودهراً تولى يا بثينَ يعُودُ
فنُجددُ من بعدِ الفراقِ حَديثَنا *** وعَهدَ الهوى، فالمُدمَعاتُ شهودُ
هنا، يعبر جميل عن مدى تعلقه بعيون بثينة، والتي كانت تمثل له الماضي الجميل والحب الصادق. لم تقتصر الروائع الشعرية على الأدب العربي فحسب، بل امتدت إلى الأدب الغربي. ففي الأدب الإنجليزي، تناول شكسبير العيون في مسرحياته وأشعاره. في مسرحيته "روميو وجولييت"، يعبر روميو عن حبه لجولييت قائلاً :
But, soft! what light through yonder window breaks? It is the east, and Juliet is the sun. Arise, fair sun, and kill the envious moon, Who is already sick and pale with grief, That thou her maid art far more fair than she.
لكن، مهلاً! ما هذا الضوء الذي ينبعث من تلك النافذة؟ إنها الشرق، وجولييت هي الشمس. انهضي، أيتها الشمس الجميلة، واقتلي القمر الحسود، الذي بات مريضًا وشاحبًا من الحزن، لأنك، يا خادمة الشمس، أكثر جمالًا منها بكثير. هذا المقطع يصف روميو جمال جولييت مقارنة بالشمس والقمر، مُظهراً كيف أن نور عيونها يضيء حياته ويجعل القمر يبدو باهتًا وحزينًا بجوارها. في حياتنا اليومية، قد تكون العيون وسيلة للتواصل بدون كلمات. فهي تعبر عن المشاعر وتعكس الأحاسيس بصدق. يمكن لنظرة واحدة أن تقول الكثير، وأن توصل رسالة قد تعجز الكلمات عن التعبير عنها. تلك النظرات التي تحمل في طياتها الفرح، الحزن، الحب، والكراهية، تبقى خالدة في ذاكرة من يلتقطها. العيون الجميلة هي أكثر من مجرد عضو بصري. إنها أداة للتعبير وسلاح للتأثير. جمالها لا يكمن فقط في شكلها، بل في قدرتها على التعبير عن أعمق المشاعر وأصدق الأحاسيس. لهذا، ستظل العيون الجميلة موضوعاً لا ينضب للأدباء والشعراء، مصدراً للإلهام ومعبراً عن أغنى المشاعر الإنسانية. ولعل مقولة "الحب يبدأ من النظرة الأولى" تتجلى بوضوح في قصص العشق التي تبدأ بنظرة واحدة تكفي لإشعال نار الحب في القلوب.



#محمد_بسام_العمري (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إعجاز القرآن الكريم وأثره في النفوس البشرية
- -ابتسامة في أفق الوجود: مرآة الروح وسجاحة الخلق-
- بوحٌ على حافّة الكلمة
- النية الصادقة بين الأديان والفلسفات: جوهر العلاقة مع الله
- من خيوط الوهم إلى نسيج الفهم
- العزلة والحرية والوعي بالآخر في الفلسفة الوجودية
- حدود اللغة في فضاء العدم
- -الطابق الممنوع-
- -الساعة التي تبتلع الوقت-
- رحلة فب عوالم الأدب الافريقي .من الأدب المكتوب بالإنجليزية إ ...
- رحلة في عوالم الأدب الأفريقي: من التراث الشفهي إلى الأدب الم ...
- -غرفة رقم صفر-
- التفاعل مع التفاصيل بين الواقعية والرمزية الجمالية
- رحلة في عوالم الأدب الأفريقي: من التراث الشفهي إلى الأدب الم ...
- أدب المرأة الأفريقية: من الهامش إلى المركز وتأثيره في الأدب ...
- الظلّ الأخير
- -حين يتنفس الغياب-
- -الأدب الأفريقي: من إرث الهوية إلى آفاق العالمية-
- -رحلة في عوالم الأدب الأفريقي: من التراث الشفهي إلى الأدب ال ...
- رحلة النشيد والارتعاش


المزيد.....




- مشادة حادة بين المدعية العامة الأمريكية وسيناتور ديمقراطي في ...
- زهران ممداني يثير جدلًا واسعًا ببيان تأمل فيه بهجمات 7 أكتوب ...
- مصر.. فئات محظورة من الحج في السعودية هذا العام.. الداخلية ت ...
- جائزة نوبل: هل ماتت أسطورة العالم العبقري في زمن العولمة؟
- مباشر: مسؤولون كبار من الولايات المتحدة وقطر وتركيا سينضمون ...
- مبعوثا ترامب يصلان إلى شرم الشيخ للمشاركة بمفاوضات غزة
- احترار المحيطات يعطل عمليات تخزين الكربون الحيوية
- -بلير العرب-.. من دمار العراق إلى -غيتا- غزة
- من رحم المعاناة.. مواليد غزة يُحاصرهم الاختناق والانتظار
- ضربة أميركية دقيقة في سوريا.. مقتل -العقل الخفي- للقاعدة


المزيد.....

- الحفر على أمواج العاصي / د. خالد زغريت
- التجربة الجمالية / د. خالد زغريت
- الكتابة بالياسمين الشامي دراسات في شعر غادة السمان / د. خالد زغريت
- أسئلة الديمقراطية في الوطن العربي في عصر العولمة(الفصل الساد ... / منذر خدام
- أسئلة الديمقراطية في الوطن العربي في عصر العولمة(الفصل الثال ... / منذر خدام
- أسئلة الديمقراطية في الوطن العربي في عصر العولمة(الفصل الأول ... / منذر خدام
- ازمة البحث العلمي بين الثقافة و البيئة / مضر خليل عمر
- العرب والعولمة( الفصل الرابع) / منذر خدام
- العرب والعولمة( الفصل الثالث) / منذر خدام
- العرب والعولمة( الفصل الأول) / منذر خدام


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قضايا ثقافية - محمد بسام العمري - سحر العيون: نافذة إلى الروح