أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي المسعود - -موت معلن - فيلم سوري يطلق صرخة تحذير من تفشي ظاهرة زواج القاصرات















المزيد.....

-موت معلن - فيلم سوري يطلق صرخة تحذير من تفشي ظاهرة زواج القاصرات


علي المسعود
(Ali Al- Masoud)


الحوار المتمدن-العدد: 8484 - 2025 / 10 / 3 - 18:18
المحور: الادب والفن
    


آثار الحرب الدائرة في سوريا التي تمخضت عن الثورة المغدورة لا تعد ولا تحصى. وإذا كان الدمار الذي لحق بالمدن والقرى والأرياف يمكن أن يعالج بإعادة الإعمار والبناء، فإن الدمار الذي لحق بالنفوس والتمزق الاجتماعي الذي عاشه السوريون طوال سبع سنوات من عمر الوجع السوري؛ سيكون صعب التناول والتعامل معه بالتأكيد .وإذا كانت المعاناة شاملة وعامة في سوريا فإن للنساء وجعهن المخصوص والذي تعدد وتنوع ولا يكاد يمر يوم دون أن نتابع حكاية نساء من سوريا يتعرضن إلى الاضطهاد والظلم سواء داخل وطنهن الذي يعيش حرباً ضروساً أو من خلال تهجيرهن القسري وما يحفّ بهذه التغريبة، بالإضافة إلى ظروف الهجرة والإقامة في البلدان التي تأويهن. وهن اليوم الحلقة الأضعف في ما يمكن أن نسميه بالقضية السورية .
" واحة الراهب "أول مخرجة في السينما السورية أخرجت فيلم روائي طويل " رؤى حالمة" الذي حمل رسائل عن واقع النساء في ظل الاستبداد السياسي والاجتماعي، تعود في فيلم (قتل معلن) كي تستنطق معاناة السوريات، وخاصة زواج القاصرات في ظل الحرب والنزوح والشتات، ويعكس ما آل إليه حال السوريين من تشرد وضياع وفقر في مخيمات اللجوء، بشكل كرّس اضطهاد المرأة والطفلة والإنسان السوري بشكل عام، وذلك من خلال قصة طفلة تعرضت للتهجير على غرار مئات الألوف من أطفال سوريا. حكاية فيلم " قتل معلن " تتمحور حول لاجئ سوري (مكسيم خليل) عاجز وزوجته الحامل (نجلاء الخمري) يسكنان في خيمة صغيرة يفترشان أرضها للنوم مع أربعة أطفال، تستيقظ الأسرة صباحًا لتتناول طعامها سريعًا وتتجه إلى الحقول حيث يعمل مجموعة من اللاجئين في ظروف قاسية، ويعودون مساء ليشربوا الشاي أمام أبواب خيمهم، فيتبادلون أطراف الحديث مع الجيران، ثم يستسلمون لقدر تزويج ابنتهم الكبرى، وهي طفلة صغيرة، لابن جارتهم “أم جابر” التي مثّلت دورها المخرجة " واحة الراهب " ، الذي يكبر الطفلة بـ25 عامًا، لتنتهي طفولتها بثوب أبيض لا تدرك تمامًا معناه، وتُنتهك في خيمة أخرى بعيدًا عن أهلها الذين سلموها لقدر لا يرحم . قبل بدء الحكاية، يبث الفيلم رسال سريعة عن العنف، من القصف الجوي للمناطق المدنية، إلى منع الطفلة من اللعب بالدراجة الهوائية التي يسمح للطفل الذكر باللعب فيها، إلى صورة “أبو بكر البغدادي”، فمشهد امرأة تتعرض للضرب .
تم تصوير الفيلم داخل مخيّم في منطقة البقاع الأوسط بلبنان، خلال عامي 2018- 2019. وتفيد الراهب أنها أصرّت على تمثيله داخل المخيم لإعطاء الفيلم قيمة واقعية قريبة من الحقيقة المحيطة بالسوريين .ويتقارب عنوان الفيلم “قتل معلن”، مع عنوان رواية غابرييل غارسيا ماركيز “قصة موت معلن”. ولعل المخرجة، والروائية أيضاً صاحبة روايات “مذكرات روح منحوسة” و”الجنون طليقًا” و”حاجز لكفن”؛ أرادت تشبيه اللاجئين السوريين في الفيلم بشخصية (سانتياغو نصّار) محور رواية ماركيز ، ويذكر أن الفيلم حاز على جائزة أفضل فيلم روائي قصير في مهرجان “كييف” السينمائي في أوكرانيا. وتقول الراهب: “حين كسرنا حاجز الصمت والخوف مع اندلاع الثورة، تفجّرت أفكاري وصرت أعبّر عنها بحرية وجرأة، ووفرت لي الثورة الإلهام الإبداعي والواقعي لتحقيق أحلامي في إتمام كتابة رواياتي وصناعة الأفلام التي أحبّها" .صوّرت الراهب فيلمها الروائي الطويل “هوى” في بداية الثورة، وتناولت فيه مختلف حالات الفساد والقمع والخوف الذي كان يحيق بالسوريين قبل الثورة، لتربطها برغبة الناس وتوقهم إلى الانعتاق من خلال إعلان ثورتهم على النظام .
قصة طفلة سورية في الحادية عشرة من عمرها تقطن مع عائلتها في مخيم للاجئين السوريين في لبنان، وتستيقظ يوميًا على كوابيس تعكس حجم العنف المخزن في ذاكرتها، تضاف إليها المعاناة اليومية التي تتكبدها مع أسرتها، للعمل الشاق بأجور زهيدة، مع أب عاجز يتنقل على عكاز، والأم في شهرها الأخير من الحمل، مما يضطرهما أمام الحاجة لتأمين أجرة الخيمة التي يسكنون فيها، وتراكم الديون إلى تزويج طفلتهما لابن جارتهما الذي يكبرها بـ25 عاماً، بعدما أقنعتهم بافتقار سوريا للعرسان الشباب بسبب القتل والاعتقال والتهجير والحرب. ثقل المسؤولية المتراكمة على كاهلي الأب والأم، والسعي الدؤوب لتأمين أجرة الخيمة التي يسكنون فيها، وتراكم الديون يدفع بهما لتزويج طفلتهما لابن جارتهما (واحة الراهب)، الذي يكبرها بـ25 عامًا، بعدما أجادت إقناعهم “كلنا تزوجنا أطفال وربينا شباب، عرسان شباب ما عاد في، انقتلوا بالحرب أو هجوا برات البلد“. يخوض الفيلم الروائي القصير (17 دقيقة) في أحلام طفلة (ماري الصفدي) أقرب إلى كوابيس . أحداث تسردها الراهب في حكاية أب شبه عاجز (مكسيم خليل) عن تدبير أجرة الخيمة التي يسكنها هو وعائلته، في حين نرى الأم (نجلاء خمري) تواجه ظروف القهر والحرمان أثناء فترة حملها ومحاولتها تدبر شؤون عائلتها . وأمام واقعهم الفقير والمذلّ يضطرّ أهلها إلى تزويجها من رجل يكبرها في السنّ . الطفلة نور كانت لها أحلامها البسيطة التي تشبه أحلام أي طفلة بعمرها، كأن تكون عروساً بفستان أبيض، وتتزوج من شاب هادئ يحبها وتحبه، وتعيش معه بمنزل بسيط ودافئ ، إلا أن تلك الأحلام تحوّلت بعد ذلك الزواج إلى كوابيس مفزعة ، تكشف " واحة الراهب " فكرة الفيلم جاءت من المأساة اليومية المتعدّدة الأوجه،وتسليط الضوء على مظلومية المرأة، لكونها الكائن الأكثر اضطهادًا وتعتيمًا على اضطهادها من غيرها. ولكون قضيتها هي المحور والركيزة الأساسيّة لتحضر المجتمعات وتحرّرها وتطوّرها، لأنها هي المربية للأجيال، وستنشئ أبناءها على ما تربت عليه من مفاهيم العبودية أو الحرّية. فالفيلم كما عنوانه «قتل معلن» لا يختزل المآسي والمظلومية التي تعيشها المرأة منذ طفولتها فحسب، بل يجسد حال السوريين من تشرد وضياع وفقر في مخيمات اللجوء بما يكرّس اضطهاد المرأة والطفلة والإنسان السوري بشكلٍ عامّ. وهو صرخة للتحذير من تفشي ظاهرة زواج القاصرات، المخالفة للدستور والقوانين السورية والإنسانية، وللتحذير من الوضع المعيشي السيّئ الذي يكابده السوريون في لجوئهم المذل للكرامة الإنسانية، والتشدّق بمساعدات الأمم المتّحدة التي يلمس المرء في المخيمات مدى زيفها وكثرة سرقتها، بينما يدعي العنصريون أنّ اللاجئين يهدرون أموال البلاد التي يقطنونها .
ورغم أن الهدف العام للفيلم يكمن في تسليط الضوء على “جريمة” ظاهرة الزواج المبكّر للفتيات القاصرات ، إلا أنه محاولة لتعرية الوضع المتأزّم الذي يعيشه عموم السوريين في مخيمات اللجوء من خلال إزاحة ورقة التوت التي تغطي عيوب وزيف ما تقدمه منظمات الأمم المتحدة من إعانات ومساعدات، والخطاب السياسي العنصري الذي يتعرّض له السوريون . رغم أن الحرب خلقت حالة فوضى وانفلات قانوني، جعل موضوع فيلم المخرجة " واحة الراهب " عن زواج القاصرات وهدر حقوق المرأة أمراً مباحاً أكثر، لكن النساء السوريات اللواتي قدمن كل التضحيات بتوازي مع الرجال، أظن أنهن قد وعين أنهن الأكثر مصلحة في انتصار الثورة لمعاناتهن المزدوجة التي لن يوقفها إلا تحقيق نظام مواطنة حر وعادل، يكفل الحريات وتساوي الحقوق والواجبات للجميع، ويسعى مع تغير القوانين المجحفة بحقها إلى تغيير الذهنية الذكورية المتخلفة المسؤولة أولاً عن إهدار حقوقها ودونية وضعها في المجتمع رغماً حتى عن القانون إذا أنصفها. وللحفاظ على حقوق النساء ومكانتهن عليهن أن يكن مقررات في النظام السياسي القادم وفي اللجنة الدستورية القادمة المقررة لمصيرها دستورياً.
ولا أظن أن النساء السوريات اللواتي حملن كل تلك المسؤوليات والتضحيات والتطور في الوعي، سيقفن سلبيات أمام الإجحاف في حقهن وتقرير مصيرهن . أو يفرطن بمكتسباتهن وقد تذوقن طعم الحرية التي لا رجعة عنها . الكاتبة والمخرجة "واحة الراهب "إمرأة ناهضت القمع السياسي والاجتماعي وانخرطت في النضال ضد السلطة الأسدية، أثرت تجربتها في سوريا على تشكيل وعيها النسوي، وكما تقول في أحد اللقاءات :" منذ طفولتي كنت معنية بحمل هموم الأكثر مظلومية بين المضطهدين في الحياة تحت أي شكلٍ كان سياسي أم اجتماعي أم غيرهما. وكون المرأة هي الأكثر اضطهاداً ومعاناة على كل الأصعدة، حتى القانونية منها، لذا تلازم حملي لقضيتها منذ طفولتي، وكانت عنوان لمشروع تخرجي بمجموعة لوحات بعنوان “واقع المرأة العربية” كما كانت موضوع أفلامي ورواياتي جميعها بتلاصق مع قضايا المجتمع ككل. وموضوع أطروحتي للحصول على الماجستير في دراستي للسينما بكتابي “صورة المرأة في السينما السورية”. وتضيف الراهب في لقاء معها : "ما كانت الدافع لمساهمتي بتأسيس أول أو ثاني جمعية نسائية رخصت باسم المبادرة . لم أتمكن يوماً من فصل نضالي السياسي عن نضالي النسوي لأنهما وجهان لعملة واحدة، ولا يمكن تحقيق أحدهما دون الآخر. فلا النساء سيتحررن دون تحرر المجتمع ككل بنظامه السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي، ولا المجتمع سيتحرر إن أقصى وقمع واضطهد نصفه الفاعل "، وأما عن فكرة الفيلم تقول "الراهب": إن فكرة الفيلم جاءت بعد ورشة عمل أقامتها "منظمتا "مدني" و"سيرج" لمجموعة من العاملين المخرجين وكتاب السيناريو حول الفن وضرورة تضمينه لقضايا المرأة، مضيفة أن المنظمتين قدمتا بعدها دعماً مادياً لعدة أفلام تم اختيارها حول هذا الموضوع ". من خلال فيلمها أن تلخص الكثير من قضايا المرأة ولطالما كانت هذه القضية هاجسها منذ مشروع تخرجها في كلية الفنون الجميلة ثم بعدها في مشاريع دراستها الإخراج في فرنسا وإلى الآن، وكذلك طرح ما تتعرض له المرأة في طفولتها من انتهاكات، ليس آخرها زواج القاصرات .
وُلدت واحة الراهب في القاهرة بمصر عام 1964، وقضت مرحلة الطفولة في العديد من مدن العالم، لطبيعة عمل والدها في المجال الدبلوماسي. تحمل إجازة في الفنون الجميلة/ قسم الاتصالات البصرية، من جامعة دمشق . نالت دبلوم دراسات عليا في السينما بالعاصمة الفرنسية باريس، عام 1988- 1989 . متزوجة من المخرج السوري المخضرم مأمون البني، وعمّها الروائي الكبير الراحل هاني الراهب . كتبت واحة الراهب العديد من السيناريوهات السينمائية والتلفزيونية، من بينها “رؤى حالمة”، و”رباعية التهديد الخطير”، ولفيلميها القصيرين “جداتنا” 2003، و”قتل معلن” 2019، بالإضافة إلى سيناريوهات أخرى لم تُنفّذ بعد . وأخرجت الراهب مسلسلات من بينها “بيت العيلة” 2000، و”النقمة المزدوجة” 2007، من تأليفها ، وعملت ممثلة في الدراما التلفزيونية، ومن المسلسلات التي شاركت في بطولتها: («جواهر»، و«البركان»، و«غضب الصحراء»، و«القصاص»، و«عرب لندن»، و«حمام شامي»، و«أوركيديا»، وغيرها كثير)، كما شاركت مع المخرج محمد ملص في فيلمه الشهير «أحلام المدينة» عام 1984. وكانت عضو لجان تحكيم في مهرجانات سينمائية وتلفزيونية عربية ومحلية عدّة. وكانت عضو لجان تحكيم في مهرجانات سينمائية وتلفزيونية عربية ومحلية عدّيدة .
. واختيرت واحة كعضو في لجان التحكيم ضمن العديد من المهرجانات السينمائية والتلفزيونية المحلية والعربية والدولية .حازت الراهب على جوائز وتكريمات، في كلّ من “مهرجان قليبية للسينمائيين الهواة” بتونس، وفازت بالميدالية الفضية عن فيلمها الأوّل السينمائي الروائي القصير “منفى اختياري” 1987. والجائزة البرونزية وجائزة المرأة عن سيناريو وإخراج فيلمها الروائي التسجيلي القصير “جداتنا” في مهرجان دمشق السينمائي” 1991 .ونالت فضيتين في مهرجاني “القاهرة للإذاعة والتلفزيون” 1991- 1999، وجائزة “التانيت البرونزي” في “مهرجان قرطاج السينمائي” بتونس 2004، عن فيلمها السينمائي الروائي الطويل الأوّل “رؤى حالمة” وهو من تأليفها، وتمّ اقتناء الفيلم لحفظه في (متحف وأرشيف السينما اليابانية العالمية) كأول فيلم سوري وعربي يتم حفظه لأربعة قرون . وفي الأدب، ألّفت ثلاث روايات، الأولى «مذكرات روح منحوسة»، منشورات “دار العين”، القاهرة 2017. والثانية بعنوان «الجنون طليقًا»، منشورات “دار أنطوان هاشيت – نوفل”، بيروت 2019. والثالثة بعنوان «حاجز لكفن»، صدرت عام 2020 عن نفس الدار .
كانت من أوائل من انتقد صورة المرأة النمطية التي تكرس الأدوار التقليدية للنساء، حيث صدر لها عام 2001 عن وزارة الثقافة كتاب “صورة المرأة في السينما السورية" . تضمنت رواياتها بعداً يركز على عالم المرأة لكونها أكثر التصاقاً ودراية بعالمها ورغبة في التعويض عن التقصير في التعبير عنه وعن قضاياها السياسية أو الاجتماعية ومعاناتها من المجتمع الذكوري كجزء من طرحها لقضايا المجتمع ككل، وليس قسراً على المرأة مزدوجة المعاناة، روايتها الأولى “مذكرات روح منحوسة” تعبر عن قضايا المرأة والرجل معاً من خلال شخصية رئيسية لرجل وليس لامرأة . في روايتها “حاجز لكفن” الصادرة عام 2020 التي وصفت هول معاناة المعتقلات من خلال سرد عميق ومؤثر، وسلطت الضوء على معاناة النساء من عنف النظام الذي يتقاطع مع قمع اجتماعي واستبداد الديني .
ويأتي فيلم "قتل معلن" للمخرجة "واحة الراهب" بعد فيلمها الطويل "هوى" عن رواية لـ"هيفاء بيطار"، الذي أنجزته قبل اغترابها عن سوريا، ومُنع من العرض وتمت إقالتها من مؤسسة السينما إثر ذلك، وهذا "جزء من انعكاس الحرب عليها وعلى كل فنان صاحب موقف مبدئي تجاه ما يحدث من ظلم وأضطهاد لابناء شعبه وبلده . وهو" الثمن الذي ندفعه دون أي أسف أو ندم مقابل رأينا الحر وانعتاقنا من العبودية" كما تقول الراهب. وأشارت المخرجة إلى أن فيلمها هو بمثابة صرخة للتحذير من تفشي ظاهرة زواج القاصرات، المخالفة للدستور والقوانين السورية والإنسانية، وإلى الوضع المعيشي السيئ الذي يكابده السوريون في لجوئهم المذل للكرامة الإنسانية، والتشدق بمساعدات الأمم المتحدة التي يلمس المرء في المخيمات مدى زيفها، بينما يدعي العنصريون أن اللاجئين يهدرون أموال البلاد التي يقطنونها. واستُوحيت فكرة الفيلم -حسب قولها- من هذه المأساة اليومية متعددة الأوجه والنتائج الكارثية، للتعبير عن هاجسها القديم الذي لازمها دائماً وهو عكس مظلومية المرأة، لكونها الكائن الأكثر اضطهاداً وتعتيماً على اضطهادها من غيرها، ولكون قضيتها هي المحور والركيزة الأساسية لتحضر المجتمعات وتحررها وتطورها .
فيلم"الراهب" لا يعبر فقط عن المآسي والمظلومية التي تعيشها المرأة منذ طفولتها، عبر كل أشكال القمع والاضطهاد والعبودية والخوف الممارسة بحقها، بل يجسد تتويجاً لكل المآسي التي يتعرض لها الشعب السوري بجميع أبنائه وبناته من قتل معلن على الملأ جهاراً. وكان إختيارها لمخيم اللجوء جزء أساسي من السيناريو ومن رغبتها في التعبير عن واقع أهلنا المؤلم القاسي وهو جزء من ربط تفشي قضية زواج القاصرات في هذه المرحلة بالذات بهذا الواقع المأساوي كنتيجة له يوضحها الفيلم، رغم تناقضه مع القوانين الإنسانية والمحلية التي تحدد الزواج بعمر 18 عاما. ولاقت كاتبة ومخرجة "رؤى حالمة" صعوبات إنتاجية عدة في إنجاز الفيلم وعلى رأسها محدودية الميزانية لأن الفيلم –كما تقول- ينتمي لفئة أفلام حقوق الإنسان التي تمول من منظمات مجتمع مدني محدودة الإمكانيات، وتحظى بفرص ضئيلة في المشاركة بالمهرجانات الكبرى، بسبب ميزانيتها الضعيفة. مشيرة إلى أن بعض المبدعين السوريين مثل الفنان "مكسيم خليل" تبرع بأجره، أو المونتير مقابل مشاركته بالإنتاج، وعملت بدورها كممثلة ومخرجة وكاتبة ومنتجة منفذة من دون أجر أيضًا.وعبّرت المخرجةعن أملها بأن يساهم فيلمها الجديد في إيصال صوت السوريين إلى العالم، وأن يكون له دور فعال في دعم حملات التوعية لقضايا العنف ضد المرأة والحد من ظاهرة زواج القاصرات .

كاتب عراقي



#علي_المسعود (هاشتاغ)       Ali_Al-_Masoud#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -قراءة لوليتا في طهران-.. حين تصبح القراءة وسيلة لمقاومة الا ...
- -طهران- فيلم إثارة هندي يتناول الصراع الإيراني - الإسرائيلي
- -سحابة- فيلم ياباني يتناول التأثير الثقافي والاجتماعي للعالم ...
- فيلم -الليل يأتي دائماً-.. يكشف الجانب المظلم للحياة في أمير ...
- - السينما ذاكرة -- أفلام صورت الانقلاب في تشيلي قبل 52 عاما
- فيلم - محطمات القواعد- إحتفاء بالشجاعة والتحدي للمرأة ألافغا ...
- فيلم - في أرض الإخوة - يفضح التمييز والعنصرية ضد المهاجرين ا ...
- لإرث السينمائي للرسام السريالي سلفادور دالي‏
- التناظر في المسار الشعري والإنساني للشاعرين : المصري - أحمد ...
- فيلم - بيروت -عرض بائس يعيد احداث الحرب الأهلية
- هل يمكن للذكاء الاصطناعي أن يضع صناعة السينما في أزمة ؟
- -جنة عدن- فيلم يتناول تعقيد الطبيعة البشرية ويجردها من العلم ...
- -كلمات الحرب - فيلم سياسي يكرم المناضلين النبلاء بالكلمة من ...
- فيلم - قصة سليمان - إبراز لموضوعات عالمية تتعلق بالهوية والب ...
- فيلم -أنا التي تحمل الزهور الى قبرها- يحكي تجربة المنفى والح ...
- فيلم -المعلم الذي وعد بالبحر- درس عظيم في التربية والتعليم و ...
- فيلم - تاكسي طهران - شهادة جريئة ضد القمع والرقابة في إيران
- فيلم - المحطة الأخيرة - يكشف لمحة عن إنسانية الكاتب (ليو تول ...
- الفيلم الأيراني - المسلخ - تصوير حياة الإيرانيين اليومية تحت ...
- - فيلم الحرب - تصوير واقعي وصادم لوحشية وقسوة الحروب ‏


المزيد.....




- مئات المتاحف والمؤسسات الثقافية بهولندا وبلجيكا تعلن مقاطعة ...
- ساحة الاحتفالات تحتضن حفلاً فنياً وطنياً بمشاركة نجوم الغناء ...
- تهنئة بمناسبة صدور العدد الجديد من مجلة صوت الصعاليك
- انطلاق معرض الرياض الدولي للكتاب 2025
- انطلاق معرض الرياض الدولي للكتاب 2025
- لا أسكن هذا العالم
- مزكين حسكو: القصيدة في دورتها الأبدية!
- بيان إطلاق مجلة سورياز الأدبية الثقافية
- سميّة الألفي في أحدث ظهور لها من موقع تصوير فيلم -سفاح التجم ...
- عبد الله ولد محمدي يوقّع بأصيلة كتابه الجديد -رحلة الحج على ...


المزيد.....

- سميحة أيوب وإشكالية التمثيل بين لعامية والفصحي / أبو الحسن سلام
- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي المسعود - -موت معلن - فيلم سوري يطلق صرخة تحذير من تفشي ظاهرة زواج القاصرات