أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي المسعود - -قراءة لوليتا في طهران-.. حين تصبح القراءة وسيلة لمقاومة الاستبداد















المزيد.....

-قراءة لوليتا في طهران-.. حين تصبح القراءة وسيلة لمقاومة الاستبداد


علي المسعود
(Ali Al- Masoud)


الحوار المتمدن-العدد: 8481 - 2025 / 9 / 30 - 15:23
المحور: الادب والفن
    


"قراءة لوليتا في طهران".. حين تصبح القراءة وسيلة لمقاومة الاستبداد

ارتباط الأفلام بالأدب ليس جديدا، حيث قدم الفن السابع العديد من الأعمال المبهرة المستندة إلى الأدب، ولكل فيلم طريقته في تقديم مقاربته للنص المطلوب. ويبقى اقتباس السير الذاتية هو الأصعب والأكثر تحديا، وهو بمثابة مغامرة، كما هو في فيلم "قراءة لوليتا في طهران"، الذي يستعيد من خلال سيرة آذار نفيسي واقع بلد كامل .بعد واحد وعشرين عاما من نشرها، تصل مذكرات البروفسورة والكاتبة الإيرانية آذار نفيسي “قراءة لوليتا في طهران”، الأكثر مبيعا والتي ترجمت بالفعل إلى 32 لغة، لأول مرة إلى دور السينما، من خلال عيون المخرج الإسرائيلي ‏‏عيران ريكليس‏‏، إنتاج عام 2024.‏ يتتبع الفيلم بأمانة بيئة تجربة الكاتبة والبروفسورة آذار نفيسي أستاذة الأدب الإنجليزي التي عادت إلى بلدها عندما اندلعت الثورة الإيرانية عام 1979 وما تلاها من صعود آية الله الخميني إلى السلطة ولاحقا إجبارها على المنفى .
بداية أحداث الفيلم في عام 1979، عند عودة آذار نفيسي (التي تلعب دورها غولشيفت فراهاني) إلى إيران في عام 1979. بعد سقوط الشاه، مثلما عاد العديد من الإيرانيين التقدميين الذين كانوا يعيشون في الخارج إلى بلادهم على أمل بناء مجتمع ديمقراطي. لكن سرعان ما ساءت الأمور. بعد أن عزز الخميني نظام آيات الله، غزت جدران المباني من قبل صورة المرشد الروحي، وامتلأت والشوارع بالشعارات والمسلحين من الحرس الثوري. وكانت النساء أول الضحايا .عادت البرفسورة (نفيسي) التي درست الأدب في الولايات المتحدة، من هناك مع زوجها المهندس. بعد الدراسة في الولايات المتحدة، لتولي منصب أستاذ الأدب في قسم اللغة الإنجليزية بجامعة طهران في عام 1979، ومنذ البداية وساعة هبوط الطائرة في مطار طهران تصطدم بطريقة التفتيش لحقيبتها، وبشكل استفزازي تسأل عن الكتب والروايات التي معها، لكنها تخبر المفتش إنها أستاذة الأدب الإنجليزي وهذه الكتب مواد للتدريس . سرعان ما أصبح الجو متوترا داخل أسوار الجامعة وفي كل مكان في المجتمع تحت تهديد أتباع النظام الإسلامي. فرض ارتداء الحجاب، وظهرت شرطة الأخلاق، وبدأت القراءات التي تقترحها نفيسي على طلابها موضع تساؤل. في البداية ترفض نفيسي ارتداء الحجاب للتدريس في الجامعة، ولكن بعد ذلك يتعين عليها أن تمتثل حتى لا تسجن وتتعرض للتعذيب في سجن إيفين، مثل العديد من طالباتها .
قبل الفصول الدراسية، احتجزوها في غرفة مغلقة، وأجروا لها فحصا كاملا، وأجبروها على إزالة مكياجها وصرخوا عليها إذا كانت ترتدي القليل من الملابس تحت ثوبها. استقالت من منصبها في الجامعة لتعود بعد بضع سنوات، ووجدت من بين طلابها العديد من الشباب الذين أصيبوا بخيبة أمل وصدمة بسبب تجاربهم على الخطوط الأمامية للحرب بين إيران والعراق . بعد فشل تجربتها الجامعية الثانية، أنشأت دائرة أدبية خاصة، حيث جميع الطلاب من النساء، بعد أن تقلصت الحرية في تدريسها تدريجيا تحت ضغط بعض عناصر الحرس وشرطة النظام . تم اعتقال العديد من طلابها وطالباتها وتعذيبهم بعد مظاهرة أمام الجامعة. وأجبرت على التخلي عن التدريس بسبب الضغط على محتوى الدروس وتحديد حريتها، وفي تلك اللحظة إختارت الاستقالة من الجامعة وبدء ندوات ثقافية للقراءة السرية في المنزل، ودعوة عدد من طالباتها، كانت تجتمع بهن كل أسبوع في منزلها، لقراءة الكلاسيكيات العظيمة للأدب الغربي . في عمل من أعمال المقاومة تجمع ستة من طالباتها في ندوة أسبوعية لقراءة ومناقشة الأدب الغربي، وهو شكل من أشكال الملاذ من الأصولية المتفشية والتشدد اللذين جاءت بهما الثورة الإسلامية .أهتز العالم بسبب الثورة الإيرانية عام 1979 في إيران. اعتقد العديد من مواطني ذلك البلد بتحقق الحرية، كما حدث مع بطلة هذه القصة، أستاذة الأدب آذار نفيسي، لكنهم سرعان ما وجدوا أن الحقائق تتناقض مع هذه الفكرة، وأنهم أمام انتكاسة في الحريات، وأكثر من ذلك في حالة النساء .
تروي حكاية “قراءة لوليتا في طهران” تطور إيران على مدى 30 عاما، وقد تمكنت قصة الفيلم من أن تكون وثيقة اجتماعية رائعة للمكان الذي يقوده الاستبداد لنظام الملالي في طهران. في هذا السياق، فإن القصة الحقيقية لآذار نفيسي، التي قررت تشكيل مجموعة قراءة مع طالبات سابقات في جامعتها لمدة عامين جديرة بالثناء. في هذه الاجتماعات، كل يوم خميس، تتم قراءة أعمال لمؤلفين غربيين كلاسيكيين وهذه الكتب محظورة من قبل نظام آيات الله، كانت تجربة جريئة شكلت خطرا على هؤلاء النساء .هؤلاء الشابات وجدن في هذه الاجتماعات مكانا مجانيا لعرض أفكارهن وطموحاتهن وتطلعاتهن، وهو أمر لم يستطع بعضهن القيام به حتى في منازلهن. هذا هو السبب في أنها كانت ثورة صغيرة صامتة ومثيرة للإعجاب للغاية لأولئك النساء الذكيات والمثقفات، اللواتي تلقين تعليما بطريقة سليمة .تصبح هذه القراءات السرية مساحة لهؤلاء النساء للهروب والتفكير. من خلال إزالة حجابهن، يشاركن آمالهن وحبهن، ولكن أيضا أسئلتهن حول مكانهن في مجتمع قمعي بشكل متزايد تحت نير الأصوليين. يصور الفيلم العالم الداخلي لهؤلاء النساء، اللواتي لا يشعرن بالسعادة إلا عندما يجتمعن كل يوم خميس ويقرأن ويرقصن ويتحدثن عن علاقتهن مع شركائهن، ويأكلن ويبكين .
تجمع نفيسي سرا سبع طالبات في غرفة معيشتها لقراءة الكتب المحرمة: أعمال جين أوستن وهنري جيمس وفلاديمير نابوكوف. بينما تعبر الشابات عن أنفسهن تدريجيا من خلال الكتب، يدركن كيف تتغير حياتهن ويبدأن في التشكيك في وضعهن في إيران .اختيار سرد قصة القراءة السرية كفعل ثقافي مقاوم في مثل هذا السياق القمعي يصبح استعارة لمقاومة النساء الإيرانيات تنقسم هذه الدراما إلى فصول وفقا للقراءات المختلفة التي أجرتها تلك المجموعة من المؤلفين، هناك بالطبع “لوليتا” نابوكوف‏‏، وأيضاً ‏‏ فرانسيس سكوت فيتزجيرارد ‏‏(غاتسبي العظيم‏)، ‏‏”ديزي ميلر” ‏‏‏‏لهنري جيمس،‏‏ وجين‏‏ أوستن‏‏ ‏‏(كبرياء وتحامل‏‏‏). يطمح الفيلم المقتبس من “قراءة لوليتا في طهران” إلى التقاط القوة التحررية للأدب في سياق القمع، لكنه يتعثر عند نقل الكثافة السياسية والعاطفية لكتاب آذار نفيسي إلى الشاشة . بينما تعبر الشابات، شيئا فشيئا، عن أنفسهن من خلال هذه القمم الأيقونية للأدب العالمي، فإنهن يفهمن كيف تتحول حياتهن الخاصة وتختلط مع حبكة الأعمال التي يقرأنها. أشهر رواية لفلاديمير نابوكوف، “لوليتا”، من بطولة فتاة محرومة من صوتها، وتتحول إلى كائن للرغبة من قبل رجل يتحدث في مكانها. “غاتسبي العظيم” تحفة فيتزجيرالد، يصور عالما تكون فيه المظاهر أكثر أهمية من الحقيقة. في “مدام بوفاري” لغوستاف فلوبير، يتم خنق الرغبة الأنثوية بسبب الأعراف الاجتماعية . تمت الإشارة إلى هذه النصوص وغيرها من النصوص الشهيرة في كتاب السيرة الذاتية للبروفسورة أذار نفيسي الذي يفسر شجاعتها في إقامة أوجه التشابه بين ما يروى في مختلف كلاسيكيات الأدب الغربي والحياة اليومية للمرأة الإيرانية في ظل نظام آيات الله القمعي، الذي يختطف أجساد النساء وأفكارهن وأصواتهن. ينضح الفيلم الذي يحمل حكايتها بالتبجيل وهو يستكشف كيف يمكن للأدب والفن والعلوم أن تساهم في الحفاظ على الإنسانية في سياق الهمجية.يستعرض الفيلم العواقب الوخيمة التي خلفها فرض سلطة قائمة على التطرف العقائدي على إيران منذ ذلك الحين، لاسيما بالنسبة إلى النساء المحرومات من الحرية، وأجبرن على ارتداء الحجاب والتهديدات المنهجية بالسجن والتعذيب والقتل؛ فضلا عن استكشاف شخصية نفيسي. التي فرت من البلاد في عام 2009 ومنعت من العودة، بالإضافة إلى سبع نساء أخريات يعملن كرموز للأخوة والنسوية والمرونة الفكرية ضد الظلامية . وأخيرا ربط الفيلم كل ذلك بسلسلة من الأعمال الأدبية اللامعة. على الورق، تعمل قراءة “لوليتا” في طهران بمثابة انعكاس للتفاعل المعقد بين الواقع والخيال. بالنسبة إلى النساء العضوات في نادي الكتاب السري، اللواتي يجتمعن مرة واحدة في الأسبوع لتبادل الآراء في مكان يحظر فيه مثل هذا الشيء، يوفر الأدب مساحة آمنة للنقاش والاعتراف المتبادل، ودرعا ضد العالم الخارجي والهروب من الحياة اليومية القمعية، وفرصة لإعادة التفكير في مصير المرء والتمرد عليه .
‏‏هل يمكن للفن بشكل عام والأدب على وجه التحديد إنقاذ العالم؟ أو على الأقل جعله أفضل؟ أو حتى إنشاء حصن داخلي لأولئك الذين يحبونهم – المبدعين والمستهلكين – حيث يمكنهم اللجوء في أوقات الشدة أو في الأماكن التي تفرض فيها الأنظمة الاستبدادية إملاءاتها؟ هذا هو السؤال الذي طرحه فيلم “قراءة لوليتا في طهران " .يتابع الفيلم العقدين التاليين لثورة الخميني، وبينما كانت شوارع طهران وجامعاتها مسرحا للعنف الرهيب، وجدت ‏‏آذار نفيسي‏‏ نفسها تقوم بمهمة بالغة الصعوبة: تعليم الشابات الرافضات بشكل متزايد قيود التشدد الأيديولوجي الإسلامي. أدى هذا الالتزام إلى ظهور واحد من أعمق من التوجهات، حب الأدب، فضلا عن تمثيله تحديا غير عادي ضد أولئك الذين حاولوا منعه .‏
يوضح هذا الفيلم أن القوة التحررية للأدب قادرة على مقاومة الاضطهاد ورعاية التطلعات الشخصية والجماعية. ويأخذنا عبر جميع أنواع المشاعر في عالم مصغر يتميز بالقلق والخوف، ولكن قبل كل شيء بالأمل والحب، هذه قصة عن العلاقة الحميمة والصداقة والروابط العاطفية لمجموعة شابات جمعهن حب القراءة، أحاديثهن تعكس القضايا السياسية في العالم وأسئلة الولاء والخيانة . القراءة والحرية يسيران جنبا إلى جنب. بينما يسيطر الأصوليون على السلطة، تزيل هؤلاء الشابات حجابهن، كاشفات عن آمالهن العميقة، وحبهن وخيبات أملهن وأنوثتهن وبحثهن عن مكان في مجتمع يزداد قمعا. من خلال قراءة “‏‏لوليتا”‏‏ في طهران، يحتفلن بالقوة المحررة للأدب في إيران الثورية ويشكلن مستقبلهم .
تمكن فيلم المخرج ريكليس من إبراز النضالات اليومية للنساء الإيرانيات، اللواتي يكافحن من أجل الحفاظ على هويتهن وحريتهن. إن اختيار سرد قصة القراءة السرية والمقاومة الثقافية في مثل هذا السياق القمعي يصبح استعارة لمقاومة النساء الإيرانيات، اللواتي يواصلن النضال من أجل حريتهن ومن أجل حقهن في تقرير المصير والتعبير عن أنفسهن بحرية. ‏الفيلم يوضح أن القوة التحررية للأدب قادرة على مقاومة الاضطهاد والقمع ورعاية التطلعات الشخصية والجماعية .على الرغم من سيادة العنف والتلاعب والاستبداد والسيطرة السادية، تدار السيرة بشكل جيد، هي إعادة اقتراح في محاكاة فصول العمل الأصلي، وبالتالي تتوافق مع الروايات المختلفة التي تمت مناقشتها في الجامعة وفي النادي الأدبي. على وجه الخصوص، أنجز الفصل المخصص لوليتا بشكل جيد، حيث يعيد المخرج بأمانة إنتاج التوازي بين عمل نابوكوف وتجربة الأبطال في نظام ذو شخصيات استبدادية، مما ينقل الشعور بالمرارة والعجز لدى الأبطال .
بالنسبة إلى باقي فصول الفيلم هناك نقص في حدس الإخراج والتدرج السردي. يقول المخرج: “يأخذنا الفيلم عبر جميع أنواع المشاعر في عالم مصغر يتميز بالقلق والخوف، ولكن قبل كل شيء بالأمل والحب، ويسلط الضوء على البحث عن اليقين في عالم غير مؤكد. تكافح النساء مع الشعور بالوحدة بينما يواجهن الأولويات والقرارات والعواقب الحاسمة من جميع النواحي. هذه قصة عن العلاقة الحميمة والصداقة والروابط العاطفية، تعكس القضايا السياسية في العالم".يصور هذا الفيلم بشكل جيد للغاية دراما لقراءة الكتب المحظورة من قبل النظام الإيراني. إنه يذكرنا بفيلم “فهرنهايت 451” (1966) للمخرج الفرنسي فرانسوا تروفو، وهو فيلم خيال علمي، تدور أحداث قصة الفيلم في دولة دكتاتورية استبدادية تعيش في المستقبل تمنع فيها الكتب وجميع المواد المطبوعة من قبل الحكومة التي تخشى وجود شعب يتمتع بحرية الفكر. ويقوم رجال الإطفاء في هذا المجتمع بإحراق الكتب بجميع أنواعها والبحث عنها في المنازل وفي غيرها من الأماكن لإحراقها. قراءة “لوليتا” في طهران تدخل في ترتيب أفضل 100 فيلم لعام 2024، ومن بين أفضل 50 فيلما في الأدب، وقبل كل شيء، رسالة هذا الفيلم هي أنه من خلال القراءة تتعلم التفكير والحصول على مزيد من الحرية، مثل هؤلاء النساء اللواتي أردن الطيران من أجل سعادتهنّ . في مواجهة المناخ الاجتماعي القمعي، فإن جلسات القراءة في منزل البروفسورة (آذار نفيسي) هي مساحة من الحرية. الكتب خطيرة. كل دولة استبدادية تخشاها، لأنها تحفز الخيال وتدعونا إلى التفكير والحلم، وبالتالي إلى التمرد. على الرغم من ذلك، كانت بادرة التمرد الوحيدة التي يمكن أن تطمح إليها بطلات الفيلم هي مغادرة البلاد، بشكل قانوني أو تهريبا، إذ حرمن من جواز السفر .
يتبع الفيلم نص السيرة الذاتية للكاتبة والناشطة ( آزار نفيسي )ن بأمانة تامة، ويعبر عن نفسه في أربعة فصول، كل منها يحمل عنوان كتاب تاريخي في عالم الأدب العالمي: غاتسبي العظيم، بقلم ف. سكوت فيتزجيرالد، لوليتا، بقلم فلاديمير نابوكوف، ديزي ميلر، لهنري جيمس، والكبرياء والتحامل لجين أوستن. من خلال هذه المقاطع سنرى أيضا الأحداث المختلفة في حياة نفيسي وغليان الشارع الإيراني عند عودتها إلى بلادها، من لحظة الوهم الأولى بالمساهمة في بناء بلد جديد، أكثر عدلاً وإنسانيةً وحريةً، إلى خيبة الأمل المبكرة لرؤية إلى أي مدى لا تتطابق التوقعات التي أثيرت مع الواقع على الإطلاق .
الفيلم مبني على أحداث حقيقية يستند إلى رواية السيرة الذاتية للكاتبة والأستاذة الجامعية آذار نفيسي، التي نشرت عام 2003، وروت فيها بضمير المتكلم ما يعنيه أن تكون امرأة في إيران. أذار نفيسي مؤلفة الكتاب الأكثر مبيعا “قراءة لوليتا في طهران”، أثارت قراءها بصورة عاطفية ومفجعة في الكثير من الأحيان للتأثير الرهيب للثورة الإسلامية على إيران .ولدت نفيسي ونشأت في ذلك البلد، كانت ابنة عمدة طهران السابق وعضو برلماني إيراني. وجاءت إلى الولايات المتحدة في السبعينات للحصول على الدكتوراه من جامعة أوكلاهوما. عادت لاحقا إلى إيران وقامت بتدريس اللغة الإنجليزية في جامعة طهران. في عام 1981 طردت لرفضها ارتداء الحجاب الإسلامي، ولم تتمكن من العودة إلى التدريس حتى عام 1987 .بقيت هي وزوجها في إيران وأنجبا طفلين هناك. لكنهما قررا في عام 1997 مغادرة البلاد والعودة إلى الولايات المتحدة. في عام 2003، كتبت آزار نفيسي مذكرات بعنوان “قراءة لوليتا في طهران” إنها اللحظة التي تشرح‏‏ فيها قراءة رواية “لوليتا”، واستل منها عنوانا للسيرة والفيلم أيضا، كونها الجزء الذي تتحدث فيه عن الظالمين والمضطهدين، الرجال الذين يتحكمون في حياة النساء، وكذلك الحكومة الإيرانية. ألقت محاضرات لاحقا في جامعة أكسفورد. وحصلت على احترام وتقدير دوليين لدفاعها عن المثقفين والشباب الإيرانيين وخاصة الشابات .
في الختام : تمكنت السينما من خلال أفلام مثل ‏‏”قراءة لوليتا في طهران”‏‏، من سرد قصص المقاومة الثقافية والسياسية في سياق يتسم بالقمع والرقابة. النساء الإيرانيات اللواتي يناضلن من أجل حرية الاختيار والعيش وفقا لمبادئهن منذ عقود، هن القلب النابض لهذه المقاومة .وعلى الرغم من العنف والاضطهاد، لا يزال النضال من أجل الحرية مستمرا، مدفوعا بتصميم أولئك الذين يرفضون العيش في عالم يسوده الصمت والخضوع. وتصبح شجاعة هؤلاء النساء، اللواتي يواجهن الخوف كل يوم، رمزا للأمل في مستقبل يمكن أن تسود فيه الحرية. إن تصميم هؤلاء النساء على عدم الاستسلام هو علامة على أنه بالرغم من القمع الوحشي، فإن الأمل في إيران أكثر حرية وعدلا لا يزال قائما .

كاتب عراقي



#علي_المسعود (هاشتاغ)       Ali_Al-_Masoud#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -طهران- فيلم إثارة هندي يتناول الصراع الإيراني - الإسرائيلي
- -سحابة- فيلم ياباني يتناول التأثير الثقافي والاجتماعي للعالم ...
- فيلم -الليل يأتي دائماً-.. يكشف الجانب المظلم للحياة في أمير ...
- - السينما ذاكرة -- أفلام صورت الانقلاب في تشيلي قبل 52 عاما
- فيلم - محطمات القواعد- إحتفاء بالشجاعة والتحدي للمرأة ألافغا ...
- فيلم - في أرض الإخوة - يفضح التمييز والعنصرية ضد المهاجرين ا ...
- لإرث السينمائي للرسام السريالي سلفادور دالي‏
- التناظر في المسار الشعري والإنساني للشاعرين : المصري - أحمد ...
- فيلم - بيروت -عرض بائس يعيد احداث الحرب الأهلية
- هل يمكن للذكاء الاصطناعي أن يضع صناعة السينما في أزمة ؟
- -جنة عدن- فيلم يتناول تعقيد الطبيعة البشرية ويجردها من العلم ...
- -كلمات الحرب - فيلم سياسي يكرم المناضلين النبلاء بالكلمة من ...
- فيلم - قصة سليمان - إبراز لموضوعات عالمية تتعلق بالهوية والب ...
- فيلم -أنا التي تحمل الزهور الى قبرها- يحكي تجربة المنفى والح ...
- فيلم -المعلم الذي وعد بالبحر- درس عظيم في التربية والتعليم و ...
- فيلم - تاكسي طهران - شهادة جريئة ضد القمع والرقابة في إيران
- فيلم - المحطة الأخيرة - يكشف لمحة عن إنسانية الكاتب (ليو تول ...
- الفيلم الأيراني - المسلخ - تصوير حياة الإيرانيين اليومية تحت ...
- - فيلم الحرب - تصوير واقعي وصادم لوحشية وقسوة الحروب ‏
- -طهران للبيع - فيلم يلقي نظرة مؤثرة على التحديات التي يواجهه ...


المزيد.....




- ترامب يعلن تفاصيل خطة -حكم غزة- ونتنياهو يوافق..ما مصير المق ...
- دُمُوعٌ لَمْ يُجَفِّفْهَا اَلزَّمَنْ
- جون طلب من جاره خفض صوت الموسيقى – فتعرّض لتهديد بالقتل بسكي ...
- أخطاء ترجمة غيّرت العالم: من النووي إلى -أعضاء بولندا الحساس ...
- -جيهان-.. رواية جديدة للكاتب عزام توفيق أبو السعود
- ترامب ونتنياهو.. مسرحية السلام أم هندسة الانتصار في غزة؟
- روبرت ريدفورد وهوليوود.. بَين سِحر الأداء وصِدق الرِسالة
- تجربة الشاعر الراحل عقيل علي على طاولة إتحاد أدباء ذي قار
- عزف الموسيقى في سن متأخرة يعزز صحة الدماغ
- درويش والشعر العربي ما بعد الرحيل


المزيد.....

- سميحة أيوب وإشكالية التمثيل بين لعامية والفصحي / أبو الحسن سلام
- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي المسعود - -قراءة لوليتا في طهران-.. حين تصبح القراءة وسيلة لمقاومة الاستبداد