أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد ابراهيم بسيوني - روح السادس من اكتوبر














المزيد.....

روح السادس من اكتوبر


محمد ابراهيم بسيوني
استاذ بكلية الطب جامعة المنيا وعميد الكلية السابق

(Mohamed Ibrahim Bassyouni)


الحوار المتمدن-العدد: 8484 - 2025 / 10 / 3 - 16:24
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يخطىء كل من يظن ان انتصار العاشر من رمضان كان عسكرياً فقط، فلم يكن الجيش المصرى المنهك بعد هزيمة يونيو ومع أمتناع الغرب عن تسليحه بالاسلحة الحديثة والتكنولوجيا المتطورة واعتماده على التسليح البسيط من المعسكر الشرقى قادراً على تحقيق الانتصار دون تواجد المعجزة البشرية التى تعاملت مع اقل الامكانيات لتصنع بها مجداً ونصراً يتغنى به العالم طوال عقود. كيف كان المجتمع المصرى فى الفترة من انكسار 1967 او قبلها بسنوات وحتى انتصار 1973. هل كنا حقا فى اعلى درجات الاصطفاف والتركيز والازدهار السياسى والاقتصادى وقتها ام ان الحال ربما كان سيئا. هذه الفترة كانت من اضعف الفترات فى تاريخ مصر سياسيا واقتصاديا بل واجتماعيا حيث غابت التعددية السياسية وظهرت مراكز القوى وغُيب شباب الوطن تماماً بين الافلام الهابطة وتقاليع الازياء الغربية البالية وانحسر تماما اى دور على الارض للشباب او منظمات المجتمع المدنى حتى كانت نكسة 1967 ليشعر المصريون وقتها بالخوف على مصيرهم ومستقبل ابناؤهم فيأتى التحول المفاجىء والذى قد يوصف بانه اعظم تحول سيكولوجى ومجتمعي يحدث فى دولة ما خلال فتره قصيرة جدا من الزمن. فجأة يتحول هؤلاء الذي كانوا منذ قليل تائهين مستهترين بما يحدث حولهم الى وحوش ضارية تعرف عدوها الحقيقى وتصمم على الانتقام والثأر للارض والدم والعرض الذى اهين فى فترة النكسة. انه التحول من الظلام الى النور، فنفس الجيش الذى هزم فى ست ساعات هو نفسه الذى انتفض سريعا ليستعيد وعيه وينقض على العدو الغادر ليلحق به شر هزيمة رغم الضعف المادى والعسكرى. انها الروح التى ولدت من رحم الهزيمة والتى ربما رايناها بشكل اخر خلال احداث يناير 2011 فهذا الشباب الذى ظل لسنوات طويلا بعيدا عن كل ما يتعلق بالسياسة وتم تغييبه تماما تحت تاثير المخدرات والافلام السنيمائية ومباريات كرة القدم هو نفس الشباب الذى رايناه خلال ايام يناير وما بعدها رائعاً فى ميادين الثورة واللجان الشعبية حامياً ومدافعاً عن المال والارض والعرض حتى وان اختلفنا او اتفقنا فى سبب تواجدهم او الاغراض الحقيقية التى تم الدفع بهم الى الشارع من اجل تحقيقها. انها روح اكتوبر ولدت مره اخرى ثم اختفت سريعا بفعل فاعل لا يريد ابدا لهذا الروح ان تستمر او ربما هى عوامل الزمن التى قدرت لهذا الشعب ان يمر دائما بهذه المرحلة من الغياب ثم العودة مجددا من الخلف حيث لا يتوقع احداً له ان يعود.
اليوم ونحن فى اشد حالات الغياب ربما كما يراه معظم المحللون والمتابعون ومع انصراف الشباب بقوة وقسوة عن المشهد الداخلى والسياسى والعودة مجددا الى حالة اللا تواجد او الغيبوبة المؤقتة المصحوبة دائما بالاستغراق فى التفاهات كالافلام ومتابعة نجوم الفن ولاعبى كرة القدم. هل نشهد صحوة جديدة وهل يكرر هذا الجيل من الشباب ما حدث مرارا من قبل ويعودون مرة اخرى ليذهلوا العالم باصطفافهم خلف الوطن ونصرته. ربما لا نكون الان فى حالة حرب كما حدث فى اكتوبر وشبابها كما اننا لسنا فى حالة ثورية مثلما حدث فى يناير وابناؤها ولكننا الان احوج ما نكون الى هذه الروح التى تبنى وتعلم وتطور وتصنع لهذا الوطن الغالى نوعا من التواجد الدولى القائم على العلم والابتكار وتحويل الدولة المصرية الشابة بطبعها الى مركزا للاشعاع ينطلق منه شباب مصر لغزو العالم بذكاؤهم ونبوغهم الفطرى فى كل مجالات العلم والبحث. هل نشهد هذه العودة سريعا ام ان شبابنا ما زالوا غير مدركين لقدراتهم المكنونة وطاقاتهم الخفية التى صنعت المستحيل منذ عقود والتى ما زالت قادرة دائماً وابداً على تغيير وجه الحياة وكتابة تاريخ جديد لهذا الجيل المميز الذى ربما يمتلك ما لم تتحصل عليه الاجيال السابقة من الاطلاع والاطلال على العالم الخارجى والتعامل بكل سهولة ويسر مع التكنولوجيا الحديثة التى حرم منها اباؤهم وابناء الاجيال السابقة.
فى النهاية نذكر انفسنا ونذكر شبابنا بأننا لم نكن فى اعظم حالاتنا حين انتصرنا ولم نكن فى قمة التقدم حين عبرنا ولكنهم كانوا رجالاً ادركوا اللحظات الفارقة فى تاريخ امتهم فتخلصوا سريعا من اى عوار الم بهم وارتدوا ثوب الابداع والإجادة ليحققوا ما لم يتوقعه احد. حفظ الله شباب مصر وارشدهم الى عبوراً جديدا لهم ولوطنهم مصر.



#محمد_ابراهيم_بسيوني (هاشتاغ)       Mohamed_Ibrahim_Bassyouni#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جمال عبد الناصر: الزعيم الذي حاول أن يُعيد صياغة المجتمع الم ...
- هل العمود الفقري عيب صناعة؟
- تحسين مستوي الخدمه الطبيه
- كارثة في مستقبل الطب بمصر
- التخطيط الطبي المصري
- حالة من التيه والارتباك
- حالة من التيه والارتباك
- حالة ارتباك في الهوية
- بعد تصديق الرئيس
- استقرار مصر بين الواقع وأوهام المؤامرة
- ميرامار
- التعليم اليوم
- حوادث الطرق في مصر
- قانون ايجار الشقق القديمة
- تطوير التعليم
- تكلفة الضربة الأمريكية
- الهروب من اسرائيل
- ماذا يريد ترامب؟
- الصراع الإيراني الاسرائيلي
- أكل لحوم الأضحية


المزيد.....




- كيندال وكايلي جينر تخطفان الأضواء بعرض -سكاباريللي- في باريس ...
- مباشر: الجيش الإسرائيلي يعترض آخر سفن -أسطول الصمود- المتجهة ...
- بن غفير يتطاول على محتجَزي أسطول الصمود ويصفهم بـ-الإرهابيين ...
- تحقيق صحفي: الجيش الإسرائيلي تدرب على جثث نقلتها جامعة أميرك ...
- شاهد.. ركلة حرة كارثية للامين جمال في مواجهة سان جيرمان
- عالم بريطاني: سلاح الإبادة الصامتة يستخدم الآن في غزة والسود ...
- من -ديسكورد- إلى الشارع.. جيل زد بالمغرب يواصل الاحتجاج ويرف ...
- مئات المُسيرات الروسية تستهدف منشآت الطاقة الأوكرانية
- تعرّف على آخر التطورات الميدانية والأوضاع الإنسانية في قطاع ...
- شاهد.. طائرات مسيرة تُجبر مطار ميونيخ على الإغلاق


المزيد.....

- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد ابراهيم بسيوني - روح السادس من اكتوبر