أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد ابراهيم بسيوني - ماذا يريد ترامب؟














المزيد.....

ماذا يريد ترامب؟


محمد ابراهيم بسيوني
استاذ بكلية الطب جامعة المنيا وعميد الكلية السابق

(Mohamed Ibrahim Bassyouni)


الحوار المتمدن-العدد: 8376 - 2025 / 6 / 17 - 23:48
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ما يجري اليوم ليس مجرد تصعيد سياسي أو صراع عسكري عابر، بل محاولة ممنهجة لإعادة رسم خريطة الهيمنة في المنطقة، بقيادة إسرائيل وبرعاية أمريكية وغربية كاملة. لم يعد الهدف هو الحد من التوتر أو وقف البرنامج النووي الإيراني فقط، بل تطويع المنطقة بأكملها وفرض منطق الغلبة على كل من يفكر في أن يرفع رأسه أو يتمسك بسيادته.

ترامب، بما يمثله من وجه فج للرأسمالية المتوحشة، لا يسعى إلى التفاوض بقدر ما يسعى إلى فرض الاستسلام الكامل. المطلب واضح وصريح: أن تركع إيران، وتُجرد من أي قدرة على المقاومة، ثم تُقدَّم نموذجًا لبقية الدول، لتتعلم الدرس بأن من لا يخضع، يُسحق. وما يجري اليوم في طهران هو بروفة لمصير قد يُكتب لأي عاصمة عربية أو إسلامية تجرؤ على أن تكون مستقلة أو أن تفكر خارج حدود ما ترسمه تل أبيب وواشنطن.

السياسيون في الغرب، ومعهم كثير من الأصوات في منطقتنا، يكرّرون مصطلح “حق إسرائيل في الدفاع عن النفس”، متجاهلين أن إسرائيل هي من تبدأ الحروب، وهي من تغتال العلماء وتضرب المطارات وتُفجّر السفارات. إسرائيل لا تدافع، بل تُهاجم، ثم تُحصّن عدوانها تحت غطاء قانوني زائف صنعته بنفسها، ويردد العالم وراءها ببلاهة أو تواطؤ.

ما يحدث مع إيران اليوم ليس استثناءً، بل هو نموذج قيد التعميم. وكل من يعتقد أن العداء مع إيران يبرر الصمت أو التواطؤ، واهم وخطير. القضية لا تتعلق بمدى توافقنا أو اختلافنا مع سياسات النظام الإيراني، بل بما يُراد فرضه على المنطقة: أن يُمحى أي شكل من أشكال الإرادة الحرة، وأن تتحول الشعوب إلى قطعان لا تملك سوى الطاعة، وأن يُعاد تشكيل العالم الإسلامي ليكون تابعًا بالكامل للمشروع الصهيوني.

إذا سقطت إيران بهذا الشكل، ستكون الرسالة واضحة: من لا يرضخ لإسرائيل، فمصيره التدمير. لن ينجو أحد بعد ذلك. لا مصر، ولا تركيا، ولا الخليج، ولا شمال أفريقيا. وستُستخدم كل الأدوات الممكنة: العقوبات، الحروب، الانقلابات، وحتى الحصار الغذائي، لفرض هذا النظام العالمي الجديد. إسرائيل لا تسعى إلى أمن، بل إلى تفوق مطلق، وشعبها لا يريد التعايش، بل الهيمنة والاستعلاء.

نحن لا ندافع عن النظام الإيراني، بل عن مستقبلنا نحن، عن حق شعوبنا في ألا تُدار بالريموت من تل أبيب، عن كرامة أمّة يُراد لها أن تُنسى، ويُعاد تشكيل وعيها على مقاس المحتل والمعتدي. نحن ندافع عن حق أبنائنا في أن يولدوا في عالم يحترم الإنسان، لا في عالم يُدار بمنطق القنابل الذكية والمبررات الجاهزة.

هذه المعركة، وإن بدأت من طهران، فإنها معركتنا جميعًا.



#محمد_ابراهيم_بسيوني (هاشتاغ)       Mohamed_Ibrahim_Bassyouni#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الصراع الإيراني الاسرائيلي
- أكل لحوم الأضحية
- الحرب الروسية الاوكرانية
- باريس سان جيرمان.. هوية بلا حدود في عالم جديد
- فيروس جديد
- الزعيم جمال عبدالناصر
- عندما تقترب النيران من الحدود، لا يبقى الصمت حكمة، بل تهديدا ...
- تحسين الجودة الصحية
- أنت ما تأكله
- السياسة والدين
- السياسة والدين
- أزمة المجتمع العميقة
- هجرة الاطباء من مصر
- الصراع مع إسرائيل
- قرائتي -لهذا أنا-
- علاقة مصر وأمريكا
- اشتراطات توصيل الطعام
- الزنك وصحة الإنسان
- القصة الكاملة
- الرعاية الصحية


المزيد.....




- بعض المرضى لم يغادروه.. داخل مصحّ عقلي بأمريكا بُني عام 1864 ...
- درّة زرّوق..من الكاجوال العصري إلى فساتين السجادة الحمراء
- شاهد لحظة انهيار جزئي لجسر شُيد حديثًا في الصين
- شاهد مستوطنين يشنّون هجومًا بالنار بالضفة الغربية.. وإصابة ع ...
- عاجل: مقتل 20 عسكرياً تركياً في تحطم طائرة شحن
- DW تتحقق: منفذ اعتداء الدهس في ماغديبورغ لم يصرخ -الله أكبر- ...
- التوحد وميكروبات الأمعاء: النظام الغذائي يلعب دورا أكبر مما ...
- هجوم ماغديبورغ بألمانيا ـ صعوبة تصنيف توجه المتهم طالب أ. ال ...
- كواليس الخط الساخن... فرانس24 ترصد جهود الشرطة الفرنسية في م ...
- الغابون: السجن 20 عاما مع وقف التنفيذ بحق زوجة الرئيس المعزو ...


المزيد.....

- ثوبها الأسود ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد ابراهيم بسيوني - ماذا يريد ترامب؟