محمد ابراهيم بسيوني
استاذ بكلية الطب جامعة المنيا وعميد الكلية السابق
(Mohamed Ibrahim Bassyouni)
الحوار المتمدن-العدد: 8328 - 2025 / 4 / 30 - 21:41
المحور:
قضايا ثقافية
أزمة عميقة في البوصلة المجتمعية التي كانت سابقاً تضبطها المرجعيات العلمية والدينية والفكرية، لكنها اليوم تُهمَّش لصالح شخصيات إعلامية تستثمر في العاطفة لا في الوعي. ما ذكرته عن انجذاب بعض الفتيات – أو حتى الشباب – إلى خطابات عاطفية سطحية ليس مستغرَباً في ظل تراجع منظومات التربية والقدوة الحقيقية، وغياب إعلام يقدّم مضموناً ناضجاً ومحترماً. الإشكال لا يقف عند حدود شخص بعينه كـ”أسامة منير”، بل هو رمز لظاهرة أوسع: ظاهرة تحويل الإعلام إلى أداة ترفيه وتسطيح بدلاً من أن يكون منصة تثقيف وتنوير. ومشكلة الجهل بالمعلومات الأساسية – كعدد ولايات أمريكا – تعكس اتساع الفجوة بين “الشكل الإعلامي” و”المضمون المعرفي”.
واقعًا مؤلمًا تعيشه مجتمعاتنا، حيث اختل ميزان التأثير، فتقدمت الأصوات السطحية وتوارى أصحاب العلم والفكر والأخلاق، إما بسبب التهميش الإعلامي، أو بسبب صمتهم أمام موجات التفاهة التي صنعتها الشاشات. حين تصبح أزمة الفتاة العاطفية سلعة إعلامية تُعالج بكلام معسول لا يستند إلى علم ولا دين، فاعلم أن المجتمع يتجه نحو هوّة عميقة من الفراغ القيمي. وأسامة منير وأمثاله ليسوا السبب بقدر ما هم نتيجة لهذا الفراغ، فهم ببساطة يملؤون مساحة تُركت خالية بعد تهميش العلماء، وتغييب الأصوات الناضجة، ومحاربة كل من يحاول أن يتكلم بعقل ومسؤولية. الحل لا يكون بالسخرية من أمثالهم فقط، بل ببناء بدائل حقيقية: إعلام يحترم عقل الناس، خطاب ديني متزن قريب من الناس، ومفكرون يُمنَحون المساحة لاجتراح الحلول لا لمجرد التنظير.
#محمد_ابراهيم_بسيوني (هاشتاغ)
Mohamed_Ibrahim_Bassyouni#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟