خيرالله قاسم المالكي
الحوار المتمدن-العدد: 8484 - 2025 / 10 / 3 - 16:24
المحور:
الادب والفن
التنور،
دائمًا يذكّرني بالطوفان.
أمي،
ورائحة الخبز، ولهيب النار،
ذاك هو الطوفان؛
أن أجوع إليكِ، وإلى الخبز،
أن أجوع إلى دفء يديكِ،
وأنتِ تفتّين رغيفًا
يأخذني من جوعي
إلى مائدةٍ خفيّة،
مائدة تشتهيها كفوفكِ،
وتباركها دموع العيون.
رغيفٌ يسدّ جوعي،
ورغيفٌ آخر يحملني
إلى ذاكرة الطين،
إلى خبزكِ الأول
حين كنتِ تنفخين فيه روحًا،
كأنكِ نبيّة من طينٍ ونار.
يا أمي،
أنا جائع للطوفان،
جائع لأن أكون مائدةً
لأفواه الجياع،
ورغيفًا يقتسمه الغرباء،
وظلّ تنورٍ
لا يبرد حتى في الغياب.
الطوفان سلب سريرتكِ البيضاء،
سلب ماءكِ الأول،
سلب شجر النخيل
حين كان يعانق نوافذنا.
لكنه لم يسلب رائحة الخبز،
ولا دفء يديكِ
وهما تعجنان حزن الأرض.
أنتِ الطوفان،
أنتِ رغيف النجاة،
أنتِ رائحة الخبز،
وطعم النار حين تتحوّل
إلى طمأنينة.
أمي،
إذا كان الطوفان ماءً،
فأنتِ ملحه العذب.
وإذا كان الطوفان جوعًا،
فأنتِ شبعه الأبدي.
وإن كان الطوفان غيابًا،
فأنتِ حضوره السرمدي،
المخبوز في ذاكرة روحي
كرغيف لا ينطفئ.
#خيرالله_قاسم_المالكي (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟