أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفساد الإداري والمالي - بشار مرشد - كلمة حق أُريد بها باطل... قراءة تحليلية














المزيد.....

كلمة حق أُريد بها باطل... قراءة تحليلية


بشار مرشد
كاتب وباحث

(Bashar Murshid)


الحوار المتمدن-العدد: 8484 - 2025 / 10 / 3 - 10:14
المحور: الفساد الإداري والمالي
    


المقدمة:

تُنسب مقولة "كلمة حق أُريد بها باطل" إلى الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وقد وردت في نهج البلاغة. تشير هذه العبارة إلى أن الكلمات النبيلة لا تضمن بالضرورة صدق النية أو تحقق الهدف الحقيقي. كثيرًا ما تُستعار الكلمات الطيبة كأقنعة تُخفي أهدافًا نفعية أو مصلحية، مما يجعل التحليل النقدي للنوايا والسياق ضرورة لفهم ما وراء الكلام.

التطبيقات المعاصرة للفكرة:

إن شعارات مثل "الإصلاح"، "الحرية"، و"العدالة" قد تحمل معاني نبيلة، لكنها كثيرًا ما تُستغل لتحقيق مصالح ضيقة، أو لإقصاء خصوم سياسيين، أو لإضفاء شرعية على مشاريع نفوذ خارجية أو محلية.

الإصلاح المفروض من الخارج غالبًا ما يخدم مصالح القوى الداعمة بدلًا من حاجة الشعب والمجتمع.

الإصلاح الداخلي الانتقائي على مستوى المؤسسات قد يُستغل لإقصاء الكفاءات أو لتعزيز نفوذ فئة معينة.


إن القيمة الحقيقية لأي مطلب إصلاحي تُقاس بما يحققه على أرض الواقع، لا بما يُقال فقط.

أمثلة تطبيقية معاصرة:

بعد سقوط النظام السابق في العراق عام 2003، وما بعد 2011 في ليبيا، ارتفعت شعارات الإصلاح والحرية وبناء الدولة الحديثة. بدا في البداية أن المطالب حقيقية، لكنها استُغلت لتثبيت مواقع أحزاب وجماعات نفوذ، مما أدى إلى انتشار الفساد المالي والإداري وضعف المؤسسات وانقسام الدولة.

حتى الانتخابات، رغم كونها شكلاً من أشكال الديمقراطية، غالبًا ما جاءت ضمن إطار المحاصصة الطائفية أو الحزبية، فتقلَّص التمثيل الشعبي، وحمى المناصرون مصالح الزعماء، وصار الفساد أداة للحفاظ على الولاءات.

الدلالة: الشعارات النبيلة وحدها لا تكفي للإصلاح الحقيقي، بل تحتاج إلى مؤسسات قوية، تفصل بين السلطات، وتتبع رقابة منهجية، وتستند إلى إرادة شعبية حقيقية.

معالجة استغلال الشعارات النبيلة:

1. تعزيز الانتخابات والإرادة الشعبية: ضمان أن يكون المطلب الإصلاحي نابعًا من حاجة فعلية ويعكس إرادة المواطنين، مع إصلاح النظام الانتخابي لتقليل المحاصصة الطائفية والحزبية.

2. فصل السلطات والرقابة المستمرة: منع تركيز السلطة، وكشف محاولات تحريف المطالب النبيلة وتحويلها إلى أدوات نفوذ أو فساد.

3. تعزيز الثقافة القانونية والمؤسسية: توعية المجتمع بحقوقه وواجباته لتقليل استغلال الشعارات النبيلة.



الخاتمة:

تؤكد مقولة "كلمة حق أُريد بها باطل" أن الحق، مهما بدا صائبًا أو نبيلًا، يمكن أن يُستغل لتحقيق مصالح ضيقة أو أهداف مصلحية. إذا وقع استغلال الشعارات النبيلة، فإن ذلك يعزز الفساد المالي والإداري ويُعقّد أي محاولة مستقبلية للإصلاح، إذ يتغلغل الفساد في المؤسسات ويصبح منظّمًا ومتوزعًا ومتشعبًا وله مناصرون.

لذلك، تعتبر الإجراءات الوقائية مثل تعزيز الانتخابات، وإصلاح النظام الانتخابي لتقليل المحاصصة، وتعزيز مبدأ فصل السلطات والرقابة المستمرة، وتثبيت الثقافة القانونية والمؤسسية، الضامن الأساسي لبقاء المطالب النبيلة حقًا خالصًا لا مجرد وسيلة لإخفاء الباطل.



#بشار__مرشد (هاشتاغ)       Bashar_Murshid#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأحزاب...من الوسيلة النبيلة إلى الانحراف والتحزب
- الفصل بين الفكرة وذات الإنسان... جدلية النقد والتجريح
- مستقبل الصحافة... بين الحياد والإيحاء الموجَّه
- ادعاء الحكمة بلا تجربة… كالجعجعة بلا طحن
- الدولة الحاكمة وحاكم الدولة… من يواجه العواصف؟
- رواية الحق والتاريخ... الأمواج تهدم قصور الرمل
- التحيّز المعرفي... قصة خيالية هادفة
- رب ضارة نافعة...الغطرسة بداية التهاوي
- دول الاقليم بين التبعية... واستراتيجية التحالف
- الدراما العربية وتشويه التاريخ... عندما يتحول الفن إلى أداة ...
- الهجاء المستتر بالمديح… بهرجة وسط الدياجير
- الوعي غربال... بين المجاملة واللباقة والتملق
- حروب الوكالة... من يدفع الثمن في لعبة الأمم؟
- حوار المعالجات الرقمية...الجزء الثامن
- النظرة السطحية للسياسة... سراب لبعض الكتاب والمحللين
- ريشة ابن خلدون الثاقبة… تكشف زيف أقلام التلوين
- الصبر بين الفضيلة والانتظار القسري...مأساة الإنسان أمام الظل ...
- الانتهازية والغطرسة والنفاق... قراءة عبر العصور
- التواصل الاجتماعي كأداة استخباراتية… والوعي المفقود
- حوار المعالجات الرقمية...الجزء السابع


المزيد.....




- أوقفت عمليات التوصيل ليومين.. أمازون تستأنف عملها بعد اصطدام ...
- الموافقة أو -الجحيم-.. ترامب يُحدد الموعد النهائي لحماس للرد ...
- نزلة برد أم إنفلونزا أم كوفيد؟ هكذا نميّز بينها
- والدة علاء عبد الفتاح:- لم أخش الموت، بل خفت على أبنائي-
- الفل اليمني… عبق يزين الأعراس وينعش الأسواق
- أمنستي: العدوان الوحشي على غزة أطلق نزوحا كارثيا جديدا
- الكويت تدعو للإفراج عن معتقليها بأسطول الصمود ومسقط تعلن إيق ...
- من سيفوز برئاسة وزراء اليابان؟.. مجلة إيكونوميست تجيب
- وفاة مؤثر صيني شهير بعد سقوط مروحيته خلال بث مباشر
- لميس تحدثكم من الجحيم


المزيد.....

- The Political Economy of Corruption in Iran / مجدى عبد الهادى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفساد الإداري والمالي - بشار مرشد - كلمة حق أُريد بها باطل... قراءة تحليلية