أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قضايا ثقافية - اسماعيل شاكر الرفاعي - حين يتواضع الطغاة














المزيد.....

حين يتواضع الطغاة


اسماعيل شاكر الرفاعي

الحوار المتمدن-العدد: 8482 - 2025 / 10 / 1 - 09:14
المحور: قضايا ثقافية
    


1 )
المشهد المثير الذي جرى في البيت الابيض ، والذي شاهده العالم عبر الفضائيات : مشهد سحب الكرسي للرئيس التركي من قبل الرئيس الأمريكي ( ذو الكبرياء الجامح والنرجسية العالية ) ليس من المشاهد المألوفة في ثقافة الغرب الدبلوماسية : انما هي جزء اصيل من ثقافة طغاة الأنظمة السياسية في المشرق العربي والشرق الأوسط …
2 )
لو كان الكرسي : كرسيّ رئاسة او منصب تنفيذي رفيع : لتبادل الاثنان اللكمات من اجل حيازته ، فشراسةً اي منهما لا تقل عن شراسة الآخر في التمسك بكرسي الرئاسة حتى الموت ، وقد سبر كل منهما الوجود الفاعل للدولة العميقة في بلديهما من اجل الإقدام على تغيير بعض بنود الدستور لتأبيد سلطتيهما فجوبها برفض شديد . لقد اصبحت المؤسسات الديمقراطية في بلديهما هي : الدولة العميقة التي تدافع عن التطبيق الفعلي لمفاهيم المواطنة والعلمانية وحقوق الانسان والعقلانية وحق المرأة في امتلاك مشاعرها وجسدها : وهي المفاهيم الأساسية التي يسير عليها قطار الديمقراطية في بلديهما ...
3 )
وقد أضاف كل من الرئيسين - إلى محاولاتهما الدائمة في استطلاع آراء القوى الفاعلة في بلديهما من : قوى ضغط ومتنفذين مدنيين وعسكريين وكبار ضباط الامن والاستخبارات ، وكبار الاقتصاديين والتجار - الكثير من الأساليب والطرق الملتوية : ليفوز ترامب بالحكم من جديد ، وليفوز اردوغان في الانتخابات مرة تلو اخرى منذ ربع قرن : وقد نجحَ الرئيس التركي إلى حد كبير في استعادة الوجه الإمبراطوري القبيح لدولة آل عثمان ، بعد ان مهد لذلك بتغيير النظام البرلماني إلى نظام رئاسي ، وبنى له قصراً على طريقة سلاطين آل عثمان ، ويمتد نفوذه الآن من أعالي النهرين في العراق ، والتحكم بكمية مياه نهري دجلة والفرات ، الى ليبيا وبعض بلدان قارة أفريقيا ، وضربته الاستخبارية في تغيير النظام السياسي في سوريا 2024 ، لا تقل مهارة عما فعلته الاستخبارات الاسرائيلية بمصير حزب الله وإغلاق الباب بوجه التسلل الإيراني . لقد عبّر الرئيس الأمريكي بهذه الحركة المدروسة عن شكره العميق للرئيس التركي الذي اختصر له الزمن وتكلفة الحروب الطويلة وكمية الدماء المسكوبة في تحجيم سلطة ولاية الفقيه ، وإجلاء النفوذ الإيراني من سوريا ولبنان ، مما أضعف بشكل حاسم حشود الحشد الشعبي في العراق …
4 )
ينتمي الرئيس الأمريكي إلى حركة اليمين العالمية التي تعشق طغاة الشرق : وهذا ما عبر عنه ترامب الذي اشاد مراراً بحكمة اردوغان ، وحتى بالرئيسين الروسي والكوري الشمالي وبجلاد الشعب الفلسطيني : نتنياهو . يؤيد ترامب حركة اليمين العالمية في شعاراتها ضد المهاجرين وضد الإجهاض ، ويكذبون تغير المناخ ، وتنطلق فلسفة ترامب الاقتصادية من تثبيت دعائم الحمائية عبر رفع الضرائب على السلع والبضائع والخدمات المستوردة ، ويدعو ترامب إلى فرض السلام عن طريق القوّة ، وطالب بضم الأراضي والجزر وقناة بنما الاستراتيجية ، وهو يلتقي في فلسفته السياسية العامة هذه مع نظرة الرئيس التركي الذي فاق جميع القوى ذات الطموح الإمبراطوري في المنطقة كايران والمملكة العربية السعودية وقطر والإمارات ( لكن يظل مبدأ حق تقرير المصير يؤرق الطغاة الذين يميلون إلى المركزية الشديدة ، ويرفضون الفيدرالية والحكم الذاتي ، وقد استطاع الشعب الكردي ان يحد من غلواء السلطان اردوغان : وان بجعل من مفاهيم الدولة الحديثة نابضة بالحياة في سماء تركيا لما يقدمونه من ابتكارات واجتهادات سياسية في نضالهم المركب وفي طرق ادارة الذات ….
5 )
هل سيشجع الرئيس الأمريكي عودة امبراطورية آل عثمان الإسلامية من خلال دعمه للرئيس التركي ؟
لا توجد لدى امريكا مخاوف تاريخيّة من هذه العودة كتلك التي تحملها الذاكرة التاريخية الاوربية عن دولة الخلافة التي أسقطت القسطنطينية عاصمة الإمبراطورية المسيحية 1453 ، وحولت كنيسة آياصوفيا إلى جامع إسلامي ، وما تلا هذه الحادثة التاريخية من حصار ڤينا سنة 1529 . وإذا ما استمرّ التعاون بين امريكا وتركيا على قص اجنحة الخيال الإمبراطوري الإيرانية المرفرفة منذ عام 1982 في المنطقة ، فكيف سيتم ردم الهوة الفاصلة بين الطموحين التركي والأسرائيلي المتنافسين على التحكم بالمنطقة ، وكيف ستسوي امريكا تناقضاتها مع كل منهما : هل ستتخلى عن نفوذها التقليدي في الخليج وتسلم رقاب العوائل الحاكمة في محميات الخليج إلى اسرائيل او إلى تركيا ؟ …

29 / 9



#اسماعيل_شاكر_الرفاعي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عالم الاجتماع علي الوردي ، وبرنامج : - سجال
- قطر والإخوان وقنابل اسرائيل
- قبائل البدون ومؤتمر التضامن
- اعرف عدوّكَ اولاً
- إمارة قطر مثل الجمهورية الإسلامية :بلا غطاء جوي
- الحشد الشعبي : ظاهرة من ظواهر التخلف
- وصاية الإطار التنسيقي ونتيجة الانتخابات الحرة
- خناق زعاطيط البرلمان العراقي
- حول دعوة الفصائل المسلحة ( الوقحة ) لتسليم سلاحها
- الاخوة في الفن : فكرة عبّد الله سنارة
- سياسة حماس التافهة
- ثورة 14 تموز
- لقحوا سياساتكم بشيء من الإنسانية
- في الذكرى السنوية لعيد ميلادي في الاول من تموز
- نصوص : اولاً ، نص القصيدة
- أطراف الحرب الثلاثة : مَن المنتصر ؟؟
- ايران : البحث عن شرعية جديدة للحكم
- وباء الجاسوسية
- بشاعة حرب اليهود وشيعة ولاية الفقيه
- هل هيأت ايران الخامنئي نفسها ؟؟


المزيد.....




- ترامب بـ-اجتماع الجنرالات-: هناك كلمتان تبدآن بحرف -ن- ولا ي ...
- -من لا يعجبه كلامي ليغادر وسيفقد رتبته ومستقبله-.. شاهد ما ق ...
- السعودية.. تفاعل على تصريح تركي الفيصل بشأن تسمية -الاتفاقيا ...
- ترامب يحدد -مهلة- لحماس للرد على خطته لإنهاء الحرب بينما إسر ...
- دراسة: الروابط الاجتماعية الطويلة قد تبطئ عملية الشيخوخة الب ...
- -جيل زد 212-: استمرار مظاهرات الشباب في المغرب وسط اشتباكات ...
- عقوبات حوثية على شركات نفط أميركية
- الهلال الأحمر القطري يوزع قوارب صيد لدعم الأسر الضعيفة باليم ...
- غزة تحصي مزيدا من شهداء القصف والتجويع في يوم آخر من الإبادة ...
- استطلاع أميركي: لأول مرة زيادة تعاطف الأميركيين مع الفلسطيني ...


المزيد.....

- الحفر على أمواج العاصي / د. خالد زغريت
- التجربة الجمالية / د. خالد زغريت
- الكتابة بالياسمين الشامي دراسات في شعر غادة السمان / د. خالد زغريت
- أسئلة الديمقراطية في الوطن العربي في عصر العولمة(الفصل الساد ... / منذر خدام
- أسئلة الديمقراطية في الوطن العربي في عصر العولمة(الفصل الثال ... / منذر خدام
- أسئلة الديمقراطية في الوطن العربي في عصر العولمة(الفصل الأول ... / منذر خدام
- ازمة البحث العلمي بين الثقافة و البيئة / مضر خليل عمر
- العرب والعولمة( الفصل الرابع) / منذر خدام
- العرب والعولمة( الفصل الثالث) / منذر خدام
- العرب والعولمة( الفصل الأول) / منذر خدام


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قضايا ثقافية - اسماعيل شاكر الرفاعي - حين يتواضع الطغاة