اسماعيل شاكر الرفاعي
الحوار المتمدن-العدد: 8380 - 2025 / 6 / 21 - 18:13
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
تقول التجربة التاريخية بان امريكا واسرائيل ودول إمبريالية اخرى تجيد لعبة صناعة شبكات تجسس في العالم العربي والاسلامي تعمل لاجل مصالحها . وتشير الكثير من الدراسات الموضوعية : الى ان تكرر الانقلابات العسكرية في العراق وسوريا والسودان : يعود إلى نجاح السفارات الامريكبة والبريطانية في بناء شبكة فاعلة من العملاء الذين يقومون بالانقلابات العسكرية في اللحطة التي يطلب فيها ذلك منهم …
في الالفية الجديدة برز دور الاحزاب الدينية ، ومعها اصبح التجسس لامتداداتها الطائفية في ايران او تركيا او دول الخليج مسألة مبررة شرعاً ، مثلما اصبح الفساد المالي ثقافة عامة سائغة …
لكن الغريب ان ايران التي حولت الكثير من شيعة المنطقة إلى جواسيس لها : لم بتمكنوا من مساعدتها في الكشف عن هذا الداء الوبيل الذي يسري في بنية النظام السياسي الحاكم في ايران ، والذي اصبح هو الدولة ، ولا يمكن فصله عنها …
ومنذ الافعال الخطيرة التي الحقتها شبكة التجسس بحزب الله وبحركة حماس ، وقتل شبكة التجسس لاسماعيل هنيّة داخل طهران : لم يكشف النظام السياسي عن حيوية في معالجة أمراضه الداخلية الخطيرة ، وقد تنبأ الكثيرون بعدم قدرة النظام على الاستمرار لفترة طويلة في الدفاع عن اقتصاده الوطني وعن برنامجه النووي والصاروخي …
اصبح التجسس لايران او لأمريكا علامة تشبه طمغة البيتنجانة السوداء على جبين ادعياء التقوى . يتباهى بها ساسة العراق : ثم اصبحت نظاماً سياسياً بكامل ابهته وطقوسه السلطوية في سوريا الجولاني لصالح تركيا وامريكا وقطر …
وبسبب التحسس ، وليس بسبب العبقرية العسكرية : تركت الاجواء الايرانية بلا غطاء جوي دفاعي او هجومي : فهي مكشوفة الآن لغارات الطائرات الاسرائيلية التي تلعب في سماء ايران على هواها ، وتخطط القيادة العسكرية الاسرائيلية الآن علناً : تحت سمع القيادة الايرانية العسكرية والسياسية : لان تحتل المنشآت النووية الايرانية اذا لم تقصفها امريكا …
لا يختلف العراق في انكشاف سمائه للطائرات المعادية ، فتحت تأثير النجسس او نتيجة الشعور بالامان في ظل الجارة الكبيرة ايران : لم تعمد العبقرية العسكرية الخلّاقة لقيادة الاحزاب الدبنية : الشيعية والسنيّة الحاكمة الى بناء قوة جوية رصينة وتفي بالمطلوب …
لا قيمة تاريخيّة لانظمة سياسية اثبتت بنيتها الامنية انها غير قادرة على منع فيروسات التجسس والعمالة من التسرب الى داخلها …
#اسماعيل_شاكر_الرفاعي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟