أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اسماعيل شاكر الرفاعي - وتستمر الهزيمة : ثانياً















المزيد.....

وتستمر الهزيمة : ثانياً


اسماعيل شاكر الرفاعي

الحوار المتمدن-العدد: 8197 - 2024 / 12 / 20 - 11:30
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


وتستمر الهزيمة
الجزء الثاني
1 )
بعد نجاح انقلاب حماس العسكري على سلطة الرئيس المنتخب محمود عباس ،2007 : بدأَ إعلامها يتحدث بمقولات قاطعة عن رعاية " عالم الغيب " لقيادة تنظيم حماس ، وعن الهامه المستمر لها باتخاذالقرارات الضرورية للقضاء على خونة القضية الفلسطينية ( في احد حلقات برنامج شاهد على العصر لعام 1992 الذي يقدمه أحمد منصور على قناة الجزيرة ، تحدث الشيخ أحمد ياسين - بثقة الملهمين - عن زوال اسرائيل المؤكد عام 2027 . ولم يتأخر أمين عام حزب الله عن المشاركة في هذا الجهد : فقدم لنا رأيه في محاضرة مصورة أكد فيها هذا الزوال ، مستشهداً بآيات قرآنية ، متباعدة المعاني والدلالات ، ولكنه تمكن من تقريب دلالاتها ومعانيها ، وجعلها تنطق بمعنى واحد : هو زوال دولة اسرائيل المؤكد : مستخدماً منهجاً خاصاً في التأويل لا يخلو استخدامه من الهام سماوي ) …
2 )
اذن تؤكد استنتاجات قادة المقاومة الاسلامية : الزوال الحتمي لدولة اسرائيل ، وكثيراً ما يتم الاستشهاد بنظرية ابن خلدون عن أطوار الدولة وانهيارها الحتمي في الطور الخامس ( بعد حوالي 80 سنة من تأسيسها ) بسبب من تآكل عصبية المؤسسين : لتأكيد هذا الزوال .
- وانطلاقاً من هذه الحتمية اعتنق بعض قادة حماس : استراتيجية اعادة بناء حماس على أسس مشابهة لاسس بناء الجيوش النظامية : لتصبح جاهزة للانقضاض على الجيش الاسرائيلي بضربة واحدة قاضية ، فالجيش ، وليس تنظيمات المقاومة ، وحده القادر على تحقيق النصر ، وقد وجد هذا اللون من التفكير الاستراتيجي دعماً خارجياً : ومن خلال هذا الدعم قامت حماس بحفر سلسلة من الأنفاق لإخفاء معسكرات التدريب الثابتة التي يتطلبها تدريب الجيوش النظامية ، ولخزن الأسلحة ، ولاقامة أكاديميات عسكرية يستظهر طلبتها العلوم العسكرية الجاهزة ، ويعتمدون على خبرتها القتاليّة : كبديل جاهز عن خبرة الميدان اليومية وسط جماهير غزة والضفة والداخل ..
3 )
استغرق تحول حماس إلى جيش نظامي سنوات طويلة امتدّت من لحظة التوقيع على معاهدة السلام في أوسلو 1993 إلى لحظة اليقين بانها أصبحت جيشاً نظامياً مؤهلاً للهجوم . فأطلقت قيادتها العسكرية في غزة معركة : طوفان الأقصى 2023 . لم يجبر احد حماس على الخروج من شكل التنظيم المقاوِم الذي يتميز بالرشاقة وسرعة الحركة ، وبقدرة عالية على المناورة : لمساعدة الفلسطينيين على اكتشاف أساليب جديدة لنضالهم اليومي المتواصل ( وهذه هي الصفات التي كانت عليها حماس وجعلت منها طاقة خلاقة خلال انفجار بركان انتفاضة الحجارة ) لكن حماس رفضت التقيد بالمضمون السلمي لاتفاقية أوسلو ، وباشرت تدريب كوادرها : نظرياً ، على استيعاب منطق حتمية زوال دولة اسرائيل ( وهذا ما يفسر لنا كثرة المحاضرات التي تتحدث عن الزوال) وتدريبهم عمليا على وضع كل شيء في سياق إنجاح المعركة الحاسمة : وشيكة الوقوع ، والتي ستعيد النبض والحيوية إلى المعارك الحاسمة للمجاهدين في صدر الإسلام وفي الحروب الصليبية …
4 )
في هذه الفترة 1993 - 2023 ، كان التركيز على النشاط العسكري ، قد تم على حساب نشاطات المقاومة الأخرى : الإنسانية والثقافية والاقتصادية والاجتماعية ، التي من دونها تتحول مقاومة الاحتلال إلى اعتداء وبالتالي إلى أرهاب ،. ( تجنبت حماس الاشتغال على مفهوم الثورة الثقافية ، التي رافقت جميع المقاومات الناجحة.: من مقاومة الشعوب الهندية بقيادة المهاتما غاندي إلى مقاومة شعوب جنوب إفريقيا بقيادة نيلسون مانديلا ، التي قادها مانديلا بنفسه من وراء قضبان سجنه . وكانت مقولاتها الأساسية : التسامح ، ورفض العنف ونبذ الثأر ، لكن حماس وجميع اركان المقاومة الإسلامية : لم يستطيعوا الاجتهاد امام حضور النص وامام التراث الفقهي الهائل حول الجهاد ) …
5 )
تتطلب مقاومة الاستعمار الاستيطاني بالضرورة نمطاً خاصاً من المقاومة ، من سماتها الالتصاق وعدم الانفصال عن نضال جماهير الامة ، لكن حدث العكس في علاقة المقاومة الفلسطينية بجماهيرها : اذ انها انفصلت علناً واحتكرت المقاومة . كما فعلت قبلها فتح ، وكما احتكر حزب الله المقاومة ، وطرد جميع المقامين من احزاب أخرى من الجنوب . وسلكت حماس سلوكاً أفصحت من خلاله انها بديل عن نضال الامة ، ووصية على الامة وعلى نضالها . والحقيقة ان الشعب الفلسطيني يتحمل جزءً من مسؤولية هذا الانفصال وهذه الوصاية : فقد كان ياسر عرفات في أوسلو وقبلها وبعدها يفاوض بصلاحيات مطلقة ( وجميع الممثلين لم يكونوا كذلك بل تم تعيينهم ) وبغياب كامل لوجود رأي لشعب فلسطين بلورته اللجان السرية والعلنية في الضفة وفي غزة وفي الداخل وفي الشتات . وسارت حماس على المنوال نفسه النافي لوجود شعب فلسطيني : له رأي في كل ما يجري . ومسؤولية استكناه هذا الرأي تقع على عاتق تنظيمات المقاومة ، وقد تحررت هذه التنظيمات من هذا العبء ، وذهبت إلى المفاوضات او الى الحرب وهي تمثل نفسها كأنها هابطة من السماء وليس لها شعب . اليس مخجلاً ان تقوم حماس على طريقة الغزو بخطف مجموعة من الاسرائييليين لكي تقايضهم بإطلاق سراح أسرى ؟ وقد فتلت اسرائيل دونهم : 50 ألف من المدنيين والقتل مستمر ، يحدث هذا لان الشعب الفلسطيني : غيّب نفسه عن يكون له رأي بتقرير مصيره . حماس لا تعترف بوجود شعب ، ولا تسمح له بمحاسبتها على هذه النكبة…
6 )
مقاومة الاستعمار الاستيطاني : فعل جماعي شامل : حققه الشعب الفلسطيني في انتفاضة الحجارة : اذ شاركت فيها كل طبقات الشعب الفلسطيني وجميع فئاته ، لكن ما هو غير قابل للتصديق ، وغير عقلاني ان يتم التخلي عنها في ذروة عطائها الذي تكلل بالوصول إلى اتفاقية أوسلو 1993 وهو إنجاز يُحسَب لأبي عمار ولفريقه المفاوض : لكن حماس المقيدة بنصوص مقدسة ، وبتراث فقهي ضخم ومتشعب : والتي تحسب الساعات لموعد حلول الزوال . ابتعد قادتها عن اي حلول سلمية او حوار : وقد ترافق هذا الابتعاد التخلي عن العمل الجماهيري وصناعة الانتفاضات والعصيانات المدنية وطرد الحضور العسكري الاسرائيلي من الشوارع والساحات العامة …
7 )
بعد معركة طوفان الأقصى ستصبح حماس شريكاً للسلطات العربية في انتاج واحدة من اخطر ظواهر الاجتماع السياسي ، وهي ظاهرة الامتناع عن مقاومة المحتل . وقد ضرب الجيش العراقي مثالاً بارزاً على هذا الامتناع 2003 ، وسترفض مقاومة الشعب الفلسطيني ان تكون خاضعة لاوامر. التنظيمات التي فرطت بكرامتها وإنسانيتها وحولتها إلى قطيع يتحرك على أوامر عصا نتنياهو ، وأحدث مثال على هذا التباعد والافتراق بين السلطة وبين محكوميها يتمثل بما حدث ويحدث الآن في سوريا التي امتنع جيشها عن القتال دون المدن الكبرى لأنه آمن بان الدفاع عنها هو دفاع عن عائلة أذاقته وأذاقت شعبه الذل والهوان منذ نصف قرن …
يتبع
لويزيانا - ك/ 1



#اسماعيل_شاكر_الرفاعي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أَنا اخترتُ
- ورحل طاغية آخر
- تداول السلطة على الطريقة السورية
- موقف التيار الصدري : موقفاً صحيحاً
- وتستمر الهزيمة
- بعض مفاهيم المقاومة الإسلامية
- المقاومة والمقاومة الإسلامية
- أنا إنسان
- أنا حزين
- ضاحية بيروت
- ترجم الموروث الديني والأدبي
- الفردانية وولاية الامة على نفسها
- إعصار فرنسيس
- الكتابة إلى الذات - الجزء الثالث -ابتكارالكتابة
- رسائل إلى الذات - الثالث - ابتكار الكتابة
- الكتابة إلى الذات : الابتكار / الجزء الثاني
- الكتابة إلى الذات
- الرد الايراني
- ايران في وردة
- ايران واسرائيل


المزيد.....




- بعد أيام من التوتر.. شيوخ السويداء وقادة الفصائل يصدرون بيان ...
- مصدر لـCNN: تأجيل الجولة الجديدة من المفاوضات النووية بين أم ...
- إيلون ماسك باق على رأس تسلا: مجلس إدارة الشركة ينفي بحثه عن ...
- إرجاء المحادثات النووية بين طهران وواشنطن... هل تنعقد الأسبو ...
- تهديد جديد شديد اللهجة من وزير الدفاع الإسرائيلي للشرع دعما ...
- هيئة البث الإسرائيلية: مئات الجنود الدروز يستعدون لتقديم مبا ...
- -كتائب القسام- تعلن تنفيذ عملية مركبة في شارع الطيران بحي تل ...
- مخاطر الاستخدام الخاطئ لسماعات الرأس والأذن
- مخاوف عراقية من حرب إيرانية أمريكية
- ترامب يهدد كل من يشتري نفطا من إيران بفرض عقوبات ثانوية


المزيد.....

- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اسماعيل شاكر الرفاعي - وتستمر الهزيمة : ثانياً