هل يقبل احمد الشرع الحلقة التلفزيونية التي اعدها الإعلامي احمد منصور عنه

اسماعيل شاكر الرفاعي

الحوار المتمدن-العدد: 8198 - 2024 / 12 / 21 - 14:07
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

https://www.google.com/search?q=قناة+سكاي+ هل يقبل احمد الشرع : حلقة احمد منصور التلفزيونية عنه ؟؟

فرغتُ تواً من مشاهدة الحلقة الأولى من سلسة حلقات متلفزة : اعدها الإعلامي المعروف أحمد منصور عن أحمد الشرع قائد هيئة تحرير الشام ( ابو محمد الجولاني ) ، فأصابني الخوف واستبد بي قلق شديد على شعب سوريا العظيم مما هو آت …

ذلك ان الصفات التي استخلصها أحمد منصور من دراسته لسيرة وشخصية أحمد الشرع التي استغرقت 9 سنوات ( اللقاء الاول بينهما تم عام 2015 ) لم تحمل جديداً : فجميع الصفات التي عددها : كانت وما زالت جزءً من ثقافتنا المكرسة لصناعة الدكتاتورية والإستبداد التي نرضعها منذ الولادة مع حليب امهاتنا …

يتمتع البطل في المخيال الجمعي ، وفي الفلكلور الشعبي والحكايات المتوارثة بقدرات خلاقة تصل حد الإعجاز : وهي التي تطرز ملامح البطل الشرق أوسطي : من سرجون الأكادي إلى موسى النبي إلى حافظ وبشار الأسد وصدام حسبن ، لقد رسم لنا أحمد منصور ملامح احمد الشرع البطل - المعجزة : بفرشاة وألوان وخطوط مستعارة من الثقافة العربية الموروثة التي تمنح البطل ( الملك او الرئيس او الأمير او القائد العسكري ) من الصفات ما لا تمنحه للبشر الآخرى ، لكي ترتفع به من شرطه البشري إلى مستوى اعلى من البشر : فيكون فوق القانون وفوق المحاسبة ويفعل ما يشاء …

اما باقي الصفات التي استخلصها أحمد منصور من سيرة حياة أحمد الشرع فهي لا تخرج عن صفة : القائد الضرورة : وهي من الصفات الشائعة في ادبيات حزب البعث في سوريا والعراق . فالقائد الضرورة هو المنقذ الذي ترسله السماء في لحظة تاريخيّة لكي ينقذ قومه المشرفين على الهلاك ويقودهم من الظلمات إلى النور …

لكن صورة أحمد الشرع لا تكون دقيقة ومطابقة لصورة البطل في المخيال الجمعي : إذا لم تكن بريئة من كل ذنب ، طاهرة من الاعتداء والاغتصاب ، ولم تتورط في قتل او اراقة دماء : ولهذا لا تتضمن الحكايات التي تروي لنا حياة الأبطال : تاريخًا متصلاً : إنما نجد دائماً فترات انقطاع لا ذكر فيها لشيء من تاريخ البطل : وهذا بالضبط هو ما فعله الإعلامي احمد منصور : اذ قدم لنا البطل : قائد الجيوش : وهو في العقد الثالث من عمره : اما قبل الثلاثين من عمر البطل : فأحمد منصور يلتزم الصمت ، ولا ينطق ببنت شفة . وهذا الذي فعله منصور ينسجم تماماً مع صناعة البطل في الثقافة السياسية العربية وفي موروثها الحكواتي : فهناك فترة ضائعة في حياة كل بطل : يعتمد على غيابها او بالأصح تغييبها : تكامل رسم صورة البناء الدرامي للبطل( لان ذكرها يمنع الناس من تصديق أنهم امام صورة لبطل) …

لو كان أحمد الشرع كما وصفه الإعلامي أحمد منصور قارئاً نهماً للتاريخ ، ولتاريخ الشام بوجه خاص : لذكر له بان تاريخ العروبة والإسلام : منذ الفتنة الكبرى : قبل اكثر من 1400 سنة ، هو تاريخ حروب اهلية مستمرة بين السلطات القائمة وبين معارضتها المسلحة دائماً ، وقد اثبت أحمد الشرع نفسه استمرار تاريخ الفتنة : وهو يقود كتائبه المسلحة ويغزو المدن السورية تباعاً . ولو كان احمد الشرع : يستخلص العبر العظيمة من التاريخ ، كما ذكر ذلك عنه الإعلامي احمد منصور ، لآكد له بان التاريخ العربي لم يبدأ الّا حين يعي العرب أهمية الخروج من تاريخ الفتنة واستبداله بالنضال من احل التأسيس لتاريخ الحرية . الذي يبدأ: حين تبلغ الشعوب العربية مرحلة سن الفطام : وتستعمل أصواتها بدل سيوفها في اختيار سلطاتها السياسية ،…

لويزيانا ، مساء 20 / 12 / 2024

#اسماعيل_شاكر_الرفاعي (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل